رمضان حمزة محمد
باحث
الحوار المتمدن-العدد: 6927 - 2021 / 6 / 13 - 18:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حاليًا خزانات السدود العراقية عند أدنى مستوى لها منذ ملؤها خلال الأعوام السابقة ، مما يشير الى نقص المياه في عمود نهري دجلة والفرات، اللذين يوفران المياه إلى 40 مليونًا في العراق
الظروف الجافة هي الأسوأ منذ ما يقرب من 20 عامًا عبر عمود هذين النهرين ، والتي هي المصدر الرئيسي لمياه الشرب والري لسكان العراق.
تدهورت الأوضاع المائية عبر عمود النهرين منذ اكمال وتشغيل تركيا سد أتاتورك على نهر الفرات العام 1990 وإكمال وتشغيل سد إليسو في العام 2020. وكذلك إكمال إنشاء وتشغيل مجموعة السدود الايرانية على روافد نهر دجلة العام 2021 . مع قلة الهطول المطري .وارتفاع درجات الحرارة. مما زاد من شدة وتواتر فترة الجفاف إلى "أسوأ جفاف" .
التوقعات لتدفق النهرين لا تشير الى إطلاقات مائية من دول الجوار تركيا وايران بالرغم من أن تركيا تحاول بين الحين والآخر مغازلة الحكومة العراقية والموافقة على استقبال وفد عراقي للتباحث حول المياه ، لذا فمن المعقول ، وربما من المحتمل أيضًا ، أن يزداد الوضع سوءًا هذا العام والأعوام المقبلة.
يعود فهم وشرح عمق الجفاف لتعكس الحالة الحالية لعمود نهري دجلة والفرات ، حيث وبالرغم من إعلان تركيا من أن أجزاء من الحوض العلوي تعرضت الى حالة جفاف . إلا أن أداء الحوض السفلي (العراق كدولة مصب) في حالة جفاف شديدة وبحالة استثنائية ويعاني العراق حاليًا من ظروف جفاف شديدة إلى استثنائية ، تنذر بكارثة إنسانية.
"إن موجات الجفاف التي تشهدها المنطقة أصبحت أكثر شدة بسبب ارتفاع درجة الحرارة ، لأن الزيادة في درجات الحرارة تعمل على تقليل الرطوبة من الغابات وحقول المحاصيل بكثافة أكبر. لذلك يتطلب الجدية في إتخاذ القرارات الحاسمة بشأن الملف المائي في العراق وليس إنتظار تصريحات وتغريدات المسؤلين من الحكومة التركية والايرانية لحل مشكلة المياه مع العراق..؟
بل إيلاء الجدّية التامة في اتخاذ قرار بتدويل ملف المياه في العراق مع تركيا وايران او حتى التلويح به الذي سيكون له بعده الكبير في توقيته وظروف إطلاقه وشكل في الواقع لإضاءة الإشارة الحمراء الضمنية لهم.؟
لأنه إذا تفاقمت الأزمات المائية في العراق فانها ستتحول الى كوارث إنسانية لا سامح الله ... فهذا يعني انزلاق البلاد نحو فوضى ناشئة عن الازمات المعيشية والخدماتية والصحية والاجتماعية والذي سيثير قلقاً على كيان الدولة واستقرارها السياسي بسبب التحكم الشبه الكامل لدول الجوار المائي كل من تركيا وايران على تصاريف المياه المشتركة التي تدخل الحدود العراقية...باختصار فإن السنوات القليلة المقبلة تبدو مفصلية بكل ما للكلمة من معنى استناداً الى المواقف الحاسمة التي إتخذته دول الجوار المائي كل من تركيا وايران والذي لا مغالاة في القول ان هذا الموقف سيرسم بدوره مصير الفصل الأخير من جفاف عمود نهري دجلة والفرات وروافدهما.
#رمضان_حمزة_محمد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟