أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المسعود - حين يرفض الفنان أن يكون مطبلاً للحاكم ؟؟














المزيد.....


حين يرفض الفنان أن يكون مطبلاً للحاكم ؟؟


علي المسعود
(Ali Al- Masoud)


الحوار المتمدن-العدد: 6924 - 2021 / 6 / 10 - 15:16
المحور: الادب والفن
    


يعلم الجميع قصة معاناة المطرب الكبير الراحل محمد فوزى مع نظام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والتي انتهت بتأميم شركته الأولى في مصر لصناعة الأسطوانات ومنعه من الظهور تدريجيًا في أعمال فنية ، إلى أن توفى متأثرًا سنة 1966، وتظهر مع مرور الوقت بعض الوثائق والشهادات التي تشير إلى أن سبب معاناة " محمد فوزي" مع النظام كانت بسبب إصراره على عدم الغناء للرئيس عبد الناصر . استيقظ محمد فوزى ذات يوم فى يوليو 1961 وذهب لشركته مصر فون فوجد ضابطاً يجلس على مكتبه واضعاً ساقيه فوق المكتب وأخبره بأنه تم تأميم الشركة والمصنع وسيتم صرف راتب شهرى له لفترة.. وخصصوا له مكتباً فى آخر الممر عبارة عن 2 متر × 1،5 متر، حيث اعتاد عامل البوفية تقديم الشاى والقهوة بجوار دورة المياه وألقوا بصورته التى تزين المدخل فى الحمام!!. وعل أثر هذا التصرف الهمجي والاهانة المقصودة دخل الفنان" محمد فوزي" في نوبة اكتئاب حاد عندما لم يهتم احد بوطنيته وما قدمه للبلد ورغبته فى دعم الاقتصاد الوطنى. وما زاد من ألمه أن شركة أخرى (صوت الفن) المملوكة للعندليب وموسيقار الأجيال لم يمسسها سوء! . ومما يذكر أن محمد فوزي استطاع تأسيس شركة مصرفون لإنتاج الأسطوانات وفرغ نفسه لإدارتها، وكانت ضربة موجعة لشركات الأسطوانات الأجنبية التي كانت تبيع الأسطوانة بـ90 قرشاً حينذاك، بينما كانت شركة فوزي تبيعها بـ35 قرشاً فقط، وأنتجت شركته أغاني كبار المطربين في ذلك العصر مثل أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وغيرهما. ونصحة المقربين لة و بعض أحبائه أن يقدم أغانى وطنية للزعيم فربما يرفعون عنه هذه المصادرة . جاءته الفرصة فى حفل يوليو 1963 بنادى ضباط الزمالك ووقف يغنى (بلدى أحببتك يا بلدى.. حباً فى الله وللأبد).. لم يغن كالآخرين.. ونزل من على المسرح دون إشارة واحدة للقائد الملهم . كشف الإعلامي محمود سعد في حديث عن قصة معاناة محمد فوزي في برنامج "باب الخلق" على قناة النهار، الكثير من الوقائع التي استقاها من زوجته الراحلة مديحة يسري، رفيقته في اللحظات الأخيرة لحين وفاته، والمطلعة على الكثير من الأسرار، ناقلا عن سمراء النيل واقعة تقول فيها: "بعد التضييق على محمد فوزي ومصادرة ممتلكاته لرفضه الغناء لجمال عبد الناصر، طالبه مقربون منه باتقاء شر النظام والغناء لعبد ناصر" . وجاءت الفرصة لمحمد فوزي للمشاركة بالغناء في حفل عيد الثورة أمام الرئيس جمال عبد الناصر سنة 1963، وغنى في الحفل كلا من عبد الحليم حافظ، وأم كلثوم، أغاني وطنية فيها اسم الرئيس ناصر، ولكن محمد فوزي لم يستطيع تقديم هذا النوع من الأغاني، وقرر الغناء للوطن، وقدم أغنيته الشهيرة "بلدي أحببتك يا بلدي"، وكانت بصوت حزين لما تعرض له من مآسي . وبعد انتهاء الحفل، تعرض "فوزى" لحالة هجوم شديدة من أصدقائه ، لعدم انتهاز الفرصة والغناء لجمال عبد الناصر، إلا أنه أخبرهم بعدم قدرته على الغناء لشخص وإيمانه بالغناء للوطن فقط وتأييده لثورة 23 يوليو، ثم تمكن المرض من محمد فوزي، وانخفض وزنه من 77 كيلو إلى 40 كيلو، لدرجة أن ابنه الصغير كان يحمله ويتحرك به في المنزل، وفق ما قالته الراحلة مديحة يسري، ثم توفى متأثرًا من الظلم وليس المرض عام 1966 ، رحل " محمد فوزي " مفلس ومريض ، وقد طالب البعض من أصدقائه الشرفاء الدولة بالتدخل لعلاجه.. لكن لأنه ليس من ( المطبلين ) أو جوقة المداحين ، تأخر قرار العلاج وصدر بعد فوات الأوان . المهم جاءت النكسة ولم يجدوا أغنية يذيعونها عام 1967 لأن كل الأغانى يرد بها اسم (جمال) وأنقذتهم أغنية فوزى «بلدى أحببتك يا بلدى» عرفها الناس بعد وفاته وأدركوا أن الوطنية ليست بأشخاص ولا قصائد أو شعراء.. الوطنية إحساس ، وقال الإعلامي محمود سعد، إن الفنانة الراحلة مديحة يسري أخبرته أن الإذاعة المصرية عقب وقوع نكسة 5 يونيو 1967 كانت في ورطة وتريد دارالإذاعة تشغيل الأغاني الوطنية لمواكبة الحدث المفزع، فلم تستطع إذاعة أغاني عبد الحليم وأم كلثوم، لما تحتويه من إشادة بجمال عبد الناصر، ولم تجد أمامها سوى أغنية "بلدي أحببتك يا بلدي" لمحمد فوزي، لينتصر على بطش نظام عبد الناصر بعد وفاته . ويكشف المؤرخ والناقد السينمائي المصري أشرف غريب بالوثائق، أسرار "اضطهاد" نظام الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر للفنان محمد فوزي، أحد أساطير الفن الغنائي والسينمائي في مصر ، في كتابه الجديد "محمد فوزي الوثائق الخاصة " يكشف غريب عن أنه رغم أن فوزي "لم يكن حتى من هواة الكلام في السياسة فإنها أحرقته، ولم يدرك ذلك إلا متأخر" . وينقل المؤلف عن رواية روتها له شخصيا الفنانة الراحلة تحية كاريوكا ملخصها أنها تلقت تهديدات صريحة من شعراوي جمعة وزير داخلية نظام عبد الناصر، بأن تكف عن الكلام في موضوع علاج فوزي ومطالبتها الدولة بأن تتحمل النفقات. ويضيف غريب أن أم كلثوم تدخلت( حسب رواية تحية) لدى عبد الناصر وأقنعته رغم محاولات سامي شرف قطع الطريق عليها، بإصدار قرار بسفر فوزي للعلاج بأمريكا. وصدر القرار في 9 ديسمبر/ كانون الأول عام 1965 أي بعد نحو أربع سنوات من بداية خطوات تأميم كل ممتلكات محمد فوزى ودخوله في دوامة المرض . وبعد نحو 11 شهرا ، توفي الفنان ذو الشعبية الكبيرة عن 48 عاما، وشارك عشرات الألوف في الجنازة، يقول غريب "المدهش أن د . عبد القادر حاتم ( وزير الإرشاد القومي في ذلك الوقت) الذى ماطل طويلا في علاج محمد فوزي على نفقة الدولة كان على رأس المشيعين ". ويؤكد أن" فوزي "عاش غير محب للسياسة لكنه انكوى بنارها. فقط كان محبا لبلده ومصلحة هذا البلد ، ولذلك آمن بثورة يوليو حتى لو لم تؤمن به هذه الثورة وساند مشاريعها وتوجهاتها حتى لو لم يلق المساندة من قادتها . الفنان الراحل محمد فوزى لم يكن معادياً لناصر أو الثورة، لكنه لم يكن مطبلاً أو مداهناً..



#علي_المسعود (هاشتاغ)       Ali_Al-_Masoud#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - نافذة الجيران- فيلم قصير يكشف النوازع البشرية والحنين الى ...
- معاناة ألانسان الفلسطيني في حياته اليومية يشرحها للمشاهد الف ...
- -الرجل الاكثر مطلوبا- فيلم يتناول المؤامرات والصراعات التي أ ...
- مسلسل - ليوناردو- يقدم صورة ثلاثية الابعاد عن حياة الرسام لي ...
- فيلم - ليمبو- يسلط الضوء على جوانب جديدة في قضية اللاجئين وي ...
- فيلم -جرح أمي- استذكار لمأسي النساء في العالم اثناء الحروب و ...
- مسلسل - طهران - حرب العقول المشتعلة بين إيران وإسرائيل
- (ميلادا) فيلم يجسد حياة المناضلة ميلادا هوراكوفا ومحاكمة للم ...
- ألاغنية التي قتلت بيلي هوليداي يكشفها فيلم-الولايات المتحدة ...
- -الرجل الذي باع جلده - فيلم يتعامل مع التسليع الفني ورحلة ال ...
- الجلوس في طي النسيان- فيلم سلط الضوء على مأساة جيل ال(وندراش ...
- الدروس الفارسية - فيلم يسلط الضوء على استخدام اللغة والذاكرة ...
- البحث عن الهوية والتنقيب عن الجذور في الفيلم الفرنسي-الحامض ...
- فيلم ( الصوت النائم ) ينتصر لنضال المرأة في العالم بشكل عام ...
- قصة حياة شاعرعظيم ناضل ضد أنظمة الظلام والتخلف في فيلم - موس ...
- الفيلم الأرجنتيني - العشيرة - يتناول مخلفات الحكم الديكتاتور ...
- فيلم -الموريتاني” يدين معاملة حقبة بوش للمعتقلين ويكشف الجان ...
- الفيلم الدنماركي - في عالم أفضل - درس أخلاقي في التسامح ونبذ ...
- الفيلم الجيكي-الدجال - توثيق لمرحلة من تاريخ جيكوسلوفاكيا
- رائعة - أندريه كونشالوفسكي فيلم-الرفاق الأعزاء- تسلط الضوء ع ...


المزيد.....




- السعودية.. رحيل -قبطان الطرب الخليجي- وسط حزن في الوسط الفني ...
- مصر.. كشف تطورات الحالة الصحية للفنان ضياء الميرغني بعد خضوع ...
- -طفولة بلا مطر-: المولود الأدبي الأول للأكاديمي المغربي إدري ...
- القبض على مغني الراب التونسي سمارا بتهمة ترويج المخدرات
- فيديو تحرش -بترجمة فورية-.. سائحة صينية توثق تعرضها للتحرش ف ...
- خلفيات سياسية وراء اعتراضات السيخ على فيلم -الطوارئ-
- *محمد الشرقي يشهد حفل توزيع جوائز النسخة السادسة من مسابقة ا ...
- -كأنك يا أبو زيد ما غزيت-.. فنانون سجلوا حضورهم في دمشق وغاد ...
- أطفالهم لا يتحدثون العربية.. سوريون عائدون من تركيا يواجهون ...
- بين القنابل والكتب.. آثار الحرب على الطلاب اللبنانيين


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المسعود - حين يرفض الفنان أن يكون مطبلاً للحاكم ؟؟