|
صلاج السعدني - قراءة في فن التمثيل المصري 1
أبو الحسن سلام
الحوار المتمدن-العدد: 6922 - 2021 / 6 / 8 - 18:59
المحور:
الادب والفن
صلاح السعدني - قراءة نقدية منتجة 1- - فن التمثيل في المسرح المصري- د. أبو الحسن سلام في حياتنا المسرحية المصرية ، عشنا عالما من الإمتاع والإقناع من خلال جهود أداء رواد فن التمثيل وإبداعاتهم في تجسيد أنواع التنوع والتعدد في تمثيل كل منهم لعشرات الأدوار المسرحية وعشرات الأدوار السينمائية ، ومهارات كل منهم في انسيابية التلوين الشعوري ؛ القابض على العاطفة الحاكمة لدوره ، والممسك بلجم اللحظات الشعورية في دور الشخصية ؛ تعبيرا عن جوهر ما تشعر به فيما بين لحظة شعورية ولحظة شعورية تالية لها ، على امتداد جوهر ما تريده الشخصية وتكييفه لتلك الإرادة هكذا تبلورت جهود كل من ( جورج أبيض ، فاطمة رشدي ، نجيب الريحاني ، على الكسار، يوسف وهبي ، أمينة رزق ، ماري منيب ، ميمي شكيب ، أحمد علام ، زكي رستم ، سراج منير، حسين رياض حمدي غيث ، عبد الله غيث ، محمود مرسي ، سميحة أيوب ، سناء جميل ، توفيق الدقن ، يحيي شاهين ، حسن البارودي ، شفيق نور الدين ، محمود ياسين ، نور الشريف ، توفيق عبد الحميد ، صلاح السعدني ) في أدائهم المسرحي ، وفي أدائهم على الشاشة أو عبر الراديو . من بين أحفاد الريادة في فن التمثيل المصري أقف عمد أربعة إسماء هي النجوم اللألئ في عالم التمثيل منذ بداية الربع الأخير من القرن العشرين وهم الفنان ( أحمد زكي) ولقنان ( توفيق عبد الحميد) والقنان ( هشام عبد الحميد) والفنان ( صلاح السعدني) . وقفات أربع أحيي فيها وضوح هوية قن كل منهم عبر مسير تاريخه القني المتميز والمتنوع متنقلا بين الأدوار التمثيلية المتباينة في المسرح وفي فنون الشاشة وفي فنون الراديو يتلون كل منهم بلون الشخصية التي تسكنه ويسكنها روحا نابضة في جسده يشع بهجة وصدقا قي تحسيد دوره بمكياجه الداخلي أ من وراء قناع حالة تشخصيه لشخصية دور داخل دوره مع قدرة عجيبة وطاقة غريبة ينساب خلالها إيقاع روح الشخصية الاستطرادية متوالدة من روح الشخصية الأساسية عبر منحنيات الخط الدرامي في الحدث مع إنسيابية في مسير العودد إلي مجري تحسيد شخصية دوره الأساس . ولأن كل من خؤلاء النجوم الكبار يشكل عالما متفردا في فن أدائه ؛ لذا وجدت من الضرورة تقديرا لهذا التفرد أن أخص كل نجم منهم بمقال عن خاصية أسلوبه في الأداء ؛ ولأن مسيرة كل منهم الفنية تشكل سفرا من ىأسفار الإبداع التمثيلي ما بين المسرح وفنون الشاشة والراديو ؛ لذا سأقف عند نموذج أو نموذجين من أحد أدواره التي طبعت بطابع أسلوبه في الأداء . وقد اخترت الوقوف أولا عند القنان صلاح السعدني ، الذي أعدّ أداءه لدور ( العمدة سليمان الغانم ) في مسلسل أسامة أنور عكاشة وإسماعيل عبد الحافظ : ( ليالي الحلمية) أظرف أداء لدور ( العمدة) في فنون الأداء التمثيلي المصري . تمثيله لدور العمدة محفور في ذهنية المشاهد العربي لا المصري فحسب ؛ فقد تميز بخاصية أسلوب ساخر متمثلا روح القلاح المصري الذ دأب وفق عادته غلي مقابلة كل ما يواجهه من أمور لا يرضي عنها بالسخرية في تعبير بسيط رشيق يشف عن روح مقاومة متقنعة ومراوعة أحيانا عند مواجهة من هة أقوي منه أو جريئة في حالة الندية مع الخصم ، وقد كان سليمان الغانم الفلاح الفصيح الساخر في حياته وفي يلوكه داخل أسرته وخارجها ‘ذ كان ندا للباشا . تميز أسلوبه التمثيلي بأسلوب المعايشة فتلبس دور العمدة قبل الباشوية وبعدها وأمسك بلجم إيقاع الشخصية الريفية الساخرة – شخصية الريفي الذي ركب دماغه طوال الوقت الآمر الناعي في أهله باعتباره كبير عائلته من ناحية وباعتباره العمدة صاحب الشخصية المطاع أمرها عن رضا وطيب خاطر . لقد أأدي السعدني شخصية العمدة سليمان الغانم في مواقف معاداته لسليم باشا ( يحيي الفخراني) أداء لا يسكنه روح العدا × قلا يشعر المشاهد نحوه بمشاعر النفور لشراسة مواجهته للخصوم ، حتي في مواقف الشر في مواجهة الباشا سليم لا يشعر المشاهد بأنه شرير وأن فعله وردود أفعاله في مواجهة خصمه صادرة عن كراهية أو عن حقد ؛ بل هي روح المنافسة بين صديقين ، لا بين عدوين ، كان أداؤهما مع كأداء لاعبين في مباراة المصالح المتعارضة والمتنافسة بين ممثلي طبقتين ، طبقة الرأسمالية الصناعية والرأسمالية الريفية رأسمالية (إقتصاد الفئ) . وفي ظني أن دور العمدة سليمان الغانم ما كان يصلح لإدائه ممثل غير ( صلاح السعدن) أما المسرج ، فدزره في مسرحية ( سعد الله ونوس) : ( الملك هو الملك) من إخراج (مراد منير) فقد شكل لونا مركبا من ألوان التمثيل ، لأن الدور ينقسم إلي مرحلتين واضحتي المعالم من حيث الانتماء الحياتي الطبقي ، ومن حيث السمات الشخصية المتحولة من سمة الصعلة إلي صفة الملكية ، وهو ما يلزم الممثل ببالفروق الجوهرية بين سمات شخصية الصعلوك المنفلت الذي لا يهتم بشئ للأنه لا يمتلك شيئا يخاف علي ضياعه وحياته حياة بوهيمية لا تتوقف عند نهاية محددة واجبة التوقف عندها لا يلوي علي شيء ، ولا يهتم بأسرة ولا يهتم سوي بنقسه فإذا به بضربة حظ يصبح ملك البلاد علي إثر لعبة صبيانية لاهية خطرة لعبها ملك البلاد ذات ليلة متنكرا في سياحة ليلية مع وزيره في لعبة إزاحة صفته ليحل مخلها صفة الصعلوك في تبادل الأدوار مع الصعلوك الذي أحله محله ملكا فاية ليلة ×ذا باللعبة تنقلب فتصبج جحدا بعد هول لاه ؛ لأن الخاشية الملكية ت-دين بالولاء والطاعة للجالس علس كرسي الملك . وهكذا ازدوجت أساليب التمثيل في ما بين التجسيد والتشخيص ؛ من هنا برع القنان صلاح السعدني في لعبة التحول من مظاهر معايشته للصفات الداخلية والخارجية لدور الصعلوك ، إلي تشخيص مظاهر العظمة في دور الملك ؛ وهي عملية ليست سهلة ؛ لأن مابين حالة الانتقال من أسلووب تجسيد الصفات الداخلية/ الخارجية لدشخصية دور الصعلةك ( أبوعقرب) ‘لي أسلوب تجسيد الصفات الداخلية/الخارجية لشخصية دور الملك تتوسطها حالة مزج بين حالتي التشخيص والتجسيد ؛ ليس هذا فحسب وإنما تتداخل في أدائه وهو في دور الملك أسلوبي التجسيد والتشخيص – نظرا لصفته المطبوع عليها في بيئة صعلكته وصفته المصطنعة في بيئة ملكة . إذا فقد كان علي الفنان صلاح السعدني أن يتنقل بمهارة بين عاطفتين حاكمتين – حسب ستانيسلافسكي) إحداهما تجسد جوهر ما يريد دور الصعلوك مع الإمساك باللحظات الشعورية المجسدة لتلك العاطقة المتجكمة عند ( أبوعقرب) شخصيته الأولي – وطاقة الإمساك بالعاطفة الحاكمة لشخصية دور الملك مع الإمساك بجوهر اللحظات الشعورية في التعبير عن جوهر إرادة شخصية الملك وجوهر ما يشعر به ما بين لحظة ولحظة ، مع قدراته ومهاراته في عمليات اللاحلال والإواحة مابين أسلوب التجسيد الأدائي وأسلوب التشخيص . ، وهذا ما نشهد به لبراعة الفنان القدير صلاح السعدني وإلي لقاء مع الفنان توفيق عبد الجميد في القراءة النقدية المنتجة التالية .
#أبو_الحسن_سلام (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
توفيق الحكيم الذات والموضوع
-
تقنية الارتجال في العرض المسرحي
-
العبث بثوابت الصورة
-
الفاعل الفلسفي في إبداع لويس عوض المسرحي
-
الفكر الفلسفي في المسرح - نموذج إمتحان طلاب الماجستير
-
المسرح والفاعل الحضاري بين الدهشة والاختلاف - محاضرة علي منص
...
-
المخرج والتصور المسرحي -- نبيل الألفي
-
المخرج والتصور المسرحي - الرؤية الحمالية في فن المخرج نبيل ا
...
-
كيف تضع خطة بحث في فن الاستعراض
-
المسرح السيري
-
منهجية تدريس فنون المسرح
-
حيرة الباحث المسرحي في فن التمثيل
-
ما قبل الأداء في فن الممثل
...
-
التصور وطاقة التعبير في فنون الإخراج المسرحي الحداثي وما بعد
...
-
المخرج والتصور المسرجي في المسرح المصري2 - تفكيك النص - ( سم
...
-
تجديد ذكري الناقد المسرحي العربي الدكتور حسن عطية
-
الممثل المسرحي المصري عبد الله غيث
-
المخرج والتصور المسرحي - المصري 1
-
سئلت فأجبت ..مسرحنا الآن
-
محاضرات في جماليات العرض المسرحي - متطلبات التسجيل لدرجة الد
...
المزيد.....
-
-الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر-
...
-
بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص
...
-
عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
-
بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر
...
-
كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
-
المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا
...
-
الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا
...
-
“تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش
...
-
بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو
...
-
سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|