يا ليلُ شاقـَتـْـني لياليها
واشتاقتْ السّـُوقُ لِساقيها
ذكرتـُهَا وقدْ نَسَتْ عَهْدِي
والنفسُ تشتاقُ لِناسِيها
يا ليلُ مَنْ أمسى يُمَاسِيها؟
و مَنْ غَدَا بَعْدِي يُلاقيها؟
يا ليلُ .......
كانَ في العراق ِ لي حَبيبْ
وكانَ لي نَهَرْ
وزَوْرَقٌ في الليل ِ يَهْجُرُ النجومْ
ويَتـْـبَعُ القمَرْ
وكانَ لي في الماءِ مِعْجَمٌ كبيرْ
وقِصَّة ٌ يَعْرِفـُها الحَجَرْ
وكانَ لي جَيْـشٌ مِن النخيلْ
وشاطئٌ يَغصُّ بالشجَرْ
فانقـَـلـَبَتْ سفينتي وماتْ
الحبُّ ...... فالأشْجَارُ ...... فالنَهَرْ
وماتَ كلُّ شئ ٍ بعدَ ذلكَ القدَرْ
تحَوَّ لَ النهْرُ إلى حَجَرْ
وانْخَرَط َالماءُ إلى اليَبابْ
لكي يَمُوتَ الشوْ كُ
حتى لو تموتُ زحْمَةُ الشجَرْ
وانْسَحَبَ القمرْ!
مدينتي الآنَ بلا قمَرْ
القمرُ الآنَ بلا قمَرْ
إنَّ النجومَ البيضَ تعشقُ النجومْ
وإنَّ في الجحيم ِالآنَ قلباً ينطرُ السَّحَابْ
ينتظرُ المَطرْ
مرِّي على قلبي مُرُورَ المَطرْ
وخَـلـّـُصي بعضي مِن الكدَرْ
إنْ جَاءَ ني الصيفُ... فلا مَطرْ
أو جَاءَ ني الشتاءُ بالمياهِ
لم يَجدْ شجَرْ!
حنينُ قلبي لا يَمُوتُ .. لو أموتْ
يا ليتني أموتُ لو يَموتْ
يا ليتني أعيشُ كالبَشرْ
لو إنني الآنَ أعيشُ في العراقْ
ما خِفـْتُ يوماً مِنْ تقـلـّـُبِ الدَهَرْ
حبيبتي الآنَ....... بلا قمَرْ
لو ليلة ٌ أنامُ فيها بينَ نَخلتينْ
لو ليلة ٌ أزورُ فيها سيّدي الحُسَيْنْ
لو ليلة ٌ أزورُ فيها ذلكَ القمَرْ
لو ليلة ٌ أبيتُ فيها أحْرِسُ العراقْ
وأمْسَحُ الترابَ عنهُ والغبَرْ
لو تعلمينَ الآنَ ايُّها دموعْ
وأيُّها تخْرُجُ بانتِظارِ سِكـّةِ السفرْ
لو تعلمينَ أيُّ خبْـزٍ يأكلُ الغريبْ
وأيُّ ماءٍ يشربُ الذي .....
تعَوَّدَ الشُرْبَ مِن النَهَرْ
أدْمَنْتُ يا حبيبتي السفرْ!
وأدْمَنَتْ حتى العصافيرُ على حقيبتي
حقيبتي أحْمِلُ فيها الخبزَ والمياهَ
والضجَرْ
تعَوَّدَ العصفورُ أنْ يَنامَ في العراءْ
وأنْ يُـؤ َجّـِلَ الأحْلامَ حتى يَسْـقط َ الحَجَرْ
وليتَ شعري .......
أيّ ُ عام ٍ سوفَ يسقط ُ الحَجَرْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هولندا 1996