|
امل لبنان في انتصار سياسي يحقق طموحها الشرعي
خالد عيسى طه
الحوار المتمدن-العدد: 1635 - 2006 / 8 / 7 - 10:39
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الجو ساخن في لبنان والصواريخ متبادلة ولكن صواريخ اسرائيل اضعاف اضعاف مايصلها. سماء لبنان مغطاة بقصف اسرائيلي شرس وبهجمة لا تعرف الرحمة ولا اي مفهوم اخر دولي او حضاري وتنكر مقررات اممية واتفاقات دولية واخصها اتفاقية دنيف الرابعة سنة 1949 وتعديلها في سنة 1977 التي في نصوصها مايلي:- 1ـ عدم قصف الاحياء المدنية. 2ـ عدم ضرب حصار على شعب بكامله او مدن معينة والتعمد تجويعها وتعريتها. 3- القصف الجماعي وسياسته في الابادة الجماعية،وغيرها من هذه المواد التي استقر عليها المجتمع الدولي ولم تات عن فراغ وانما كانت حصيلة معاناة انسانية وبشرية من قبل زعماء عنصريين مهووسين بالصرامة وقتل العباد امثال هتلر ومسوليني وغيرهم من قبلهم و بعدهم. فجاءت بهذه المبادئ حتى يحترم العدو اسرى عدوه ويحترم طيران طرف حرمة طيران خصمه. وفي خضم هذا المخاض الدولي والصراع على الوجود وليس الحدود بين لبنان واسرائيل حاولت اسرائيل واستطاعت ان تدمر البنية التحتية للبنان وافترست مجتمعها كما يفترس الحيوان الجائع فريسةً.
هذا هو لبنان ... لبنان الحضارة والديمقراطية والامان لكل الدول العربية ... شعب شامخ كجبال الارز.. واسع في تفكيره وتعايشه .. عميق عمق البحر والشواطئ .. الشعب الوديع الذي يحاول ان ينهض من حربه مع اسرائيل ... ذلك العدو الذي فرض نفسه على الحدود بقوة السلاح والذي يملك من المبادئ السياسية وخلاصتها: 1ـ لا حل بدون القوة. 2ـ اذا لم تنجح القوة فبزيادة القوة. 3ـ لا تدع عدوك يستقر دون ان يرضخ وينحني اليك. 4ـ نحن شعب مختار وعلى بقية الشعوب ان تحترمنا وان تفهم كيف تعاملنا كأسياد. ان لبنان لبلد آمن.. وكتب عليه ان يكون منبع حرية أما نظام أسرائيل فلا يؤمن بهذا الواقع اللبناني بمفردات ويتعامل ضمن نطاق رؤيته الاسرائيلية. وامام هذه الحالة لا يعنيني اعتياد الكذب من الاسرائيليين فهذا ديدنهم يوم أتوا ويوم يبعثون.. فهم يكذبون ويكررون الكذب كما كان الصحاف يفعل ايام صدام حسين وكما كان جوبلز ايام هتلر. ودائماً اشعر ان الشعوب قوتها لا تأتي من القوة العسكرية ولكن من ايمانها بالعدالة والاخلاقيات والمُثل العليا والتعايش السلمي. هذه هي سياسة دولة اسرائيل ولكنها لا تمثل ارادة الشعب الاسرائيلي الكامل.. الشعب الذي يشعر بالتفرقة في داخل مجتمعه .. فاليهود الشرقيون وخاصة العراقيون يشعرون بانهم تحت الاضطهاد من قبل اليهود الاوربيين. ان الصراع على الوجود لا بد ان يؤدي من صراع على الارض والحدود، الاعلامية والاقتصادية والعسكرية. لقد ظهر حزب الله كالحزب الذي استطاع ان يرفع شعارات يلتف كل الشعب اللبناني حولها بغض النظر عن المذهب او الدين او العقيدة اذ ان شعارات حزب الله ليس فيها تعصب لجهة او حتى مذهب بل هي شعارات تغرد مظلة وطنية كبيرة تغطي سماء لبنان بجباله وسهوله وشواطئه.
ولا اختلاف في ولائهم له ولا بالمذهب والا الدين ولا التحزب الذي كان يجثم على حدود لبنان الجنوبية. لقد نال حزب الله بالود والتفاهم احترام كل الطوائف اللبنانية سواء كانت مسيحية مارونية او بروتوستانية او شيعية فالمجتمع اللبناني كالثريا الفسيفسائية تملك الوان الطيفي الشمسي. وبالمقابل فان اسرائيل وبالاتفاق مع امريكا وضعت خطة مدروسة من اجل تنفيذ خارطة الشرق الاوسط الجديد التي بدأت بالعراق وماكانت لتاتي للبنان بهذه السرعة لولا ان أُجهضت افكارها بفضل المقاومة الوطنية العراقية وعجزت عن تحقيق اهدافها رغم مرور 3 سنوات مع توظيفها لـ 180 الف جندي امريكي و 60 الف من المرتزقة و 230 الف شرطي عراقي او مغاوير الى غير ذلك. ومع ذلك بقت المقاومة العراقية تنمو وتتسع على مر الايام وبشكل أجبر الجانب الامريكي على بدأ حواراً معهم بعد ان كان يطلق عليهم اسم الارهابيون. اني اتفائل لو سارت الامور على طبيعتها في مجلس الامن والامم المتحدة دون الرضوخ لنفوذ امريكا السياسي والاقتصادي وسبب تفائلي يعود الى:- 1ـ ان جريمة اسرائيل في قانا قد فاقت كل الجرائم – نساء واطفال في حماية قوات الامم المتحدة تأتي الطائرات الاسرائيلية بقنابل محرمة دولياً وتقصفهم. 2ـ ان اسرائيل قد تجاوزت في اعتدائها ولا يجوز ان تسكت الشعوب العالمية على هذه الجرائم حتى لو داهمت الانظمة والحكومات امريكا في دعمها لهذا الارهاب. 3ـ ان الشعوب العربية والدولية والاسلامية والشارع الاوربي والاسيوي وحتى الشارع الامريكي سيزداد غضباً وحقداً ويتململ بسبب عدم اتخاذ قرار بايقاف القتال من قبل منظمة دولية. 4ـ ان الشعوب التي لا ترى في منظمة الامم المتحدة املاً وملاذاً لحل مشاكلها قد تكون كالأمام الديني (المرقد) الذي لا يعطي مراداً، لذا نجد ان الامين العام كوفي عنان قد قال بصراحة:ان منظمة الامم المتحدة مهددة بفقدان مصداقيتها امام الاحداث وان الشعوب التي لا تتوقع الرجاء والامل والنتيجة لما هي فيه من ظلم واضطهاد فبقاءها فيه مخاطرة في ضل امواج الغضب وزخم الاحباط والياس من قبل الشعوب التي لا تجد تنفسياً لغضبها لا في برلماناتها المحلية ولا في المنظمات الدولية وعلى راسها منظمة الامم المتحدة.
أذ ان شعور الرأى العام بدأ يتحرك احتجاجا على المنظمة كما حصل في بيروت حين خرج الآلآف ليهجموا على مبنى المنظمة. ومن معطيات ومداولات هيئة الامم المتحدة شعرت بضعف المركز الاسرائيلي بهذه المعركة الاسرائيلية بعد ان خسر المعركة امام اللبنانيين. لقد خسرت اسرائيل سمعتها في غزة والضفة الغربية وعلى مدى عدة عقود بتكسيرها لعظام اطفال فلسطين وقسوتها على انتفاضة الحجارة نجدها قد فقدت سمعتها العسكرية في المثلث الجنوبي، بنت جبيل ومناطق اخرى آمنة. أن نخبة النخب للجيش الاسرائيلي والتي يطلق عليها اسم (كولانو) وهي راس الجيش الاسرائيلي في الاقتحامات الصعبة، فشلت في التقدم في الاراضي اللبنانية اذ هاجمهم اللبنانيون من الانفاق وترى الاسرائيليين مذعورين كالارانب الخائفة يتفازعون من موت محقق مفضلين الاستشهاد على ان يعيشوا اذلاء تحت راية النجمة السداسية. ادعى الجيش الاسرائيلي انه ضمن اقوى الجيوش في العالم وقد كسب الحرب ضد مجموع الدول العربية ست مرات وكان دائماً يعد ان لا قوة في الشرق الاوسط عسكرية تستطيع ان تصمد ساعات امام جبروت هذا الجيش ولكن سنة 2000 وجدته مضطراً للانسحاب من جنوب لبنان بعد ازدياد ضغط مجاهدي لبنان واليوم وللمرة الثانية لمس العديد ان للبنان جيشاً لا يُقهر والسبب هو ان الانظمة كانت هي سياج المانع في تمكين الشعوب العربية من ممارسة حرب التحرير الاسرائيلي . حقق اللبنانيون النصر الدبلوماسي على ما اعتقد لانهم اصحاب حق وقضية واصحاب شعار حرصت الانسانية على نموه وبقاءه ورفع رايته اعلى واعلى في ذرى السماء فهل يستطيع الاسرائيليون ان يقفوا في مجرى التاريخ؟ أيُعقل هذا ؟؟؟ الايام القادمة ستُقرر من منا الخاطئ ؟؟؟ نحن الشعوب طلاب الحرية والديمقراطية نريد ان نكتب مستقبل الشرق الاوسط بارادة شعبه وبدماءنا ام هم الذين يريدون كتابة مستقبل الشرق الاوسط بالقتل والدبابات والقصف الجوي بقنابل محرمة دولياً. انادي الشعوب العربية وشعب لبنان خاصة ان تفهم الحكومة الاسرائيلية من هم ... ما هم الا مجرمي حرب.. وستقر هيئة الامم المتحدة ومجلس الامن ذلك.
#خالد_عيسى_طه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تيار الوسط الديمقراطي ومستقبله في ريادة المعارضة العراقية
-
الرئيس المالكي يعلن في الكونغرس حل المليشيات دون استثناء امن
...
-
بعد قسوة دك الطائرات الاسرائيلية.. بعد دمار لبنان أرضاً وبشر
...
-
مامصير حياة نقابية كانت سائدة في العراق المعاصر...!
-
العراقيون الغيارى في خضم صرلعهم السياسي.. أمس .. اليوم .. وغ
...
-
الشعوب لا تؤخذ بالتضليل الشعب العراقي والفرنسي نموذجاً
-
درس المقاومة من العراق الى لبنان
-
اذا حكمتم فاعدلوا يادولة الرئيس....!
-
ضوء على الاحداث: ماذا في ذهن السائل العربي اليوم!!!
-
الى متى تصبر شعوب العرب ... على تخاذل حكوماتها؟!!
-
هل انتهت
-
الحوار الوطني ومدى نجاحه على يد المالكي
-
الفضائيات العربية ودورها الرائد في طموحات الشعوب
-
الانتحار في سجن غوانتانامو ارهاب في نظر بوش
-
هل يسمح المالكي بفسحة كافية من الديمقراطية .. مستقبلاً ..!
-
حوار مفتوح حول الأحداث الساخنة اليومية
-
مجزرة حديثة والقانون .. واتفاقية جنيف الرابعة
-
شعب العراق يطالب دولة الرئيس بتقديم شيء افضل
-
الشعب العراقي رضى بالواقع المرير
-
حيرة الشعب بحكومته وحيرة الحكومة بالشعب
المزيد.....
-
أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن
...
-
-سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا
...
-
-الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل
...
-
صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
-
هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ
...
-
بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
-
مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ
...
-
الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم
...
-
البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
-
قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|