عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 6916 - 2021 / 6 / 2 - 22:02
المحور:
الادب والفن
قبل لحظةٍ واحدةٍ
رأيتُ العالم
وكانت "الحجيّة غَزِيّة" .. قابلتي الماذونة ..
تضحكُ في وجهي.
قبل دقائق قليلة.. كنتُ في الثامنة..
وكانت السِت"سِرِّيَة" تصفعني
لأنّني لا أجيد "الإنشاء"
قي درس اللغة العربيّة.
قبل بضعة أيّام
كنتُ في الثامنة عشرة
أحاولُ أن تحبّني امرأةً واحدةً
فلا أتَمَكّنُ من ذلك.
قبل بضعة أشهر
كنتُ في الثلاثين
اتسكّعُ في خنادق الحرب العراقيّة – الإيرانيّة
باحِثاً عن جنديٍّ واحد
ليس حزيناً
وأنّ أمّهُ لا تعرفُ جيّداً
أنّهُ حزين.
قبل ستّينَ عاماً
ماتت جارتي الصغيرة "منى"
"منى" العذبةُ الحُلوةُ ، التي كانت تفرِشُ "الدواشكَ" على طينِ "السَطْحِ" لتبرَدَ قبل حلول الليل ، وحين ترى وجهي المشدوهَ وراءَ"التيغةِ" تضحكُ لي.
أُمّي ذهبتْ لتُعزّي أُمَّ "مُنى" ، وعادتْ تُخبرُني أنّ "منى" كانت تتمشّى بين النسوانِ ، وأنّ أُمّ "مُنى" كانت تضحكُ في المأتمِ ، وأنّ ذلكَ"العزا" الكرخيِّ ، لم يكُن أسوَدّ عاديّاً ، بل كان"عَزاً" ورديّاً ، مثل فستان "منى" الورديِّ النائمِ فوق تُرابِ السَطْحِ المبلولِ ، و يشبهُ غصّةَ ضحكتها فوق فجيعةِ روحي.
بعد سبعين سنة
ها أنذا
لا شيءَ تغيّرَ
عدا الأقنعةِ التي يرتديها الأنذال
في كلِّ مرّة.
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟