المجلس العسكري السوري بين السالب والموجب

حواس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 6912 - 2021 / 5 / 29 - 16:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن المجلس العسكري السوري في الاعلام والسوشيال ميديا ، وذلك كحل للمسألة السورية المستعصية للحل بخاصة بعد فشل اللجان الدستورية وغيرها من التحركات ، وتبنى بعضهم هذا الموضوع كالفنان السوري جمال سليمان الذي قال ان هذا المقترح من فكرته هو وانه طرحها على الروس وان هناك البعض من المسؤولين الروس الذين ايدوا هذه الفكرة ، وهناك من اعترض - رغم النفي الروسي الرسمي لهكذا فكرة في عقل الادارة السياسية الروسية - ، جدير بالذكر ان المجلس العسكري المقترح سيضم ضباطا من النظام والمعارضة ويترأسه العميد مناف طلاس كشخصية محايدة ومتفق عليها من جميع الاطراف حتى ان مظلوم عبدي قائد قوات قسد كان قد قال انه في حال تشكل مجلس عكسري انه سيضم قواته للقوات التابعة لذلك المجلس .
هناك الكثير ممن يؤيدون هذا المقترح كحل لانهاء الانقسام والتشرذم للقوات العسكرية من قوات النظام والمعارضة وقسد ووجود اختلالات عديدة ، وهم يذهبون هذا الموقف بسبب اليأس من الحلول ومن الواقع المأساوي الراهن وازدياد الكوارث والامراض والفقر والازمات الاقتصادية ووباء الكورونة وطوابير الغاز والخبز وغيرها من الاشكالات اللامتناهية التي تعترض سبل الشعب السوري في حياته الراهنة .
طبعا من حيث الواقع هم محقون في هذا لأن عشر سنوات حرب على كاهل هذا الشعب مرهقة ومتعبة لدرجة كبيرة ، وهم يريدون الحل وانهاء حقبة بشار الاسد الذي ترافق حكمه مع كل الكوارث الراهنة والسابقة .
لكن للعسكرة سلبياتها العديدة لا بل خطورتها لانها تنتج الاستبداد والدكتاتورية ، قد لا تكون هذه النزعة موجودة لدى بعض الضباط لكن هي موجودة بشكل غالب لدى العسكر لذلك يخشى من الانتقال من استبداد الى اخر .
لا ننسى ان مصر حكم بالعسكر وبقي محكوما بالعكسر بعد انقلاب السيسي على حكم المرسي الذي كان قد انتخب ديموقراطيا ورغم سلبيات فترة مرسي الاخوانية الا ان الانقلاب العسكري في مصر او غيرها له خطورة كبيرة على التنمية والديموقراطية والتعددية والمواطنة والنزاهة والعدالة الاجتماعية .
ولا ننسى ان حزب البعث نفسه الذي حكم سورية 50 عاما تقريبا كان حزبا سياسيا وتحول للعكسرة ، والعسكر قاموا بانقلابات كانت نتيجتها استيلاء حافظ الاسد وبعض رفاقه على الحكم وامتداد حكمه بالتوريث لابنه بشار والحكم 50 عاما ولا يزال ، وخلف دمارا هائلا للبنى التحتية وقتل الملايين بالبراميل المتفجرة وقصف الطيران والاسلحة الكيماوية والمدفعية والدبابات وشرد الملايين وقصف الاطفال والشيوخ والنساء وعرض سورية لتدخل قوى عديدة .
لذا فان اعادة بسط سيطرة العسكر على الحكم في سوريا ربما يكون ضارا بمستقبل سورية والشعب السوري بكل مكوناته كردا وعربا اشوريين ودروز وعلويين ، وهذا يجب ان يكون محل اهتمام الكتاب والمثقفين والساسة السوريين ، وممكن كبديل عن المجلس العسكري ان يتشكل مجلس سياسي كبير يضم ممثلي كل المكونات السورية بالقطع مع الائتلاف ورموزه الذين يتعرضون للنقد الشديد من ابناء الشعب السوري بسبب سياساتهم غير الجادة في التعامل مع النظام والقضية السورية عموما ، وهذا المجلس يخول شعبيا لمطالبة الدول الكبرى كروسيا وامريكا بانهاء الازمة السورية في اروقة الامم المتحدة والتمهيد للانتقال السياسي بموجب القرار 2254 وان يكون لهذا المجلس فعاليات متعددة ندوات ومحاضرات ومظاهرات حاشدة في سورية المناطق المحررة ودول الجوار واوروبا وباقي دول العالم ، بحيث تكون ضاغطة مع ممثليها ومندوبيها في العالم لايجاد حل عادل للمسألة السورية .
................................................................................................

#حواس_محمود (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات