أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حيدر حسين سويري - ثقافة جبر الخواطر














المزيد.....

ثقافة جبر الخواطر


حيدر حسين سويري

الحوار المتمدن-العدد: 6912 - 2021 / 5 / 29 - 13:05
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


عادة إنسانية جميلة نتمنى لها الاستمرار، قد نكون ورثناها من ثقافة آبائنا وأجدادنا، أو أنها حالة إنسانية فطرية ولدت مع الانسان، تشعره بأنهُ أمام مسؤولية تجاه أخيه الأنسان؛ كلنا يتعرض في حياته الى نكبات وصدمات متنوعة، يحتاج فيها الى من يواسيه ويجبر خاطره.
جبر الخواطر خلق إنساني عظيم، يدل على سمو نفس وعظمة قلب وسلامة صدر ورجاحة عقل، يجبر الانسان فيه نفوساً كسرت وقلوباً فطرت وأجساماً أرهقت، وأشخاص أرواح أحبابهم أزهقت، فما أجمل هذه العادة وما أعظم أثرها.
مَهما كَان، فالإنسَان القَوي قد يمُر أحيَاناً بِلحَظات يَشعُر فِيها بِالضعف، فيبحث عَن أُناس يريدهم أن يكونوا حوله، يشعرونه بالاهتمام، فيلجأ أحياناً الى مسامحة النَاس الذين أذوه، لأنهُ بِبسَاطة يريدهُمْ أنْ يَبقُوا جُزءا مِنْ حَياته، ولنا في قصة النبي يوسف مع إخوته عبرة وموعظة حسنة، قال تعالى: ﴿ فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴾ [يوسف: 15]، فكان هذا الوحي من الله سبحانه وتعالى لتثبيت قلب يوسف عليه السلام ولجبر خاطره؛ لأنه ظُلِم وأُوذِي من أخوته، والمظلوم يحتاج إلى جبر خاطر، وكذلك فإن اجتماع أهلهُ من حوله ومسامحته عما بدر منهم هو جبر لخاطر يعقوب ويوسف وبقية الأسرة.
بعض الأحيان لا يحتاج جبر الخاطر لتعب او جهد، بل يحتاج لثقافة تصرف مع الآخر، فكما قلنا: كلنا يحتاج لجبر خاطر؛ يحكى أن رجلاً ثرياً انتهت إجازته وركب الطائرة عائداً إلى بلده ... بجانبه امرأة مسنة تدل هيئتها ولباسها على أنها ريفية ... في الطائرة قاموا بتقديم وجبات الطعام، ومع كل وجبة قطعة حلوى بيضاء؛ المرأة المسنة فتحت قطعة (الحلوى) و بدأت تأكلها بقطعة خبز، ظناً منها أنها قطعة جبنة بسبب لونها الأبيض، وعندما اكتشفت أنها (حلوى) شعرت بإحراج شديد، حتى بان على وجهها ذلك، فنظرت إلى الرجل الذي بجانبها، فتظاهر بأنه لم يرَ ما حصل؛ ثوان قليلة، فتح قطعة (الحلوى) وقام بما قامت به المرأة المسنة تماماً، فضحكتْ المرأة، فقال لها: سيدتي لماذا لم تخبريني أنها حلوى؟ ظننتها جبنة! فقالت المرأة: وأنا كذلك كنت أظنها جبنة مثلك! بالتأكيد كان الرجل يعرف أنها ليست جبنة، ويعرف أنها رحلة وتنتهي، ويعرف أنها مجرد امرأة مسنة وبسيطة ... لكنهُ كان يعرف أيضاً أن الحفاظ على مشاعر وقلوب الناس، ضرورة إنسانية يحتاجها كلنا.
بقي شيء ...
لن تستطيع ان تجبر خواطر من حولك، إذا كنت تمتلك صفة الأنانية وحب الذات، ففي ذلك الوقت سوف تشعر بأنك فوق الجميع، ولا أحد يرتقي ان تتحدث معه، وستشعر بأنك تعيش في دنيا لا يوجد بها أحد غيرك؛ أنت الوحيد المستحق فيها أن تعيش سعيداً، مما يجعلك تقلل من مشاكل وأزمات الأخرين، وتفضح أسرارهم وتذكر عيوبهم وتهزئ بأعمالهم، لأنك لن ترى حينئذ سوى نفسك؛ لذا عليك بالتخلي عن هذه الصفات اللعينة، والتحلي بالتواضع، كي تستطيع خدمة الاخرين بمحبة.



#حيدر_حسين_سويري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيزوفرنيا خاصة
- الاستحمار الزنكلاديشي
- ابو لهب المعاصر
- اتون قلب مضطرم
- قصيدة - كلب وحمار-
- تسول باسلوب حضاري
- بناء المعلم
- ليلةُ رُعبٍ في بَيتِ فَقيرٍ
- ما بين غريج وحريج اختفت أموال الفريج
- الفريق ثامر الحسيني وفرقته والقائمة السوداء
- قصيدة - چذابه-
- قصيدة - ما حاچيك -
- (تفو) على كل فاسد
- عدوٌ محترمٌ خيرٌ من صديقٍ ذليل
- التطويع وبعده التطبيع
- خُذني مَعكَ
- جهاز استنساخ
- لا تحتضن مَنْ ليس مِنْ جنسك
- قصيدة - إلى رغد -
- قصص لجابر


المزيد.....




- إغلاق المخابز يفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، ومقتل وإصابة أل ...
- هل يهدد التعاون العسكري التركي مع سوريا أمن إسرائيل؟
- مسؤول إسرائيلي: مصر توسع أرصفة الموانئ ومدارج المطارات بسينا ...
- وزارة الطاقة السورية: انقطاع الكهرباء عن كافة أنحاء سوريا
- زاخاروفا تذكر كيشيناو بواجبات الدبلوماسيين الروس في كيشيناو ...
- إعلام: الولايات المتحدة تدرس فرض عقوبات صارمة على السفن التي ...
- الولايات المتحدة.. والدة زعيم عصابة خطيرة تنفجر غضبا على الص ...
- وفاة مدير سابق في شركة -بلومبرغ- وأفراد من أسرته الثرية في ج ...
- لافروف يبحث آفاق التسوية الأوكرانية مع وانغ يي
- البيت الأبيض: ترامب يشارك شخصيا في عملية حل النزاع الأوكراني ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حيدر حسين سويري - ثقافة جبر الخواطر