كاظم ناصر
(Kazem Naser)
الحوار المتمدن-العدد: 6912 - 2021 / 5 / 29 - 09:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أجريت في سوريا يوم الأربعاء 26/ 5/ 2021 انتخابات رئاسية في الأجزاء التي تسيطر عليها حكومة بشار الأسد، وأعلن رئيس مجلس النواب السوري حمودة صباغ يوم الخميس أن الرئيس بشار الأسد فاز بولاية رابعة بعد حصوله على 95.1 % من الأصوات، مما يعني أن الأسد سيستمر في حكم سوريا لمدة سبع سنوات أخرى أي حتى شهر مايو 2028.
تسلم بشار رئاسة الجمهورية العربية السورية بعد وفاة والده حافظ الأسد عام 2000، وعلى الرغم من طبيعة نظامه التسلطي وفشله في إجراء إصلاحات سياسية، فقد حافظت سوريا على دورها التاريخي الهام في السياسة العربية والدولية .. واستمرت .. في عدائها لإسرائيل، وفي دعمها للقضايا القومية وخاصة قضية فلسطين ومساواتها بين اللاجئين الفلسطينيين والمواطنين السوريين في الحقوق والواجبات، وبقيت الدولة العربية الوحيدة التي فتحت أبوابها وحدودها للعرب جميعا، وسمحت لهم بالتملك والعيش فيها والتمتع بالامتيازات التي يتمتع بها المواطن السوري.
حكومة بشار الأسد ارتكبت خطأ فادحا في شهر آذار 2011 عندما ردت بقوة مميتة على الاحتجاجات السلمية التي طالبت بإجراء إصلاحات ديموقراطية، ونتيجة لذلك أدخلت البلاد في صراع دموي جذب قوى عربية عميلة للغرب وإسرائيل، وقوى عالمية معادية لسوريا نتج عنها قتل مئات الآلاف، وتشريد الملايين وإحداث دمار واسع أعاد سوريا عقودا إلى الوراء.
بشار الأسد هو رئيس الدولة، وهو الذي قاد بلاده إلى هذا الوضع المأساوي. ولهذا يجب عليه أن يتحمل المسؤولية عما حدث ويحاكم، أو على الأقل يستقيل من منصبه ليفتح المجال للشعب السوري بانتخاب قيادات جديدة تمثله وتعمل على إنقاذ البلاد وإعادة إعمارها؛ لكنه بدلا من أن يفعل ذلك، وكبقية الحكام العرب ما زال ملتصقا بكرسي الحكم، ورشح نفسه لانتخابات رئاسية زائفة .. وفاز ب 95.1 .. في المئة من الأصوات! والمضحك في هذه الانتخابات أن صناديق الاقتراع أغلفت عند منتصف ليل الأربعاء 26/ 5/ 2021 وأعلنت النتائج النهائية يوم الخميس، أي بعد أن تم فرز 14540860 صوتا في بلد ممزق متخلف تقنيا دمرته الحرب في أقل من 20 ساعة! من يصدق هذه المهزلة الانتخابية السورية التي لا تختلف عن سابقاتها العربية؟
هذه الانتخابات الصورية المزورة لا تمنح بشار الشرعية الدستورية لأنها لا تمثل الشعب السوري الذي يعيش نصفه في المهاجر وفي مناطق تحت سيطرة الاكراد وهيئة تحرير الشام وفصائل موالية لتركيا. الشعب العربي مع سوريا الموحدة، ومع شعبها الأبي الذي يرفض التسلط والظلم، ويرفض الاستسلام والتطبيع مع الصهاينة، ويتصدى للتدخلات الأجنبية، ولتدخلات الدول العربية العميلة لأمريكا وإسرائيل التي تهدف إلى إضعاف سوريا وتفكيكها.
#كاظم_ناصر (هاشتاغ)
Kazem_Naser#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟