محمود جديد
الحوار المتمدن-العدد: 6910 - 2021 / 5 / 27 - 22:22
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
استهدف الغزو الأمريكي - البريطاني عام 2003، تدمير العراق ، وإعادة صياغته بما يخدم التحاف الإمبريالي - الصهيوني ، وقد نجح إلى حدّ كبير ، وقد تعاون معه في ذلك أتباع هذا التحالف من حكام الخليج العربي، وقوى عراقية من مختلف الطوائف، والقوميات، كما أقام هياكل سياسية بأمرة بريمر ، ووضع دستوراً له يقوم على المحاصصات الطائفية الكريهة ، وتلا ذلك ظهور مقاومات عراقية ، أرهقت القوات المحتلة ، وقد دعمت إيران بعض الفصائل الشيعية ، وابتدأ النفوذ الإيراني يتوسّع في الساحة العراقية ، وينافس التواجد الأمريكي وهيمنته على مقدرات العراق ، ولكن في الوقت نفسه حدث نوع من التعايش، والتفاهم على تقاسم النفوذ فيه بين أمريكا، وإيران، وقد امتدّ ذلك حتى اجتاحت داعش ( صنيعة أمريكا ) غرب العراق وصولاً إلى أبواب بغداد، وأربيل، وبروز دور إيراني مباشر في التصدّي للتغوّل الداعشي هذا ، ثمّ صدور فتوى من المرجعية الشيعية في النجف في التصدي لداعش ، وتأسيس الحشد الشعبي الذي لعب دوراً بارزاً في كسر شوكة داعش بالتعاون مع الأجهزة الأمنية والعسكرية العراقية ، وقد قدّم الحشد الشعبي ذو الأكثرية الشيعية تضحيات كبيرة في الأرواح ، وخلال ، وعقب ذلك ترسّم الحشد الشبي كجزء من الجيش العراقي، وأُتبِعَ إلى القائد العام للقوات المسلحة العراقية ، وفي العامين الأخيرين زادت المطالبات بخروج القوات الأمريكية من العراق ، ممّا خلخل التفاهم الأمريكي - الإيراني .
وبتولّي الكاظمي رئاسة الحكومة المحسوب على أمريكا تمّ نوع من التزاوج بالإكراه بين الكاظمي ، والحشد الشعبي . وفي هذه الأيام نلمس تصاعد الصراع ، ومحاولة الكاظمي كسر شوكة الحشد، تحجيم دوره قبل الانتخابات العراقية القادمة، حتى لا يأتي البرلمان العراقي القادم نسخة مشابهة لما هو قائم الآن ، وعلى مايبدو ، أنّ التزاوج بالإكراه ابتدأ بالتحوّل إلى كسر العظم .
وأخيراً ، إنّ الذي يدعو إلى الأسى، هو غياب قوى وطنية ويسارية عراقية يمكن أن تلعب بديلاً للتيارين السابقين ، أو طرف فاعل ثالث قوي متبلور على الأقل ، وتركيز دور الأخوة الأكراد على تحقيق مكاسب كردية خاصة في كردستان العراق .. فهذا العراق العظيم بشعبه ، وتاريخه ، وموقعه الجيوسياسي ، وقدراته الاقتصادية والنفطية الكبيرة ، ودوره المهم الذي لا بدّمنه ، ولا بديل عنه في الصراع العربي - الصهيوني سيبقى مركز صراع واهتمام القوى الإقليمية والدولية، ومَن يربح العراق سيربح الصراع والنفوذ في المنطقة بأكملها ..
#محمود_جديد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟