عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 6909 - 2021 / 5 / 25 - 22:09
المحور:
الادب والفن
قبل ستّينَ سنة
جاءت"مُظاهرةٌ" من مدرسةِ "الأشتر النُخَعيّ" في "المشاهدة"
تهتفُ ضد "وعدِ بلفور"
و كَسّرَتْ "جام" النوافذِ في مدرسة "الخيزران" في "الحَصّانة"
وترَكَتْنا نرتجفُ من البرد.
لم نعرِف أبداً
لماذا كان التلاميذ الصغار
يُكَسِّرونَ "جامَ" المدارسِ طيلةَ مائةِ عامٍ
ولماذا ما يزالون يُكَسِّرونَها بعدَ أن كَبَروا
بينما "بلفور" هذا أصبحَ "دولة"
تُكَسِّرُ "جامَ" نوافذنا الباقياتِ
العصيّاتِ على الكَسْرِ ..
ولماذا ، ومنذُ سبعينَ عاماً ، ونحنُ نصرخُ ..
"لو تطَلْعوهُمْ .. لو نكَسِّرْ الجام"
ونحنُ لم "نَطْلَعْ" ولو لمرّةٍ واحدة
بينما ما يزالُ" الجامُ" يتكَسَّرُ
و تتكَسّرُ معهُ المدارسُ
ويتكسَّرُ مع المدارسِ أولئكَ التلاميذُ
الذينَ يبكونَ من شِدّةِ البَرْدِ
وأولئكَ التلاميذُ
الذينَ "طَلَعوا" من أجلِ "القضيّةِ"
و ماتوا
وأولئكَ الذينَ لم "يَطْلَعوا" بعد.
ومنذ ذلكَ الوقتِ
و الفتيانُ يموتونَ من أجلِ "القضيّةِ"
بينما الكثيرُ من أحياءِ "القضيّةِ"
لا يعنيهم الأمرُ في شيءٍ
وعاشوا ..
ومنذ ذلكَ الوقت
الفتيانُ يموتونَ
و كثيرونَ لم "يَطْلَعوا" بعد.
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟