أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حنان بديع - هل جعلتنا التكنولوجيا أكثر سعادة؟














المزيد.....

هل جعلتنا التكنولوجيا أكثر سعادة؟


حنان بديع
كاتبة وشاعرة

(Hanan Badih)


الحوار المتمدن-العدد: 6908 - 2021 / 5 / 24 - 14:46
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


هل جعلتنا التكنولوجيا أكثر سعادة؟ وهل نحن أسعد من أجدادنا البشر البدائيين ممن سبقونا في عصور ما قبل الحضارة ، آخر إحصائية عن الإكتئاب تسجل زيادة بنسبة 20% عما كانت عليه قبل 10 سنوات ولا ننسى منظمة الصحة العالمية التي صرحت بأن هناك حالة انتحار بمعدل كل 40 ثانية !
أي 800 الف شخص يموتون سنويا منتحرين ،ومعدل حالات القلق والتوتر زادت في الشرق الأوسط بنسبة ارتفاع 15% كما أن نسبة استخدام مضادات الإكتئاب ارتفعت هي الأخرى 400% من عام 1998 الى 2008م.
وتسجل آخر الإحصائيات أن معظمنا يستخدم هاتفة الجوال حاليا حوالي 4 ساعات كاملة يوميا باليوم وإذا كنت عزيزي القارىء منهم تكون قد قضيت 4 سنوات ونصف من حياتك على هاتفك النقال أضف لهم 8 سنوات على مشاهدة التلفاز، هل هي كارثة حقيقية؟.
أما الفيس بوك فله شأن آخر ويشاهده يوميا أكثر من 800 مليون مستخدم فعال ،وبالرغم من أن استخدام الانترنت بطريقة زائدة عن الحد أو بإدمان يؤثر على قدرة الإنسان على إنجاز المهام المتعددة وكذلك على معرفة الأولويات إلا أننا رغم كل ذلك ما زلنا نرغب بشدة بالتواصل الإجتماعي وبشكل مكثف بل ومرضي في أحيان كثيرة؟
والحقيقة أن استخدام هذه المواقع يزيد من إفراز مادة الدوبامين، فعندما يتفاعل الآخرين معنا ليسجلوا إعجابهم في صفحاتنا مثلا ويضعون لنا تعليقاتهم أيا كانت فإن هذا التفاعل يمنحنا الشعور بالسعادة لأن مركز المكافأة في مخ الإنسان يتفاعل أكثر لإنتاج هذا الهرمون عندما يتحدث الإنسان عن نفسه كما أن 80% من مواضيعنا في مواقع التواصل الإجتماعي تدور حولنا ،أي حول حديث المستخدم عن نفسه الأمر الذي يختلف عن المحادثة الطبيعية، فالمحادثة وجها لوجه مع الآخرين تجعل الشخص يتحدث عن نفسه قليلا ويشاركه الآخر في الحديث عن نفسه أيضا ، أي محادثة تفاعلية أما على مواقع التواصل فأغلبية هذا التواصل تكون متمحورة حول الشخص نفسه وما يرغب به وما يحب أن يشاهد أو يعرف أو يتحدث عنه ..
هل هذا يعني أننا نتعلق بالإنترنت لأننا أشخاص نرجسيين بالضرورة؟
ربما فنرجسيتنا تدفعنا للرغبة في التحدث عن أنفسنا وهذا الموضوع بدوره يؤثر على مخ الإنسان كتأثير المخدرات تماما حتى ظهرت فوبيا اسمها (نوموفوبيا) أي الهلع والخوف من عدم تواجد الهاتف معنا طوال الوقت وهو أكثر انتشارا في فئة الشباب والعوارض عبارة عن عدم امتلاك القدرة على إطفاء الهاتف، وتفقد الرسائل الالكترونية والرسائل النصية والمكالمات التي لم يجب عليها بهوَس، التأكد من شحن البطارية باستمرار، وعدم القدرة على التخلي عن الهاتف حتى أثناء دخول الحمام !
مع كل هذه الإحصائيات أشعر وكأننا نبدو كأجيال حالية أكثر تعاسة من الأجيال الماضية ، ومع ذلك فإن التكنولوجيا ومواقع التواصل الإجتماعي لها تأثير إيجابي وليس سلبي فقط فاحتمالية نجاج العلاقات التي تبدأ من خلال شبكة الإنترنت كبير ذلك أننا نبحث من خلاله عن الأشخاص الذين يشاركوننا اهتماماتنا هذا إذا ما صدق الآخر في تقديم شخصيته ولم يكن مزيفا، إضافة الى ارسال الوثائق بسرعةو فائقة والتبضع دون جهد لمن يحتاج ..الخ.
فالتواصل كما كل شىء له سلبياته وإيجابياته حسب طريقة استخدامنا له، إما أن يحسن من حياتنا أو يزيدها سؤا وبؤسا،لكن الأكيد أننا قادمون لا محالة على عصر جديد سنصبح فيه كائنات الكترونية بامتياز ولكم أن تتخيلوا كم سنفتقد حياة آبائنا وأجدادنا الذين عاشوا دفىء التواصل الحقيقي الواقعي ولم يعانوا يوما من القلق أو الإكتئاب أو النرجسية، فيكفي أن تشاهد أخبار العالم المأساوية التي تصلك من كل حدب وصوب حتى تمتص كل الطاقة السلبية التي تبثها لك هذه الشبكة العنكبوتية وتزي



#حنان_بديع (هاشتاغ)       Hanan_Badih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنجازات الطبية بين العلم والأخلاق
- هل مهمة إنقاذ الصحافة المطبوعة ممكنة أم مستحيلة؟
- الفائدة التطورية للنوم
- الصيام طقس ديني متأصل منذ آلاف السنين
- دلالة الكعب العالي
- عنصريتنا الأصيلة؟
- من تكون أيها الإنسان؟
- نوال السعداوي الكاتبة الملعونة بين النساء
- ماذا يفعل اللطف والعطاء فينا؟
- حملة (رفق) تحية شكر وتقدير للقائمين عليها
- الأبد هو الآن فلا تؤجله
- الأبد هو الآن فلا تؤجلوه
- فأر التجارب جندي مجهول
- من المرعب ألا تشعر بأنك على قيد الحياة
- مشهد البجعة الحزينة
- أنا والنوم وأينشتاين
- -أنا مش أنا-
- الاحتفاء بالحياة والموت
- مستقبل أحفادنا الفيس بوكيون
- نظرية الحب الكيميائي


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حنان بديع - هل جعلتنا التكنولوجيا أكثر سعادة؟