فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 6908 - 2021 / 5 / 24 - 13:47
المحور:
الادب والفن
أخيطُ معطفَ الحبِّ ...
الإبرةُ صَدِئَةٌ / الخياطُ أَحْوَلُ /
يأتِي المعطفُ :
تارةً أطولَ منْ قامتِي ...
وتارةً أقصرَ
فهلْ أُعيدُ الخياطةَ أمْ أبيعُ المعطفَ...؟
هلْ أَشْحذُ الإِبْرَةَ أمْ أَفْقَأُ عينَهَا
لِتُثْقَبَ أكثرَ ...؟
أخيطُ المعطفَ ...
أسمعُ الأزرارَ منْ ثقوبِهَا
تُقَهْقِهُ :
سوفَ يخلعُهُ عنكِ أيتُهَا الحالمةُ بالدفءِ ...!
اِلْبَسِي وحدتَكِ
وادخُلِي جِلدَكِ ...!
مَاقُدَّ منْ قُبَلٍ أوْ منْ حُلُمٍ
معطفُكِ ...
قُدَّ قلبُكِ وخِيطَ
بِالتُّؤْلَلِ ...
قُلْ لِي أيُّهَا الخيطُ الأبيضُ ...!
هلْ أخيطُهُ بخيطٍ أسودَ
فَيَكْمُلُ النِّصَابُ وتثبتُ التهمةُ ...؟
والخطُّ الفاصلُ
بينَ الحبِّ / واللَّاحبِّ /
أنْ يدخلَ خيطُكَ الأبيضُ خيطَهُ الأسودَ ...
صدرِي ماكِينَةُ خياطةٍ عطَّلَهَا الهجْرُ ...
بالغضبِ
أطفَأَ الشعلةَ ...
ثمَّ قَرْفَصَ
ينتظرُ صوتِي في قلبِهِ ...
ولَا حبّض أُرمِّمُ بهِ حزنِي...
حزنِي
الذِي لَا يشيخُ / لَا يَبْيَضُّ لَهُ مَفْرِقُ /
فكيفَ لهذَا الأرقِ أنْ يُغادرَنِي ...!
وأنتَ كلمَا فتحتُ الشبَّاكَ / تكسِرُ الزجاجَ /
وتحرقُ شراشِفَ قلبِي...؟
الحبُّ لَا يُشبِهُنِي إلَّا في حالةٍ واحدةٍ :
أنْ يصبِغَ ضفائرَهُ الحزنُ ...
والحزنُ حبٌّ مُقَالٌ
بينمَا الحبُّ حزنٌ مُقيمٌ ...
أيهَا الحزنُ لَا ترحلْ ...!
فَإِنَّ للحبِّ معطفَكَ الْبْرُوكَارْ
والخياطُ الأحْوَلُ ...
قدْ يخيطُ جِلْدِي بالإبَرِ
فأصيرُ جنازةً في المُخْتَبَرِ ...
والحبُّ
ذاكرةً في تابوتٍ منْ خشبٍْ ...
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟