أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد عبد المجيد - لهذا لا أستشهد كثيرًا بالقرآن الكريم!














المزيد.....

لهذا لا أستشهد كثيرًا بالقرآن الكريم!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 6906 - 2021 / 5 / 22 - 02:19
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


كثيرون يتوقعون مني العثورَ على آياتٍ بيناتٍ لتأكيد رؤيتي، ووضع بصمات القداسة على محاوراتي، وتخييط شفاه مُحدّثي إذا جادلني!
ما أسهل أنْ تعثر على صورتِك في مرآة كتابــِك المُقَدّس، وهنا يتساوى الجاهلُ والعالــِـم، الصغيرُ والكبير، المتطرف و.. المعتدل.
عني أنا شخصيا فمؤمن إيمانا عميقــًا بإسلامي، وبالقرآنِ الكريم، وقد ظللت على هذا الإيمان لأكثر من ستين عاما؛ لكن هذا لا يمنع طرحَ كل التساؤلات على نفسي حتى لو تصادمتْ مع كتابي المقدس دون إخلال بجوهر الإيمان.
الإنسانُ الطبيعي لابد أنْ يمر بمراحل الصعود والهبوط، التقدم والتاخر، الحيرة والثقة ومن هنا يتجذر النضوح، ويبتعد الخوف عن القداسة الدينية، حتى لو بدأ الآخرون في التشكيك بإيمانك وفكرك و.. رؤيتك.
يستخرجون من القرآن الكريم ما في أنفسهم فيظن المُستشْهــِد بالتنزيل الحكيم أنه اصطاد الحُجّة، فإذا خاطبك مخالفُك الطالباني، والاخواني، والسلفي، والداعشي، والآياتي، والشيعي، والسُنّي، والزيدي، والإباضي، والاسماعيلي، والعلوي، والعثماني حتى القادياني(الأحمدي)والأزهري، والوهابي و ... وعشرات من المنتمين لأحزاب وتيارات ومدارس وتفسيرات سيجد كل واحد نفسه في تفسير باطني ذاتي قبل أن تقع عيناه على الآية الكريمة التي تعضد وجهة نظره.
هل هذه شكوك؟ معاذ الله فأنا في مرحلة اليقين؛ لكنني لا ألجأ للقرآن الكريم لدحض رأي مُخالفي، إنما أسرع إلى العقل والثقافة والمعلومات والفلسفة والعلوم الإنسانية والعالــَـم الذي أعيش فيه وخبراتي طوال عُمري، ولا مانع من اللجوء للقرآن الكريم ليس لصبغ القداسة على الحجة، إنما ليستريح محاوري الخائف من القرآن الكريم وليس الواثق بإيمانه وعقله ورؤيته.
بعدة آيات والإنصات لبعض الخُطب الدينية وقراءة مُسلـمّات توارثها الناس لمئات الأعوام يستطيع نصفُ الجاهل أن يُردي أعتى، وأمهر، وأذكى، وأعلم الناس أرضــًا، ومواقع التواصل الاجتماعي مكتظة بالتراشق بالمقدس، فيغلب الجاهلُ العالمَ، وينتصر الحافظُ على المُفكــّـر، وتصمت الجماهيرُ؛ فالسماء تنزل، كما يظن، لتقف مع الذي يردد آيات قرآنية حتى لو لم يفهمها.
ربما لهذا يظن الكثيرون أنني أصطدم مع ما وجدوا آباءَهم عليه، وثبــَّـتَه في عقولهم شيوخ كل مرحلة.
الثقافة العامة والخاصة والفلسفة والعلوم الإنسانية والنقد والرواية والشعر واللغات والموسوعات وعلوم الحياة ينبغي أن تكون طريقَ المرء لكتابه المقدس وليس العكس، فأنت لا تتعلم عن النظام الشمسي والغلاف الجوي والجاذبية الأرضية والمجرات والبقعة السوداء والمسافات بين الكواكب ودرجة حرارة الشمس ونوعية الأرض في كوكب المشتري من القرآن الكريم؛ لكنك تقرأ، وتتثقف، وتتعلم، ثم تمنح للفضاء روحــًا، وتربط الكونَ بذاتــِك، وتعانق المعرفةُ الإنسانيةُ التوجيهاتِ الربانية.
لو أنَّ أمّيــّــــًا، جاهلا خرج من خطبة الجمعة وقال لمن حوله بأن الخطيبَ أخطأ في معرفة المعنى الحقيقي لآية قرآنية أو سبب النزول، فعلى الأقل ستجد رُبْعَ المستمعين إليه متفقين معه لأن الحوار قائم على أحكام هلامية لا يمكن التحقق من صحتها.
إذا تخاصم، أو تلاكم، أو تصارع التكفيرُ والتفكير؛ فإنَّ الأولَ يخرشم وجهَ الثاني بضربة قاضية، فالأول أعمى والثاني أربك عقلــُه عينيه عن الرؤية الثاقبة!
ضع كل جهابذة وعباقرة المدارس والمذاهب الإسلامية أمام آية قرآنية سامية وحقيقية ومعجزة، واطلب منهم تفسيرا لها فنصفُهم سيلجأ إلى تفسيرات ماضوية، والنصف الثاني ستشغله الانتصارات الوهمية عن خبايا النص المقدس.
تفسير وفهم وروح القرآن الكريم لي أنا وحدي، أما مع الآخرين، ما لم يكن الموضوع عاجلا وفي حوار جدّي، فأنا لا ألجأ للقرآن الكريم الذي قرأت تفسيرات كثيرة له من نعومة أظفاري.
إذا أردت أنْ تخسر قضية فاجعل القداسة تقودها، وإذا أردت أن تربحها فضع العلوم الإنسانية أمامها ولا تقلل من شأن النص المقدس فالثقافة والعلوم الحديثة وعشرات من فروع النظريات في شتى المجالات تفتح لك مغاليق ما خفىَ عليك من جمال وروعة وتسامح وسلام وروحانيات كتابك الذي يصلك بالسماء قبل أن تنتقل إليها من تراب الأرض.
طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
أوسلو في 21 مايو 2021



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيلم(المترجمة) وشحنات الغضب!
- عودة أشرف السعد لم تكن مفاجأة!
- الخطأ والصواب يصحّحان الحرام والحلال!
- كيف لم يفهم المسيحيون دعوة المسيح؟
- السيسي: حاسبوني لو فيكم من روح الله!
- عالم الحيوان.. والافتراس المتسلل لمسارب النفس!
- الخطر على الأردن ما يزال قائمًا!
- الموكب الملكي بين ثوار يناير والمتحف الجديد!
- ضرورة تغطية وجه الرجل!
- ماذا لو أنك استغفرتَ اللهَ لإبليس؟
- رسالة شُكر لمعارضي نوال السعداوي!
- الدكتورة نوال السعداوي والجراد النتّي!
- إلا رسول الله!
- غزو الثقافة الجديدة!
- وداعا أيها الصادق الأمين!
- مقطع من يومياتي بعد موتي! الجزء السادس
- السقوط المصري و.. التطبيع العربي!
- مقطع من يومياتي بعد موتي! الجزء الخامس
- مقطع من يومياتي بعد موتي! الجزء الرابع
- مقطع من يومياتي بعد موتي! الجزء الثالث


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد عبد المجيد - لهذا لا أستشهد كثيرًا بالقرآن الكريم!