أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيف عبد الكريم الربيعي - جائزة نوبل (2000)...للمنفى أم للأدب البارد















المزيد.....

جائزة نوبل (2000)...للمنفى أم للأدب البارد


سيف عبد الكريم الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1634 - 2006 / 8 / 6 - 00:52
المحور: الادب والفن
    


جائزة نوبل (2000)...للمنفى أم للأدب البارد
((غاو كسنغجيان))...طائر صيني حلق في سماء فرنسا
ترجمة:سيف عبد الكريم الربيعي
((مِنْ تجربتِي في الكتابة، يُمْكِنُني أَلقول بأنّ الأدبِ أصلاً تأكيد الرجلِ على قيمةِ نفسِه ويثبت هذا أثناء الكتابة، الأدب ولدُ أولياً مِنْ حاجةِ الكاتبَ للإنجازِ الذاتي. بغض النظر عن تأثيره على المجتمعِ وذلك التأثيرِ بالتأكيد لَا يُقرّر ضمن رغباتِ الكاتبِ انما يَتْبعُ كمالِ العمل." (مِنْ محاضرةِ نوبل، 2000)
ولدَ الكاتب والفنان الصيني المثير للجدل غاو كسنغجيان في4/1940 في غنزيهاو شرق الصين. والده مسؤول مصرفِ وأمِّه ممثلةَ هاويةَ و التي حفزتْ اهتمام غاو الصغير في المسرحِ والكتابة. تلقى تربيته الأساسيةَ في مَدارِسِ الجمهورية الشعبيةِ، وفيها دَرسَ الأدب الفرنسي الذي فيما بعد أصبح نقطة انطلاقه الأساسية.
في أوائل الستّينات، أمّ غاو أُرسلتْ إلى الريفِ، حيث غَرقتْ هناك في حادثِ، فاضطر هو الى العملِ في المزرعةِ، وأُرسلَ إلى معسكر إعادة تعليمِ لإكمال دراسته أثناء الثورةِ الثقافيةِ (1966-76).
بَدأَ الكِتابَة مع خوفه الشديد من تزمت السلطات الصينية التي كتمت صوت الأدب الحر آنذاك الى ان إحترقَ طموحه مع حقيبة مليئة بالمخطوطاتِ، بضمن ذلك الرواياتِ ومسرحيّاتِ ومقالاتِ، وستّ سَنَواتِ مستهلكةِ في الإشغال الشاقةِ في الحقولِ. "كَانَ عِنْدي هذا الهوسِ دائماً مَع الكتابة " فيقول غاو: "هو الذي سبّبَ معاناتي وسوءَ حظي في الصين، لكني ما أَوْشَكْتُ أَنْ أَتوقّفَ. حتى أثناء الأوقاتِ الأكثر صعوبةً في الصين، واصلتُ كتابة سرَّاً، دون التَفْكير بأنَّ يوم ما سأُصبحُ مشهور."
بعد مدرسةِ الملاكِ الباقية على قيد الحياةِ، عَملَ غاو كمترجم في جمعيةِ الكُتّابِ الصينيةِ، وأصبحَ كاتب مسرحي مقيم في مسرحِ فَنِّ الناسَ في بيجين، أثناء الفترةِ 1980-1987نَشرَ قصصَ قصيرةَ ومقالاتَ ومسرحياتَ في الصين وأيضاً أربعة كُتُبِ، ومُناقشة تمهيدية في فَنِّ القصةِ الحديثةِ (1981) التي سبّبتْ مجادلة إنفعالية عَنيفة وانتقدها الحزب الشيوعي بشدة فوُضِع غاو تحت المراقبةِ.
في 1982 كَانَ قَدْ شُخّصَ بشكل خاطئ بسرطانِ الرئةِ - المرض الذي قَتلَ أبّاه – والسنة التالية خرجت الى النور مسرحية((موقف حافلات)) (1983) والتي أدينَت أثناء الحملةِ ضدّ "تلوث ثقافي" ودُعِيتْ عند فتحها "العمل الأكثر خبثاً منذ تأسيس الجمهورية الشعبيةِ"، وفي 1985كتب مسرحية "رجل طائش" اثارت جدال ساخن أيضاً وإهتمام دوليِ، وبعدها بعام لاقت مسرحيّتِه "الشاطئِ الآخرِ" المنع فوراً لكنها أدّتْ في تايوان وهونك كونك، ومنذ ذلك الحين لا شيئ مِنْ مسرحيّاتِه أدّيتْ في الصين، فاضطر إلى اللجوء إلى فرنسا في العام 1988، وأعلن غاو أمام مجموعة من المسؤولين تتقدمهم وزيرة الثقافة الفرنسية كاترين تاسكا، "خلال السنوات التي مارس فيها ماوتسي تونغ ديكتاتوريته المطلقة، كان حتى فرار المثقفين متعذراً"• وقال إن المعابد الضائعة في أعماق الغابات التي كانت تحمي الأدباء في الفترة الإقطاعية، سويت بالأرض، وحتى الكتابة سراً كانت بمثابة مجازفة تعرض لخطر قاتل"• وأكد أن الكاتب "ليس بطلاً يدافع عن مصالح الشعب، ويجب ألا يكون موضع عبادة، فهو أقل من ذلك، وعندما تحتاج السلطة الى اختلاق أعداء لصرف انتباه الشعب، يصبح الكاتب هو الضحية"•
"جبل الروحِ" الرواية الضخمة التي بدأ العمل بها في 1982 وأكتملت في 1989، العمل العاكس والإنطباعي المبتكر، استند بكتابتها الى جانب ازمته الشخصية، على جولةِ العشر شهور المُتَنْقَّلةِ على طول نهرِ يانغاتز، لذلك اعتبرت كقصة رحلة، وصف بها القُرى الريفيةِ , قصّة علاقة حبّ، قِطَع الفولكلورِ والتأريخِ... إحدى مواضيعِها المركزيةِ - كما في عُموم أعمال جو- موقف شكّاك ومعارض إلى كُلّ وجهات النظر المقبولة عموماً أَو الاستبدادية، مشيرا الى حرية التعبير المفقودة ....
بعد إنهاء جبلِ الروحِ كَتبَ غاو مقالة قصيرة رَفضَ فيها الأدبَ السياسي وصرّحَ" بأنّ الأدبِ لا يعنى بالسياسةِ لكنه تماماً يعنى بالمسائل الفردِية." أرادَ بذلك تَحرير التعبيرِ الفنيِ مِنْ صراعه الإجتماعي، ويَدْعى هذا النوعِ مِنْ الأدبِ، الذي إستعادَ شخصَه الروحيَ الفطريَ "الأدب البارد" .
في أعماله إستعملَ غاو أساليبَ أدبيةَ مختلفةَ، تقنيات، وتنوع طرق السرد المبتكر. "تَعْرفُ بِأَنِّي اتكلّمُ مع نفسي فقط لتَخفيف وحدتِي، تَعْرفُ بِأَنَّ هذه الوحدةِ لي عضالُ، ولا يُمْكِنُ لاحد أَنْ ينقذني منها ويمكنني أَنْ أَتكلّمُ فقطر مَع نفسي كشريك محادثتِي...."، تشعب أخلاقي، مشاعر، مُلاحظات، ملاحظات عابرة، مُناقشات غير نظرية، خرافة ليست كالخرافاتِ، نَسخَ خارجي لبَعْض الأغاني الشعبيةِ، أضافَة بَعْض الأساطير ..
كما صوّرَ الفنانَ غاو أغطية كتبه الخاصة فكَانَ عِنْدَهُ حوالي ثلاثون معرضَ دولي للوحاته المائية. وفي 1998 حصل على الجنسية الفرنسيةً معلقا عليها: "لَستُ مُشتَرَك في السياسةِ، لكن هذا لا يَمْنعُني من إنتِقاد سياساتِ الصين الشيوعيةِ،اريد ان أَقُولُ ما أُريدُ ، لذا إخترتُ العَيْش في المنفى، فهناك اكون قادر على إبْداء نفسي بحرية بدون قيودِ."
في عام 2000 حصل على جائزة نوبل للاداب، وزارة الخارجية الصينية علقت على الجائزةَ بأنها مناورة سياسية. أعضاء أدباءِ خطِّ الحزب الشيوعي شككوا بالمُؤلفَ والكاتب المسرحي.... فشن غاو قبل ثلاثة أيام من تسلمه الجائزة ، حملة شعواء على بكين أخيرا في ستوكهولم، معتبراً أن "الأدب الصيني في القرن العشرين كاد يزول بسبب خضوعه لهيمنة السياسة"، وجاء الرفض الصيني لطرح غاو سريعا كالبرق: "أن الكتاب الصينيين يتمتعون بحرية كتابة "مناسبة"• واعتبر ناطق باسم جمعية الكتاب الصينيين التي يشرف عليها النظام أن "هذا هجوم مغرض لا يأخذ الواقع في الاعتبار، أن الأدب الصيني اليوم مزدهر جداً فهناك الكثير من الروايات والقصائد وغيرها تكلمت بكامل حرياتها" وقد تسلم غاو، -أول كاتب باللغة الصينية يفوز بهذه الجائزة- جائزته القيمة من ملك السويد كارل غوستاف، مرفقة بتسعة ملايين كورون سويدي (77.1 مليون يورو) من مؤسسة نوبل السويدية.
العديد مِنْ أعمالِه تُرجمتْ إلى اللغاتِ المُخْتَلِفةِ، واليوم عِدّة مِنْ مسرحيّاتِه تُنتَجُ في بقاع مُخْتَلِفةِ مِنْ العالمِ.....

: الجوائزChevalier de l Ordre des Arts et des Lettres 1992; Prix Communauté française de Belgique 1994 (for Le somnambule), Prix du Nouvel An chinois 1997 (for Soul Mountain).



#سيف_عبد_الكريم_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تشيخوف .. انبثاق السعادة من قلب المأساة
- لقاء
- دوستويفسكي))... الإبحار في النفس، واختزال المعاناة))
- مذكرات سجين
- ((وقت الرحيل))
- (العجوز)
- صوت الرماد


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيف عبد الكريم الربيعي - جائزة نوبل (2000)...للمنفى أم للأدب البارد