|
في الأديان الإبراهيمية
فريدة رمزي شاكر
الحوار المتمدن-العدد: 6904 - 2021 / 5 / 20 - 20:41
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
كثيراً مايرددون في الإعلام عبارة( الأديان الإبراهيمية) لدرجة إقامتهم لمعبد لهذه الديانات الإبراهيمية في أبو ظبي! فهل فعلاً توجد هذه الديانات الإبراهيمية؟
معروف أن سيدنا إبراهيم لم ينتمي لأي دين لأنه عاش في زمن ليس به أديان ولا شريعة فلم يؤسس لدين ولم يكتب صُحف،بل لم يكتب حرفاً واحداَ ، فقد كان يمارس التِقِليد ،بل كان ينفذ كلام الله الذي هو خطة إلهية ربما لم تكن واضحة له، ولكنه كان يثق بإيمان كبير في كلام الله له. فلو كانت أيامه شريعة مكتوبة أو صحف كما يزعم البعض، ماكان يتزوج بأخته من أبيه_ سارة_ ولعرف أن هذا يدخل في إطار زنا المحارم. ولكن لأنه عاش قبل شريعة موسى فهو لايخضع لشريعة موسى من محرمات ومحظورات، لأنه لم يخطئ بزواجه من أخته غير الشقيقة ولم يرتكب في هذا أي معصية أو عار، بل العكس فقد باركه الرب.
_ وإن دل فهو يدل على عدم وجود أي دين إبراهيمي أو غير إبراهيمي، ولو كان القصد الإلهي هو الجمع بين أديان فيما بعد، ماكان الله أمره أن يستمع لكلام أمنا سارة بتسريح الجارية هاجر وإبنها، لأن إبن الجارية لايرث مع إبنها إسحق_ تك٢١: ١٠_ الذي سيأتي منه ( النسل المبارك ) وهذه عادة المجتمع اليهودي، أن الجارية لايرث إبنها مع إبن الزوجة الحرة ، وأخذ المسلمون الأوائل هذا التشريع عن اليهود، لهذا لم يرث إسماعيل ابن هاجر حصة في أرض اليهودية بل يقول التوراة أنه سكن بين حويلة إلى شور التي أمام مصر ( أمام جميع إخوته نزل) _تك٢٥: ١٨، ( في برية فاران) _ تك٢١: ٢١ ولهذا لم يدفن إسماعيل مع أبيه وأخيه اللذين دفنا مع سارة في قرية" أربع" التي هي حبرون : " تك٣٥: ٢٧".
_فبنو إسرائيل كانوا يهتمون جدا بنصيب كل فرد في أرض الميعاد فإهتموا بالمواريث وتوزيع الميراث ليستمر تسلسل أجيالهم إنتظارا ( للنسل المبارك) من الآباء للأبناء، لهذا دفن إسماعيل مع قومه خارج أرض الميعاد، أرض كنعان.
_ فقد كانت كل عائلة وكل أم تنتظر أن يأتي ( النسل المبارك) من نسلها كما وعد الله سيدنا إبراهيم.لهذا كان سائدا في المجتمع اليهودي أن أرملة الميت لاتصير لرجل أجنبي بل يتزوجها أخو زوجها المتوفي ليقيم لأخيه نسلا بإسم أخيه الميت، ليصير له حصة في الميراث، كي لايُمحى إسم الميت من نسل بني إسرائيل (تث٢٥: ٥؛٦) وهذا مايسمى ب ( البنوة الشرعية) لهذا يصير البكر المولود ( إبنا شرعياً للميت) وليس ( إبناً طبيعياً.)
_ لهذا أمر الله سيدنا إبراهيم أن يقيم مذبحاً كرمز للمسيح الفادي ويقدم عليه المحرقات(تك٢١: ٧؛٨) لترسيخ فكرة الذبيحة، لهذا إرتبطت "الأرض" التي كلمه الله فيها "،بالمذبح "المقام عليها ويتضح هذا من كلام الرب لإبراهيم : ( وظهر الرب لأبرام وقال لنسلك أعطي هذه الأرض فبنى هناك مذبحاً للرب الذي ظهر له ثم نقل من هناك إلى الجبل ،شرقي بيت إيل) ونصب خيمته وله " بيت إيل" من الغرب) "تك١٢: ٧؛٨ "
_ كذلك : ( وعاي من المشرق فبني هناك مذبحاً للرب ودعا بإسم الرب) ، ولم يبن إبراهيم _ كما يزعم البعض_ أي بيت ( بيت إيل) أو مذبحاً أخر خارج أرض كنعان وإلا لأصبحت هذه الإرض ضمن أرض بني إسرائيل! فهو لم يبن سوى ( بيتين ل إيل) ولم يبن شيئا أخر لا داخل أرض العبرانيين ولا خارجها، فلو كان بني بيت إيل ثالث في جزيرة العرب لأصبح المد اليهودي لبني إسرائيل ولإتسعت رقعة أرض الميعاد لتشمل الجزيرة وهو مالم يحدث في عِز إنتشار اليهود في الجزيرة! وحتى عندما زار مصر لم يبن بيتاً لإلهه ولا حتى يوسف بن يعقوب في أوج شهرته وقوته عندما حضر قومه لمصر ، ولا حتى موسى النبي، حيث إرتبط بناء البيت لإيل بظهور الرب الإله له في الموضعين اللذين بني فيهما البيتين، ولم يظهر الرب له خارج أرض كنعان ولم يكن له رحلات خارجها سوى لمصر وقت المجاعة.
_ وما يشير لإرتباط الأرض بإقامة المذبح بقول الرب( قم امش في الأرض ،طولها وعرضها لأني لك أعطيها، فنقل إبرام خيامه وأتى وأقام عند بلوطات ممرا.. وبني هناك مذبحاً للرب) _ تك١٣: ١٧، فلو كان سيدنا إبراهيم كما يزعمون قد أقام بيت ثالث لإيل خارج أرض كنعان لحُسبت هذه الأرض أرضاً يهودية لبني سرائيل.فقد نال وعداً إلهياً بميراث الأرض لنسله الذي لا يُعد مع أنه لم يكن بعد قد أنجب إبناً. وكان الوعد الإلهي لإسحق: ( وأقيم عهدا أبدياً لنسله من بعده) _تك١٨: ١٩ وكان الوعد ليس للإبن الطبيعي حسب الجسد ، بل "لإبن الموعد" الذي لم يكن ممكناً أن ينجبه الجسد حسب الطبيعة.
_ لهذا لا نجرؤ بأن نقول أن هناك ( أديان إبراهيمية ) حيث لاتوجد شريعة فلا يوجد دين ليُدان به الإنسان لهذا فنحن نؤمن أن لإبراهيم إبنان، إبن بحسب الجسد وإبن الموعد الإلهي(غلاطية٤: ٢٣) وهو إبن سارة المرأة الحرة، ( ولكن ماذا يقول الكتاب؟ اطرد الجارية وإبنها لأنه لايرث إبن الجارية مع إبن الحرة إذاً أيها الإخوة لسنا أولاد جارية بل أولاد الحرة) غلا٤: ٣٠
#فريدة_رمزي_شاكر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رداً على د. مصطفى وزيري
-
هنيئاً لك ياسمك
-
بذاءات ذكورية
المزيد.....
-
خطيب المسجد الأقصى يؤكد قوة الأخوة والتلاحم بين الشعبين الجز
...
-
القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام
...
-
البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين
...
-
حركة الجهاد الاسلامي: ندين المجزرة الوحشية التي ارتكبها العد
...
-
البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا
...
-
تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي 2024 لضحك الأطفال
-
شولتس يحذر من ائتلاف حكومي بين التحالف المسيحي وحزب -البديل-
...
-
أبو عبيدة: الإفراج عن المحتجزة أربال يهود غدا
-
مكتب نتنياهو يعلن أسماء رهائن سيُطلق سراحهم من غزة الخميس..
...
-
ابو عبيدة: قررت القسام الافراج غدا عن الاسرى اربيل يهود وبير
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|