يوميات مهاجرة. رسائل الى الله

جاكلين سلام
كاتبة صحفية، شاعرة، مترجمة سورية-كندية
(Jacqueline Salam)

الحوار المتمدن-العدد: 6904 - 2021 / 5 / 20 - 08:37
المحور: الادب والفن
    

سرد الان
عزيزي الله: كم الساعة الآن هناك، وفي أي الفصول تفتحون بوابة الحياة وجنات عدن؟
لقد انتظرتُ طويلاً فصل الجنة على الأرض ولم أضجر بعد.
الحديث عن الجنة يستدعي الحديث عن عدن ثم اليمن ثم سوريا، ثم فلسطين والى نهاية المطاف
وأنا لا قلب لي يا الله لكل هذا.
أكتب إليك الآن وأنا غافية في حضن هذا الموج بمنتهى الأنانية. أنا في النهاية غريبة مهاجرة، لا سماء لي ولا أرض غير اوهامي عن الحرية والعدالة والحبّ.
أكاد أغفو تحت هذه القطعة من النعيم رغم فنجان القهوة الذي أتلذذ به.
يمر بي الكلب المربوط بحبل أسود طويل إلى كف صاحبته. يقترب الكلب مني كثيراً. لا أبدي تخوفاً ولا أبتسم. تقول صاحبة الكلب: لا تخافي انه يقترب كي يسلم عليك ويقول"هلو" فأبتسم للكلب وأقول: ثانكيو، هذا كلب لطيف.
(أقول لحالي: لماذا انتِ لم تقولي هلو ؟!)
تمر المرأة وصديقاتها وينظر الكلب الى الخلف فألوح له وداعاً. نحن والكلاب والأشجار نتقاسم الأرض ونحب الجمال.
...
ولكن عزيزي الله، يهمني أن أعرف كم الساعة الآن!
بتوقيتنا الآن، تستيقظ أمي كي تشكرك على كل شي وتقول لك من جديد" الله يطفي ها النار ويحط السلام" أمي لا تتكلم الفصحى وما تزال واقفة تنتظر شفاعتك مثلها مثل أعمدة "تدمر" والقلاع المتبقية في ديارنا.
عزيزي الله: اسمح لي بالسؤال عن وجود القلاع والآثار والتماثيل في الجنة-بلادكم؟
هل يوجد في الجنة كلاب وأشجار وقهوة؟
هل يوجد حبّ مزهر بين البشر ام يوجد اجساد غريبة وجائعة ولا ترتوي من اللذات والنعم والاحتراق؟
وإذا كان الجواب نعم، فالأحرى أن تميتنا وتأخذنا كلنا دفعة واحدة كي نذهب الى هناك ونحب بعضنا البعض كعشاق، كأخوة بلا صغائر وضغائن، وطوائف وألوان وأديان،
هناك نصنع القهوة ونشمّ رائحة السلام ونختبر الأبدية فيما أنت تقرأ لنا حكايات لم نسمع بها من قبل.

...
القتلى هنا كثر، مرة يسمونهم شهداء ومرة ضحايا ومرات هم لوعة الاباء والابناء والاخوات والارض...
الارض التي قذفت بحواء وادم اليها
وما يزال الخراب دائرا وانت العالم بكل هذه الاحوال!

عزيزي الله،
متى سيصبح العالم على خير !

( من كتاب سردي سوف يصدر)

#جاكلين_سلام (هاشتاغ)       Jacqueline_Salam#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات