أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - خليل عيسى - لكي لا تُحقّق سياسة -شتم البدو- الخارجية مآربها














المزيد.....

لكي لا تُحقّق سياسة -شتم البدو- الخارجية مآربها


خليل عيسى

الحوار المتمدن-العدد: 6903 - 2021 / 5 / 19 - 13:27
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


لا يمكن القول أنّ لبنان منذ 17 تشرين 2019 لا يمتلك سياسة خارجية. صحيح أنّ حكومتنا هي حكومة "تصريف أعمال" فقط لا غير، لكن كل دولة تمتلك سياسة خارجية بحكم وجودها نفسه. حتى عدم وجود سياسة خارجية فاعلة يفعل كسياسة خارجية قائمة بحكم الامر الواقع.
إنّ سلطة الامر الواقع الممسك بها حزب الله والتيار الوطني الحر كانت قد دفعت عمليا وزير الخارجية السابق ناصيف حتّي الى الاستقالة في تمّوز 2020 حين حاول هو الذي لم يكن حتما بالمتمرّد عليها، أن يوفّر حدّا أدنى من احترام بروتوكولات العمل الدبلوماسي في أداء وزارة الخارجية. ما حصل مع حتّي يحدوه واقع أنّ سيطرة إستعمارية من دولة على أخرى تتحدّد في جوهرها بالسيطرة الكاملة على مستويين حيويين من الوظائف: ألأمن الداخلي للمجتمع المُستعمر (كي لا يتمرّد) وخيارات المجتمع الخارجية مقابل الإرادات المحيطة(كي لا يتسرّب اليه منافس لسلطة المُستعمر).
ويبدو اليوم أنّ وضعنا الاستعماري لا يتحمّل سوى سياسة خارجية من النموذج الذي طرحه شربل وهبة علينا، اي سياسة عنصرية جوهرها السيكولوجي عملية "تحقير البدو". كل شيء يشي اليوم بأنّ شيطنة الخليجيين والسعودية تحديدا، سيكون البند الاول على جدول أعمال "سياستنا الخارجية" الفعلية، على المديين القريب والمتوسط. وشتم البدو لمن لا تسعفه ذاكرته ليس الا رجع صدى لخطابات نصر الله المهاجمة لآل سعود والموازي بدوره لمعارك جيوش ايران الالكترونية على "تويتر" التي تصدّرت اليوم بهاشتاغ "بول_البعير".
ولا يسع المرء هنا الا أن يرى التدرّج السريع في استفزاز الخليجيين منذ أن كشفت عملية تهريب الكبتاغون بملايين الحبوب الى السعودية مما أدى الى قطع الاخيرة لكل استيرادها من محصولنا الزراعي. وقد دعمتها في ذلك كل من البحرين والامارات والكويت في ذلك مما وحّد العربية ضدّنا.
أمس وخلال مقابلة قناة "الحرّة" كُشف كذلك أنّ السلطة اللبنانية برأسها حسب سلمان الأنصاري، قد منعت عقد مؤتمر حول العلاقات الاستراتيجية السعودية-اللبنانية خلال السنة السابقة. أيضا كان هناك قرارا من المملكة بتوصية مواطنيها من عدم السفر إلى لبنان. هل الأمر مجرّد سلسلة من الأخطاء غير المقصودة؟ هذا ممكن. لكن يمكن أيضا أن يعكس كل هذا إرادة لدى المحور الايراني لاستفزاز السعودية لتبادر هي فتقطع علاقاتها تماما مع المجتمع اللبناني. ولا يُستبعد هنا في ظلّ التفاف المجتمع السعودي على حكومته وشعوره بالمهانة مما يعتبره خذلانا لبنانيا، أن تُدفع الحكومة تحت وطأة الضغط الشعبي على الاقدام على خطوات تاريخية من صنف طرد اللبنانيين، على ما سيجرّ هذا من قطيعة وصدمة و"شحار" لكل المطرودين. فهؤلاء هم من يرسل اليوم الدولارات دعما لعائلاتهم بعد أن قام المركّب الزعاماتي-المالي اللبناني بنهب أموال الناس وتسبب بانهيار الليرة اللبنانية بشكل غير مسبوق وإغراق نصف اللبنانيين تحت خط الفقر.
ولمن يسأل هل يجرؤ حزب الله ومن يقف معه في الإقدام على هكذا خِيار نردّ بـ"ومن سيمنعهم عن ذلك"؟ هناك عجز كامل اليوم قي الوقوف داخليا أمام إرادة حزب الله. ببساطة، حتى لو اجتمع كل الزعماء ورجال الدين واللبنانيين ضد حزب الله فإنّهم اعجز من أن يفعلوا شيئا لوحدهم. والمثال الأبسط على ذلك هو عدم نزول مظاهرة واحدة من قبل فلاحي أو سكان سهلي عكار والبقاع بعد قرار السعودية ودول الخليج منع استيراد اي انتاج زراعي من لبنان. لم يدلّ هذا على موقف انتظاري على ما يتسم به اللبناني عادة. لقد كان هذا استسلاما كاملا.
لكن تبعا لهذه الحسابات التي نفترضها، لو حدث أنّ قامت السعودية بطرد اللبنانيين فهي ستكون قد وقعت في فخّ ايراني شبيه بما حدث من قطع الصلة بين الدول العربية والعراق بعد الاحتلال الاميركي عام 2003 وتسليمه لايران. هذا إن حصل لن يأتي بأي نتيجة داخلية ضدّ قوى الأمر الواقع، تماما كما حدث في العراق، بل ما سيحصل هو أنّ الناس سيصدمون أولا ثم يشعرون بالعزلة ثم سيتكيّفون مع هذا الشعور ليأتي بعدها إحساس بالضغينة ضد "الاخوة" الى أن يتحولّ الاحتقان الناتج عن هذا من قبل الماكينات الإعلامية والطائفية إلى كراهية معممة نحو الخليج، تماما كما حدث في العراق بعد 2006.
حينذاك ستُحقّق سياسة "تحقير البدو" الخارجية وعودها. وستتلاعب ايران وحزب الله والتيار الوطني الحر بمشاعر عدم الفهم والغبن وانعدام العدالة مستعملين أمام اللبنانيين ظاهرا الآية التي تقول "ولا تزر وازرة وزر أخرى" لتدير الغضب والتهويش بشكل اضافي صوب السعودية.



#خليل_عيسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغاشم والغشيم وما بينهما
- من يتكلّم بإسم هذه المدينة؟
- بشير والسيّد والصندوق
- عن تفاهة العنف اللاثوري في الانتفاضة
- الثورة ليست مجرّد ثأر
- ملاحظات على انتقاد المصارف مقابل تبرئة السلطة السياسية من مس ...
- أمّ الفقير تصيح: فلتسقط السلطة الوبائيّة
- مجيء العقاب وسُبُل الخلاص في زمن الوباء
- لا ما نُحبَط، لا ما نُحبَط: استعادة المبادرة الثوريّة
- أين اختفى شعار «كلّن يعني كلّن»؟
- رحلة الوعي المزدوج
- الخارج والداخل في ثورة تشرين
- طرابلس أو الوطنية اللبنانية الجديدة
- إنقلاب خميني وفكر ياسين الحافظ بعد أربعين عاماً
- في دعوة رياض الترك إلى انطلاقة ثورية جديدة
- حول تبرير الخطف عند نخبة الإسلام السياسي الحاكم
- إيران والوصفة السلفادورية في العراق
- بورجوازية حزب الله و-السلسلة-
- سقوط القمّة العربيّة الإيراني
- السياسة اللبنانية والعَبَث المتعدد بالمرأة


المزيد.....




- شاهد لحظة قصف مقاتلات إسرائيلية ضاحية بيروت.. وحزب الله يضرب ...
- خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
- وساطة مهدّدة ومعركة ملتهبة..هوكستين يُلوّح بالانسحاب ومصير ا ...
- جامعة قازان الروسية تفتتح فرعا لها في الإمارات العربية
- زالوجني يقضي على حلم زيلينسكي
- كيف ستكون سياسة ترامب شرق الأوسطية في ولايته الثانية؟
- مراسلتنا: تواصل الاشتباكات في جنوب لبنان
- ابتكار عدسة فريدة لأكثر أنواع الصرع انتشارا
- مقتل مرتزق فنلندي سادس في صفوف قوات كييف (صورة)
- جنرال أمريكي: -الصينيون هنا. الحرب العالمية الثالثة بدأت-!


المزيد.....

- علاقة السيد - التابع مع الغرب / مازن كم الماز
- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - خليل عيسى - لكي لا تُحقّق سياسة -شتم البدو- الخارجية مآربها