عبد الرزاق السويراوي
الحوار المتمدن-العدد: 6903 - 2021 / 5 / 19 - 09:36
المحور:
الادب والفن
وطن
عاد مجازاً من وحدته ، وفي اليوم التالي أرادت أمه ،أن تغسل بدلته الكاكية ،فوجدت في جيبه محفظته الجلدية وفي داخلها خارطة للوطن..
****
إنتقال
بعد معاناةٍ مريرة..نقلوها من مكانها الى مكانٍ آخر ،ولكن بعلبةٍ خشبيةٍ مستطيلة ومحكمة الإغلاق ..
****
إنطلاق
النافذةُ التي سَئِمَتْ من كثرةِ جلوسي أمامها طويلاً .. أنا الآخر سئِمتها وإنطلقتُ نحو فضاءاتٍ لا متناهية بحثاً عن زمن جديد ..
****
سلاح
كَرِهَ البقاء في مدينته التي أحبّها وعاش فيها كل عمره , فقد باتتْ لا تنام إلاّ على زغردةِ صوت الرصاص يلعلع فيها في كل آن . وأصبح يكره رؤية السلاح كمن يمقتُ ذكرَ الموت , فقرّر الرحيل الى مدينة إخرى . في مدينته الجديدة , في الليل , وفي النهار , بل.. وحتى عندما يهجع للنوم , كان يحمل مسدّساً إبتاعه بعد شهر من مكوثه في مدينته الجديدة .
****
خَجَل
قبل أيام قلائل تجاوز حدودَ الأدبِ تّجاه صديقه ، وفي الليلة ذاتها شعر بالندم يؤرقُه ،لكنّ جرأتهُ خانته في الذهاب إليه للإعتذار منه.. بعد أيام قلائل ، إلتقاهُ مصادفةً في صباح جميل ، فوجد نفسَه واقفاً أمامه ، وجهاً لوجه ، وفي لحظةٍ مباغتة ، إذ داهمهُ الخجلُ من فعلته قبل أيام معه ، قام على وجه السرعة فقطَعَ رأسَهُ ووضَعَه في حقيبته الجلدية السوداء ثم ولّى هارباً ،لكنّ ظلّهُ أبى مبارحة المكان .
****
ثمالة
أجبروه على الصحو من ثمالته الطويلة.. تفرّس في كلّ الوجوه المستذئبة من حوله ..
بحثاً عن بقايا لأطلال آدمية ..أصابه الذهولُ والإنكسار .. فأختار ثمالةً أبديّة لا صحو فيها ..
****
حسراتٌ
في مثلِ هذا الوقت ،من ضحى كلّ يوم ،كان يرقبُ أسرابَ الطيور وهي تحلّق في الأعالي ، فيكتوي بحسراتٍ حرّى تستعرُ مثلَ جمرٍ في أحاسيسه ، فلا يتنبّهُ إلّا وصوت السجّان زاجراً ، وهو يعلنُ إنتهاء فترة الإستراحة الصباحية .
#عبد_الرزاق_السويراوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟