أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد السعيدي - الميليشيات بحماية امريكية...














المزيد.....

الميليشيات بحماية امريكية...


سعد السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 6902 - 2021 / 5 / 18 - 14:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتساءل الكثيرون عن اسباب ترك الكاظمي لميليشيات الحشد تصول في البلد وتجول دون رادع وحتى التراجع والتخاذل امامها. من خلال الاحداث المتتالية منذ واقعة الدورة العام الماضي حتى الآن ولفهم ما يجري لا بد من النظر الى الصورة من الجهة الثانية ، جهة المصلحة الامريكية. ففي مقالة سابقة كنا قد اوضحنا استفادة جهة قادة قوات المتطوعين من الحشد من الفساد المفروض من قبل الامريكيين للصعود والبقاء. سنوضح هنا استفادة الجهة الثانية او تخادم الاتجاه المعاكس.

ليس الكاظمي بالجبان ، وربما قد ظلمناه عندما تصورنا انه كذلك. انه في الحقيقة لا يتراجع عن الفعل ضد اية جهة كانت. فقد اثبت انه يستطيع الحركة وبعزم مثلما رأينا مع المنافذ الحدودية. بيد انه عديم الارادة عندما يتطلب الامر اتخاذ اجراءات مماثلة في اماكن اخرى. إذ انه مأمور من قبل من اتى به الى الحكم بترك تلك الميليشيات وشأنها بل حتى بالتراجع امامها. فالامريكيون سعداء بهؤلاء كونهم بسرقتهم اية واردات وموارد مالية للدولة فانهم يحرمون هذه منها. وتشتيت الموارد بدلا من تركها تذهب الى خزينة البلد هو هدف ثابت للامريكيين الذين يرومون منع العراق من اعادة اعمار نفسه. لذلك فغض الكاظمي النظر عن افعال هذه الميليشيات يجعل منه الجاسوس الحامي لها والقاتل الاقتصادي الذي يتركها تدوس على الدولة وقوانينها وتنشر الفوضى بالضبط مثلما عمل الامريكيون به لحظة وصولهم الى العراق. ولن يتحرك الكاظمي ضد هؤلاء ما لم يكن مجبرا طبعا. وهذه الطريقة الامريكية هي شكل آخر ليس غير جديد من اشكال الحرب الاقتصادية البديلة عن الحصار الدولي الذي طبق في السابق.

بالاضافة الى سرقة موارد الدولة التي يمنع الاقتراب منها يتعمد الكاظمي ككل من سبقه الصرف على هؤلاء من خزينة الدولة بحجة كونهم جزء من المنظومة الامنية. وهو ما يؤدي الى زيادة نفوذها وقدرتها ومعها بالنتيجة نفوذ وسيطرة جهتها الداعمة في البلد. والدولة هنا تقوم واقعا بتمويل وتوفير غطاء رسمي لمجاميع مسلحة بنفس وقت غضها النظر عن سرقة هذه لمواردها. ومرة اخرى فالكاظمي مخول بغض النظر وترك الامور كما هي تنفيذا للرغبات الامريكية التي من ضمنها التكبيل بالديون. لهذا السبب يلاحظ عدم استهداف الامريكيين لهؤلاء بالقصف او بالعقوبات إلا بشكل محدود وبما يكفي لتحقيق مصالحهم. وحتى إن اختلفت المعاملة من ميليشيا الى اخرى حسب موقفها اللفظي من الامريكيين ، فإنهم سيتركونها كلها تسرق وتنهب بهدوء. وهو الامر الاهم في كل هذه المؤامرة. وهذا هو تخادم الاتجاه المعاكس. ولا يهم إن ادرك قادة الميليشيات هذا الامر ام لا. فدولتهم الداعمة تعرف وبالاتفاق مع الامريكيين.

ولا ننسى في السياق تصرفات هذه الميليشيات الارهابية والعدوانية تجاه المعارضين. فهي هنا تكرر نفس الاعمال القمعية التي كان يبدع بها النظام البعثي السابق. وهو ايضا ما يرغب الامريكيون رؤيته. إذ لا بد من القضاء على كل ما يمكن ان يعرقل ويفضح الفكرة الامريكية التي تطبقها هذه الميليشيات لنفسها.

لا نذكر الكاظمي بوجوب ايقافه لهذه اللعبة الامريكية. وذلك بقطع التمويل الحكومي عن هذه الميليشيات اولا تمهيدا لكف يدها عن موارد البلد ثانيا. والاستمرار بهذا الاجراء حتى غربلة كل اطرافها الاجرامية خارج حشد المتطوعين تمهيدا لتقديمها الى القضاء. وتقاعسه عن القيام بهذا التحرك سيؤكد كونه العميل المنفذ لاوامر من اتى به والمتستر المتواطيء على اعمال هذه الميليشيات. ومع تقاعسه لن يبقى شيء من وعوده بالقضاء على السلاح المنفلت وضمان الامن والتهيئة للانتخابات.



#سعد_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدعوى القضائية ضد العامري والمالكي لتعاملهما مع الارهابي خم ...
- كيف تملص حاكم الزاملي من القصاص رغم انف التهم بالارهاب
- استقالة الكاظمي او الاطاحة به
- تعهدات عدم التظاهر المفروضة على المعتقلين من المتظاهرين باطل ...
- نطالب بإلغاء وحذف مواد الدستور حول الخصخصة واقتصاد السوق
- كيف ولماذا الغيت انتخابات الخارج ؟
- ارض السفارة الامريكية في بغداد مغتصبة..
- التصرف الايراني الصبياني السخيف عند المياه الاقليمية العراقي ...
- التنكيل في المذكرات القضائية
- اين الاموال التي اختلسها السوداني والقطان ؟
- ملاحظات واسئلة فيما يتعلق بموازنة 2021
- التكالب على موارد الكمارك الاتحادية
- الخصخصة في العراق واهداف من يدفع نحوها
- ديون العراق البغيضة
- التلاعب والمتاجرة بالمال العام رغم انف المصلحة العامة
- بضعة اسئلة الى امين العاصمة الجديد
- نداء وتحذير من الخبير النفطي حمزة الجواهري
- رئيس الوزراء يختلس من المال العام ويخرق القانون
- طغمة مجلس النواب هي اساس الخراب في العراق
- تكملة مقالتنا السابقة حول التعديلات الدستورية مع معلومات جدي ...


المزيد.....




- بايدن يعترف باستخدام كلمة -خاطئة- بشأن ترامب
- الجيش الاسرائيلي: رشقات صاروخية من لبنان اجتازت الحدود نحو ...
- ليبيا.. اكتشاف مقبرة جماعية جديدة في سرت (صور)
- صحيفة هنغارية: التقارير المتداولة حول محاولة اغتيال أوربان م ...
- نتنياهو متحدثا عن محاولة اغتيال ترامب: أخشى أن يحدث مثله في ...
- بايدن وترامب.. من القصف المتبادل للوحدة
- الجيش الروسي يدمر المدفعية البريطانية ذاتية الدفع -إيه أس 90 ...
- -اختراق شارع فيصل-.. بداية حراك شعبي في مصر أم حالة غضب فردي ...
- بعد إطلاق النار على ترامب.. بايدن يوضح ما قصده في -بؤرة الهد ...
- ترامب يختار السيناتور جي دي فانس لمنصب نائب الرئيس


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد السعيدي - الميليشيات بحماية امريكية...