أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - غزة البطلة عبر التاريخ














المزيد.....

غزة البطلة عبر التاريخ


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 6898 - 2021 / 5 / 14 - 15:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ثارت ضد الغزاة مِرارا وتكرارا، وخذلها الفراعنة، وسفك دماءها الإسكندر المقدوني بعد أن قاومته أربعة أشهر في حرب شعبية هي الأولى في التاريخ البشري، وتواجه اليوم الصهاينة النوويين ببطولة نادرة: هي غزة، التي كان اسمها عند الكنعانيين هزاتي وعند الفراعنة غزاتو وعند الآشوريين الرافدينيين عزاتو.

*قبل العصر الإسلامي بعدة قرون، وبالضبط في القرن الثاني عشر ق.م، كانت غزة واحدة من المدن الخمس التي بناها شعب الفلسطة المهاجر الى الساحل الفلسطيني الجنوبي من جزر شرقي البحر المتوسط كما يعتقد باحثون، إلى جانب مدن أخرى هي: عسقلان، أسدود، جت، وعقرون، في الساحل الجنوبي ما بين يافا ووادي العريش.
*سماها العرب "غزة هاشم" نسبة إلى هاشم بن عبد مناف، الجد الثاني للنبي العربي الكريم محمد بن عبد الله، وكان هشام واحدا من كبار تجار الحجاز، وهو الذي سنَّ لهم رحلتي الشتاء والصيف اللتين يتحدث عنهما القرآن الكريم، ومات بها شابا في الثلاثينات من عمره ودفن فيها في القرن الخامس الميلادي أي قبل الإسلام بقرنين. وبهذا فغزة هاشم تؤكد حقيقتين: الأولى إنها كانت همزة وصل بين فلسطين والجزيرة العربية - وخصوصا الحجاز واليمن - على مر العصور قبل الإسلام وليس بعده كما يقول الصهاينة ومن والاهم من كتبة مأجورين يريدون قطع الصلة بين الفلسطينيين وبلادهم الأصلية فلسطين، والقول أو الإيحاء بأنهم مهاجرون جاؤوا من بلاد أخرى كلهم. والحقيقة هي أن هجرة الأقوام السامية بين أقاليم المشرق العربي حقيقة واقعة ولكنها ليست كل الحقيقة هناك شعوب أصلية وأخرى مهاجرة تندمج بالسكان الأصليين كما اندمج شعب الفلسطة البحري بالكنعانيين، والفلسطينيون العرب شعب أصيل وهو وريت الشعوب القديمة وفي مقدمتها الفلسطة والكنعانيون - ومنهم اليبوسيون بناة أورسالم/ القدس - وغيرهم.
*قبل الإسلام بقرون عدة، كانت غزة مركزاً تجارياً كبيراً للتجار العرب الجزيريين كما قلنا، ويبدو أنَّ العرب كانوا على اتصال وثيق بالشطر الجنوبي من الساحل الفلسطيني منذ ظهورهم في التاريخ. ففي المدونات التاريخية نقرأ؛ أنَّ تاجراً مكيا يسمى عقبة بن أبي معيط قد كان له - قبل الإسلام - متجر كبير في مدينة صفورية القريبة من الناصرة. أما أبو سفيان، فقد كان يملك عقارات ومتاجر في فلسطين.
*شاركت غزة في عصر دويلات المدن، في ما نسميها اليوم بلاد الشام - في ثورات هذه المدن ضد الغزاة ومن ذلك (في 720 ق.م، اندلعت ثورات ضد الهيمنة الآشورية في حماة وغزة ودمشق والسامرة، بتحريض ودعم مصري على الأرجح، واستطاع سرجون الثاني الآشوري أن يقضي على هذه الثورات، في ولايات الشمال، في موقعة "قرقر". ثم زحف جنوباً حتى وصل إلى ربيحو "رفح" حيث أوقع هزيمة نكراء بـ "سيبو" قائد جيوش مصر الفرعونية، الذي أرسله الفرعون لنجدة حنون "هانُّو" ملك غزة فانسحبت القوات الفرعونية وتركت غزة تواجه مصيرها وحيدة. فقد حاولت مصر الاستمرار في دعمها للممالك الفلسطينية ضد غريمها الرافديني الآشوري، فتشجع حنون ملك غزة - وكان لاجئا سياسيا في مصر - على الثورة ضد الدولة الآشورية، وأمر الفرعون قواته في ربيحو "رفح" بقيادة سيبو بدعم الثائرين الفلسطة، وحين بدأ الصدام العسكري هرب القائد الفرعوني سيبو ودمر سرجون الثاني مدينة رفح وأسر ملكها حنون.
* نافست مدينة غزة مدينة ومملكة صور الفينيقية شمالا في عنادها وصمودها الأسطوري، ولم تتعظ من نهاية جارتها الشمالية المأساوية، مملكة صور التي دمرها الإسكندر المقدوني وأسر سكانها بالجملة. حيث لم يتعامل الإسكندر بن فليب مع المدينة الجريحة صور بشهامة كما فعل الملك الرافديني نبوخذ نصر سنة 585 ق.م، والذي احترم أهلها ولم يؤذهم، لا بل تولت الجيوش المقدونية الفتك بأهلها بقسوة بعد أنْ قاتلوا قتال الأحرار المستميتين، وباع الإسكندر أكثر من ثلاثين ألفاً من سكانها، نساء وأطفالاً، في أسواق الرقيق سنة 332 ق.م. وصمدت غزاتو تقاتل قتالا بطوليا، شارك فيه جميع أهلها في تجربة للحرب الشعبية هي الأولى من نوعها في التاريخ البشري المعروف. وكان يقود قواتها الشعبية ضابط إغريقي مهاجر يعيش فيها ويدعى باتيس، واستمر القتال على أسوار غزة بين شهرين إلى أربعة أشهر حسب الروايات، ثم دخلتها جيوش الإسكندر بعد تدميرها، وقبض الغزاة على القائد الغزاوي باتيس وأمر الإسكندر بإعدامه بطريقة وحشية. ونهب الغزاة بضائع التجار العرب، ولا سيما العطور والبخور، ووزعها الإسكندر على أعوانه ورجال دولته.
*وغزة الفلسطينية اليوم تواجه ببطولة ملحمية العدوان الصهيوني المنفلت والخارج على كل عرف أو قانون دولي أو دين سماوي، عدوان يسفك فيه العدو دماء السكان العزل بسلاحه الأميركي الحديث تحت الحماية الغربية المطلقة. إنها غزة الجريحة المعانية الصامدة ولكنها أيضا غزة الكرامة الإنسانية والعزة الفلسطينية العربية والصمود والانتصار القادم حتما!فقرات مختصرة وموسعة من كتابي "موجز تاريخ فلسطين منذ فجر التاريخ وحتى الفتح العربي الإسلامي"- دار الراعي - سنة 2019 رام الله فلسطين المحتلة.
‎#Palestine
‎#FreePalestine
‎#GazaUnderAttack
‎#IsraelExposed
‎#PalestineWillBeFree
‎#PalestineUnderAttack
‎#Palestineneedsourhelp



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إمبراطورية داود وقصور سليمان التوراتية، خرافة أم حقيقة؟
- هل باع الفلسطينيون أرضهم أم خضبوها بدماء شهدائهم؟
- مقتبسات من كتاب إسرائيل شاحاك: - التاريخ اليهودي، الديانة ال ...
- محاولة لفضِّ الاشتباك الاصطلاحي بين القومي والعروبي والوطني
- بابا الفاتيكان في أور السومرية: الحجّ إلى بيت إبراهيم! (1من ...
- ما معنى مليشيا (militia)، ولماذا تستفز هذه الكلمة المليشيات ...
- أخطاء تراثية مريبة منها تنسيب علماء ولدوا وعاشوا في العراق إ ...
- قصة الأرقام العربية الغبارية والأخرى الهندية الهوائية
- الكاظمي يرسم العلم مقلوبا وبرهم يطالب -الفاسدين- بتطبيق مشرو ...
- من هم الحشوية، وكيف أنقذهم ابن تيمية من الانقراض؟
- الاتفاقية العسكرية الجديدة بين أميركا والأردن لتطويق العراق!
- عقد بنصف مليار دولار تقريبا مع شركة اميركية لحفر 96 بئرا نفط ...
- تركيا التي صادرت غالبية مياه الرافدين تعرض وساطتها لحل الخلا ...
- نسأل في يوم الأم: ماذا قالت أم الشهيد مهند القيسي ولماذا تخت ...
- بانتظار الجولة القادمة من الاقتتال بين -بطات- النظام المليشي ...
- ج2/التزوير الصهيوني لأحداث -الفرهود- وتهجير اليهود العراقيين
- موشيه مكوفر الاشتراكي الصلب في مواجهة الكيان الصهيوني في زمن ...
- تراثيات: حول خصوصية اليهود العراقيين قديما
- مقدمة كتابي الجديد -نقد الجغرافيا التوراتية خارج فلسطين ودرا ...
- النسخة كاملة / كاظم حبيب يميط اللثام تماما عن فكره الممالئ ل ...


المزيد.....




- انحرف وانفجر أمام الكاميرا.. شاهد لحظة تحطم صاروخ فضاء ألمان ...
- كيف رد علي خامنئي على تهديدات ترامب بقصف إيران؟
- الشرع بعد صلاة العيد بقصر الشعب: -أمامنا طريق طويل وشاق-
- -بوليتيكو-: ترامب يخفف لهجته تجاه بوتين ويعلن ثقته في صواب ق ...
- تقارير: مقتل أكثر من 700 إثر انهيار مساجد بسبب الزلزال في مي ...
- ترامب: الرسوم الجمركية المضادة ستستهدف جميع البلدان
- أرمينيا تخطر -الأمن الجماعي- برفضها الإسهام في تمويل المنظمة ...
- هولندا تدعم أسطولها بسفينة عسكرية من جيل جديد
- هولندا تعلن عن ملياري يورو إضافية لتسليح نظام كييف
- أسباب عدم انتظام دقات القلب


المزيد.....

- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - غزة البطلة عبر التاريخ