أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسن مدن - بين المعري وطه حسين














المزيد.....

بين المعري وطه حسين


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 6898 - 2021 / 5 / 14 - 13:43
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الذي شد طه حسين إلى أبي العلاء المعري، فجعل منه قدوة له ومثالاً، وعنه ألفَ كتابه الشهير، وشاعت أفكار وروح المعري في كامل منهج عميد الأدب العربي؟
ثمة من أغواه في تفسير ذلك منهج علم النفس، حيث وجد في حقيقة أن طه حسين كان ضريراً شأنه شأن المعري، وأن قوة البصيرة عوضت فقدان البصر عنده، فإن طه حسين وجد ما يجمعه مع رهين المحبسين، لكن ما حباه الله به من ذكاء ونبوغ لم يجعل من فقدان البصر لديه نقيصة، فكان يرى من أمور الحياة ومن المستقبل ما لا يراه المبصرون .
لكن في هذا التعليل ظلم للرجلين معاً، وخاصة لطه حسين، باعتباره، من حيث التسلسل الزمني، تلميذاً للمعري كونه عاش في عصر آخر تفصله عن عصر الأول، مع أنه من الجائز، وحتى المنطقي، أن اشتراك الرجلين في فقدان البصر، كان محفزاً لطه حسين في ألا يجعل من ذلك مدعاة للعزوف عن الحياة، وأن يبدع في عمله ويتألق في فكره مقتدياً بمعلمه، لكن لا يصح اختزال الأمر في هذا وحده .
من الذين وقفوا عند هذا الأمر كان سلامة موسى، الذي يرى أن المعجزة لا تكمن في أن طه حسين الضرير تعلم ونال دكتورية الأدب وأبدع، وإنما المعجزة هي في أنه انتقل من الأزهر إلى الجامعة المصرية، ومنها إلى السوربون، علماً بأن سلامة موسى بالذات الذي كان يصدر في حينها مجلة المستقبل نشر لعميد الأدب العربي صورة بالجبة والقفطان .
هناك معجزة أخرى أهم في سيرة طه حسين يراها سلامة موسى هي تموضعه في الموقع الأمامي التقدمي، التجديدي، في الأدب والحياة، مع أنه، حكماً من منشئه وبيئته العائلية والتعليمية الأولى كان يمكن أن يظل شأن الكثيرين من أقرانه في الموقع التقليدي منصرفاً إلى قواعد الصرف والنحو وحدها، لا أكثر .
وهذا التموضع في الموقع التجديدي هو ما شد طه حسين إلى المعري وجمعه به، فالمعري هو الآخر كان ثائراً على عصره، متمرداً على المعوقات والكوابح التي تقيد حرية العقل .
عاش طه حسين في عصر آخر مختلف، تجاوز عصر أستاذه وملهمه، فكان طبيعياً أن يذهب أبعد مما ذهب، حين تيسرت له ظروف موضوعية جعلت أفكاره محمولة على موجة من التغيير عاشتها مصر يومذاك .



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصاروخ الصيني
- النفط ليس ظاهرة خليجية فقط
- المتشائل
- حديث عن الخسارة
- عزاء النساء
- عيد العمال في زمن كورونا
- الجولاني في البذلة
- الكتّاب يقومون من أضرحتهم
- تخليص الإبريز
- تحوّلات المدينة الخليجية
- القرية الكونية: عولمة لم تتعولم
- مبارزات المثقف النقدي
- بحثتُ ذلك بنفسي
- ألبرتو مورافيا في الصين
- الفلسفة تأتي في الصباح
- في الفرق بين الحشود والجماعات
- رفات لوركا
- عائد إلى القدس
- لماذا أكتب؟
- التاريخ الخفي


المزيد.....




- عن طريق التلقيح الاصطناعي.. -جيت- أول فيل آسيوي يولد في أمري ...
- ما يعجب بوتين وما يرفضه تماما بطرح ترامب لإنهاء الحرب بأوكرا ...
- ما مصير -خاتم الصياد- الخاص بالبابا فرنسيس؟
- مصر.. -مخاوف- على حياة المعارض المسجون علاء عبدالفتاح مع تده ...
- لقطات جديدة من كاميرات مراقبة تُظهر امرأةً متهمةً بالتسلل لط ...
- محمد عبدالسلام يكتب: فرنسيس الإنسان.. زعيم روحي تجاوز الحواج ...
- ما الذي يأمل ترامب بتحقيقه من زيارة دول الخليج؟.. إليك أبرز ...
- إعادة تداول فيديو اغتيال السادات يثير نظريات مؤامرة وجدلًا و ...
- طعون الداخل الأمريكي ضد رسوم ترامب الجمركية
- -فاينانشال تايمز-: مشروع ترامب بشأن أوكرانيا قد يفجّر أزمة ف ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسن مدن - بين المعري وطه حسين