أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خطيب بدلة - اختراع عربي.. النَدَّادة الأوتوماتيكية














المزيد.....


اختراع عربي.. النَدَّادة الأوتوماتيكية


خطيب بدلة

الحوار المتمدن-العدد: 1633 - 2006 / 8 / 5 - 04:12
المحور: كتابات ساخرة
    


نحن عرب القرن الحادي والعشرين، نقر ونعترف، ونحن بكامل أهليتنا القانونية وقوانا العقلية، بأن الغرب متقدم علينا تكنولوجياً، وأن معظم ما نستهلكه في حياتنا اليومية، كبيراً كان أم صغيراً، معقداً كان أم بسيطاً، هو من صنع الغرب.
وبما أننا مشهورون بالكرامة وعزة النفس إلى درجة أن شاعرنا قال: (لنا الصدرُ دون العالمين أو القبر)، وقال الآخر:
إذا بلغ الفطامَ لنا صبيٌّ - تخرُّ له الجبابرُ ساجدينا!
فقد آلينا على أنفسنا أن لا نعيش كما يعيش الأيتام على موائد اللئام، وقررنا، بعد الاتكال على واحد أحد، فردٍ صَمَد، تقديمَ بعض الاختـراعات المهمة، بين الحين والآخر، وعرضها في أسواقنا المحلية، وفي الأسواق الغربية، أي أن نغزو أولئك المخترعين الكفرة في عقور دورهم!
على سبيل المثال، نقدم اليوم اختراعاً ينطلق من حياتنا السياسية، ومن مبدأ الحـاجة أم الاختراع.. ألا وهو (الندادة الأوتوماتيكية).
الأسباب الموجبة للاختراع:
منذ أن سقطت فلسطين في أيدي الصهاينة، شذاذ الآفاق، أعداءِ الحضارة الإنسانية، حتى تاريخه، وأعداءُ الحضارة هؤلاء يمعنون في قتل شعبنا وتدميره واقتلاعه من جذوره، واحتلالِ أراضينا، هكتاراً وراء هكتار، وشبراً بعد شبر، وأسرِ شبابنا، وإيداعهم في سجونهم، دونما وازع من ضمير أو أخلاق.. وزاد في قصيدنا بيتاً، وفي طيننا بلة، أن أمريكا، بعد أن تعرضت لخازوق مبشم في الحادي عشر من أيلول 2001، أعلنت علينا الحُبَّ، وقررت، هكذا فجأة ومن دون مقدمات، تعليمنا التحضر والديمقراطية، بالحسنى أولاً، وحينما وجدت أننا لا نتعلم الديمقراطية بالحسنى، قررت فرضها علينا بالقنابل وراجمات الصواريخ، والقاذفات العملاقة التي تقتل الناس بالجملة والمفرق، و (دوكمه).. وهي تجهل، والأرجح أنها تتجاهل، أننا، وبحمد الله تعالى، (ملقَّحون) منذ الصغر ضد الديمقراطية الحقيقية، فما بالك بالديمقراطية الأمريكية التي تقصف الشعوب من الجو، والديمقراطية الإسرائيلية التي لا تبقي ولا تذر؟!
المهم أننا لم نقف مكتوفي الأيدي حيال الجرائم المتكررة التي ترتكب ضد شعبنا، بل نددنا بها جميعاً، لأننا ارتأينا، بعد طول تجربة ومراس، أن (التنديد) بأفعال الأعداء المجرمين من أكثر الأسلحة مضاء وفتكاً، ويعطي نتائج سريعة ومضمونة، فاتخذنا منه شعاراً استراتيجياً.. وبقينا نندد ونندد حتى قيل في المحافل الدولية إن العرب أمة منددة!
ولكن ما كان يعيق حركتنا في مجال التنديد سابقاً، هو بطء الحركة الناجم عن التشاور وعقد اجتماعات اللجان، والمراسلات المملة، والأخذ والعطاء، والقال والقلنا، فلا يصدر التنديد عنا إلا ويكون العدو قد ضرب ضربته وهرب على مبدأ (الكف لمن سطره).
لأجل هذا كله اخترعنا الندادة الأوتوماتيكية.
مزايا الندادة الأوتوماتيكية:
-الندادة الأوتوماتيكية من شأنها حرق المراحل، وإصدار بيانات التنديد بلمح البصر، وفور ارتكاب العدو للمجزرة. وتقوم بعدة عمليات معقدة في نفس الوقت. مثلاً:
(تشجب) الأفعال الوحشية التي تصدر عن العدو.
(ترفع) شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن، والجمعية العمومية، ومنظمات حقوق الإنسان.
(تطالب) أمريكا بالكف عن الإيعاز لإسرائيل بقتلنا، وترجوها أن تنسحب من أراضينا فوراً.
(تحذر) أمريكا من الكيل بمكيالين فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي.
(تستصرخ) ضمائر قادة أمريكا العسكريين والسياسيين بأن يكونوا رحيمين أثناء إسقاط الديمقراطية علينا من الجو!
(تنظم) مظاهرات شعبية في شوارع الدول الأوربية الديمقراطية، ومُسَيَّرات (عفوية) في المدن العربية، تندد بجرائم الأعداء دون تدخل من الشرطة.
ملاحظة أولى: الجيل الثاني من الندادة الأوتوماتيكية، وإضافة إلى المهام السابقة، يرجو أمريكا ألا تستخدم الفيتو ضد القرارات التي تتخذ في مجلس الأمن وتنص على منع قتل المدنيين من شعبنا!
ملاحظة ثانية: الجيل الثالث منها يرجو حلفاءنا التقليديين عدم تغيير مواقفهم والانخراط في الركب الأمريكي.
ملاحظة 3: الجيل الرابع من الندادة الأوتوماتيكية يقشر خياراً ويقور كوسا، ويجوف دعابيل الكبة المقلية، ويعزف، في الوقت نفسه، موسيقا دبكة الهوارة والحاصودي ووطفي!



#خطيب_بدلة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعوات طائفية
- المونديال وفقدان الدهشة
- هل حدث في البلد انقلاب؟


المزيد.....




- ليلى علوي تخطف الأضواء بالرقص والغناء في حفل نانسي بالقاهرة ...
- -شرفة آدم-.. حسين جلعاد يصدر تأملاته في الوجود والأدب
- أسلوب الحكيم.. دراسة في بلاغة القدماء والمحدثين
- الممثل السعودي إبراهيم الحجاج بمسلسل -يوميات رجل عانس- في رم ...
- التشدد في ليبيا.. قمع موسيقى الراب والمهرجانات والرقص!
- التلاعب بالرأي العام - مسرحية ترامبية كلاسيكية
- بيت المدى يؤبن شيخ المخرجين السينمائيين العراقيين محمد شكري ...
- مصر.. الحكم بحبس مخرج شهير شهرين
- مصر.. حكم بحبس المخرج محمد سامي بتهم -الاعتداء والسب-
- مصر.. حكم بحبس المخرج محمد سامي شهرين لهذا السبب


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خطيب بدلة - اختراع عربي.. النَدَّادة الأوتوماتيكية