أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - عن الدولة وشوربة العدس














المزيد.....

عن الدولة وشوربة العدس


علي دريوسي

الحوار المتمدن-العدد: 6894 - 2021 / 5 / 10 - 17:21
المحور: الادب والفن
    


الدولة مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً عالي الكرامة والأخلاق.

**

أحلم بالعيش في بلد واسع ودافئ
بلد فيه جبال وغابات وبحر وبحيرات وأنهار وينابيع
بلد فيه أراض زراعية ملونة
بلد فيه ناس شطبت "تقطيب الحاجبين" من قاموسها اليومي

أحلم بالعيش في بلد تحكمه "الدولة"
دولة قانونية
دولة لا بيروقراطية
دولة دكتاتورية ناعمة
دولة عاشقة للعدالة والمساواة والسلم والأمان
دولة تحترم حقوق الإنسان
دولة ترفع من شأن مواطنيها
دولة حاضنة للكائنات الضعيفة
دولة تقدر قيمة الحيوان والنبات
دولة حامية للهواء والماء والنار والتراب

أحلم بالعيش في بلد تملكه "الدولة"
كل ما فيه ملك للدولة
روض الأطفال والمدارس والمعاهد والجامعات
المعامل والأراضي
المشافي والمستوصفات
الملاعب والحدائق
وسائل النقل
محلات التسوق والدكاكين
مكاتب المهندسين والمحامين وعيادات الأطباء.

**

في أيام الشتاء الماطرة الباردة يطيب احتساء شوربة العدس، كما تعلمون.
وكانت بعض الأسر الفقيرة غالباً ما تشعر بالإحراج إذا ما شوهدت من قبل الضيوف وهي تتناول طعامها المؤلف من شوربة العدس وفتات الخبز. رغم أن هؤلاء يتناولون الشوربة في بيوتهم أيضاً.
ذات مرة زرت إحدى الأسر مساءً دون موعد مسبق، كما كان مألوفاً في الماضي. قرعت الباب وانتظرت أن يُفتح لي.
رغم الضوء الشاحب في غرفتهم تلك استطعت أن ألمح الأسرة المكونة من أم وأب وخمسة أولاد جالسين حول الصدر الذي تتوسطه صينية ألمينيوم كبيرة مملوءة بشوربة العدس وفتات الخبز، كما رأيت سبع ملاعق تتحرك صاعدة نازلة.
ورأيت أيضاً ـ آن سمعتْ الأسرة الآمنة خبطات يدي على باب غرفتهم ـ كيف نهض الأولاد كالمذعورين وتفرقوا في أنحاء الغرفة قلقين مستحين من فعلتهم، ورأيت كيف حملت الأم الصدر وما تبقى عليه ـ وكأنها وأولادها قد ارتكبوا جريمة قتل وانبغى عليها أن تُخفي آثار الجريمة ـ وحشرته تحت الخزانة وكأن شيئاً لم يكن.
حين نهض الولد الأكبر ليفتح لي باب الغرفة لم يجدني.

**

في الدول الغربية يهتم الناس بالاقتناء
يقتني بعضهم أشياء قديمة أو حديثة بمحبة وفخر
يقتني بعضهم مجموعة كتب أو طوابع بمحبة
أحزمة أوحقائب أو أحذية جلدية
نظارات أو ساعات أو سلاسل أو قبعات أو ملابس
عطورا أو مشروبات أو غلايين أو كاميرات
يقتني بعضهم دراجات أو مجوهرات أو لوحات أو تماثيل بمحبة.
وإذا لم تكن لديه فإنه يسعى ليل نهار لامتلاكها أو يحلم باقتنائها ذات يوم
والبعض الآخر لا يقدّر ثقافة الاقتناء وأنا قد أكون منهم!
ليس من السهل أبداً ان تفهم ما الذي يدفعك إلى ثقافة الاقتناء أو يحجبك عنها!
وأنت ماذا تقتني؟

**

وقع بين يدي ـ ما سماه المؤلف ـ كتاب عن الرسم الهندسي باللغة العربية لأحد أعضاء الهيئة التدريسية في كلية الهندسة الميكانيكية في جامعة وادي النيل.
الكتاب في طبعته الأولى لعام 1995 وطبعته الثانية لعام 2016 عبارة عن خمسين صفحة بمسافة كبيرة بين الخطوط، يمكن تكثيفها في عشر صفحات، أي في محاضرة واحدة، الكتاب مخجل جداً جداً، لا يكتبه حتى تلميذ في المرحلة الإبتدائية، الكتاب دون قيمة معرفية وعلمية، ومع هذا يعتقد المؤلف بأنه قد اخترع طائرة.
خصص المؤلف الوقور فيه صفحتين للمقدمة وصفحتين للفهرس وصفحتين للمراجع.
كما خصص صفحة كاملة للإهداء جاء فيها:
الشكر والعرفان لله والتبريكات والصلوات على رسوله وخادمه محمد وعلى آله وصحبه وجميع من تبعه إلى يوم القيامة.
إلى زوجتي الأولى وبناتي الثلاث تقديراً لحبهم لي وصبرهم ومثابرتهم في توفير الراحة والسكون وخاصة عندما تتعقد وتتشابك الأمور.
إلى زوجتي الثانية التي مثّل حبها وتضرعها إلى الله الزخم الذي دفعني للمسير في طريق البحث العلمي والمعرفة الشائك.
وإلى ما هنالك إلى ان وصل للقول:
أخيراً، أرجو من الله سبحانه وتعالى أن يتقبل هذا العمل المتواضع والذي آمل أن يكون ذو فائدة للقارئ.

**

قرأت لتوّي قصة قصيرة احترافية سوريالية بعنوان "النفق" للكاتب السويسري "فريدريش دورنمات". تدور أحداث القصة في قطار يعبر نفقاً.
جاءت نهاية القصة ـ في الطبعة الأولى لعام 1952 ـ كما يلي:
يقول قائد القطار: "ما الذي ينبغي أن نفعل الآن؟"
يجيبه الطالب: "لا شيء على الإطلاق. تركنا الله نسقط إلى الهاوية، وها نحن نندفع إلى الأسفل، إليه، ساقطين باتجاهه."

**

يقول المُتفائل: الكأس نصف مُمتلئ.
يقول المُتشائم: الكأس نصف فارغ.
يقول المهندس: الكأس أكبر بمرتين مما يجب أن يكون عليه.

**



#علي_دريوسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نوابض ضجر
- بريد أنثوي من بلد البطاطا 3
- بريد أنثوي من بلد البطاطا 2
- بريد أنثوي من بلد البطاطا 1
- كشك الأفاعي
- نهاية شلعوط
- لغز الحقيبة البنية
- شفرات حلاقة صالحة للتدوير -26-
- شفرات حلاقة صالحة للتدوير -25-
- شفرات حلاقة صالحة للتدوير -24-
- شفرات حلاقة صالحة للتدوير -23-
- شفرات حلاقة صالحة للتدوير -22-
- شفرات حلاقة صالحة للتدوير -21-
- شفرات حلاقة صالحة للتدوير -20-
- شفرات حلاقة صالحة للتدوير -19-
- شفرات حلاقة صالحة للتدوير -18-
- شفرات حلاقة صالحة للتدوير -17-
- شفرات حلاقة صالحة للتدوير -16-
- شفرات حلاقة صالحة للتدوير -15-
- شفرات حلاقة صالحة للتدوير -14-


المزيد.....




- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...
- الشارقة تختار أحلام مستغانمي شخصية العام الثقافية


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - عن الدولة وشوربة العدس