أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فؤاد بلحسن الخميسي - تعبُر الفراشة إلى الحلم، تتدحرج الدبابة في المنحدر (خاطرة)














المزيد.....

تعبُر الفراشة إلى الحلم، تتدحرج الدبابة في المنحدر (خاطرة)


فؤاد بلحسن الخميسي
كاتب وباحث

(Belahcen Fouad)


الحوار المتمدن-العدد: 6892 - 2021 / 5 / 8 - 09:07
المحور: الادب والفن
    


فيما يخص القضية الفلسطينية، أصبح كل هم أغلب الإعلام الرسمي، في عواصم الجبن والخداع والبطش، أن يمر في عجلةٍ من أمره على الخبر، كما لو أن القضية قطعة أثرية مستعادة من الماضي، ذكرى حربٍ صليبية، ألمٌ للنسيان...
بكل ما أوتي من سذاجةٍ والتزامٍ بفنون الطاعة، يمضي الخبر الإعلامي، موليا ظهره للمأساة؛ حتى لا يُزعج الأحذية العسكرية واحتفالات الغُزاة بالمجزرة الجديدة!
"وكان الطلبة القلقون يتساءلون: ما الفرق بين الغُزاة القادمين من الخارج والطغاة الطالعين من الداخل؟" (محمود درويش).
ماذا عن الخطوط الاستراتيجية؟ ماذا عن مناورات الصراع وذهاب وإياب الحلم التحرري؟ ماذا عن حكايات خطوط التماس البطولية والإرادة الملحمية لشعب يقاوم هجوم الصمت والأسلحة التجريبية وفخاخ الإخوة وسَقطة البئر؟
***
تدخل الكذبة الإسرائيلية منعطفا تاريخيا آخر... تكبر الكذبة، ويتكاثَر من يصدقها. تدخل الدبابة قنوات الديبلوماسية المريضة فَتُقَسِّم الخريطة الشرقية نصفين: بين الذين باعوا، والذين قَضُوا أو ينتظرون!
وفي مقابل هذا المنعطف، تنتقل البندقية من ذراع إلى ذراع، وينتقل القلم والحجارة.. وتمتد خريطة المقاومة تحت خريطة الزيف... وعميقا يكبر مشروع الملاحم، ويصنع دم الشهيد سرديته الكاشفة عن هوية الأرض وانتماء القمح وقَرابة غصن الزيتون..
ينمو النمل المتمرد ويتحرك شديدا في دماغ المحتل... وتفقص الحدود مقاومين وأناشيد وحجارة..
***
يتحرر المقاوم شعوريا بعد أن تَحرَّر من عقدة الغالب...
يتحرك المقاوم بين العواصم، القدس، بيروت، دمشق، طهران ، بغداد، صنعاء،... ويكبر ويمتد ويَرشُد حلمه...
ينضج المقاوم على صوت الريح والصخرة والبحر والصحراء والآذان والأجراس والصرخة...
ويتحرر في الصدى القادم، عبر المحيطات ومن وراء الجبال، من حناجر أحرار العالم ومن الشوارع الحرة...
يتحرك، ينضج ويتحرر المقاوم.. وفي مأساته يعي أكثر... يصير ابن الشمس والوعد..
ويختبئ الغزاة في الدبابات، وفيها يقيمون أعراسهم وانتخاباتهم ومآتمهم، ويحتجبون خلفها خوفا من الذاكرة...
***
لقد كشف لنا العدو، الذي اختار أن يكون عدوا لنا، الوجه الآخر للحقيقة البشرية، بمفرداتها الغريبة والجديدة: أرض بلا شعب لشعب بلا أرض؛ نزهة القتل؛ الرصاص المسكوب؛... لكن، في اللحظة التي "نام فيها الحارس بين حربين" (تعبير أقتبسه عن الصحافة الإسرائيلية وهي تسخر من جيشها)، في تلك اللحظة، علَّمنا المقاومون الوجه الآخر لأحمد الزعتر، باصطلاحاته الملحمية: مجزرة الميركافا؛ كَــي الوعي الإسرائيلي؛ أوهَنُ من بيت العنكبوت؛ وإن عدتم عدنا؛...
***
ذاك الذي اختار أن يبكي وهو يقتل الشهداء والأطفال، متقمصا دور الجلاد-الضحية بضمير مرتاح، وعقل مُتْخَم بمركبات نقص..
ذاك الذي تعلَّم، بمهارة، كيف يحتسي في الصباحات وجبته من دم غيره، لِيُولِـي، في المساءات، وجهه منصات الدفاع عن السلام...
ذاك الذي يريد علاقات طبيعية مع جيرانه، ضِمن دائرة تضم "العبيد" الناجين من المجزرة وأصدقاءه "المعتدلين" من الرباط إلى الرياض،
ذاك الذي جعل من أساطيره الرخوة أسلحة لتفجير الأعياد في غزة وحبات العنب في الجليل...
ذاك الذي تضخمت قوته إلى أن صارت عقيدة... "ابن عمنا" المدجج بالحديد وبالوعيد...
بكل جبروته يخاف شارات نصرنا الصغيرة التي تُنطق «لا»...
لا للاحتلال، لا للحصار، لا للمتاجرة في القضية، لا لصمت الحداثة وخيانة الحصان، لا للشراكة في الجريمة، لا لرشوة المؤرخين، لا لتحويل المأساة إلى ملهاة، لا لغدر المقاومة،...
نعم للانتفاضة!
***
بشراسة الحلم ستنتصر القدس!
برفرفة جناحي الفراشة ستتدحرج الدبابة!
بانقضاض الحجارة على جيش الغزاة ستنتصر المقاومة!
وفي فلسطين ولفلسطين، سيرفع الثوار، من البحر إلى النصر، لواء جدارة الحياة!
ولا نامت أعين الجبناء!



#فؤاد_بلحسن_الخميسي (هاشتاغ)       Belahcen_Fouad#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا يمكن للأمازيغي أو العربي إلا أن يكون متسامحا، وإلا فهو يس ...
- الفيروس واللقاحات والمعلومة بعد عام من الجائحة
- عن تسييس الفيروس في المغرب لتمرير التطبيع... هل كذبوا علينا؟ ...
- مأزق الكائن ووعي المصير: الفيروس، الحياة، العلم، التغيير
- خريطة التحليل الجيوستراتيجي في مسألتي المقاومة وإيران (جزء 2 ...
- خرائطية التحليل الاستراتيجي في مسألتي المقاومة وإيران (جزء 1 ...
- توجيهات بسيطة جدا لتحسين بعض جوانب البحوث الجامعية
- العنف، القوة، الرياضة والمدينة: كيف يهذب الأيكيدو العنف خدمة ...
- المقاومة المدنية كفن للعيش!
- نحن والقُبَّرَة والمدينة!
- تقدير موقف: افتتاحية صواريخ محور المقاومة في ميزان ثقافة اله ...
- العالم في 2030 من وجهة نظر المفكر جاك أتالي!
- القراءة الحرة والكتاب وأنت!
- هي ذي «وانغاري ماثاي»
- المدينة كفضاء للتفكير والعيش: المغامرة؛ المفارقة؛ الأمل!
- إلى أين يسير المغرب؟ مفارقات العقل الثوري وانتحارية الدولة ا ...
- نهج المعارضة السورية على ضوء حكمة الملكة بَلقيس
- كلمات في الفقيد الكبير عبد الهادي التازي
- مع الانسان الضحية .. لا مع الانسان الجاني
- المقاومة أولا .. وأخيرا - فلسطين قضية التحرير الكبرى


المزيد.....




- ألوان وأصوات ونكهات.. رحلة ساحرة إلى قلب الثقافة العربية في ...
- تحدث عنها كيسنجر وكارتر في مذكراتهما.. لوحة هزت حافظ الأسد و ...
- السرد الاصطناعي يهدد مستقبل البشر الرواة في قطاع الكتب الصوت ...
- “تشكيليات فصول أصيلة 2024” معرض في أصيلة ضمن الدورة الربيعية ...
- -مسألة وقت-.. فيلم وثائقي عن سعي إيدي فيدر للمساعدة بعلاج مر ...
- رايان غوسلينغ ينضم لبطولة فيلم -حرب النجوم- الجديد المقرر عر ...
- بعد ساعات من حضوره عزاء.. وفاة سليمان عيد تفجع الوسط الفني ا ...
- انهيار فنان مصري خلال جنازة سليمان عيد
- زمن النهاية.. كيف يتنبأ العلم التجريبي بانهيار المجتمعات؟
- كفن المسيح: هل حسم العلماء لغز -أقدس- قطعة قماش عرفها التاري ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فؤاد بلحسن الخميسي - تعبُر الفراشة إلى الحلم، تتدحرج الدبابة في المنحدر (خاطرة)