علا مجد الدين عبد النور
كاتبة
(Ola Magdeldeen)
الحوار المتمدن-العدد: 6891 - 2021 / 5 / 7 - 10:28
المحور:
الادب والفن
اليوم أخط بك كلمات إليك , يا من هجرتك لسنوات خوفاً من نظرة مجتمع يرى امرأة تكتب كامرأة ترقص , لا فرق بينهما
الأولى تعري فكرها , تجهر بصوتها والثانية تعري جسدها
وإن كانوا يفضلون الثانية .. يلعنونها جهراً داعين الله في السر ألا يستجب!
أعتذر منك لأنني خفت السير خارج القطيع والتغريد بعيداً عن السرب , خوفاً من الوحدة ونظرة إحتقار طالتني حتى وأنا بينهم !!
أتعرف لماذا ؟ لأن ما نخشاه سيظل يلاحقنا حتى نواجهه , نعم هذا صحيح
فرطت فيك إعتقاداً مني أنني سأعيش بينهم في أمان , سأعتاد الأمر وأنساك , أغسل عقلي مع صحون العشاء كل ليلة عساني أبرأ منك .
أمسك بك وأنا أدرس لإبنتي , أحشو رأسها بمعلومات لا فائدة منها كما أمر القطيع , أشرد بينما تكتب دروسها وأفيق وقد سطرت بعضاً من روحي على ورقة , أقذف بك وأمزق الأوراق مستعيذةً بالله من الشيطان الرجيم .
كنت إذا تجولت في السوق إستوقفتني مكتبة , تغافلني عناوين الكتب فتسرق إنتباهي , قبل أن يجذبني شهريار القطيع إلى السوبر ماركت لنشتري ما نحشو به أفواهنا كالحمير !
لقد حاولت صدقني أن اكون مثلهن , بلهاء بقميص نوم , أجد البيت مملكتي والمطبخ محرابي الذي أتعبد فيه ليل نهار لأنال رضا صاحب العصمة .
لقد فشلت مرتين , فشلت في أن أكون جارية كما فشلت في التخلص منك .
وكيف لي أن أتخلص من روحي من حبرك الذي يسري في شراييني , جاهدت سابحة مع تيار القطيع , وأنا أسبح في الوقت نفسه ضد تياري , فما وصلت إلى جهة .
ثم إكتشفت بعد فترة أنني أخطأت في حقك وبالطبع في حقي , لقد خلقت بك , خيرني الله منذ البداية من أكون وأخترتك رفيقي , وأخذ الله علينا ميثاقاً غليظاً ألا نفترق , وتركتك خوفاً من نظرة العباد متناسية عهدي مع رب العباد .
ويوم إجتمع الإنس وشياطينهم لكسري , كنت أنت سبيلي للخلاص , كانت كلماتك سيفي الذي أخرجني من بينهم كما أخرج الله نبيه إبراهيم من نار صارت برداً وسلاماً عليه .
واليوم أعلنها أنني إمرأة متمرة , أكره القطيع وقواعده , وأعاهدك قلمي من جديد أن نشدوا معاً , نكتب كلمات تخرج لسانها لنغيظ الجاهلين , فلنهلك معاً حبيبي أو نحيا كما نريد .
#علا_مجد_الدين_عبد_النور (هاشتاغ)
Ola_Magdeldeen#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟