أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - بين - صرخة الحقيقة - و- صرخة الحق -, حقوق لم تُسترد !














المزيد.....

بين - صرخة الحقيقة - و- صرخة الحق -, حقوق لم تُسترد !


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 6887 - 2021 / 5 / 3 - 04:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بين "صرخة الحقيقة " و" صرخة الحق " سنوات تفصلها أحداث ووقائع متخمة بمعاناة شعب من الظلم والظلامية والضلالة وأنهار دماء ودمار شامل.

كان " أبو تحسين " قد أوجز آلام العراقيين في صرخته أمام كاميرا في لقطة قصيرة لم تتجاوز الدقيقة الواحدة - نقلتها وسائل الإعلام العالمية, دارت حول العالم وهو يجلد وجه الدكتاتور بنعله - حقيقة المظالم التي عاشها العراقيون خلال فترة حكمه الدموي, بعد هروبه المخزي أمام الغازي الأمريكي في 9 نيسان 2003 وتهاوي كل مظاهر جبروته واقتداره المتمثلة بسطوة اجهزته الامنية التي إنفض عنه أفرادها طلباً للسلامة, كما " فص ملح وذاب ".

لكن كل ما تضمنته صرخته الصادقة من نزوع نحو الانعتاق من جور لتدشين عهد جديد مشرق قوامه العدل والسلام بقيت كما حلم أخضر, تمناه وحلم به كل العراقيين وانتظروا تحققه.
لكن ما ظنوه حلماً أخضراً تمخض عن كابوس رعب !

لم نشهد بديلاً حقيقياً للطغمة الدكتاتورية المنهارة بل قامت بعدها طغمة للمحاصصة الطائفية - العرقية فاسدة, امتطت الديمقراطية وأبرزت نيوبها المسلحة ثم أدخلت البلاد في مآزق وأزمات, لا تقل مأساوية عما ورطنا بها نظام المقبور السابق. ولم تمح سنوات حكمهم العجاف الطويلة, المظالم السابقة بل عمقت ندوبها وجعلتها أكثر ايلاماً, شملتْ الجميع, وعم الجدب وانتشر الفساد, وتكللت بطغمة جشعة نصّبت نفسها راعياً لمكونات وطوائف وعرقيات وأفخاذ. وفرّخت ميليشياتها… همّها وهمّتها منصبّة على سرقة المال العام وتعزيز شبكة فسادها… أفضى ذلك لأن يسيء الشعب الظن بسياسييه وبالخصوص المتلفعين بعباءة التدين والتقوى.
لكل ما حدث وصار واستمراء طغمة الفساد والمحاصصة لتعسفها بحق الشعب وامعانها في إذلاله وجعله خانعا بليداً, تعالت " صرخة الحق " المدوية !

" صرخة الحق " أطلقها شباب انتفاضة شعبية أذهلت العالم بجبروتها ونبلها ومبادئها السامية وباندفاع شبابها وحبهم للوطن وتفانيهم من أجله, ورفضوا أن "يذوبوا بمن هو خارج الحدود بل ذابوا بوطنهم ".

انتفاضة تشرين 2019 التي جاءت " لتعديل الميلة " أفرزت واقعاً جديداً وتوزيعاً وتراصاً واعداً للقوى الاجتماعية التي تنادي بالتغيير من جهة, وهم يمثلون طبقات وشرائح اجتماعية طحنها فسادهم وقوى طارئة قفزت إلى السلطة, في غفلة من التاريخ, تمثل كومبرادور مشوه ومافيات تحاول تعويق هذه العملية التاريخية المتناغمة مع التطور, من جهة أخرى, مستثمرة تشويهات التأثير الديني لطأفنة المجتمع ولنفي وجود الفوارق الطبقية وتنافر مصالح القوى الأجتماعية ...
وأصبحت الانتفاضة بذلك بداية النهاية لحقبة تاريخية سوداء ونمط تفكير رجعي متخلف ومنظومة فساد متسلطة لكن مأزومة متناحرة, متشبثة بمخالبها ونيوبها بالسلطة باعتبارها متراسها الأخير, وفرضت نمط تفكير تنويري علماني بديل.

نكران الذات العالي لدى المنتفضين وروح المسؤولية العالية اتجاه وطنهم وعزمهم على التغيير وشرعية مطالبهم وسلمية تحركهم, جابهته قوى السلطة واذرعها المسلحة, بجبن وخسة, مستخدمة كل ما في جعبتها من وسائل القتل وتقنيات التصفية الجسدية وبقسوة مفرطة تضاهي الإعدامات الميدانية الممنهجة للمنتفضين العزل السلميين.

ولأن طغمة الفساد والتخلف بدأت تشعر بأن زمانها آيل للأفول, وقد تأتي الأنتخابات القادمة, فيما لو أجريت, إلى ما لا تُحمد عقباه, لجأت لاغتيال بعض رموز المنتفضين او اتهامهم بأتهامات كيدية لتعطيل مشاركتهم بالتنافس الانتخابي واجبارهم على مغادرة مدنهم لتلك الأسباب وامتشاقها لسلاح التشويه والتسقيط برميهم باتهامات من جنس سلوكها هي : العمالة والتبعية, ونعتهم بأبناء السفارات والجوكرية وغيرها من اتهامات للإيحاء بأن الجميع على شاكلتها في عمالتها وولائها للأجنبي, والجميع " في الهوا سوا ! " و " ماكو واحد أحسن من واحد ! ".
أن هذه المواقف تعبر في حقيقتها عن أزمة القوى المتنفذة وفشل نظام المحاصصة السائد وعقم تفكيرها وعقدة المتبنين لها.

أن السقوط المتواتر لبعض حلقات منظومة فسادها وصراعاتها الفئوية على النفوذ وتغوّل ميليشياتها ثم تنامي الغضب الشعبي, وانخراط فئات اجتماعية جديدة في الأحتجاجات المطلبية بسبب تردي الأوضاع المعيشية المزمن وفشل الأجراءات الحكومية في مواجهة جائحة كورونا والتي كان الحريق في مستشفى ابن الخطيب في بغداد احدى دلائلها الفاضحة !
أدى إلى ان أوساط متزايدة من المصنفين تقليدياً عليها بدأت تغادرها وأصبحت ترفض استغفالها لهم باسم الدين.
كما انها في محضر التهيؤ للانتخابات المحتملة القادمة, تجد, اليوم, صعوبة في إيجاد شخصيات محترمة تقبل الترشح بأسمها خوفاً من تلوث سمعتها, بعد أن تراجعت حظوظ الوجوه القيادات التقليدية في الفوز, والتي بات المجتمع العراقي يمقتها ويطالب بمحاسبتها قضائياً على سنين الشقاء التي ساموه فيها العذاب !
لذا فليس أمام الحركة الديمقراطية ومنتفضو تشرين وجموع المتضررين من استمرار الفاسدين, سوى مواصلة مساعيهم في رص الصفوف وشد العزم لإنتزاع حقوقهم واسترجاع وطنهم… وبذلك فلن تضيع صرخة " أبو تحسين " أو صرخات وتضحيات شباب انتفاضة تشرين المجيدة, هباءً.
في توحدكم الخلاص !



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميضأتهم* المترعة بدماء العراقيين !
- ابتسامة في عيد الشيوعيين العراقيين
- كلمة حق يراد بها ألف باطل !
- زيارة البابا للعراق - أربعة أيام خرَس فيها السلاح وتوقف القت ...
- 150 عاماً على ولادتها - روزا لوكسمبورغ الأخرى !
- صناديق مواجع و - صندقچة - مباهج !
- عن هيبة الدولة المفقودة والسيادة الغائبة والانتخابات المؤجلة
- COVID-19 وجرائم النازيين
- أما آن الأوان لتوحيد الأجهزة الاستخبارية ؟!!
- غواتيمالا - العراق… مقاربة سياسية !
- يتعطّس كورونا ويُداوي بنقيع التميمة !
- عن الحلول - القيصرية - لأزمتنا الاقتصادية !
- معاقبة شعب على انتفاضته !
- ورقة شرف أطلال البيت الشيعي!
- ذكريات بغدادية - بائع الفستق السوداني على ناصية جامع مرجان
- بولندا - انتفاضة النساء رافعة للتغيير الشامل !
- تزييفكم للحقائق لعبة مفضوحة !
- يسار الحزب الديمقراطي وانتخابات الرئاسة الأمريكية
- اليونان :- حزب اليمين القومي - الفجر الذهبي Golden Dawn - كم ...
- الكشف عن قتلة شباب الإنتفاضة قبل أية انتخابات !


المزيد.....




- نجوم مسلسل -شارع الأعشى- يلتقون الجمهور في العيد
- كورى بوكر يحطم الرقم القياسي في مجلس الشيوخ بخطاب استمر 25 س ...
- قتلى وجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي طال عيادة تابعة للأون ...
- مقتل عشرات الغزيين بقصف مكثف بعد إعلان إسرائيل توسيع عملياته ...
- عبر الخريطة التفاعلية.. الجيش الإسرائيلي يوسع عمليته العسكري ...
- استمرار عمليات البحث عن ناجين وسط الدمار الذي خلفه زلزال ميا ...
- مظاهرات تمتد من الولايات المتحدة إلى أوروبا لإسقاط تسلا
- تداعيات حرمان لوبان من الترشح على المشهد السياسي الفرنسي
- أميركا تدرس مقترح التفاوض الإيراني وتعزز قواتها بالمنطقة
- غارات أميركية على اليمن والحوثيون يستهدفون ترومان مجددا


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - بين - صرخة الحقيقة - و- صرخة الحق -, حقوق لم تُسترد !