أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤمن سمير - الشاعر والقضايا الكبرى بقلم/ مؤمن سمير. مصر














المزيد.....

الشاعر والقضايا الكبرى بقلم/ مؤمن سمير. مصر


مؤمن سمير
شاعر وكاتب مصري

(Moemen Samir)


الحوار المتمدن-العدد: 6886 - 2021 / 5 / 2 - 02:08
المحور: الادب والفن
    


في ظل حالة السيولة التاريخية التي نغرق وسطها متقزمين وتائهين، أصبح الإنسان يعيد تفكيك أساطيره المؤسسة لحياته أو المتفرعة عنها، ربما بدون وعي، وربما تحت تأثير وعي جديد ينبع من حالة الانفتاح الميدياوي التي تُظهر الإنسان وكأنه قادر ويملك التوجيه ويقوم بتعرية نفسه لنفسه وللعالم، كي يكشفها فينكشف بالتالي هذا العالم، ولكنها تبطن، في نفس اللحظة، أنه مجرد نفثة من تنين وهمي، ريشة في هواء أزلي بلا هوية ثابتة ولا ملامح.. هل من الطبيعي والحال هكذا، أن يظل الفنان والكاتب والمبدع عامةً، هو لسان قومه وشعبه ودليله وبوصلته وضميره؟ وإذا خصصنا الحديث عن الشاعر الذي هو ابن زمنه وواقعه بالطبع والذي كلما تطورت أدواته الرؤيوية والفنية أدرك أن التعبيرات المباشرة والمجانية ضد الشعرية وعملها وكذلك ضد الوعي المتجدد والمتسارع لمتلقي اليوم، سنخالف إذن ونحن مطمئنين القول بأن هذا الشاعر هو المسئول بشكل رئيس ومباشر عن قلة الاهتمام بالشعر وبتعاطيه، في مقابل الاتجاه نحو تعاطي فنون السرد بكثافة أكثر مثلاً.. إن من الخطأ المنهجي تجاهل كل التغييرات التاريخية والاجتماعية والحضارية متعددة الأسباب والمعقدة والمتباينة والمتحورة باستمرار والتعامل فقط مع تأثيراتها ومن زاوية وحيدة هي المبدع فقط وكأنه وحده هو صانع اللعبة الفنية وليس مجرد طرفٍ فيها.. لقد ابتعد صوت الشاعر عندما خَفُتَ تأثير هذه الصوت واختفت الحاضنة التاريخية من الأفكار والأيديولوجيات والتي فرضت أن يكون هذا الفنان بالذات، بهذه الوضعية والكيفية، مقيماً في مقعد النبي والرائي ومتحصناً ببلاغة الملهمين، الذي يسحر الجماهير ليسلبها سباتها وأنفاسها ويوقد جذوة روحها بحروفه وكلماته ومجازاته التي يفهمها الجميع أو يحسنها على الأقل، فتمس الجميع في نفس اللحظة، لينهمر هذا الجميع في الزمان والمكان وكأنما الكل في واحد.. الآن اليوم، غادر الشاعر وضعيته بين الكواكب وعاد إنساناً هشاً، أخاً في التفاصيل والحكايات البسيطة التي هي القضايا الكبرى الحقيقية بالنسبة للشاعر وللمتلقي في الآن ذاته، هذان الوحيدان وسط هذا الزحام الوجودي، واللذان يلتقيان في مأساة واحدة أو في ملهاة تُعدد وجوهها وفصولها كل لحظة.. المهم أن هذا الشاعر الماكر، بتأثيرٍ من وضعيته الجديدة وتموضعه المختلف في العالم، عاد مرة أخرى للسماء ولكنه لم يعد بمفرده كما كان، كخالق أو كأسطورة مشعة ومتوهجة بل كمجرد زائر ومستغل ولاعب.. لقد اصطحب المتلقي معه واستطاع هذان الصديقان أن يستغلا، لمصلحة الشعر، هذا الانفتاح و الاتساع في استخدام الهواء والصورة، في الاستفادة من تعدد طرائق التلقي التي تجاورت معاً ولكنها تسمح كل لحظة بابتكار الجديد، فبالإضافة لقصائد الدوريات والدواوين الورقية و الفيسبوك وغيره نجد القصائد المسموعة والمرئية والمصنوعة كأفلام على يوتيوب والمؤتمرات والندوات والأمسيات التي تقام بتقنية الزووم وهكذا.. لقد خُدعنا طويلاً باسم القضايا الكبرى فتم التعامل بتجريد وتعالٍ مع كل ما هو شخصي وملموس وحال ووقتي وصغير وظهر مؤخراً أن الأمور ليست ترتيبات قَدَرية بقدر ما هي توجيهات للمتلاعبين بالعقول والأرواح، الكبار، الذين يرون مصالحهم في تسييد اتجاه وفرض نمط تفكيري يسمح باستعمارنا، نحن الصغار، هذا الاستعمار متعدد الأشكال والألوان والزوايا والأجزاء، ثم يرون رؤية أخرى تناسب زمناً آخر ووعياً جديداً تَخلَّق وفق أولويات أخرى، فيعملون على نشره ودَقِّه في النفوس، وهكذا ننتقل من الاتجاه القومي إلى الاتجاه العبثي أو التجريدي الخ حتى مرت علينا الأزمان وتم اختبار غالبية الفلسفات والأفكار العابرة للجغرافيا وفشلت في تحقيق مراميها فكان التفكيك وإعادة الترتيب والنظر وإعادة النظر في كل ما ملأ حياتنا من الأفكار والسرديات الكبرى، هو الطريق الأوفق للإنسان.. كل هذا تَواشَجَ مع ثورة اتصالاتية قدمت الأشكال المتعددة للحقيقة الواحدة وساعدت بالتالي على مساءلة كل ما كان يُظَن أنه قار وراسخ وثابت..



#مؤمن_سمير (هاشتاغ)       Moemen_Samir#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -فأسٌ و حفراتٌ في اللحم- أوكار اللعب مع الحياة-: كتاب جديد ل ...
- موقف الذات وتأسيس ملامح الخطاب الشعري في ديوان -بلا خبز ولا ...
- - الروائي يهزُّ رأسه بمكرٍ و الشاعرُ يرتعش
- رياض باشا شحاتة، رائد الفوتوغرافيا المصرية بقلم/ مؤمن سمير
- مسرحيتان قصيرتان من مجموعة-صانع المربعات ومسرحيات أخرى- للكا ...
- الشعر كاهن اعترافي ..
- وحيد الطويلة .. نظرة الرائي العليم بقلم / مؤمن سمير
- الشاعر مؤمن سمير: أحرقُ مسودات أعمالي حتى أنجو ..حوار نضال م ...
- -الذي ينامُ فيرتعد- شعر/ مؤمن سمير.مصر
- -الستائر- شعر / مؤمن سمير.مصر
- ديوان -سلة إيروتيكا تحت نافذتك- لمؤمن سمير.. رقصة حسية بتجلي ...
- «حكاية بنى سويف الجميلة».. كتاب جديد للشاعر مؤمن سمير ..بقلم ...
- الشاعر مؤمن سمير: أشكال الكتابة لا تتوقف عن التطور..حوار:حسي ...
- كتاب -الأصابع البيضاء للجحيم -:هو الشعر مهما تناسوا: سيرة ال ...
- -حزام البهاء حسين- بقلم/ مؤمن سمير.مصر
- مفهوم المثقف وإبداعات الثورة
- -حيزٌ للإثم- مجموعة الشاعر المصري مؤمن سمير:الساحرة الشريرة ...
- ملاحظتان نقديتان حول ديوان -سلة إيروتيكا تحت نافذتك - للشاعر ...
- شاعر يرى الكتابة قلقا ولعبا ومجازفة،مؤمن سمير:قصيدة النثر قا ...
- قصيدة النثر ..شاعرية الواقع ولا معقوليته ..قراءة في أعمال ال ...


المزيد.....




- مصر.. تأييد لإلزام مطرب المهرجانات حسن شاكوش بدفع نفقة لطليق ...
- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...
- مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح ...
- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤمن سمير - الشاعر والقضايا الكبرى بقلم/ مؤمن سمير. مصر