أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قحطان الفرج الله - جسد مُحتضر، وروح متوقدة ...














المزيد.....

جسد مُحتضر، وروح متوقدة ...


قحطان الفرج الله

الحوار المتمدن-العدد: 6885 - 2021 / 5 / 1 - 17:43
المحور: الادب والفن
    


العلاقة بين الروح والجسد علاقة معقدة جدًا، صراع نتيجته انتصار الجسد دومًا بالموت، ولكن هذه المفارقة المؤلمة تسري في كثير من الأحيان بعلاقة الناس بأجسادهم وهويتهم الذاتية، التي يخذلها الجسد بالمرض والوهن والهزال، وكذلك تسري بعلاقتهم بالعالم من حولهم، يقترح عالم الإجتماع الأمريكي (بيتر بيرغر) لمواجه ذلك "على البشر شحن ذواتهم الجسدية بدلالات ذات طابع نفسي" للمقاومة، ولكن هذه الدلالات تفتقر إلى وقائع موضوعية خلافا لذلك، وقد تنشأ مشكلات وجودية للبشر تقلق إحساسهم بذواتهم.
في هذا السياق تصبح أنظمة الدلالات المقترحة حافزًا لقلة اليقينيات بالصمود أمام هشاشة هوياتهم الذاتية والجسدية، الموت إذًا مشكلة إجتماعية خطيرة؛ وذلك بسبب قدرته على تحدي إحساس الناس بما هو حقيقي وذي معنى بخصوص ذواتهم المتجسدة والعالم المحيط بهم.
إن مكانة مشكلة الموت مرتبطة أيضًا بعدم إكتمال الجسد الإنساني، وقدرته على التناغم والمقاومة المستمرة والافلات من براثنه بدافع حبّ البقاء والحياة.
في كل لحظة من لحظات الحياة نحن نواجه الموت، فالزمن الإنساني "مغلق بين لحظتين الميلاد والموت، إنهما شاطئان زمنيان بهما يحاصر الزمن الإنسان" إن السقوط في الموت قد يأتي مبكرًا عندما يخذل الجسد الإنسان فهو يملك كل قواه العقلية والروحية ولكنه يفقد قواه الجسدية، وفي ذلك يُحبس في سجن الجسد ليواجه مواجع قاسية تنسحب على معاناة روحية مؤلمة، ومن هنا فالإيمان بعدمية البقاء في هذه الحياة يفرض على الفلسفة والدين إقتراح حلول وتصورات لعالم آخر.
يطرح (كروس شلنج) تحليلًا ناضجًا في سبيل فهم العلاقة بين الجسد والهوية الذاتية والموت في الحقبة المعاصرة التي وصفها (آنتوني جيدنز) بالحداثة المتاخرة، من خلال (استراتيجية البقاء) وتتميز بمحاوله فهم (الجسد المتحضر) ومحاولة إبقاء شر الموت بعيدًا من خلال اقتراح خيارات حياتية متعددة، يتنكر فيها الناس للموت من خلال غمس أنفسهم في مشاريع تعمل على تأمين بقائهم وترتكز بشكل متزايد على المحافظة على صحة أجسامهم.
ولكن يظل (الغياب النسبي) واستراتيجية البقاء الديني لمواجهة الموت هي ذات طابع سحري لمواجهة الجسد الواهن، فالدين سعى إلى فكرة نكران الموت بمفهومه كــ(نهاية عدمية) بطرق مختلفة، واقترح تصورات ميتافيزيقية لحياة أخرى ينتقل إليها الإنسان خارج مفهومه المادي للحياة، فكرة الغياب النسبي لمواجهة الموت تُسهم في زرع روح السكينة والطمانينة بأن الحياة لن تختم بالموت، بل إنها ستبدأ من جديد بعد مغامرة الجسد الفاني.
كما إن خيارات (الغياب النسبي) متعددة، بين الفلسفة والدين والحضارة، فإن الموت متعدد أيضًا قبل الأوان، يمارس على الإنسان طقوس الرحيل والغياب القسري من خلال الجسد، و ينبغي لنا أن نقاومه ولا نتقبله إلا في صورته الأخيرة فقط .



#قحطان_الفرج_الله (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سليمان العطار كتابٌ عظيم لم يُقرأ بعد
- (نهدان وقميص بلا أزرار)
- المشروع الثقافي...
- خطة لإنقاذ العالم
- ما بعد العزلة
- (علي المرهج) و(تشارلس بيرس) وفردوس البراجماتية المفقود
- البحراوي وكينونة الوعي ...
- ((اشعر بالعار لأنك من الناصرية))
- اشعر بالعار لأنك من الناصرية
- آدم الأخير المحو والإثبات
- ثورة الوعي الوطني ....شعلة لمستقبل مختلف
- هيا لنخون الوطن ...
- فواكه ماجد السفاح
- عارف الساعدي وتشكيل المتخيل الشعري...
- المحبّة تطرد الموت.
- صلاح نيازي ... يا غصننا المُطعم...
- الشعر الصوفي في ميزان خاص
- شوارع احمد عبد الجبار وإقدامه العارية
- سليمان العطار ... المترجم مفكرا قراءة في -الكيخوتي- المقال ا ...
- -من الصوت أصنع لوحة، ومن اللوحة اصنع صوتا- رواية وحي الغرق ق ...


المزيد.....




- بجودة عالية..استقبال تردد قناة روتانا سينما على النايل سات و ...
- أجمل عبارات تهنئة عيد الفطر مكتوبة 2025 في الوطن العربي “بال ...
- عبارات تهنئة عيد الفطر بالانجليزي مترجمة للعربية 2025 “أرسله ...
- رحلات سينمائية.. كيف تُحول أفلام السفر إجازتك إلى مغامرة؟
- وفاة -شرير- فيلم جيمس بوند -الماس للأبد-
- الفنان -الصغير- إنزو يحسم -ديربي مدريد- بلمسة سحرية على طريق ...
- بعد انتقادات من الأعضاء.. الأكاديمية تعتذر للمخرج الفلسطيني ...
- “الحلم في بطن الحوت -جديد الوزير المغربي السابق سعد العلمي
- المدرسة النحوية مؤسسة أوقفها أمير مملوكي لتدريس علوم اللغة ا ...
- بعد تقليده بإتقان.. عصام الشوالي يرد على الممثل السوري تيم ح ...


المزيد.....

- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قحطان الفرج الله - جسد مُحتضر، وروح متوقدة ...