كمال تاجا
الحوار المتمدن-العدد: 6884 - 2021 / 4 / 30 - 12:39
المحور:
الادب والفن
مثل أي ولادة متعثرة
تزيل غشاوة
غلالة
ظلام دامس
عن أعالي السماء
في ليل حالك
يتجهم على وجه
التحديقة
لهنيهة مخاض
-
والهفو الرقيق
يمحو الأثر
ليتمخض
بطن الطبيعة
عن جنين ضوء
للتو
بدأ يبزغ
وفجأة استدار
قرص الشمس
يختلس النظر
بتلك التحديقة
الفاغرة شفتيها
بابتسامة الفجر
وبغتة ساد الألق
وصار الصباح جلياً
يستنهض الغصون السكرى
من وهدتها
على وقع
جلجلة الحفيف
الذي يهز خصر البراعم
حتى تتفقأ
الورود
من أكمامها
-
والسكينة تحط
في كل مكان
شارد نظر
فاردة
عرى السنا
لتثبت أوتاد
المهاد
والزلفى
تخيم بالمكان
تحت وجه سطوع
باهر
-
وتتراخى الأكمات
متلبسة - بسرقة
ابتسامة التحديقة
من ثغر الخلابة
وتنشده الألتفاتة
وكأنما فت من عضد
رفرفة رموشها
جهجهة النور
والإنبهار يمتطيها
حاسراً عن كمائن
صيدها المتناثرة
-
ثمة برعم ارتجف
ينفض عنه
بقايا طل
مع سجايا ندى
يريد أن يبزغ عنوة
ليتسلق نسائم الصباح
من المشاطرة
وهو يهتز طرباً
مع كل وصلة هبوب ريح
يشلحها
ليرتديها
وهي تتدافع إليه
كما في وصلة
عناق رائع
ليجلجل أريجه الرنان
بين تبعثر الخياشم
وصخب الأغصان
في عجالة
رافلة بأجنحة الضوء
كساقية منى جارفة
تمحو
تقصف ركب الطقس
المتقلب
على انتفاخ
وجنة الأشجار
-
والزهو
يرقص طرباً
في اهزوجة
صدى
وجميع الخلائق
تعزف لحن الإنسجام
في علاقة
تأثر اللب
لتصيب الوجدان
-
وكل شيء - حيّ
في الطبيعة
يدعو إلى عيش
هذه الحياة
-
لتصبح الفحوى
هامة ناهضة
حتى الأوج
على أعناق سافرة
والأحداق مسافرة
يحلق بين جنباتها
طائر الفجر
وفرة
وغلالاً
على أكتاف مدى شاسع
لأبد سرمدي
يميد
على أطلس الخلائق
في توازع
وفرة
محاصيل الندى
إلى ما لا نهاية
دمشق - 9-11-1991
#كمال_تاجا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟