|
إلى رئيس وزراء العراق 🇮🇶 مصطفى الكاظمي ...
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 6882 - 2021 / 4 / 28 - 13:10
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
/ إذا أشاح المرء بنظرة حول ما يجري في العراق 🇮🇶 وصوب عميقًا في جملة تصريحات وأفعال وإجراءات، فإن من الصعب إقناع مواطنيه من الكفى بالمطالبة بالحكم الذاتي هنا 👈 وهناك👈 ، بل أيضاً الحكم الذاتي لا يشبع غليلهم المتعطش إلى أمجاد الماضي ، لأن حادثة اليوم تظهر حجم الانحطاط الذي وصل إليه بلد علي باب ، وبالطبع ، سبب في قولنا هذا بسيط ، هو الشاعر سعدي اليوسف صاحب الساعة المتقلبة ، الذي يُعتبر من أهم شعراء العراق 🇮🇶، بل هناك من صنفه بأهمهم قاطبةً ، وعندما نذكر العراق الجديد فأننا نأتي على أمثال السياب والجواهري ، إذن ًفي المقام الأول ، اليوسف تم تكريمه بجوائز دولية عدة ، هذه الدول التى كرمته تقف اليوم في مصاف الدول الكبرى ، لقد حصل على جائزة كافاف وجائزة فيرونيا وجائزة المتروبولس الكندية ، أي أن كبريات الدول المصنعة والرائدة ثقافياً في العالم أعترفت بموهبته وإنتاجه الشعري ، في المقابل ، دولته وأدواتها وفي مقدمتهم وزير الثقافة بالحكومة الحالية ، الذي فشل في الدفاع عن موقفه عندما رضخ على الفور لفئة لا تعلم شيء عن الإسلام وقواعده الأصيلة ، ممتنعةُ عن مساعدته وهاجمت وزير الثقافة وهددته بضرورة التراجع وتقديم الاعتذار ، في المقابل ايضاً ، نستحضر القيم الكبرى للإسلام عندما كان يقاد من عمالقته ، لأن كيف نفسر موقف أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عندما سأل عجوز المدينة عن سبب جلوسه في الشارع ، فكان رد الرجل ، أنا يهودي وأتسول لأدفع الجزية ، فقال الفاروق مقولته الشهيرة والتى تبين بوضوح 🙄 لا لبس بها مسؤولية الدولة أمام مواطنيها على اختلافاتهم العقائدية والفكرية ، ( والله ما انصفناك نأخذ منك شاباً ثم نضيعك شيخاً والله لأعطينك من مال المسلمين ) ، وأعطاه عمر رضي الله عنه من مال المسلمين ، وهو لم يكن فقط ناقداً للنبي ، كما يزعم البعض حول اليوسف ، بل كان اليهودي كافراً بمحمد وبما أنزل عليه ، وقد ذكر تلك الواقعة ابن القيم في أحكام أهل الذمة وصاحب كنز العمال .
إذنً ، أيعقل في أرض على بابا والسندباد يعاقب وزيراً لأنه نصح بالمساعدة الطبية لشاعرها الأهم في منفاه والذي قال عنه أحد رفاقه ، إن عذابات المنفى تهون ما دام سعدي يوسف معنا ، وهو القائل( نبي يقاسمني شقتي يسكن الغرفة المستطيلة وكل صباح يشاركني قهوتي والحليب ، وسر الليالي الطويلة وحين يجالسني، وهو يبحث عن موضع الكوب في المائدة ـ وكانت فرنسية من زجاج ومعدن ـ أرى حول عينيه دائرتين من الزرقة الكامدة ، وكانت ملابسنا في الخزانة واحدة☝، كان يلبس يوماً قميصي وألبس يوماً قميصه) .
وهنا يتساءل المرء ، حول رجلاً اجتهدت في الماضي والحاضر مجموعات سواء بسواء بالخيانة وكتابة التقارير والوشاية أو من اخمدوا للتو انتفاضات الحرية والاستقلال وقتل الناس بدم بارد ، هل لها أن تكرم شاعراً كتب بروحية الرافضة للموت والمنحازة للحياة ، بل هل يتوقع المرء من هؤلاء تقديم المساعدة لمريض طريح الفراش في منفاه ، كانت ومازالت تتلاعب بالنصوص وتحريف محتواها في كثير أو قليل ، لكن من المؤكد الدول التى تعرف قيمته الشعرية وكرمته سابقاً ، ستهرع لتقديم كل ما يمكن لعلاجه ، وبالتالي ، بعد هذه المهزلة العاصفة والفاضحة والسقيمة ، وعلى مستوى أوسع نستعين من موسوعة أمير المؤمنين علي (عليه السلام) ، مقولته التى تُعتبر من ضرباته التعليمة العميقة والأبدية لتلك السلالات الجائعة ، ( أطلبوا الخير من بطون شبعت ثم جاعت لأن الخير فيها باق ، ولا تطلبوا الخير من بطون جاعت ثم شبعت لأن الشح فيها باق ) ، واخيراً ، هنا ماذا عسانا أن نقول لوزير الثقافة ، أنت مواطيك من أي بطون ، الخير فيها باق أو الشح فيها باق . والسلام ✍
#مروان_صباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نظام ابو ماسورة ينتقل إلى عهد التوك توك ...
-
إعادة كتابة القواعد من غرف النوم ...
-
وينك يا عم ابو محمود الصباح ، تبهدلنا بعدك ...
-
استباحوا العراق بالكامل ، حيث تقاطعت المصالح على حساب شعب كا
...
-
قد رُفعت العقوبات بالسر ، هل سترفع رسمياً ..
-
ممكن ذلك يحصل في الخفاء ، أم في العلن غير ممكن
-
مازال العالم يتفرج على صانعي الثلث المعطل ...
-
فيروس صغير يفرض على القوى العالمية إعادة ترتيب الرأسمالية ..
-
التنازل عن المعتقد والحقوق مقابل الانخراط بالعقد الاجتماعي ل
...
-
بين السيف والعائدين من منتصف الطريق ، تكثر الجلجلة والهرججة
...
-
ذات صباح ، صوتاً هز الكنيسة الكاثوليكية ...
-
مصر 🇪🇬 تستطيع خلق هوامش المناورة والمفاجأة م
...
-
كيف ما فيش أوكسجين ، قالها ونقولها ...
-
من جحيم ستالين الاسود ، مروراً بجحيم غوانتناموا المصغر إلى ج
...
-
قصف العمق السعودي يقابله قصف العمق الإيراني...
-
ايعقل هذا ...
-
مفهومية العلاقة بين الإنسان والحقيقة / يوسف شعبان من فيلم (
...
-
المسألة الفلسطينية من الصراع المفتوح إلى العجز الكامل ...
-
المسألة الفرنسية الجزائري ، من المعقد إلى المركب ...
-
إدارة بايدن إزدواجية التعامل ...
المزيد.....
-
جين من فرقة -BTS- شارك في حمل شعلة أولمبياد باريس 2024
-
العثور على أندر سلالات الحيتان في العالم
-
الجمهوريون يرشحون ترامب رسميا لخوض الانتخابات والأخير يختار
...
-
ليبرمان: نتنياهو يعتزم حل الكنيست في وقت مبكر من نوفمبر
-
هل تنهي أوروبا أزمة أوكرانيا دون واشنطن؟
-
موسكو: لا يوجد أي تهديد كيميائي لأوكرانيا من قبل روسيا
-
الولايات المتحدة تؤيد دعوة روسيا لحضور -قمة السلام المقبلة-
...
-
غروزني.. منتدى القوقاز الاستثماري
-
شاهد.. احتفالات زفاف العام الفاخرة لابن أغنى رجل في آسيا تتو
...
-
انتعاش الموسم السياحي في تونس
المزيد.....
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
-
ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
المزيد.....
|