رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 6881 - 2021 / 4 / 27 - 19:51
المحور:
الادب والفن
عناصر الفرح في
"عبرت الطريق"
عبد السلام عطاري
"عَبرتُ الطّريقَ بلا زادٍ، عَبرتُهَا وليس لديّ غيرَ الذّكريات، تيممتُ صعيدًا طيبًّا بتُرابها؛ فالبئر عطشى، وفردْتُ الأرضَ سُجادةً للصّلاةِ، ورَميتُ جسدي تحتَ فيءِ الخرّوبة العجوز غفوتُ؛ غفوتُ، رأيتُهُم يقرأون قصائدَ للأمهات الصاعدات إلى السماء، عَبرتُ الطَّريقَ يا بلاد الطّريق، عَبرتُ بدعائِهنَّ من كُلِّ ضيق."
عندما يأتي النص الأدبي حاملا لعناصر الفرح "المرأة/الأمهات، والطبيعية/بترابها/فالبئر/الأرض/السماء، وللكتابة/قصائد/يقرأون، ومقرونا بلمسة دينية: صعيدا طيبا، سجادة الصلاة، الصاعدات إلى السماء، بدعائهن، فإن هذا يُوصلنا إلى حالة حلول الشاعر فيما يكتب، وحل ما يكتبه فيه، فرغم حجم المقطع المتواضع إلا أنه خصب وثري، كما أنه يمتع المتلقي ويريحه، كحال أي مؤمن يلجأ إلى الله، كحال قارئ القرآن، وهذا ما يجعله مربحا للنفس/للقارئ، فالنص يكاد أن يكون مطلق البياض إذا ما استثنينا ألفاظ: "عطشى، ورميت، ضيق" علما بأن "عطشى، ضيق" متعلقة بما هو صوفي.
نلاحظ أن الفيض الديني بدأ بعد "تيممت" وكأن تلاقي حرفي الميم فجرا الهاجس الديني في الشاعر، وهما من حول المقطع من حالة الألم/"بلا زاد/ ليس لدي" إلى حالة أخرى تتسم بالفرج والفرح.
كما أن التكرار يأخذنا إلى حالة والوعي/الادراك، وإلى ما يحمله العقل الباطن للكاتب/للشاعر، فتكرار "عبرت" أربع مرات، ومرتين ل"غفوت، الطريق"، يؤكد على حالة التوحد بين النص الشاعر، فبدا وكأنه يتغنى بما جاء في النص.
ونلاحظ خلو النص من ألفاظ المذكر، ـ إذا ما استثنينا "زاد" ـ واقتصاره على الألفاظ المؤنثة، وهذا يشير إلى انحياز الكاتب إلى الأنثى، وعلى أن نصاعة البياض وأثره الإيجابي عليه.
كل هذا يقدمنا من حالة النشوة التي يمر بها الشاعر بعد أن تفجرت ينابيع القدس بمائها العذب، وأروت العطشى.
النص منشور على صفحة الشاعر.
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟