عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)
الحوار المتمدن-العدد: 6881 - 2021 / 4 / 27 - 02:43
المحور:
الادب والفن
إنها الحرب يا أمي
إنها الحرب ....
فويل للعصافير
من برد الشتاء
حين تغادر الأشجار القليلة .....إلى مواقد النيران
الرعد متغضب............
ليل نهار
والصداع المر يرج أمخاخ الجميع
فأحتلط الأمر على الجميع
حتى النهر من سكرة الوجود
يعتذر لمائه
الجنود بحاجة للعبور ...
أو الأختباء
توقف عندك أيها الماء حتى تنتهي فصول الرواية
أو ينتقل العدو للأمام أو للخلف
المدافع تتراقص
من قوة حشوتها الثقيلة
تهتز كأنها لعبة ذكية بيد غشيم
فاقد الذاكرة
رأيت وجه الأرض من فوق
حزين متلون يعاني من حمى الجنون
كأنه وجه فتاة أكلت نظارته
بثور خضراء مدميه
مقزز جدا منظر الأرض
وهي تشرب الخمرة الحمراء
ولا تثمل
ولا تسكر
ولا يشبعها كل الذين يحملونه مع الألم والأمل
أحد الجنود يسب الأرض
ويعتذر
والأخر يلعن المولود والولادة
وأخرون ينامون بالطين
وبين طيات التراب
لعلهم يستنشقون طعم الأم والبنت والأخ والزوجة
أحلامهم شتى
كلها صغيرة
لو جمعتها جميعا
يمكن لا تساوي حجم رصاصة غادرة
ومع هذا وذاك ينامون
يضحكون
يحلمون بعودة سريعة لسرير مهجور
أو على مقاعد الدراسة
أكثر الأحلام نبلا كانت
أن يصحوا الجميع فجرا
وقد أكتفت العاهرة من خمرتهم المترعة
وتتكسر الكؤوس
وتتوقف الفؤوس عن حصد أرواح الشجر
قهر ثم قهر
ثم الموت ما بين القهر والقهر
أخر أمنية سمعتها من جندي في أول الخندق
أن يرحل بسلام قطعة واحدة للسماء
وقبلها
أن يسأل الغبي الذي أشعل الماء بالنهر
ما الخبر ؟.
#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)
Abbas_Ali_Al_Ali#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟