أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسن مدن - الكتّاب يقومون من أضرحتهم














المزيد.....

الكتّاب يقومون من أضرحتهم


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 6881 - 2021 / 4 / 27 - 00:45
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الولع بموت الأشياء والظواهر ليس أمراً جديداً، حيث أخذت بعض اتجاهات ما يعرف ب«ما بعد الحداثة» منذ العقود الأخيرة في القرن الماضي بالتبشير ب«موت الفلسفة، و«موت الشعر»، و«موت المؤلف»، و«نهاية الرواية»، طبعاً من دون أن نغفل الحديث عن «موت الإنسان» نفسه، وكذلك التبشير ب«نهاية التاريخ» على يد فرانسيس فوكاياما بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، وتصدع النظام الدولي السابق.
هذا الولع ليس جديداً كما ذكرنا، فقد سبق الحديث عن ذلك، أو عن بعضه على الأقل، على لسان الفيلسوف الألماني الأهم هيجل، الذي تحدث بدوره عن «نهاية التاريخ»، وعن "موت الفن"، وهو بالطبع لم يكن يقصد أن الفن لن يعود قائماً بعد ذلك، وإنما كان يعني أن الفن بلغ ذروته، وأعلى مراحل نضجه، ولن يكون جديد في هذا الفن بعد ذلك، وإنما تكرار ومحاكاة للمنجز الكلاسيكي.
وربما يعبر القول التالي له عن هذه الفكرة بوضوح: «لا يمكن لعصرنا أن ينتج من هم بقامات هوميروس، وسوفوكليس، ولا دانتي، وأرسطو، ولا شكسبير، فما أنشد بهذه الروعة، وما جرى التعبير عنه بالحرية التي فعلها هؤلاء الشعراء الكبار، حصل لمرة واحدة، وأخيرة».
يصح على فكرته حول «نهاية التاريخ» الأمر نفسه، فلم يكن يعني أن الزمن سيتوقف عن الجريان، ولكن شيئاً أرقى من الذي بلغته الحضارة الجرمانية، يومذاك، لن يأتي، وبالتالي فإن ما سيأتي بعد ذاك ما هو إلا تنويع على الذي كان. وبدت أطروحة فوكاياما حول الموضوع نفسه تكراراً كاريكاتيرياً للأطروحة الأصلية، لأن الأخير لا يتوفر على العدة والتأسيس الفلسفيين العميقين اللذين كانا لهيجل.
من يقولون اليوم ب«موت الفن»، و«نهاية تاريخ الفن، أو اعتبار الفن لا شيء»، حسب جان بودريار، لا يقولون، إذاً، شيئاً جديداً، فسوى هيجل قال الأمر أصحاب ومريدو مدارس فكرية وفنية مختلفة، بينها الددائية والسوريالية، بل إن مريدي الأولى أصدروا عشرات البيانات المبشرة بمثل هذا الموت.
لكن لا شيء من الذي توقعه هيجل، وكرره غيره في القرن العشرين، وفي قرننا الحالي أيضاً، قد حدث، فالفن لم يمت ولن يموت، ويلفتنا الدكتور زكريا إبراهيم في كتابه: «الفنان والإنسان»، إلى ما طرحه بعض الفلاسفة المعاصرين كهربرت ماركيوز، مثلاً، حول تحوّل الأعمال الفنية إلى سلع تجارية، خاضعة لمقتضيات السوق، وهو أمر صحيح إلى حدود بعيدة، لكن هذه الفكرة تظل ناقصة، إذا لم يجر ملاحظة أن الفن، في القديم، كان حكراً على النخبة الثرية والمتعلمة، ولم يكن متاحاً للعامة كما هو الحال اليوم.
وبعبارة زكريا إبراهيم، فإنه سيكون من السخف «الاعتراض على بيع مؤلفات أفلاطون، وهيجل، وشيلي، وبودلير، وفرويد، وغيرهم في المحال العامة»، بل، بالعكس، فإن هذا يؤكد أن «الكتّاب الكلاسيكيين قد قاموا من أضرحتهم، وعادوا إلى الحياة من جديد».



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تخليص الإبريز
- تحوّلات المدينة الخليجية
- القرية الكونية: عولمة لم تتعولم
- مبارزات المثقف النقدي
- بحثتُ ذلك بنفسي
- ألبرتو مورافيا في الصين
- الفلسفة تأتي في الصباح
- في الفرق بين الحشود والجماعات
- رفات لوركا
- عائد إلى القدس
- لماذا أكتب؟
- التاريخ الخفي
- شفافية الدولة الاستبدادية
- حرب باردة -كورونية-
- تفاؤل الفكر وتشاؤمه
- نساء على دروب غير مطروقة
- حضارات لم تقل كلمتها بعد
- العرب والغرب .. النقطة الزائدة
- أوجاع سوريا
- مجتمع الفرجة


المزيد.....




- إغلاق المخابز يفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، ومقتل وإصابة أل ...
- هل يهدد التعاون العسكري التركي مع سوريا أمن إسرائيل؟
- مسؤول إسرائيلي: مصر توسع أرصفة الموانئ ومدارج المطارات بسينا ...
- وزارة الطاقة السورية: انقطاع الكهرباء عن كافة أنحاء سوريا
- زاخاروفا تذكر كيشيناو بواجبات الدبلوماسيين الروس في كيشيناو ...
- إعلام: الولايات المتحدة تدرس فرض عقوبات صارمة على السفن التي ...
- الولايات المتحدة.. والدة زعيم عصابة خطيرة تنفجر غضبا على الص ...
- وفاة مدير سابق في شركة -بلومبرغ- وأفراد من أسرته الثرية في ج ...
- لافروف يبحث آفاق التسوية الأوكرانية مع وانغ يي
- البيت الأبيض: ترامب يشارك شخصيا في عملية حل النزاع الأوكراني ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسن مدن - الكتّاب يقومون من أضرحتهم