أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي حسين يوسف - براهين وجود الله بين الفلسفة والدين















المزيد.....

براهين وجود الله بين الفلسفة والدين


علي حسين يوسف
(Ali Huseein Yousif)


الحوار المتمدن-العدد: 6877 - 2021 / 4 / 23 - 15:34
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


شغلت مسألة التدليل على وجود الله معظم الفلاسفة ـ باستثناء الملحدين والمنكرين لوجوده ـ بل لا نبالغ القول أن الفلسفة منذ بداية تاريخها كانت ـ بوجه من وجوهها ـ بحثا عن الله , حتى قبل أن تتأثر بالأديان السماوية , وقد دفع التأمل في هذه المسألة الفلاسفة أغلبهم إلى الاجتهاد في وضع أكثر من برهان للتدليل على وجود الله , وربما نجد عند الفيلسوف الواحد أكثر من دليل لا سيما عند فلاسفة العصور الوسطى والفلاسفة المسلمين الذين دفعهم الدين إلى تأييده بتلك البراهين والحج , لكن من يتأمل تلك البراهين يجدها كلها لا تخلو من ضعف الحجة لأنها تعتمد على استنتاجات بشرية لا تخرج عن أطر التفكير الانساني المحدود لذلك لجأ البعض إلى مهاجمة تلك الأدلة من أساسها بحجة أن قضية الله قضية إيمان قلبي لا تحتاج إلى براهين وأدلة منطقية , ومن أهم تلك البراهين وأشهرها :
أولا : دليل العلية وقال به أرسطو ونصه إن لكل شيء أو معلول علة توجده ويمكن أن تتسلسل هذه العلل لتكون الواحدة منها تارة علة وتارة أخرى معلولا لكن لا يمكن أن يستمر هذا التسلسل إلى ما لا نهاية فلا بد أن تنتهي هذه العلل إلى علة أولى تنتهي عندها كل المعلولات ليكون الوجود بأكمله معلولا واحدا يرتد إلى علة واحدة , وإلا وقعنا في الدور والتسلسل إلى ما لانهاية , وقد اعترض على هذا الدليل بالقول أن مسألة العلية تعود إلى اعتياد العقل وليس هناك ما يثبت وجودها غير ذلك .
ثانيا : دليل السببية وهو قريب من دليل العلية فالوجود بأكمله مجموعة أسباب جزئية متسلسلة حتى تجتمع كلها لتكون سببا واحد يرتد لمسبب واحد , وهذا السبب الواحد ليس بعده مسبب لأن ذلك سيوقعنا في التناقض ووجه الاعتراض على هذا الليل هو ذاته الذي اعترض به على مبدأ العلية .
ثالثا: دليل الحركة وأول من قال به أرسطو , وفكرته ببساطة تنص على أن الأشياء في الطبيعة متحركة حركات شتى فلا بد أن يكون لها محرك قريب يخرجها من القوة إلى الفعل لكن هذا المحركات لا بد أن تنتهي بمحرك لا يستمد حركته من غيره فلا بد أن يكون هذا المحرك محركا بذاته وإلا تسلسلنا إلى ما لا نهاية , ونقطة الضعف في هذا الدليل أنه لا يصلح للأمور الغيبية لأننا نفترض المحرك الأول افتراضا وهو استعمال غير دقيق لمبدأ السببية على ما يرى كانت .
رابعا : دليل بطلان التسلسل وهو مستمد من الأدلة السابقة فإذا كان الوجود عبارة عن مجموعة حوادث متسلسلة فلا بد لهذه الحوادث أن تنتهي عند نقطة معينة تكون مبدأ لتلك الحوادث وإلا لوقعنا في التناقض ولم يكن هناك وجود أصلا لأن انعدام بداية الشيء يعني انعدامه كليا .
خامسا : دليل النظام وأول من قال به القديس أنسلم وينص على أن هذا الوجود منظم تنظيما دقيقا لا يمكن انكاره أبدا فلابد لهذا التنظيم من منظم فمن غير المعقول أن يكون قد وجد مصادفة لأن المصادفة تناقض النظام أصلا , وقد اعترض برجسون على هذا الدليل بقوله أن النظام الذي نراه من صنع عقولنا ثم إذا كان هناك نظام شامل فما هذا الفوضى التي تعم العالم ؟
سادسا : دليل الإمكان وقال به ابن سينا ثم تبناه فلاسفة آخرون وينص على أن كل الموجودات تتسم بالإمكان أي أنها ممكنة الوجود والعدم أي أنها لا تقتضي الوجود ولا العدم بذاتها فوجودها وعدمها متساويان وبذا فهي محتاجة إلى واجب الوجود ليوجدها فلابد أن يكون هناك مرجح يرجح خروجها من العدم في زمان ومكان معينين وإلا لفسد الوجود وانتهى إلى الأبد منذ اللحظة الأولى وهذا المرجح لا بد أن يكون واجبا غير ممكن والا لأحتاج هو الآخر إلى من يرجحه , وهكذا , فلا بد أن يكون موجودا واجب الوجود .
سابعا : الدليل الأنطلوجي , وينص على أن الله هو الموجود الذي لا يمكن أن نتصور موجودا أكبر منه في الذهن أو في الواقع وهو ما قال به أوغسطين ومن ثم ديكارت .
ثامنا : الدليل الشخصي : وقد وضعه ديكارت انطلاقا من التفكير في شخصه هو بوصفه موجودا غير تام , ناقص فإذا كان كذلك لابد له من علة كاملة وهبته وجوده وكماله الذي هو عليه وإلا لوكان هو علة لنفسه لوهب ذاته كل الكمالات وهو ما لم يكن .
تاسعا : الدليل الهندسي : وقال به ديكارت أيضا وملخصه أن تصورنا لبداهة قياس زوايا المثلث يقودنا إلى بداهة وجود الله فمن غير المنطقي أن نغالط ذلك القياس البديهي مثلما من غير المنطقي أن ننفي الوجود عن الله لأن وجوده لازمة من لوازمه .
عاشرا : الدليل الخلقي وينص على أن الحياة الأخلاقية تقتضي أن نؤمن بموجود يثيب ويعاقب لتعتدل كفتا الخير والشر وهذا ليس من اختصاص الطبيعة الميتة فهو إذا من اختصاص الموجود الكامل الخيرية , وهو ما أقره كانت .
حادي عشر : دليل الصديقين وقد وضعه ابن سينا وينص على أنه لابد أن يوجد شيء لا يمكن أن يكون غير موجود , وهذا الشيء لا ينتمي لعالم الممكنات ولا المركبات ولا الماديات فهو واحد بسيط لا مادي قادر كريم خير ذكي بصورة مطلقة .
وقد ذهب المسلمون إلى استخراج أدلة على وجود الله من القرآن الكريم منها :
أولا : دليل الخلق والاختراع وخلاصته أن هذه المخلوقات دليل واضح على وجود خالق فمن غير الممكن أن توجد من نفسها واستدلوا على قولهم بالآية : ((أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون)) الطور/35.
ثانيا : دليل الفطرة السليمة وينص على أن قضية الله مغروسة في النفس البشرية فطريا فالإنسان بفطرته يدرك أن هناك الها , ويستدلون على ذلك بالآية : ((فاقم وجهك للدين جنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها )) الروم 30 .
ثالثا : دليل البراهين الواضحة ويطلق عليه البعض دليل الآفاق استنادا إلى الآية (( سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم )) فصلت 53 .
رابعا : دليل الهداية وينص على أن كل مخلوق أعطي ما يهتدي به لإصلاح شأنه بدليل الآية ((ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى )) طه 50 .
خامسا : دليل العناية : وهو قريب من دليل الهداية ويصب في المصب نفسه .
سادسا : دليل التسوية وينص على أن كل مخلوق جاء مستويا معتدلا في وضع يجعله مهيئا لأداء وظيفته في وجوده , وهناك أكثر من آية يستدل بها في هذا الشأن منها الآية (( لقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم )) التين 4 .



#علي_حسين_يوسف (هاشتاغ)       Ali_Huseein_Yousif#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أدبيات كورونا
- تجربة يحيى السماوي من منظار آخر , قراءة في كتاب (مرافئُ فِي ...
- التحليل النفسي وأثره في دراسة الأدب
- اللسانيات والتحول الشامل
- القراءة من السياقية إلى العودة للتحليل النفسي
- الأبعاد التاريخية والسياسية للطائفية في العراق
- النحو العربي ولا واقعية المفاهيم
- رأيٌّ في نَشأةِ المُجتمعِ والدَولةِ واللغةِ
- اللغة والتفكير من الصوت الطبيعي إلى المفهوم المجرد
- شرط الفلسفة وضرورات التفلسف
- الناقد وشرط المعرفة بتاريخ الأدب ومذاهبه
- التفكير النقدي , ماهيته , أركانه , متطلباته
- الشرُّ الكامن فينا
- المثقف بين الشعور بالمسؤولية والتحديات
- أنا وكتبي
- العدالةُ هي الحلّ
- شاعريّةُ الأمل عند مريم حميد , ملاحظات أوليّة ونصوص
- الوجود ووحدة الوجود , أفكار أولية
- فلسفة افلاطون ومؤلفاته وأفكاره الأساسية
- المستوى الصوتي في شعر الحكمة عند الشاعر محمد علي هادي الشمري


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي حسين يوسف - براهين وجود الله بين الفلسفة والدين