أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد مهاجر - لكى لا نجعل السلام حافزا لمجرمى الحرب














المزيد.....

لكى لا نجعل السلام حافزا لمجرمى الحرب


محمد مهاجر

الحوار المتمدن-العدد: 6877 - 2021 / 4 / 23 - 02:31
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


-
لقد شهد السودان أطول حرب أهلية في افريقيا والسبب هو تقاعس الحكومات المختلفة عن إرساء وتثبيت السلام الدائم, ولكأن قادة بلادنا يريدون للحرب ان تستمر. وقد استمرت حرب الجنوب منذ عام 1955 الى عام 1972 ثم اندلع القتال مجددا في عام 1983 واستمر الى عام 2005, وفى خلال فترة الحرب الأخيرة توسع القتال ليشمل كل السودان ما عدا الوسط والشمال. والسؤال الذى يطرح نفسه هو لماذا تعاود بلادنا الحرب؟

ان احد التدابير الصارمة لانهاء الحروب هي الامتناع, وبشكل قاطع, عن تقديم حوافز لامراء الحرب نظير قبولهم بوقف القتال. ولان الحرب تقترن دائما بتجاوزات كثيرة يكون معظم ضحاياها من الأبرياء خاصة المدنيين, فان افلات الجناة من العقاب سيشجعهم على تكرار اقتراف جرائمهم. فعوضا عن ان تكون الحرب عند البعض تكتيكا من اجل الضغط لنيل الحقوق او لرد العدوان, تصبح عندهم خيارا استراتيجيا. هؤلاء هم مجرمى الحرب وتجارها.

لقد خلق نظام الدكتاتور السابق عمر البشير امراء حرب اصبحوا يمتلكون الشركات والاستثمارات العابرة للقارات والمناجم والبنوك والمزارع وغيرها, وفوق ذلك صنع لهم مكانة اجتماعية مزيفة ووهبهم الرتب العسكرية التي يكدح في سبيلها المجنديين من الجيش السودانى سنينا عددا وأخيرا لا ينال رتبة الضابط منهم الا من اكمل تعليمه وتدريبه في الكلية الحربية. لقد ضرب البشير بالدستور والقانون والنظم واللوائح عرض الحائط فترك وضعا مختلا في القوات المسلحة حتى أصبحت الميليشيات التي صنعها تمتلك أجهزة موازية لأجهزة الجيش.

ان الامتناع عن تقديم حوافز لامراء الحرب بحد ذاته لا يكفى لاقامة سلام دائم, فعلى الجانب الاخر هنالك ضحايا يجب ان ينصفوا. وأول مراحل الانصاف هي المحاكمات العادلة, وهى ليست للانتقام او التشفى. والتعويض واجب على الرغم من استحالة تعويض الارامل والاقارب واليتامى باب يحل محل الاب الذى قتل, لكنها مساهمة من الدولة والمجتمع في جبر الضرر الذى حاق بهم. ويستتبع ذلك باتعويض عن الاضرار التي حدثت وارجاع القرى والمدن التي دمرتها الحرب الى وضع السلم والامن. وكل هذه التدابير يجب ان تحدث في ظل دستور وقوانين خالية من الثغرات التي يمكن ان تقود من جديد الى وضع الحرب.

ان احد الضمانات لبناء واستتباب السلام الدائم هي تشرك في عملية السلام المنظمات الدولية مثل الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الامن ومجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية والهلال والصليب الأحمر والاتحادين الاوربى والافريقى. ان اشراك هذه المنظمات يعطى ضمانات إضافية ويقدم دعما ماديا ومعنويا لعملية السلام.



#محمد_مهاجر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول التاسيس لسلام دائم
- زهرة
- يجب عليك ان تجربه
- اترك الظل عليك بالفيل
- هلال امدرمان وهلال بورتسودان
- الامعة والاحمق
- العقل ام العاطفة
- ما هي الضمانات؟
- نريدها مدنية صرفة
- حول صراع السلطة في السودان
- الصراع السياسى المتحضر
- مصل الكرونا نعمة ام نقمة؟
- الارادة الحرة
- خيار العلمانية في السودان
- المهام العاجلة للثورة السودانية
- جوانب من ممارسات الراسمالية الطفيلية في السودان
- اهانة اعلامية ام اهانة لدولة القانون
- دور المغتربين السودانيين في التنمية
- عقبات في طريق الثورة السودانية
- قلت اصطبر


المزيد.....




- مؤسس ويكيليكس جوليان أسانج رجل حر في أستراليا.. بماذا أقر في ...
- الشرطة الكينية تطلق الرصاص على محتجين ضد قانون جديد للضرائب ...
- اكتشاف جديد يفسر سبب ارتفاع معدل الوفيات بين مرضى الكبد الده ...
- ما الأسلحة التي يمكن أن تزود بها كوريا الجنوبية الجيش الأوكر ...
- الإسرائيليون محبطون للغاية وغير مستعدين لحرب حقيقية
- حرب إسرائيل ولبنان يمكن أن تخرج عن السيطرة
- ?? مباشر: الولايات المتحدة تضغط على إسرائيل لتفادي حرب مع حز ...
- مصر.. كنائس ومساجد تفتح أبوابها لطلاب الثانوية للمذاكرة بسبب ...
- محاكمة مؤسس ويكيليكس: أسانج ينهي الأزمة مع أمريكا بعد الإقرا ...
- عيد الغدير.. منشور نوري المالكي وتعليق مقتدى الصدر وتهنئة مح ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد مهاجر - لكى لا نجعل السلام حافزا لمجرمى الحرب