حسنين قيراط
الحوار المتمدن-العدد: 6876 - 2021 / 4 / 22 - 08:41
المحور:
الادب والفن
يمضي الامس ونعيش اليوم وننتظر الغد ، وبين الأمس واليوم والغد يحيا أكثرنا غير راضين عن الأمس وأيضا عن اليوم والكل يتطلع إلي الغد لعله يكون أفضل من الأمس واليوم ....هذا حال الإنسان مهما كان زمانه أو مكانه.
يمر علي الإنسان في مراحل حياته المختلفة مواقف ومحطات كعلامات منحوته في ذاكرته لا تنسي بعضها سببت له الحزن وأخري سببت له السعادة والأهم من هذه وتلك ...تلك المحطات في حياة الإنسان التي علي أثرها تغيرت مجري حياته ، والتي كلما تذكرها نشيت معركة لا هوادة فيها بين الرضا بالإختيار والتمني خلاف ذلك ...علي سبيل المثال الأخ محفوظ...الطالب الجامعي الذي سنحت له الظروف بالسفر إلي لندن في العطلة الصيفية مع بعض اصدقاءه ورغم عدم اجادته للغة الإنجليزية فقد عمل في احد مصانع المياة الغازية في الفترة الصباحية وساعدته الظروف في ان يعمل في مطبخ احد المطاعم في غسيل الاطباق ....كان دخله من العملين في المصنع والمطعم في أسبوع يفوق أضعاف ما سوف يحصل عليه في سنة كراتب بعد التخرج .
وفي يوم من الأيام وهو جالس مع اصدقاءه في كنتين المصنع في فترة الغداء فوجيئ بفتاة إنجليزية كانت من أجمل البنات العاملات في المصنع تجلس معهم علي نفس الترابيزة وتكلمت مع صديقه الذي كان يقيم في لندن من سنوات طويلة وإذا بصديقه يقول له ان الفتاة معجبة به جدا وتريد ان يتزوجها ....طبعا الأخ محفوظ فوجيئ بهذا الطلب ولم ينطق بحرف رغم ان صديقه نصحه وقال له هذه فرصة لن تتكرر وستندم لو رفضتها ....!
طبعا محفوظ لم يأخذ بنصيحة صديقة لأن أعلي سقف لطموحاته وقتها كانت شراء ملابس جديدة وشراء ريكوردر غالي وشراء الهدايا للأهل والأقارب وتوفير مصاريف تكلفة السفر إلي لندن ...تلك كانت طموحات وثقافة شريحة من المجتمع في تلك الفترة الحياتية للإنسان المصري ...!
وبعد مرور سنوات طويلة يتذكر محفوظ هذه المحطة ويتخيل نفسه وحياته لو انه وافق علي الأرتباط بهذه الفتاه الإنجليزية ...كيف كان سيكون الحال ...!
وبين الرضا بما هو قائم والأمنية بما كان يمكن أن يكون مازالت المعركة مستمرة ...وإلي الان لا غالب ولا مغلوب .
#حسنين_قيراط (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟