أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق حجي - خواطر عن المواطنة والدولة المدنية فى مِصْرَ














المزيد.....

خواطر عن المواطنة والدولة المدنية فى مِصْرَ


طارق حجي
(Tarek Heggy)


الحوار المتمدن-العدد: 6876 - 2021 / 4 / 22 - 02:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما أكثر ما يُقال فى مِصْرَ أن المصريين المسلمين مسؤولون "شرعاً" عن حمايةِ أرواحِ وأموالِ المصريين المسيحيين. وهذا ضربٌ من الجنونِ. فمن العته أن يقول أيُّ مصريّ ما يدل على جهلِه بمفهومِ المواطنةِ.

فالمصري المسلم لا يمتنع عن إيذاءِ المصري المسيحي لأن حديثاً فى صحيحِ البخاري يحض على عدمِ إيذاءِ المسلمِ للمسيحي ولكن لأن المصري المسيحي هو مواطنٌ مصريٌّ له ما للمصري المسلم من حقوقٍ وعليه ما على المصري المسلم من واجباتٍ.

فالمواطنةُ فقط هى التى تحدد حقوق مواطني مِصْرَ ووجباتهم بصرفِ النظرِ (كليةً) عن الدينِ والجنسِ واللونِ.

وهناك كلمات يرددها بعضُ الشيوخ فى مِصْرَ ترقي لأفقٍ أعلي من آفاقِ العته كأن يقال أن المصريّ المسلم إن قَتَلَ مصرياً مسيحياً فإنه لا يُعدم لأن دمَ المسلمِ أعلى قيمةً من دمِ المسيحي. وينتظر مثلي أن يُحاكم و يُعاقب من يدلي بهذا القيء.

ومن الظواهرِ التى أراها متعارضةً كليةً من فهمي للمواطنةِ أن يهتف جنودُ الجيشِ المصري ب "الله أكبر" ، وهو هتاف لاشك أن رقائقاً دينية إسلامية تكتنفه. وكان المنطقُ يحتم أن يهتف الجنودُ المصريون ب "تحيا مِصْرَ ".

ومن تجليات هذا الدهس لمفهوم المواطنة فى مِصْرَ اليوم كوَّن معظم مادة اللغة العربية من السور القرآنية. فمكان هذه السور هو مادة الدين الإسلامي. أما مادة اللغة العربية فيجب أن تكون نصوصها النثرية والشعرية من روائع الأدب العربي (القديمة والحديثة). حتى الروايات التى يدرسها تلاميذ وطلاب التعليم العام حكمها نفس الفكر المضاد لمعاني المواطنة. فمن المضحك أن يدرس تلاميذ التعليم فى مِصْرَ رواية "وا إسلاماه" للأديب اليمني عليّ أحمد با كاثير ولا يدرسوا روايات عن مِصْرَ القديمة مثل "عبث الأقدار" و "رادوبيس" و "كفاح طيبة" وكلها من روائع نجيب محفوظ الذى شَرَعَ جهادي فى ذبحه ذات يوم !

وقبل إحصاءِ الأمثلة (وما أكثرها) على هدرِ معاني المواطنةِ ، فالأهم هو وضع رؤيةٍ vision رسميةٍ لمفهومِ المواطنةِ ثم تنبثق من هذه الرؤية سياساتٌ policies تكفل ضمان تطبيقِ مفهومِ المواطنةِ فى كل المجالاتِ وسائرِ المناحي.

ومن المؤسفِ أن المجتمعَ المصريّ قد أصيبَ بجرثومةِ فكرِ السلفيين بشكلٍ ودرجةٍ كبيرين. فمتابعةُ تصريحات وأحاديث كثيرٍ من كبارِ المسؤولين ومعظمِ الإعلاميين تُظهر بوضوحٍ لأيّ حدٍ أصبح هؤلاء يطعنون فكرتي "الدولة المدنية" و "المواطنة" فى مقتلٍ بمفرداتٍ وصيّغ تقول الكثيرَ عن بعدِ عقليتِهم وأفكارِهم عن مفاهيمِ الدولةِ المدنيةِ ومن أهمِها مفهوم المواطنةِ.

ويقتضي دعم مفاهيم الدولةِ المدنيةِ ومفهوم المواطنةِ مراجعة حجم مؤسساتِ التعليمِ الديني. ففى مِصْرَ كليات للطب والعلوم والهندسة والطب البيطري والصيدلة والتجارة والآداب بها مئات الألوف لا يدخلها غيرُ المسلمين رغم أن الدولةَ هى التى توفر ميزانياتها (من ضرائبٍ سددها مسلمون ومسيحيون).



#طارق_حجي (هاشتاغ)       Tarek_Heggy#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من المتهم ؟
- الطاعون قراءة في فكر الإرهاب المتأسلم
- مقتطفات من دفتر يوميات طارق حجي - المجموعة الأولى.
- خواطرٌ مصريةٌ صرفٌ.
- هوامش على دفتر الإنتخابات الأمريكية.
- التعليم ... ولاشيء غيره
- حقائق المجتمعات العربية السبع.
- نظرة ماكرو للثقافة الذكورية.
- ذكريات كردستانية.
- مصرُ بين مصيرين ...
- لبنان فى الميزان ...
- إشكالية الهوية المصرية.
- من خواطر طارق حجّي
- دانات من أقصي الشمال البريطاني - مقالات قصيرة.
- ذكريات ...
- من أهم جذور محنة المسلمين التاريخية.
- المرأة فى أبشع تراث ...
- الواقع المصري بين الأمراض والأعراض.
- من دفتر اليومية : 26 مارس 2019
- خواطر مثقف معني بالتنوير


المزيد.....




- رحلة عبر الزمن..استكشف الكنور الخفية في العُلا بالسعودية
- شاهد لحظة انتشال ناجٍ من تحت الأنقاض بعد 100 ساعة من زلزال م ...
- Blue Origin تكشف سبب فشل الإطلاق الأول لصاروخها الثقيل
- لوبان عن رد فعل موسكو على الحكم: روسيا تعيد لنا درس الديمقرا ...
- واشنطن توافق على بيع الفلبين 20 مقاتلة -إف 16-
- الولايات المتحدة.. حقائق جديدة تكشف تورط مكتب التحقيقات الفي ...
- الجيش اللبناني يغلق معبرين غير شرعيين مع سوريا
- بعد فضيحة -ذا أتلانتيك-.. والتز متهم باستعمال بريد -جيميل- ا ...
- -معجزة طبية-.. علماء يطورون علاجا يعيد البصر المفقود
- مرشح ترامب لمنصب السفير الأمريكي في لندن يتعهد بإقناع البريط ...


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق حجي - خواطر عن المواطنة والدولة المدنية فى مِصْرَ