عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)
الحوار المتمدن-العدد: 6875 - 2021 / 4 / 21 - 08:40
المحور:
الادب والفن
الأرض التي أنتجت زهر الياسمين
وصار منها كل شيء حي
هي التي يأكلها الملح أحيانا
فتموت عطشى
الملح ليس مجرما بالطبع
الماء ليس مذنبا بالطبع
الأرض ذاتها ليست ملامة
هناك فاعل مجهول
ينبئنا
أن الحياة مثل مسبحة الكاهن
تدور بين أصابعه
الحبة الأولى تنزل وتنزل رويدا
حتى تصبح الأخيرة
وأنامل المسبح لا تكل
نموت ثم نحيا
ونعود للموت مرة أخرى
لا تكل المسبحة من الدوران
ولكن يد الكاهن هي من تتعب
فترمى المسبحة بعيدا
بأنتظار وقت أخر
هكذا صورت لي صورة الأرض البيضاء
كأنها تلبس كفنا من ملح
يا ترى هل في موتها حكمة؟
منفعة
أجل
لولا الملح قد نصاب بالكساح
ونجلس كالعجائز في بيوتنا
ربما بالعمى
فنحتاج لعصا ودليل
ربما لا نستسيغ الطعام
فنصبح من فئة أحادي الذوق
أولئك البلهاء
ربما نفكر بالأنتحار
لأننا لا نشعر بطعم الأرض في حياتنا
الموت ربما شيء من جمال الوجود
كما الملح تماما
يقضم منا جزء
لكنه يمنح للحياة طعم...
إنها معادلة
عادلة
لا تستثني أحد
ولا تجامل أحد
إنها تعمل كالساعة
اليوم هنا
وغدا وفي الأمس
لا تترك فراغ
ولا تسعى لفراغ
الملح والموت والحياة والأرض
حكاية من حكايات الزمان
حين يمر في المكان
يترك علامة
أنه كان هنا
والموعد القادم
بعد حين معلوم
المجهول تعريه
لتلبسه ثوب التعريف
كل الحكاية مبسوطة وبسيطة
تحتاج قليل من التأمل
وقليل من مساحة الذاكرة....
#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)
Abbas_Ali_Al_Ali#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟