ليلي عادل
الحوار المتمدن-العدد: 1630 - 2006 / 8 / 2 - 11:36
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تذكرني صواريخ حزب الله لمالكه الرسمي نصرالله اليوم ..بألأمس ...حين انطلقت صواريخ البطل صدام على إسرائيل ..و صار إلها" للشعب العربي..ذاك الزمن الذي كانت الدبابات مخبأة بين المنازل و قاعدات الصواريخ المتنقلة تدور بين الأحياء السكنية الآهلة ..حين كنا جميعا" ..شعب بأكمله رهينة عند بطل العرب و تاج راسهم ..حين كان الطيارون الأمريكان يحاولون بصعوبة ضرب أهداف عسكرية عراقية و السبب ليس ضعفا" في إمكاناتهم التكنلوجية بل حيرة وقعوا فيها عندما أكتشفوا التكتيك الصدامي الذي فاق كل التصورات ...أذا ما ضربت دبابة يذهب معها ما حولها من منازل هي و اهلها فداء لدبابة صدام ...
هذه الأيام خرجت مسيرة في مدينة الثورة ...(أسمها الأول)..مدينة صدام ..(اسمها الثاني )...مدينة الصدر ...(اسمها الثالث )...(مع توقع تغييرات أخرى عديدة حسب تغير المناخ السياسي )
مسيرة ترفع صور الصدر الأخير و نصرالله البطل و شعارات معادية لأسرائيل و مؤيدة للبنان حزب الله ...نساء و أطفال و شباب تركوا مآسيهم العراقية ...من جوع و عطش و أفتقاد لكل متطلبات الحياة بمستوياتها الدنيا, خرجوا يهتفون بشعارات مكررة سمعتها كثيرا"ويحرقون قطع من القماش رسم عليها بعشوائية هيئة تشبه العلم الأسرائيلي ..تذكرت أيام كان البعثيون في الكليات و المعاهد و المدارس و جميع المؤسسات الحكومية ينظمون من مثل تلك المسيرات و يحفظون نفس الشعارات طبعا مع إختلاف الأبطال ...فبطل الفلم حينها كان صدام ..نفس الوجوه و بنفس الحماس .
صدام اليوم (نصرالله) هو نسخة من صدام الأمس ...و بطولاته و عنترياته أخشى ان تودي بلبنان الى ما وصل اليه العراق ليتلقفه الحواسم و يحرقوا منه الأخضر و اليابس ..ها هم ابناء مدينة الفقر ..يتوحدون مع أخوانهم جنوبيوا لبنان ..و يخرجون من منازلهم المتهالكة بأوامر صدرية ذات مرجعية إيرانية ..ليشتموا إسرائيل و ليأخذوا بالشتيمة ثأر ضحايا لبنان ..عسى ان تنفع الشتيمة في شيء..بالأمس شتمها صدام كثيرا" فأنظروا و اتعظوا من نهايته ...الى متى تبقى البطولة عند العرب ورقية ..دونكيشوتية ..و متى تصحو هذه الشعوب المسحوقه من حلمها البطولي اللامعقول ..
#ليلي_عادل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟