|
كرّاسات شيوعيّة - عدد 2- الحزب الشيوعي (الماوي) في أفغانستان: تاريخ كفاح
حزب الكادحين
الحوار المتمدن-العدد: 6873 - 2021 / 4 / 19 - 04:37
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
طريق الثّــــورة، مارس 2021
مقدّمـــــة في عام 1965، عمّت أفغانستان احتجاجات اجتماعيّة شارك فيها العمّال والطلاّب وقد واجهتها القوّات المسلّحة للملك ظاهر شاه بالقمع والعنف. ولئن تمكّنت الهجمة الرجعيّة الشّرسة من إخماد تلك الاحتجاجات، إلاّ أنّها عجّلت بولادة أوّل تنظيم شيوعي ثوري. فقد تجمّع عدد من المثقفين الثوريين والناشطين السياسيين وشكّلوا منظمة الشباب التقدمي (ايبو)، وقد لعب اكرم ياري دورا بارزا في تأسيس هذه المنظّمة الشيوعية المتأثّرة بالخطّ الشيوعي الثّوري الذي كان يقوده آنذاك الحزب الشيوعي الصّيني بقيادة ماوتسي تونغ. وقد ولدت منظمة "ايبو"، في قلب الصّراع بين الخطّين الذي برز بين التحريفيّة الخروتشوفية السوفياتية من جهة والماركسية اللينينية بقيادة الرئيس ماو من الجهة المقابلة، وكان الكرملين قد أسّس حزبا "شيوعيا" تحريفيّا أفغانيا في عام 1963 أطلق عليه اسم "حزب الشعب الديمقراطي الأفغاني" (خالق). أصدرت "ايبو" جريدة أسبوعيّة بعنوان "الشعلة الأبدية" (شعله جاويد)، لكنّ السلطات الرّجعيّة سرعان ما منعت صدورها بعد 11 عددا فقط، كما دعّمت الرجعية الأصوليين الإسلاميين في هجومهم على الماويين فشرعوا في تنفيذ تصفية جسديّة لعناصر "ايبو" وانصارهم. عندما وصل التّحريفيّون إلى السلطة إثر انقلاب عسكري في عام 1978، أعلنوا أنّ عدوّهم الأوّل هو الحركة الماوية فتمّ تنفيذ حملة اعتقالات واسعة وقُتل الآلاف من الماويين وحلفائهم وفي مقدّمتهم الرّفيق أكرم ياري. ورغم ذلك، فقد شارك بعض من المجازر في مقاومة الاحتلال السوفياتي لأفغانستان بينما التحقت مجموعات شيوعية أخرى بجماعات المجاهدين الإسلاميين. وفي 1991 أعلنت مجموعة من الفصائل الشّيوعية الماويّة الحزب الشيوعي الأفغاني. شارك الماويّون الأفغان في تأسيس الحركة الأممية الثّوريّة في 1984، وكان لهم دور بارز في مختلف أنشطتها وقد خاضوا في صلبها نقاشات مع بقيّة مكوّنات "ريم" في علاقة بالصّراع بين الخطّين داخلها. بعد الاحتلال الأمريكي لأفغانستان سنة 2001 تمّ الشّروع في خوض صراع أيديولوجي وسياسي بين عدد من التنظيمات الماوية تُوّج بعقد مؤتمر توحيدي تولّد عنه تأسيس الحزب الشيوعي (الماوي) في أفغانستان في الأوّل من ماي 2004. في هذا الكرّاس جمّعنا نصوصا أصدرها الحزب الشيوعي (الماوي) في أفغانستان ونصوصا أخرى حول هذا الحزب بعد أن قمنا بترجمتها إلى العربيّة تتعلّق بمسائل مختلفة، وذلك مساهمة من حزب الكادحين في التّعريف بتاريخ الحركة الشيوعية الماويّة في العالم وتحديدا في أفغانستان لدى الجماهير الشعبيّة العربيّة بهدف استخلاص الكادحين الثّوريين العرب للدّروس من هذه التّجربة ولمزيد توثيق العلاقات الأمميّة بين القوى الثورية العربيّة ومثيلاتها في العالم ومزيد تسليط الضّوء على المتغيّرات التي يشهدها حقل الصّراع القومي والطّبقي في العالم والتي تلقي بثقلها على الصّراعات الأيديولوجية والسياسيّة داخل الحركة الشيوعية الماويّة في العالم. طريق الثورة، مـــارس 2021 --------------------------------------------------------------
الرفيق ضياء الأمين العام للحزب الشيوعي الماوي في أفغانستان سيظلّ بيننا شعلة متوهّجة تنير طريق الثّورة توفّي الرفيق ضياء الأمين العام للحزب الشيوعي الماوي الأفغاني بسكتة قلبية عن سن 68 عاما وقد نعاه الحزب يوم 21 جوان 2020. وهو من القادة المؤسسين للحركة الشيوعية الافغانية منذ العهد الملكي وقد واصل السير على الطريق الذي خطه أكرم ياري القائد الشيوعي الماوي الذي سقط شهيدا سنة 1979. وكان الرفيق ضياء من بناة وحدة الشيوعيين الماويين في بلاده بتوحيد منظمات ثلاث وهي الخلايا الشيوعية الثورية التي كان من مؤسسيها سنة 1987 وتحالف العمال الثوري ومنظمة تحرير افغانستان، مما أدّى الى ولادة الحزب الشيوعي الماوي في أفغانستان سنة 1991 كما لعب دورا مهما في مقاومة الغزوين الروسي والأمريكي المتلاحقين لبلاده، فضلا عن مقاومة الرجعية الدينية، وهو من رفع شعار الحرب الشعبية في مواجهة المحتلين وعملائهم. وعلى الصعيد الأممي كان له دور بارز ضمن الحركة الأممية الثورية وتطوير العلاقات الرفاقية بين المنظمات والأحزاب الشيوعية الماوية عبر العالم. وبهذه المناسبة الأليمة يشارك حزب الكادحين في تونس الرفاق الأفغان الحزن والأسى لوفاة الرفيق ضياء ويعبّر لهم عن مشاعر المواساة، مؤكّدا أنّ مسيرة حياته الثورية تمثل مدرسة ستتعلم فيها أجيال متلاحقة من الماويين في أفغانستان وخارجها معنى الوفاء للماركسية اللينينية الماوية والسير في طريق الكفاح والثّورة. حزب الكادحين تونس، 25 جوان 2020. --------------------------------------------------------------------------------------
الماويون في أفغانستان يتّحدون في حزب واحد عالم نربحه، 25 أوت 2006 قفزت الحركة الماوية في أفغانستان قفزة إلى الأمام من خلال الاتحاد في حزب شيوعي واحد، الحزب الشيوعي (الماوي) لأفغانستان في مؤتمر الوحدة الذي عقد في ماي 2004. وكان الاختتام الناجح لهذه العملية إنجازًا عظيمًا للحركة الماوية في أفغانستان وللشيوعيين الثوريين في جميع أنحاء العالم. هذا الحزب الجديد هو ثمرة عملية بدأت بعد الغزو العسكري لأفغانستان من قبل الإمبريالية الأمريكية وحلفائها. أدّى هذا التطور الدراماتيكي إلى تكثيف الضغط على القوى المؤيدة للماركسية اللينينية الماوية (ملم) في أفغانستان لتسليح نفسها ببرنامج وخط واضحين. في هذا الوضع الجديد، بدأت عملية التوحيد من قبل الحزب الشيوعي الأفغاني (مشارك في الحركة الأممية الثّورية "ريم"-RIM) ومنظمة النضال من أجل تحرير أفغانستان (بيكار-Peykar)، والتي انضمت لاحقًا إلى الوحدة الثورية للعمال في أفغانستان. تم توجيه نداء إلى جميع القوى الماركسية اللينينية الماوية في أفغانستان، والذي لقي استجابة حارة. كانت القاعدة الأساسيّة لتشكيل الوحدة هو المبادئ الأيديولوجية والسياسية، ولا سيما الماركسية اللينينية الماوية باعتبارها إيديولوجيا وفكرًا موجهًا لممارسة الحزب الشيوعي، والثورة الديمقراطية الجديدة كبرنامج أدنى للحزب، كتحضير للانتقال إلى البرنامج الأقصى والثورة الاشتراكية والهدف النهائي للشيوعية. كما أن جزءًا من أساس الوحدة كان الاتفاق على استراتيجية الحرب الشعبية والاستعداد لها باعتبارها المهمة المركزية اليوم. كما أكد المشاركون على اهميّة الأممية والنضال داخل الحركة الأممية الثوريّة (ريم) لتحقيق نوع جديد من الأممية. كان دحض الطائفية في المجال التنظيمي شرطًا أساسيًا للوحدة المطلوبة، مما يعني النضال من أجل تحقيق الهدف المتمثل في تحقيق برنامج ودستور مشتركين. ما تلا ذلك كان قرابة عامين من النضال السياسي والأيديولوجي، والصراع بين الخطين، والنقد والنقد الذاتي، الذي شارك فيه جميع المشاركين في عملية الوحدة، وغيرهم ممن انخرطوا في العملية. لكن هذه الوحدة لم تكن لتتحقق لولا صراع قوي ضد الخط الذي نشأ في سياق عملية الوحدة الذي اعتبر العملية غير ناضجة ومتسرعة. ويعتقد أنصار هذا الخط أن عملية الوحدة ترقى إلى مجرد الانضمام إلى الحزب الشيوعي الافغاني الموجود. وبدلاً من ذلك، فضل خطوتين منفصلتين: أولاً، الانتظار حتى تتحد الحركة الموجودة بأكملها خارج الحزب الشيوعي الأفغاني، وبعد ذلك فقط يتم الاندماج مع هذا الحزب الموجود ويظهر الحزب الشيوعي "الحقيقي" إلى الوجود. فشل هذا الخط في فهم الوضع الجديد في العالم بعد غزو الإمبرياليين للبلاد بعد 11 سبتمبر وما ترتب عن ذلك من ضرورة توحّد الماويين في البلاد حول خط صحيح بشكل أساسي. لم يفهم هذا الخط أيضًا أنه في هذه الحالة، يمكن للماويين تحقيق تقدم سريع في الثورة في بلد كان نقطة محورية للعدوان الإمبريالي. سياسياً، فشل هذا الخط في التخلص من الأفكار الخاطئة حول بناء الحزب التي هيمنت لفترة طويلة على الحركة الشيوعية في أفغانستان، ومن الناحية التنظيمية، لم تكن هذه القوى جاهزة للاندماج الكامل في عملية متّسمة بالرّوح الحزبيّة. عزز هذا النضال في الواقع فهم القوى الماوية وغذى في نهاية المطاف عملية الاندماج. إن ثمار هذه العملية، السلاح الرئيسي للثورة في أفغانستان، أي أن الحزب الشيوعي (الماوي) في أفغانستان قد سلك بالفعل طريقًا طويلًا ومؤلماً، مليئًا بالمنعطفات. لقد حُرمت الجماهير لسنوات عديدة من هذا السلاح بسبب النواقص والانحرافات. إن تأسيس مثل هذا الحزب هو انتصار لأربعة عقود من التجارب الإيجابية والسلبية، وقد جاء بعد تضحيات هائلة. القفزة الأولى إلى الأمام تعود جذور الحركة الماوية في أفغانستان إلى نضالات الستينيات، والتي استلهمت إلهامها الرئيسي من معركة ماوتسي تونغ والحزب الشيوعي الصيني ضد النظريات التحريفية لخروتشوف، زعيم الحزب الشيوعي السوفيتي. كانت إحدى الخطوات الأولى في هذه العملية هي تشكيل منظمة الشباب التقدمي (ايبو-YPO) في 6 أكتوبر 1965. وكان هذا بديلاً واضحًا للتحريفيين الموالين للسوفيات، الذين تم تنظيمهم تحت اسم حزب الشعب الديمقراطي ("خالق") ولاحقا الحزب التحريفي المسمّى "بارشام" الذي انشق عنه. أيّدت منظمة الشباب التقدمي راية الماركسية اللينينية فكر ماوتسي تونغ ومثّلت للثوريين الحقيقيين في البلاد تمايزا قوياً عن التحريفية. لقد كشفت عن استراتيجية وتكتيكات التحريفيين، رافضة بوضوح قماءتهم البرلمانية وسياسة دعم الرأسمالية في قطاعات الدولة باعتبارها الطريق إلى الاشتراكية. دعت منظمة الشباب التقدمي إلى الإطاحة بالنظام القديم من خلال الكفاح المسلح باعتباره السبيل الوحيد لتحرير الشعب وتمهيد الطريق للاشتراكية. فاز هذا التوجه الصحيح بشكل أساسي بأغلبية الشباب الراديكاليين والمثقفين وعدد ملحوظ من العمال التقدميين، الذين تجمعوا حول نشر الحركة "الشعلة الأبدية". لعبت الشعلة الأبدية دورًا مهمًا في تشكيل تفكير مئات الآلاف من الشباب الذين كانوا يسعون بشدة لإيجاد طريق ثوري للخروج من سنوات طويلة من الاضطهاد من قبل النظام شبه الإقطاعي المتخلف، وكذلك العديد من العمال والفلاحين والمعلمين والنساء. تمّ تدريب العديد من الكوادر، وخاصة من الطلاب والمعلمين، ليصبحوا قادة للحركة. شاركت النساء في الحركة على نطاق غير مسبوق، وفي بعض المناطق أصبحن منظمات ثوريات. تصاعدت الاحتجاجات والمظاهرات الجماهيرية في البلاد تحت التأثير القوي للثورة الثقافية البروليتارية العظمى، ووصلت إلى آفاق جديدة في 1968-1969، في مظاهرات نظمها الماويون إلى حد كبير أو نظمت بالاشتراك مع منظمات أخرى. الفترة من 1963-1973 في أفغانستان معروفة على نطاق واسع بفترة "ولي العهد الديمقراطي"، ولكن بين القوى الراديكالية باسم "شبه ديمقراطية" أو "ديمقراطية مزيفة". خلال هذه الفترة، على الرغم من أن ظاهر شاه (الملك)، ممثل النظام شبه الإقطاعي شبه الاستعماري القديم، كان لا يزال في السلطة، إلا أن بعض الأحزاب التقليدية استغلت ضعف النظام الملكي للظهور أو الظهور علنًا بعد سنوات طويلة من القمع من قبل الحكام المتعاقبين. في هذا الوضع، أرعبت القوة المتزايدة للحركة الماوية المؤسسة الرجعية التي حاولت دون جدوى قمعها، واعتقلت وسجنت أعدادًا كبيرة. كما أثار صعود الماويين قلق الأحزاب التحريفية، خالق وبارشام، اللذان بعد سنوات من النشاط اصطدما بالرفض من قبل الجماهير، وخاصة الشباب، بسبب تحريفهما المتهور وتعاونهما الرجعي مع الدولة. كانا يأملان في الحصول على نصيب من طرف القوة الرجعية بالاعتماد على روابطهما مع الاشتراكيين-الإمبرياليين السوفيات، الذين كانوا هم أنفسهم غير سعداء برؤية نمو الاتجاه الماوي على حدودهم. أما الأصوليون الإسلاميون، الذين ارتبطوا بالإقطاع، رغم ضعفهم السياسي، فقد انزعجوا أيضًا من قوة الحركة الماوية. على الرغم من أنهم لم يكونوا سعداء بالطريقة التي كانت بها الحكومة تحمي العلاقات شبه الإقطاعية شبه الاستعمارية القديمة، إلا أنهم كانوا غاضبين من الحماس السائد، خاصة بين الشباب، للأفكار المادية التقدمية والثورية. حتى ما يسمى بالقوى الدينية القومية أو التقدمية يمكن أن تؤثر فقط على أجزاء معينة من البلاد وبعض قطاعات المجتمع فقط. القوة السياسية الحقيقية والحقيقية الوحيدة التي يمكن أن توحد كل المضطهدين، بغض النظر عن جنسيتهم أو دينهم أو جنسهم، كانت القوى الماوية المنظمة حول منظمة الشباب التقدمي، ويمكن رؤية حقيقة هذا في الخطوات الهائلة إلى الأمام التي تمكنوا من اتخاذها في فترة قصيرة في بلد كانت فيه الأفكار الرجعية سائدة لفترة طويلة جدًا. لكن في النهاية، ظهر افتقار الشباب الماويين للخبرة وطفت الاختلافات الداخلية إلى السطح وبدأت الحركة في التآكل داخليا، ولسوء الحظ، ساهم الضعف السياسي الأيديولوجي في المنظمة في هذا الاتجاه. جاءت أول معارضة جادة ومفتوحة من خط مغامر ظهر في وثيقة تسمى "النظرة التاريخية" والتي عكست بشكل أساسي تأثير "التركيز البؤري" وبعض أفكار تشي جيفارا. التغييرات التنظيمية، ولا سيما المرض الخطير لزعيم بارز في منظمة الشباب التقدمي، الرفيق أكرم ياري، وجّهت ضربة قوية أخرى للخط السياسي والتنظيمي للمنظمة. في عام 1970، شن الخط اليميني داخل منظمة الشباب التقدمي والحركة الديمقراطية الجديدة، اللذان اجتمعا حول مجموعة تعرف باسم "المنتقدون" (Enteqadion)، سلسلة من الهجمات على المنظمة وعلى خط الشعلة الأبدية. في عام 1972، بعد حل المنظمة، انتهزت هذه المجموعة الفرصة لمهاجمتها علانية في كتيب بعنوان "رفض الانتهازية والمضي قدمًا نحو الثورة الحمراء" أعلنت فيه تشكيل المجموعة الثورية للشعب الأفغاني، والتي تم تغييرها لاحقًا إلى منظمة تحرير أفغانستان ("راهاي"-Rahaii). وإذ يثير الحجة القائلة بأنه "ينبغي إيلاء اهتمام أساسي للاحتياجات الاقتصادية للعمال"، قضى المنتقدون على النضال من أجل الاستعداد لحرب الشعب، كما اتخذوا خطاً اقتصادياً تجاه الفلاحين، وأنكروا دور حزب الطليعة، وتجاهلوا أهمية العمل الأيديولوجي والسياسي في صفوف الطبقة العاملة والفلاحين. سرعان ما أصبح واضحًا أن وجهة نظرهم الاقتصادية كانت انعكاسًا لخط التحريف اليميني الذي كان يكتسب السلطة في الحزب الشيوعي الصيني. في الواقع، بمجرد أن استولى الخط التحريفي على السلطة في الصين، أظهر المنتقدون مدى انتقادهم لرد الفعل من خلال دعمه. وسرعان ما تطور هذا الانحراف الاقتصادي إلى مراجعة كاملة، حيث تبنوا نظرية العوالم الثلاثة الرجعية. انتهى الأمر بهذه القوات، عند مواجهة الغزو الروسي، إلى الدعوة إلى قيام جمهورية إسلامية، بحجة أن مقاومة الشعب كانت مقاومة إسلامية. كان للوسطية أيضًا تأثير مهم في منظمة الشباب التقدمي منذ البداية. تحت ضغطها، لم تتخذ المنظمة موقفًا رسميًا ضد الإمبريالية الاشتراكية السوفيتية حتى الاجتماع العام الثاني. أوقف الوسطيون نضال الخط الخلفي في الحركة وقوضوا النضال من أجل توضيح مسألتين رئيسيتين، الاستيلاء على السلطة السياسية والتحضير للحرب الشعبية، وضرورة تشكيل حزب طليعي. ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن وجود منظمة الشباب التقدمي ذاته وعلاقته بالشعلة الابدية أصبح معروفًا فقط عندما ظهرت الاختلافات والانتقادات الموجهة إلى المنظمة، كما لاحظ ذلك إعلان الشيوعيين الثوريين في أفغانستان، إحدى المجموعات المشاركة في عملية الوحدة: "وبسبب هذه السياسة لم يتم نشر أي مجلة شيوعية، ظلت كتيبات ومقالات المنظمة داخلية، وشنت النضال الأيديولوجي والسياسي. تم تعطيل الصّراع ضد التحريفين والرجعيين الآخرين، ولم يكن من الممكن خوض النضال ضد مغامرة "وجهة نظر تاريخية" واقتصادية الناقدين على نطاق وطني". بعد فترة وجيزة من الاجتماع العام الرابع لمنظمة الشباب التقدمي في عام 1972، أثبتت المنظمة أنها غير قادرة على التعامل مع الصعوبات المتصاعدة وتم حلها، على الرغم من استمرار وجود الماويين في أشكال ومنظمات مختلفة. كما لاحظت منظمة ماوية لاحقة: "كان الخط العام لمنظمة الشباب التقدمي ككل، ولا سيما النضال ضد تحريفات خروتشوف وتعميم التفكير الديمقراطي الجديد، إنجازًا عظيمًا، ولكن بصفتها منظمة ماوية، فشلت منظمة الشباب التقدمي في صياغة برنامج أكثر خصوصيّة متعلّق بالثورة الديمقراطية الجديدة في البلاد و(ارتباطها بالهدف النهائي للشيوعية)". جمعت منظمة الشباب التقدمي دوائر وقوى تفتقر إلى الوحدة السياسية والأيديولوجية اللازمة. لقد تصرّفوا كجبهة أكثر من كونهم منظمة شيوعية، مما جعلهم غير قادرين على التعامل مع الخطوط الاقتصادويّة والوسطية والمغامراتية التي ظهرت لا محالة. ومع ذلك، فمن الصحيح أيضًا أن عدم نضج الحركة وقلة خبرتها كان لهما دور مهم. أضعفت هذه الأخطاء التنظيم وسهلت على قوات العدو توجيه ضربات قاتلة، لكن أسوأ الأيام كانت ستأتي لاحقًا. كما حاولت القوى الإسلامية الرد سياسياً على نمو اليسار الراديكالي. ففي عام 1970، تأسست "منظمة شباب المسلمين" لمواجهة تزايد شعبية اليسار ككل وشعلة جاويد بشكل خاص، وكان أوّل ما قامت به اغتيال المتحدث والمنظم الماوي البارز في جامعة كابول، الرفيق سيدال سوخاندان، وهو عمل شرير نفذه حكمتيار، الذي أصبح فيما بعد أمير حرب مخيفًا. وخوفًا من رد فعل الماويين، فرّ حكمتيار إلى باكستان حيث كان يعيش تحت حماية الأصوليين الإسلاميين الباكستانيين والمخابرات الباكستانية، التي استمرّت لتوصيله بوكالة المخابرات المركزية (الأمريكية) خلال الحرب ضد روسيا. في تلك الأوقات الصعبة، طرح حكمتيار فكرة أنّ هزيمة الروس أسهل من هزيمة الماويين، وكان هذا بمثابة تبرير للرجعيين الإسلاميين للتعاون بطرق معيّنة مع الاحتلال السوفياتي ضد الثوار، وهو منطق رجعي كان يشاطره ما يسمى بأسد بنجشير، أحمد مسعود. في عام 1973، أدى انقلاب داود خان، ابن عم ظاهر شاه، إلى نفي ظاهر شاه في إيطاليا. وقد اعتقد التحريفيون في خالق وبارشام، من خلال شبكة اتصالاتهم والمساعدة المباشرة من السفارة السوفياتية، أن لديهم فرصة أفضل للعمل من أعلى والتأثير على الكمبرادوريين البرجوازيين الكبار، وبالتالي تعاونوا مع الانقلاب. عزّز هذا الانقلاب من نفوذ الإمبريالية الاشتراكيّة السوفياتية في أفغانستان ومهّد الطريق للانقلابات المتتالية التي أعقبت ذلك، والتي أدت في النهاية إلى الغزو السوفياتي لأفغانستان. على الرغم من أن الماويين غير منظمين ومشوشين بسبب تفكّك منظمة الشباب التقدمي في عام 1972، إلا أنّهم كانوا قادرين على الاستمرار في مقاومة جديّة للنظام. في عام 1975، تم تأسيس المنظمة الشعبية لتحرير أفغانستان (سوركا –Sorkha)، بينما كان داود خان لا يزال في السلطة. كان هذا يمثّل محاولة من قبل القيادة النهائية لمنظّمة الشباب التقدّمي لإعادة تنظيم الحركة، لكن سوركا في الواقع مثلت أوجه القصور والأخطاء في منظمة الشباب التقدمي أكثر من نقاط قوّتها، لا سيّما في ما يتعلّق بمسألة طريق الاستيلاء على السلطة. في ماي 1976، أدّى انقلاب تحريفي بدعم من الإمبريالية الاشتراكية السوفياتية إلى وضع حزب خالق في السلطة، ولم يمض وقت طويل قبل أن يتسبّب انقلاب أكتوبر 1976 في الصّين في إرباك الحركة الماوية حول العالم. غارقا في الانتقائيّة ومحروما من منطقة القاعدة السابقة للثورة العالمية، أثبتت سوركا عدم قدرتها على مقاومة الهجمات الوحشية للتحريفيين في السّلطة، الذين كانوا مصممين على القضاء على أي شيء مرتبط بتيّار شعلة جاويد، وفي غضون فترة وجيزة، فقدت سوركا جميع قادتها ونشطائها تقريبًا وتوقّفت عن العمل. كانت السنوات بين 1976 و1979 (عندما حدث الغزو الروسي) فترة مهمة في تاريخ الحركة الشيوعية في أفغانستان. عزّز المنتقدون موقفهم حول نظرية العوالم الثلاثة، وعزّز الوسطيّون قواهم حول القوة الوسطية سماندر. في هذا الوقت تم تشكيل مجموعة أخرى، الكفاح من أجل تشكيل الحزب الشيوعي لأفغانستان، والتي عرفت باسم أخجار (Akhgar) نسبة إلى صحيفتهم، بعد أن انفصل العديد من كوادر أخجار عن النقاد، لقد حددوا مهمتهم الرئيسية على أنها تشكيل حزب شيوعي وفي عام 1976 رفعوا راية فكر ماو تسي تونغ، وهاجموا بشدة نظرية العوالم الثلاثة وكذلك الوسطيين حول ساماندر. ومع ذلك، فإنّ العديد من الكوادر، بما في ذلك عدد من المثقفين في المنفى في أوروبا، قد تأثّروا بالردّ العقائدي التحريفي من أنور خوجا وحزب العمل الألباني على الأحداث في الصين. وسرعان ما وقعت قيادة أخجار فريسة للخوجيّة ونشرت "نقدًا" لماو في أخجار. استمر النضال من أجل الدفاع عن خط ماو لكنه لم يحرز تقدمًا كبيرًا، وأخيراً خضعت أخجار كمنظمة للتصفية من عام 1983. بعد الغزو السوفياتي تميزت الفترة التالية بغزو الإمبريالية الاشتراكيّة السوفياتية في جانفي 1980. كانت القوى المهيمنة خلال هذه الفترة هي الأصوليون الإسلاميون، ويرجع ذلك على وجه الخصوص إلى المساعدة العسكرية والمالية من وكالة المخابرات المركزية وأجهزة المخابرات الإقليمية (خاصة باكستان) وأيضا بسبب صعود الملالي في إيران. أصبح الماويون مرتبكين بشكل متزايد بسبب نقاط الضعف الأساسية في خطهم السياسي والأيديولوجي، فضلاً عن الأزمة المستمرة في الحركة الشيوعية العالميّة نتيجة للانقلاب في الصين. فلم يتمكنوا من الجمع والتوصل إلى تلخيص صحيح لأخطاء الماضي وتحليل الوضع الجديد بشكل صحيح، وعلى هذا الأساس، لم يغتنموا الفرصة لبناء حزب شيوعي وشن حرب مقاومة ضد الغزاة كجزء من حرب الشعب. وبدلاً من ذلك، انحرفت معظم القوات إلى ملاحق جهاديين برجوازيين وإقطاعيين مختلفين. في عام 1979، تأسست ساما (منظمة تحرير شعب أفغانستان)، وهي أقوى منظمة ثورية في هذه الفترة. وقد نشأت من تجمع عدد من القوى التي كانت تنتمي إلى الحركة الديمقراطية الجديدة (شعلة جاويد) وشمل أيضًا بعض المجموعات الأصغر التي تشكلت بشكل مستقل بعد ذلك الوقت. كانت ساما في الواقع جبهة تتكون من مجموعة واسعة من القوى مع العناصر الشيوعية، بما في ذلك بعض الذين لديهم ماض في منظمة الشباب التقدمي والحركة الديمقراطية الجديدة. بعد المؤتمر التأسيسي، رفضت صراحة أي علامة على الميول الشيوعية السابقة، وباسم تبني لغة مشتركة بين الناس، ألغت أي عناصر اشتراكية في برنامجها وجعلتها برنامجًا وطنيًا ديمقراطيًا. بعد القبض على ماجد، الزعيم الرئيسي لساما، وانشقاق فصيل يساري (قوات سماندر، الفصيل الوسطي في منظمة الشباب التقدمي)، تراجعت ساما أكثر وسحبت علنًا البرنامج الوطني الديمقراطي، وعاملته بدلاً من ذلك على أنه برنامج "داخلي"، وتم إنتاج "برنامج إسلامي" للاستخدام المفتوح. عند الضغط عليهم، جادل قادة ساما بأن "هذا مجرد غطاء". كانوا يعتقدون أن استخدام هذا الغطاء الإسلامي يمكن أن ينقذهم من الأصوليين الإسلاميين، وقد أظهر التاريخ بدلاً من ذلك أنه بعيدًا عن كونه درعًا يحميهم من سيف الأصوليين الإسلاميين، فإن هذا التكتيك كان بمثابة سم انتحاري للحركة الثورية في أفغانستان. بعد فترة وجيزة، في صيف عام 1981، اندلعت سلسلة من المعارك بين قوات ساما وقوات الحزب الإسلامي بقيادة حكمتيار في منطقة كهدمان، والتي هُزمت خلالها ساما تباعاً. وفي محاولة لإنقاذ المنظّمة، دخلت قيادتها في مفاوضات مع الحكومة فأدّى ذلك إلى أزمة أعقبها انشقاقات وهروب. فكانت بداية نهاية ساما، التي عانت من مزيد من التدهور والتلوث تحت تأثير الإمبرياليين والتحريفيين الصينيين. كان تلخيص المسار الكارثي لساما حاسمًا لتشكيل خط سياسي وأيديولوجي صحيح في الحركة الأفغانية. الحركة الشيوعية الجديدة كانت الحركة الشيوعية الجديدة في أفغانستان مستوحاة في البداية من تشكيل الحركة الأمميّة الثّوريّة (ريم) في عام 1984. وقد تمّ تشكيل لجنة الدعاية والتحريض للماركسية اللينينية الماوية (التي كانت تُعرف في ذلك الوقت بالماركسية اللينينية – فكر ماوتسي تونغ)، في عام 1985 وانطلقت في نشر "شعلة". انفصلت مجموعة أخرى من الرفاق عن ساما وتحصّلت على إعلان ريم وقامت بقراءته ومناقشته، واستمرّت هذه المجموعة في تسمية نفسها بالنواة الثورية وتبنّت خط ريم. كانت هذه التطورات صفعة على وجه قادة ساما، الذين اتهموا القوى الماوية المنظمة حديثًا بأنها "جبهة لوكالة الاستخبارات السوفياتية KGB" تشكلت في عام 1979 قبل الغزو الروسي مباشرة مجموعة أخرى، هي منظمة النضال من أجل تحرير أفغانستان (بيكار)، وشاركت في المقاومة ضد السوفيات. وعلى الرغم من الصعوبات العديدة، تمكنت هذه المنظمة من القيام بتلخيص لتاريخ الحركة الشيوعية في أفغانستان ومن دعم الماركسية اللينينية – فكر ماوتسي تونغ ولاحقا الماركسية اللينينة الماوية، ومن دعم ريم. وتشكلت مجموعة أخرى دعمت الحركة الماوية من بين القوى الوسطية لوحدة الماركسيين اللينينيين في أفغانستان (اوملا-UMLA)، وبعد قطعها مع الوسطيين انضمت، تحت اسم اوملا (قسم فكر ماوتسي تونغ)، إلى التيار الماوي الجديد. لذلك منذ منتصف الثمانينيات، وتحت تأثير الخط السياسي والأيديولوجي لريم، بدأت الحركة الشيوعية الجديدة في أفغانستان في الخروج من فترة الانحرافات والاضطرابات وأخذت أشكالًا تنظيمية جديدة. وأدّت محاولة توحيد هذه القوى في حزب طليعي في أوائل التسعينيات إلى تشكيل لجنة دمج وتوحيد للحركة الشيوعية في أفغانستان. بدأت هذه اللجنة من قبل الـ"باك" (PAC) والـ"رن" (RN) ثم اوملا (قسم فكر ماوتسي تونغ) وانضم إليها لاحقًا بيكار. وعلى الرغم من الجهود المبذولة، إلا أن الخلافات المستمرة في هذا الوقت جعلت من المستحيل توحيد كل هذه المجموعات في حزب جديد. شكّل رن واوملا (قسم ماوتسي تونغ) المنظمة الثورية لأفغانستان، والتي أصبحت أحد المشاركين في ريم وأسست لاحقًا الحزب الشيوعي الأفغاني، ثمّ انضم الباك إلى الحزب بعد بضعة أشهر. وكما جاء في التقرير المقدم إلى مؤتمر الوحدة، فإن "تأسيس الحزب الشيوعي الأفغاني في عام 1991 كان قطيعة نوعية عن الخط الذي جعل تشكيل الحزب هدفاً في حد ذاته ووضع شروطاً مسبقة مختلفة غير ضرورية وغير صحيحة. ومع ذلك، بسبب أوجه القصور التي كانت تعاني منها الحركة الشيوعية الماركسية اللينينية الماوية في أفغانستان بأكملها، بما في ذلك مؤسسو الحزب الشيوعي في عام 1991، لم تكن هذه القطيعة الأيديولوجية-السياسية والتنظيمية قادرة على أن تؤدي بنجاح إلى توحيد الحركة الشيوعية في البلاد في حزب واحد." خلال التسعينيات، حاول كل من الحزب الشيوعي الأفغاني وبيكار بمفردهما النضال وتوحيد الأجزاء المختلفة من الحركة الماوية، وحقق كل منهما بعض النجاحات. وقد رحبت الحركة الأممية الثورية بهذه التحركات، التي شجعت بقوة النضال من أجل توحيد الحركة الماوية في أفغانستان. كانت هناك مجموعة أخرى، وهي الوحدة الثورية لعمال أفغانستان، فعلى الرغم من دعمها لحزب ماوي موحد و للريم، كانت محدودة بسبب قمع طالبان لها في منطقتها، وقد انضمت الآن إلى عملية التوحيد. إنّ الأمر متروك الآن للحزب الجديد للتدخل بنشاط سياسيًا وأيديولوجيًا لتوحيد العديد من الرفاق الذين ما زالوا خارج الحزب أو أولئك الذين تم أسرهم من قبل المنظمات التحريفية مثل ساما وراهاي، أولئك الذين لا يزالون يتوقون إلى أن يكونوا شيوعيين ثوريين يحتاجون إلى التحقق من خط هذا الحزب الجديد والمركز الشيوعي العالمي الجنيني الذي ينتمي إليه هذا الحزب، ريم، والانضمام إليه لتقوية الحزب ونقل برنامجه إلى الجماهير، خاصة لجيل الشباب، من أجل الاستعداد لشن حرب مقاومة شعبية ضد الغزاة الإمبرياليين والقوى الإقطاعية الرجعية، الإسلامية أو غيرها. يواجه الحزب الشيوعي (الماوي) في أفغانستان الاختبار الحاسم للدفاع عن الماركسية اللينينية الماوية وتطبيقها في ساحة معركة أيديولوجية معقدة حيث ارتكب الاتحاد السوفياتي جرائم وحشية متخفيا باسم "الشيوعيين" وحيث كانت الأصولية الإسلامية عميقة وخبيثة ومؤثرة في المجتمع. فقط ماوية نابضة بالحياة وجريئة قادرة على الإجابة على أسئلة الجماهير الأكثر تطلبًا والاستجابة لتطلعاتهم العميقة ستكون قادرة على الاعتماد على إنجازات المراحل الأولى للحركة وتقديم بديل حي لجميع أطياف الأيديولوجيا غير البروليتارية. لقد نال الماويون في أفغانستان احترامًا كبيرًا من العديد من الجماهير، ولم تمت مطلقًا نار الماوية التي أشعلتها منظمة الشباب التقدمي (ايبو) وقادتها، ولا سيما الرفيق الشهيد أكرم ياري. وعلى الرغم من أن الخطوط غير الصحيحة التي هيمنت على مختلف أقسام الحركة الشيوعية بعد تفكك ايبو وجهت ضربات مريرة للحركة، فقد اتخذت الحركة الشيوعية الجديدة الآن خطوة عملاقة للخروج من تلك الفترة. لقد أعادت الحركة الشيوعية الجديدة في أفغانستان، المستوحاة من تشكيل ريم ونضال الماويين في جميع أنحاء العالم، ومن خلال تلخيص التجربة السابقة وتعلم الدروس المريرة لتلك التجربة، تنظيم نفسها، ممّا أدى إلى ظهور الحزب الشيوعي (الماوي) في أفغانستان. كما ورد في التقرير المقدم إلى مؤتمر الوحدة: "إن الاختتام الناجح لهذا المؤتمر وتوحيد الحركة الشيوعية (الماركسية اللينينية الماوية) في حزب شيوعي واحد سيمكنان بالتأكيد الماركسية اللينينية الماوية في أفغانستان من استكمال النضال الكبير لإعداد شعب ثوري، لحرب المقاومة الوطنية ضد الغزاة وأتباعهم المثيرين للشفقة، باعتبارها الشكل الملموس الحالي للحرب الشعبية في أفغانستان، وبأسرع وقت ممكن لرفع راية المقاومة الحمراء بطريقة مبدئية في ساحة المعركة الدموية في أفغانستان. قرار مؤتمر الوحدة للحركة الشيوعية في أفغانستان إنّه لمن دواعي الشرف والفخر أن نعلن أن الحركة الشيوعية (الماركسية اللينينية الماوية) في أفغانستان متحدة في الحزب الشيوعي الأفغاني (الماوي). هذه الخطوة النّاجحة هي نتيجة لعملية توحيد الحركة الماركسية اللينينية الماوية في أفغانستان، والتي توجت على وجه التحديد بعقد المؤتمر الناجح للحزب. للاستجابة بطريقة مبدئية ومناسبة لاحتياجات الشيوعية والنضال الوطني الديمقراطي - ممّا يؤدي إلى انتصار الثورة الديمقراطية الجديدة، واشتراكية وشيوعية عالمية - من الضروري توحيد الماركسيين اللينينيين الماويين على أساس الخط الشيوعي المبدئي. أصبحت هذه المهمة الأساسية وشيكة بعد أن شنت الولايات المتحدة حملة شاملة من العدوان بعد 11 سبتمبر، موجهة بشكل خاص ضد أفغانستان. وقد ردت الحركة الشيوعية في أفغانستان على هذا التحدي، فبعد وقت قصير من عدوان الولايات المتحدة وحلفائها على أفغانستان، بدأ الماويون الأفغان في توحيد الحركة الشيوعية الأفغانية في حزب واحد. هذه العملية، على الرغم من المد والجزر والتدفقات والالتواءات، استمرت بنجاح. وقد أثبت الصّراع الأيديولوجي والسياسي الذي بدأ حول مشروع البرنامج ودستور الحزب أنه صراع أيديولوجي سياسي غير مسبوق وكان فريدًا في تاريخ الحركة الشيوعية في البلاد. لقد تميز هذا المسار منذ البداية بجانب عالمي هام واستمر في تطوير وتقوية جوانبه البروليتارية. استفادت عملية توحيد الحركة الشيوعية الأفغانية (الماركسية اللينينية الماوية) من توجيهات لجنة ريم. ومن الأمثلة البارزة على ذلك دعوة "ريم" لعقد مؤتمر إقليمي مشترك للأطراف والمنظمات في إيران وأفغانستان. كان المؤتمر، بالإضافة إلى إحراز تقدم في عملية توحيد الحركة الشيوعية في أفغانستان، نقلة نوعية مهمة في تعزيز وحدة الحركة الماركسية اللينينية الماوية في المنطقة. أظهر الحزب الشيوعي الإيراني (الماركسي اللينيني الماوي) روحًا رفاقية أممية وقدم مساهمات نوعية طوال مسار توحيد الحركة الماركسية اللينينية الماوية في أفغانستان، ومؤتمرنا يقدّر تقديراً عالياً هذه المساهمة ونأمل أن يعزز كفاحنا المشترك في المنطقة علاقتنا في المستقبل. إن الأرضية المشتركة التي تم تأسيسها في عملية النضال زادت من تقدم الحركة الشيوعية في أفغانستان، وكان من أهم جوانب الوحدة القرارات المشتركة الصادرة عن المنظمات المشاركة في عملية التوحيد. عقد مؤتمر الوحدة للحركة الشيوعية في أفغانستان، كخطوة أخيرة في مسار توحيد الحركة الماركسية اللينينية الماوية في حزب واحد، وهو الحزب الشيوعي الأفغاني (الماوي)، من قبل الحزب الشيوعي الأفغاني، منظمة النضال من أجل تحرير أفغانستان، والوحدة الثورية للعمال في أفغانستان. بدأ المؤتمر بترديد نشيد الأممية، ثمّ انخرط المشاركون في صراع نشط بلغ ذروته في مؤتمر ناجح. لقد أظهروا، بتبنيهم برنامج الحزب ودستوره، وكذلك بانتخاب أعضاء قيادة الحزب، روح الأممية العظيمة. استقبل المؤتمر التقرير المقدم إليه وناقشه بحماس، وقد اتّسمت مناقشة الأقسام المختلفة لمشروع البرنامج والدستور للحزب بالنضال الممتاز وروح الوحدة وتم اعتماد البرنامج والدستور بالإجماع. نقطة أخرى قوية في المؤتمر كانت رسالة من لجنة ريم إلى المؤتمر، والتي لقيت تقديرا وحماسا كبيرين، وردّا على ذلك، رد المتحدث الرئيسي في المؤتمر بالمثل معربا عن تقديره للرسالة، وقد قرّر المؤتمر إيصال رسالة ودية ردا على رسالة لجنة ريم. لقد أظهرت الرسالة الموجهة إلى المؤتمر من الحزب الشيوعي الإيراني (الملم) روحه الأممية بالإضافة إلى اهتمامه الشديد بتوحيد الحركة الماوية في أفغانستان في حزب شيوعي واحد، وسيرد المؤتمر على الرسالة، مبديًا تقديره الكبير للمساعي الرفاقية للحزب الشيوعي الإيراني (الملم). في عملية الوحدة، كانت الحركة الشيوعية في أفغانستان تستند إلى التقدم الذي أحرزه الحزب الشيوعي النيبالي (الماوي) على طريق حرب الشعب، وفي خضم عقد المؤتمر علمنا أن الحرب الشعبية في نيبال قد أحرزت تقدمًا جديدًا، مما زاد من حماس المؤتمرين، ويحيّي مؤتمرنا الحزب الشيوعي النيبالي (الماوي) وسيقوم بإرسال رسالة إلى هذا الحزب. إن دور النضال الأممي للحزب الشيوعي الثوري بالولايات المتحدة الأمريكية في التحضير للثورة في الولايات المتحدة، وكذلك في معارضة حرب العدوان التي تقودها الإمبريالية الأمريكية وبالتحديد في أفغانستان، هو أمر حاسم بالنسبة للحركة الشيوعية العالمية ولحركة المقاومة الشعبية العالمية. على مستوى العالم، في الوقت الحاضر، وبما أن أفغانستان محتلة مباشرة من قبل الولايات المتحدة وحلفائها، فإن الوحدة بين نضالات شعبينا مهمة مهمّة. نحيّي الحزب الشيوعي الثوري بالولايات المتحدة الأمريكية ونأمل أن يستمر نضاله في الازدياد. يحيّي مؤتمر الوحدة للحركة الشيوعية الأفغانية (الماركسية اللينينية الماوية) الحزب الشيوعي في بيرو، والمركز الشيوعي الماوي في الهند، والحزب الشيوعي الماوي [تركيا وشمال كردستان] وجميع الأحزاب والمنظمات الأخرى المشاركة في الحركة الأممية الثورية وكل الماويين في جميع أنحاء العالم، الذين يشاركون في النضال الثوري ضد الإمبريالية والرجعية، ويأمل في زيادة النجاح في نضالهم الثوري ضد العدو الطبقي. نعلن أن مؤتمرنا اختتم بنجاح عملية توحيد الحركة الماوية في أفغانستان في حزب شيوعي واحد لأفغانستان (ماوي). إن مؤتمر الوحدة على ثقة من أن التكامل التنظيمي لمختلف القوى المشاركة في المؤتمر على أساس مبدئي وعلى أساس برنامج الحزب ودستوره في جميع المستويات المختلفة سوف يكتمل بسرعة وأن الرفاق سيكونون قادرين على تنفيذ ثورتهم حين تتحد المهام. إنّ إنجاز المؤتمر واختتامه الناجح في حزب شيوعي واحد، الحزب الشيوعي الأفغاني (الماوي)، هو خطوة مهمة ونوعية في اتجاه مزيد من التطور والتقدم للماويين الأفغان لإعداد وبدء وتطوير حرب المقاومة الوطنية الثورية والشعبية في أفغانستان ضد الغزاة الإمبرياليين والخونة الوطنيين، كشكل ملموس حاليّا لحرب الشعب في أفغانستان. يجب السير في هذا الطريق على أسس صحيحة وبأسرع وقت ممكن حتى يتم رفع راية البروليتاريا عمليًا في ساحات القتال في حرب المقاومة الوطنية وتطوير حرب المقاومة الوطنية الثورية والشعبية في أفغانستان ضد الغزاة الإمبرياليين والخونة الوطنيين، باعتبارها الشكل الملموس الحالي للحرب الشعبية في أفغانستان. تعتبر وحدة الماويين الأفغان في الحزب الشيوعي الأفغاني الواحد (الماوي) إنجازًا للحركة الثورية العالمية، يأمل مؤتمرنا أن يلعب هذا الإنجاز دورًا إيجابيًا في خدمة النضال الشامل لريم. الحزب الشيوعي الأفغاني (الماوي) هو النتيجة المباشرة لاختتام ناجح لعملية الوحدة للحركة الماوية في أفغانستان، راية هذا الحزب هي راية كل الماويين في أفغانستان. يدعو الحزب الشيوعي الأفغاني (الماوي) جميع الماويين في البلاد للمضي قدمًا للانضمام إلى الحزب حتى يتمكنوا من أداء مهمتهم الوطنية الديمقراطية على أساس المبادئ البروليتارية. اختتم المؤتمر بنشيد الأممية. عاش مؤتمر الوحدة للحركة الشيوعية في أفغانستان ! عاش الحزب الشيوعي الأفغاني (الماوي) ! عاشت الحركة الثورية الأممية ! ليسقط الغزاة الإمبرياليون الأمريكيون وحلفاؤهم ! خطوة إلى الأمام لبدء وتطوير حرب المقاومة الوطنية الثورية ! مؤتمر الوحدة للحركة الشيوعية أفغانستان، 1 ماي 2004 --------------------------------------------------------------------------------------
مقابلة مع زعيم الماويين في أفغانستان في ما يلي مقتطفات من مقابلة أجريت في شتاء 2006 مع الأمين العام للحزب الشيوعي (الماوي) في أفغانستان، وهو طرف مشارك في الحركة الأممية الثوريّة. س: عندما احتل الاتحاد السوفياتي أفغانستان، فرضت الأحزاب الحاكمة التي تطلق على نفسها اسم "الشيوعية" حكمًا رجعيًا وقمعيًا على الشعب. ما هي التحديات التي يمثلها هذا للشيوعيين الحقيقيين ؟ ج: خلقت ادعاءاتهم الشيوعية الزائفة تصورات غير صحيحة عن الشيوعية بين الغالبية العظمى من الناس. فمنذ بداية الانتفاضة ضد الإمبرياليين الاشتراكيين السوفيات، كان للظروف الذاتية والموضوعية تأثير سلبي ومدمّر على الحركة اليسارية، ممّا جعلها تقوم بانحرافات أعمق. وقد ساهمت انحرافات اليسار هذه أيضًا في معاداة الشيوعية في المجتمع، من خلال عزو الشيوعية إلى جرائم الإمبرياليين الاشتراكيين. إنّ مناهضة الشيوعية، كمحاولة عالميّة، تبذل قصارى جهدها لتصوير هزيمة الإمبريالية الاشتراكية في أفغانستان على أنها هزيمة للشيوعية، ومع ذلك، فإنّ معاداة الشيوعية الإسلامية خلال حكم الجهاديين وطالبان لم تستطع أن تلبس معاداة الشيوعية أفضل مما فعلته الدمى الاشتراكية-الإمبريالية. أدّى هذا إلى إضعاف معاداة الشيوعية إلى حد ما. لكنّ العوامل الذاتية والموضوعية، محليًا ودوليًا، لا تزال تزيد من معاداة الشيوعية. وبالتالي، فإنّ التحديات التي تواجه الشيوعيين الحقيقيين تتزايد باستمرار، الأمر الذي يتطلب منهم الاستمرار بصبر في النضال المبدئي. أحد التحديات هو أنه، إلى جانب هزيمة الإمبرياليين الاشتراكيين، هُزم اليسار في حرب المقاومة أيضًا. تساعد هاتان الواقعتان المناهضين للشيوعية على استنتاج أن الشيوعية ليس لها مكان في أفغانستان، وهذا أمر له تأثير كبير في أذهان قطاعات من الشعب. يستنتج المعادون الإسلاميون للشيوعية أنّ أفغانستان هي مجتمع إسلامي، وأنّ الشيوعية، القائمة على المادية الديالكتيكية ضد الدين، لا مكان لها في ذلك البلد. للتغلب على هذا التحدي، قام قسم كبير من اليسار في أفغانستان بتكييف النظرية تحت ستار الإسلام، وجعل ذلك جزءًا من برنامجهم. الأقسام الأخرى، على الرغم من أنها لم تتبنّ هذه النظرية رسميًا، مارست الشيء نفسه على نطاق واسع. يستنتج دعاة التصفية الحاليون أن المجتمع الأفغاني متخلف للغاية، وأنّه طالما لم يتم التعامل مع التخلف، فلن يكون للشيوعية الثورية فرصة. التحدي الآخر هو الفهم الخاطئ للأممية بين الشيوعيين. يروّج المعادون للشيوعية الشيوعية على أنها "أيديولوجيا مستوردة"، بحيث لا يقبلها الناس عن طيب خاطر؛ إن فكرة أن الشيوعية لا يمكن أن تُفرض على الشعب الأفغاني إلا من قبل قوى أجنبية لا تزال لها أسس متزعزعة في المجتمع. جانب آخر من هذا التحدي الذي يواجه الشيوعيين الحقيقيين هو عدم وجود حكومة أجنبية تدعمهم، وبالتالي، بدون هذا الدعم، يصعب عليهم تقوية مكانتهم في أفغانستان. لا يزال التحدي الآخر هو الاتهام بأن الشيوعيين قمعيون. كما نعلم، كان حكم المحتلين الاشتراكيين - الإمبرياليين وعملائهم قائما على قمع الجماهير. وهذا الاضطهاد يؤثر في التنكر الشيوعي في النهاية على الشيوعيين الحقيقيين، حيث يحاول المناهضون للشيوعية التعميم وعزو ذلك إلى الشيوعيين الحقيقيين أيضًا. لذلك، بسبب الحكم الرجعي القمعي للامبرياليين الاشتراكيين وعملائهم، يمكن تلخيص التحدي الذي يواجه الشيوعيين الحقيقيين على النحو التالي: لا مكان للشيوعية في أفغانستان، إلا إذا فُرضت على الشعب بالقمع أو الغزو. الاحتلال، وحتى ذلك الحين لن يستمر طويلا. وكما رأينا، فإنّ هذا التحدي ليس محددًا تمامًا للوضع في أفغانستان؛ الشيوعيون الحقيقيون في بلدان أخرى يواجهون بشكل أو بآخر نفس التحدي دوليًا، ونظرًا لأن أفغانستان تحملت العبء الأكبر من الاشتراكيين - الإمبرياليين السوفييت وعملائهم المحليين، فإن هذا التحدي أكثر انتشارًا وشدة في أفغانستان منه في البلدان الأخرى. الرد المناسب الوحيد على هذا التحدي هو أن ننشر بشجاعة برنامج الشيوعيين الحقيقيين، أي برنامج الحزب الشيوعي (الماوي) في أفغانستان، بين الجماهير بطريقة مبدئية، حتى يتمكن الناس من التمييز بين الشيوعيين الحقيقيين والاشتراكيين- دمى الإمبريالية. س: كيف يمكن للجماهير أن تدرك الفروق بين برنامج الإمبرياليين الاشتراكيين التحريفيين والبرنامج الذي قدمه الشيوعيون الحقيقيون ؟ ج: هناك ثلاث قضايا رئيسية وسببان يتطلبان النضال: 1- الاختلافات بين الماركسية اللينينية الماوية والتحريفية. الاختلافات بين الأممية البروليتارية والإمبريالية الاشتراكية. 2- الاختلافات بين الثورة الديمقراطية الجديدة وما مارسه الاشتراكيون الإمبرياليون والتحريفيون في أفغانستان وأماكن أخرى؛ الاختلافات بين الثورة الاشتراكية الماوية وكذلك الانتقال من الاشتراكية إلى الشيوعية من المنظور الماوي مقابل ما يقوله التحريفيون وممارسته. 3- الاختلافات بين استراتيجيا حرب الشعب الماوية، القائمة على الخط الجماهيري، مقابل الاستراتيجيا البرلمانية التحريفية القائمة على الانقلابات المدعومة من قبل الإمبرياليين الاشتراكيين. نحن بحاجة إلى تمييز أنفسنا عن التحريفيين، ليس فقط من الناحية النظرية، ولكن أيضًا نحتاج إلى تمييز أنفسنا عن التحريفيين في تنفيذ برنامجنا عمليًا. بعبارة أخرى، يجب أن نفهم أهمية نضالنا على الجبهتين النظرية والعملية. لقد قامت الحركة الماوية في أفغانستان، جنبًا إلى جنب مع الحركة الديمقراطية الجديدة، بترسيم فاصل واضح نسبيًا بينها وبين الإمبرياليين الاشتراكيين التحريفيين في الستينيات. وبالرغم من أن الحركة لم تستطع حشد جماهير الفلاحين وهذا هو سبب انهيارها كما أشار الرفيق الشهيد ياري، إلا أنها أقامت قواعد بين المثقفين والعمال والبرجوازية الصغيرة في المدن. خلال حركة المقاومة ضد نظام الانقلاب الذي تم تنصيبه في أبريل 1978، وفي حرب المقاومة ضد الغزاة الاشتراكيين-الإمبرياليين، شارك الماويون الشعلاويون بقوة في المقاومة وانضموا إلى الجماهير على نطاق واسع. ولسوء الحظ، بشكل عام، لم تكن مشاركتهم في الحركة الجماهيرية قائمة على المبادئ الصحيحة، ومع ذلك، في غضون السنوات القليلة الأولى من حرب المقاومة، كان بإمكان الناس رؤية الفرق بين التحريفين والماويين، من الناحية النظرية والممارسة، وإن لم يكن ذلك واضحًا وحاسمًا، بسبب الأخطاء التي ارتكبها الماويون. لا تزال أقسام من الشعب تتذكر نضال الماويين، وعلى الرغم من نقائصها، يمكن الاعتماد على ذلك لبدء أنشطتنا الأولية بين الجماهير؛ وقد استغلت الحركة الشيوعية الناشئة حديثًا، خلال العشرين عامًا الماضية، هذه الفرصة. وكنتيجة لنضال الماويين في الماضي، تميزت قطاعات من الجماهير "الشعلاويت" عن "الخالقيين-البارشاميين". بعبارة أخرى، التحديات التي تواجه الشيوعيين الحقيقيين في تنفيذ برنامجهم، على الرغم من انتشارها بشكل كبير، ليست مطلقة، فهناك قواعد جاهزة نسبيًا يمكن الاعتماد عليها، وحزبنا شاهد على هذه الحقيقة. بالإضافة إلى ذلك، في الوضع الحالي، وبناءً على أنشطة حزبنا وتحت قيادة الحزب، يمكن استخدام المنظمات الديمقراطية بين الجماهير وبين النساء والشباب والنقابات المهنية والعمال وقطاعات أخرى من المجتمع لتأسيس روابط أوسع بين الجماهير والحزب. من خلال الجمع بين الأنشطة السرية والعمل المفتوح وشبه المفتوح بين الجماهير، يمكننا أن ننشر برنامجنا بين الجماهير لنبين لهم الاختلافات بين برنامجنا وتلك المفروضة عليهم من قبل التحريفيين. لتحقيق هذه الغاية، نحتاج إلى إيجاد واستخدام كل من القنوات غير القانونية والقانونية من خلال العمل بشكل مفتوح نسبيًا بين الناس. القضية الأساسية هي أن نذكّر أنفسنا بأن كل نشاط يتم القيام به في أي حالة يجب أن يخدم هدف التحضير والشروع في حرب المقاومة الشعبية، والتي هي الشكل الملموس للحرب الشعبية في الوضع الحالي لأفغانستان. س: بعد السوفيات وصلت طالبان إلى السلطة.. ما الذي يجذب الناس إلى الإسلام ؟ كيف يمكن للشيوعيين أن يجتذبوا الناس من الإسلاميين إلى جانبهم ؟ ج: إذا أردنا الحديث عن "التعبئة الإسلامية" التي تعود إلى الستينيات، فقد ظهرت على الساحة خلال هذه الفترة مجموعات سياسية مختلفة ذات مواقف أيديولوجية وسياسية مختلفة. ولدت الحركة الشيوعية (الماوية) آنذاك ووقفت الحركة الديمقراطية الجديدة شامخة، كما ظهر الحزب التحريفي (حزب الشعوب الديمقراطي)، الذي انبثق منه فصيلان، "خلق" و"بارشام"، وكلاهما مرتبط بالإمبرياليين الاشتراكيين السوفيات، وجماعات وقوى برجوازية قومية أخرى وقوى سياسية. على هذه الخلفية، ردّت القوى الدينية الإقطاعية الرجعية ونظمت حركة دينية رجعية تحت رعاية الحكومة الأفغانية التي كانت مدعومة من الأنظمة العربية الرجعية في المنطقة التي كانت تدعمها الإمبريالية الغربية. الثقافة الإقطاعية السائدة في المجتمع، والمزاعم الزائفة-الشيوعية التقدمية التي يطرحها النظام الدمية الروسي، والأنظمة الإسلامية في البلدان المجاورة لإيران وباكستان، المدعومة بلا شروط من قبل الإمبرياليين الغربيين والدول العربية الرجعية، الكل والجميع، ساهم في إخضاع جبهات الحرب العفوية للمقاومة بشكل متزايد لتأثير القوى الرجعية. لقد مهّدت القوى الشيوعية والثورية التي تتخبط في الحركة العفوية الأرضية للقوى الإسلامية لزيادة التأثير في حرب المقاومة ضد الإمبريالية الاشتراكية. هكذا استولت القوى الإسلامية، بانتصارها في حرب المقاومة ضد الإمبريالية الاشتراكية، على الحكم بعد سقوط نظام نجيب. لم يكن الإسلام هو العامل الوحيد الذي جلب الإسلاميين إلى السلطة... إن التقدم الدراماتيكي الذي حققته حركة طالبان، التي تطورت من قوة صغيرة إلى قوة كبرى تدعي أنها تحكم البلد بأكمله، كان مدعوما بثلاثة عوامل إمبريالية/رجعية قوية. لم يعمل الإمبرياليون الأمريكيون والبريطانيون وراء الكواليس لتنظيم "التعبئة الإسلامية" فحسب، بل قاموا أيضًا بدعمها بشكل مباشر وغير مباشر بعد ذلك. إذن، من بين العوامل الثلاثة الرئيسية التي دفعت طالبان إلى السلطة، كان الإسلام واحدًا فقط. هذا العامل، الإسلام، كان يستخدم بشكل أساسي من قبل طالبان ضد الإسلاميين الآخرين، وليس ضد الشيوعيين، لمحاربة "الفساد والانحلال" الذي كان سائدًا بين الإسلاميين الآخرين. كان هذا لتبرير وإضفاء الشرعية على "الحرب بين المسلمين". بشكل عام، تم توحيد القوى الإسلامية الرجعية في تيار "جمهورية أفغانستان الإسلامية" ويتم دعمها من قبل الإمبرياليين الأمريكيين وحلفائهم كداعمين أجانب للنظام، لذلك، لا يمكن اعتبار ما نراه اليوم على أنه طالبان النموذج الرئيسي للإسلاموية في أفغانستان. من خلال النظر إلى الدول الإسلامية الأخرى وحول العالم، يمكن للمرء أن يرى أن الإسلاموية القومية المعادية لأمريكا (من نوع القاعدة) لا تشكل الجزء الأكبر من الإسلاميين. إن الجرائم العديدة التي ارتكبها إسلاميو "الجهاديين" و"طالبان" خلال "الدولة الإسلامية" لـ "الجهاديين" و"الإمارة الإسلامية" لطالبان قد أفسدت مجد الإسلام القديم في نظر الجماهير. يوفر هذا الوضع وحده فرصة جيدة للشيوعيين لجذب الناس من الإسلاميين إلى جانبهم. إن الثقافة الإقطاعية السائدة، في ظل غياب قوة غير دينية قوية، أي الشيوعيين، تولّد وتجدّد الجماهير التي من شأنها أن تدعم أطياف مختلفة من الإسلاميين في دائرة لا نهاية لها، أو الجماهير التي ستعيش حياة غير مبالية بالسياسة. فيما يتعلق بالإسلاموية المعبأة في الدستور، فهي مدعومة من قبل الغزاة الإمبرياليين، وكذلك من قبل الأنظمة العربية الرجعية والإسلاميين في المنطقة، الذين يسيرون تحت قرع طبول الإمبرياليين. يعتبر قسم كبير من الطبقات الكومبرادورية الإقطاعية والبرجوازية الداعم الرئيسي للإسلاموية، بطبيعة الحال، طالما أن هيمنة القوة شبه الإقطاعية وشبه المستعمرة لم تتعرض لتحدي حرب مقاومة ثورية وطنية، فسوف يستمرون في الاحتفاظ بقاعدتهم الجماهيرية. وبقدر ما يتعلق الأمر بالإسلاموية في شكلها الأفغاني المحدد لطالبان والقاعدة العالمية، فإنّها تنطوي على بعض العوامل الأخرى أيضًا. إنّ قمع هذا الشكل من الإسلاموية هو ذريعة لحملة الإمبرياليين الأمريكيين. بعبارة أخرى، تقاتل طالبان كجزء من قوة دولية واسعة النطاق. بطبيعة الحال، هذا عامل مهم يجذب الجماهير إلى جانب طالبان. في الواقع، فإن عدم وجود حركة شيوعية ثورية قوية أو حتى حركة قومية معادية لأمريكا، بما في ذلك في أفغانستان، هو السبب في أن الجماهير تلزم نفسها بالإسلاموية المجنونة، وخلق حركة دينية رجعية قمعية تُستخدم لتبرير تصدير الإمبرياليين الأمريكيين "التقدم والديمقراطية". إذا كان هناك بديل ثوري قوي في أفغانستان وفي البلدان الإسلامية الأخرى، فإن الإسلاموية، التي تخدم الغزاة وأتباعهم بشكل أساسي، لم تكن لتظهر في شكل طالبان أو القاعدة - وحتى لو حدث ذلك، فلن يكون الأمر، كذلك، قويّا. من أجل إبعاد الجماهير عنها، يجب أن يأخذ نضال الشيوعيين الأفغان شكل نضال عالميّ، يجب أن يرتكز هذا النضال على سياق المقاومة ضد الغزاة الإمبرياليين المحتلين وعملائهم، ويجب أن يتم على المستوى العالمي والإقليمي والوطني الأفغاني. وطالما أننا غير قادرين على لعب دور قوي في النضال ضد الغزاة، فإن طالبان ستكون دائمًا قادرة على استغلال المشاعر المعادية لأمريكا لدى الجماهير لتنظيمها لمصالحها التنظيمية الخاصة. يعاني إسلام طالبان من بعض المشاكل الخطيرة. خلال فترة حكمهم باسم "الإمارات الإسلامية"، قاموا بقمع شديد للأشخاص غير البشتون، وهذا هو السبب وراء عدم دعم إسلاموية طالبان من جنسيات أخرى. هذا النقص في دعم طالبان من غير البشتون يوفر ظروفًا مناسبة للتنظيم ضد الغزاة وأتباعهم، هذا لا يعني أنه ليس لدينا فرصة لتنظيم الجماهير بين البشتون، فهذه الفرصة موجودة بالفعل، لأن جماهير البشتون قد حصلت على "نصيبها العادل" من قمع طالبان. يمكن للشيوعيين في نضالهم ضد الثيوقراطية الإسلامية استغلال الفرص بنجاح عندما تكون هناك حركة علمانية واسعة، وهذا يتطلب صراعًا أيديولوجيًا ضد المثالية لنشر المادية الديالكتيكية. على مستوى آخر، يجب أن يتم هذا النضال ضد السياسة والاقتصاد الإسلاميين من خلال نشر مبادئ السياسة والاقتصاد الماركسيين اللينينيين الماويين، فبدون هذا النضال لا يمكن للحزب الشيوعي أن يؤسس لنفسه قاعدة جماهيرية. في الواقع، يجب أن ننتبه إلى طبيعة النضال الذي طال أمده، لكن هذا لا يعني أننا يجب أن ننفي مثل هذا النضال…. الإسلام في أفغانستان وبلدان أخرى، مثل إيران، ليس مسألة المعتقد الديني للجماهير، نحن أمام حكم إسلامي ونكافح ضد جمهورية إسلامية. في حالتنا، إن السياسة الإسلامية مسلحة بسيف معاداة الشيوعية، لا يمكن للشيوعيين أن يتجاهلوا النضال الشامل ضد مثل هذا العدو المسلح بهذا السيف. س: لقد رفع الإمبرياليون الأمريكيون راية "الديمقراطية" لتبرير عدوانهم في أفغانستان وأماكن أخرى. كيف ترد ؟ جوابنا هو أن راية الديمقراطية هي ستار من الدخان لتعزيز حملتهم الإمبريالية. لطالما أصرّ حزبنا على أنه في بلد يحتله الإمبرياليون، تُداس عليه سيادة الشعوب، ولا يمكن للناس ممارسة حقوقهم الديمقراطية، ولا حتى على المستوى شبه الاستعماري للديمقراطية. في نفس الوقت، الغزاة الإمبرياليون الأجانب الذين يحرمون دولة ما من سيادتها لا يمكنهم تحقيق الديمقراطية. إن خليط الديمقراطية الذي يقدمه الإمبرياليون الأمريكيون لشعب أفغانستان يستخدم فقط لخلق أسطورة أن الشعب له صوت في تقرير مستقبله ومستقبل بلاده. قضية مهمة أخرى هي أن الزمرة الحاكمة للولايات المتحدة تدوس وتنتهك الحقوق المدنية الديمقراطية لشعوبها، وهي الحقوق التي تم إرساؤها وممارستها لسنوات وسنوات ويستخدمون الإرهاب ذريعة. وكما أن هذا العذر لا يمكن أن يبرر الدوس على الحقوق الديمقراطية البرجوازية للشعب في أمريكا، فإن غزو بلد ما بالقوة هو أقسى عمل ضد شعب أي بلد. بصرف النظر عن هذه النقاط العامة، دعونا ننظر إلى طبيعة ما يسميه الإمبرياليون وأتباعهم الديمقراطية في أفغانستان. في الحكومة الأفغانية، كما ينعكس في الدستور والأحزاب السياسية وحرية التعبير وحرية الصحافة، وباختصار، فإن جميع الحقوق المدنية والفردية مقيدة بموجب الإسلام والشريعة الإسلامية (القوانين الدينية)، لا شيء مسموح به بخلاف ذلك و كل شيء غير قانوني. في هذا الجانب، يتمثل الاختلاف الرئيسي بين نظام الجمهورية الإسلامية الحالي ونظام الإمارات الإسلامية لطالبان في أن النظام الحالي هو نظام إسلامي متعدد الأحزاب، بينما كان نظام طالبان نظامًا إسلاميًا من حزب واحد. في هذه "الجمهورية" لا يسمح بحرية التعبير وحرية الصحافة والمعتقدات الشيوعية وغيرها، ويحب البعض تسمية مثل هذا النظام بـ "الديمقراطية الإسلامية"، لكنّ "الديمقراطية الإسلامية" تسمية خاطئة، مثلها مثل "الجمهورية الإسلامية"، فالديمقراطية تصبح منطقية فقط عندما يكون هناك نظام علماني. يقول بعض المنظرين في جمهورية أفغانستان الإسلامية إن الديمقراطية في أفغانستان تُطبق كأسلوب، وهي ليست نظرة مستقبلية، وبعبارة أخرى، لا يمكن لمن يطبقونها تعديل منظور الشريعة الإسلامية، كطريقة، يتم استخدام الديمقراطية لإخفاء الطبيعة الإسلامية الدينية المناهضة للديمقراطية للنظام على أنها حديثة، فمنظور الشريعة الإسلامية لا يمكن لمن ينفذه أن يغيره. هذا هو السبب في أن مهمتنا هي الكشف على نطاق واسع عن خداع المحتلين الذين يتنكرون بما يسمى بالديمقراطية. مهمتنا هي فضح الديمقراطية الزائفة المصدرة على نطاق واسع ومتسق، يجب أن يتم ذلك بهدف التحضير لحرب مقاومة ثورية وطنية ضد الغزاة وأتباعهم. غالبية الشعب لا تنخدع بالديمقراطية المصدرة للمحتلين، كما رأينا، كانت الانتخابات الرئاسية فاشلة في حد ذاتها، فلم تشارك غالبية الشعب في تلك الانتخابات. إنّ فشل انتخابات مجالس المحافظات معروف بشكل أوضح للناس، لدرجة أنه كان على الإمبرياليين وأتباعهم الاعتراف بذلك. نحن بحاجة إلى تقديم نموذجنا للديمقراطية، الديمقراطية الجديدة، إلى الناس وإقناعهم بأن ديمقراطيتنا تتفوق على "ديمقراطية" الغزاة، يجب علينا أن نبرز بقوة الأنظمة الديمقراطية الجديدة السابقة في المقدمة، حتى يمكن للجماهير أن ترى أن الديمقراطية تحدث فرقًا في حياتهم. يجب أن نظهر للجماهير أن ديمقراطيتنا أبعد بكثير من الديمقراطية البرجوازية التي تمارس في البلدان الرأسمالية، ناهيك عن الديمقراطية الزائفة للنظام شبه الإقطاعي شبه الاستعماري في أفغانستان. في الواقع، لا يمكننا أن نقتصر على نشر الديمقراطية الجديدة والتحريض عليها، يجب أن ندافع بقوة عن إنجازات الثورات الاشتراكية السابقة، ويجب أن يكون ذلك محور دعايتنا وتحريضنا. في نضالنا، يجب أن نظهر أنه من خلال تطبيق الاشتراكية، يمكن أن تكون الديمقراطية أفضل بكثير في مجتمع اشتراكي من الديمقراطية في نظام إمبريالي رأسمالي، يجب أن نؤكد على أهمية الثورة الثقافية البروليتارية التي انطلقت في الصين. س: لماذا كانت "المواجهة" - الميل إلى أن يدفن الشيوعيون دورهم في جبهات موحدة - قوية جدًا في بلدك ؟ ما هي الدروس التي يمكن تعلمها من هزيمة الشيوعيين في رفع أعلامهم بشكل مستقل في حرب المقاومة ضد الاتحاد السوفياتي ؟ ج: كان لدى منظمة الشباب التقدمي (PYO) ، المنظمة المؤسسة للحركة الشيوعية في أفغانستان، فهم خاطئ للعمل السري. فقد قررت المنظمة في اجتماعها الثاني، الذي عقد في أكتوبر 1965، إصدار صحيفتين، إحداهما ديمقراطية والأخرى شيوعية، لتكونا بمثابة جهاز غير مشروط للثورة. لم تُنشر الصحيفة الشيوعية قطّ، ومع ذلك، تقدم مكتب النشر الحكومي بطلب لصحيفة "شعله جاويد" الديمقراطية وسمح بنشرها، ثمّ تمّ منع شعلة جاويد من قبل الحكومة بعد نشر 11 عددا. في إصدار الصحيفة، تعاونت المنظمة مع مجموعتين يساريتين أخريين خارج المنظمة، لكنّ التنظيم أبقى برنامجه سرا عن الجماعات، متظاهرا أن جماعة ياري ومجموعة المحمدي تعملان بشكل مستقل عن بعضهما البعض. وبينما نمت الحركة الديمقراطية الجديدة بشكل كبير، وتوسعت في جميع أنحاء البلاد، استمرت منظمة الشباب التقدمي في الحد من تجنيد أعضائها من بين المؤيدين على أساس فردي. لم تقتصر المشكلة على احتفاظ المنظمة بسرية برنامجها؛ كانت المشكلة الأكثر خطورة هي النظرة الموجودة، أن الحزب والقيادة المنظمة ليست ضرورية، وأن الحركة الجماهيرية كانت كافية. لم تناقش منظمة الشباب التقدمي أبدًا النضال من أجل تشكيل حزب شيوعي. تم تدريب الشعلائيين بهذه العقلية، على عدم الاهتمام بالعمل المنظم تحت قيادة منظمة مركزية؛ هذه النظرة في أوقات مختلفة وعلى مستويات مختلفة ورثت فيما بعد إرث عدم التنظم في تنظيم وجبهة في الحركة بعد انقلاب أفريل 1978، وأثناء الحرب ضد الغزو السوفياتي للإمبريالية الاشتراكية لأفغانستان. كانت "صرخة" أول منظمة يسارية تقترح المواجهة في حركة اليسار. اقترحت "صرخه" أن هناك اختلافات كثيرة في الحركة لتشكيل الحزب الشيوعي، إلا أن القتال ضد الانقلاب كان أرضية مشتركة بين اليسار، حيث يمكن لليسار أن يتحد في محاربة النظام. في الواقع، كان هذا الاقتراح لتجنب النضال الأيديولوجي والسياسي لتأسيس الحزب الشيوعي باعتباره المهمة المباشرة للحركة، وتأجيله إلى وقت غير معروف، لكنّ الاقتراح لم ينطلق على أرض الواقع، فلم يتم تنفيذ الاقتراح قطّ ولم يتم تشكيل جبهة موحدة بين اليسار. فيما بعد، توسعت الجبهة بشكل رسمي وغير رسمي في الحركة. تم تنظيم جبهة التحرير الوطنية لسما وجبهة مجاهدي المحاربين في رحيي - كلاهما من منظور الجمهورية الإسلامية. هذه النظرة لم تقوّض فقط الحركة العفوية للشعب ضد نظام الانقلاب، بلهجة دينية بالأساس، بل عكست أيضًا خط الاستسلام للأحزاب الإسلامية. سما كمنظمة لم تدع رسميًا أنها شيوعية، وكان برنامجها الداخلي ديمقراطيًا، ومع ذلك، فقد طالبت علناً بجمهورية إسلامية. ربطت الجماعة الثورية لشعب أفغانستان (التي سميت فيما بعد Rehayee بعد جريدتها، في خريف عام 1978) نفسها بالحكام الصينيين التحريفين، وطوّرت بشكل سلبي خطها الاقتصادي إلى التحريفية. لم تطالب الجماعة الثورية لأفغانستان ورحيي بجمهورية إسلامية فحسب، بل اقترحت أيضًا ثورة إسلامية. وقد قاتلت سما بشكل مستقل خلال حرب المقاومة ضد الإمبرياليين الاشتراكيين في عدة مناطق لعدة سنوات، ولكن تم ذلك تحت ستار جمهورية إسلامية (برنامج عُرض علنًا للجمهور) وتسللت في بعض المناطق تحت الراية المباشرة للقوات الإسلامية. وقاتلت رحيي خلال حرب المقاومة ما عدا الانقلاب الذي نُظم في بلاحصر تحت اسم جبهة المجاهدين المحاربين. هاتان المنظمتان اللتان اعتبرتا المشاركة في حرب المقاومة ضرورة مطلقة، وليس فقط بالنضال الديمقراطي الصّرف، ولكن أيضًا، في نفس الوقت، بالقتال تحت راية الإسلاموية، تخلتا عن النضال من أجل القومية والعلمانية. أمّا معظم المنظمات اليسارية، فعلى الرغم من حقيقة أنها لم تتبنّ الدعوة للجمهورية الإسلامية في برامجها (حتى أن البعض يتظاهر بالعمل الجاد من أجل تشكيل الحزب الشيوعي في أفغانستان)، في الواقع، تنكرت في زي الأحزاب الإسلامية، ولم تمتلك الإرادة أو القوة للقتال بشكل مستقل. هكذا لم تتخلى المنظمات اليسارية ككل عن النضال بشكل مستقل خلال حرب المقاومة فحسب، بل تخلت أيضًا عن النضال من أجل الديمقراطية القومية والعلمانية أيضًا. يجب أن يلعب الشيوعيون دورًا قياديًا في الجبهة المتحدة. طبعا يتطلب ذلك، أولا وقبل كل شيء، استقلالهم داخل الجبهة المتحدة، فبدون الاستقلال في الجبهة المتحدة لا يمكن الحديث عن قيادة الشيوعيين في جبهة موحدة، مع الاعتراف بأن الاستقلاليّة في الجبهة المتحدة لا يكفي لقيادة الجبهة المتحدة. عندما لم يدفن الشيوعيون دورهم القيادي في جبهات المقاومة الحربية فحسب، بل دفنوا أيضًا استقلاليتهم في النضال الديمقراطي والوطني، من الواضح، كما قال الرفيق أفاكيان، أنّ هؤلاء الشيوعيين ليسوا شيوعيين ولا يمكن اعتبارهم ديمقراطيين أو قوميين. لقد هُزم الشيوعيون الذين لم يكونوا شيوعيين ولم يتمكنوا من رفع الراية المستقلة للشيوعية في حرب المقاومة ضد الإمبريالية الاشتراكية، ولم يكن لديهم الخط لرفع راية الشيوعية في الحرب. وإذا كان البعض قد فعل ذلك، فقد كان بالكلام فقط ولم يصرّوا عليه في أعمالهم. بعد الهزيمة، وعندما أعادت الحركة الشيوعية الجديدة تنظيم نفسها في مجموعات صغيرة، انخرطوا في العمل الأيديولوجي والسياسي لتجاوز حالة الفوضى، لم يكن لديهم الوقت والقوة للمشاركة في حرب المقاومة من أجل رفع راية الشيوعية بشكل مستقل في الممارسة العملية. مرة أخرى نواجه تحدي القتال بشكل مستقل ضد الغزاة الإمبرياليين الأمريكيين المحتلين، وحلفائهم، ونظامهم العميل. نحن بحاجة للرد على هذا التحدي في أقرب وقت ممكن، ولاحتضان هذا التحدي علينا الاعتماد على ما يلي: 1- تجربة الحرب ضد الإمبريالية الاشتراكيّة. 2- لم يكن لدينا حزب خلال الحرب ضد الإمبريالية الاشتراكية. 3- وجود حزب شيوعي ثوري متشدد في بطن الوحش المحتلّ، فرصة عظيمة للماويين الأفغان لقيادة جماهير الشعب بشكل مستقل. هذه الفرصة لم تكن موجودة خلال حرب المقاومة ضد الإمبريالية الاشتراكيّة. 4- إسلاميو طالبان، الذين يقاتلون ضد الأمريكيين ونظام كرزاي، هم رجال أمريكيون بالأمس. وعلاوة على ذلك، فقد ارتكبوا خلال فترة حكمهم جرائم لا حصر لها ضد الشعب. في هذا السياق يرفع حزبنا راية حرب المقاومة الثورية ضد المحتلين الإمبرياليين ونظامهم العميل. هذه هي الحرب التي يجب على الماويين والجماهير تحت قيادتهم أن يشرعوا بها وينفذوها. إنها حرب المقاومة، أي المقاومة ضد المعتدين والمحتلين الإمبرياليين، وكذلك ضد أتباعهم، من أجل الحصول على استقلال البلاد؛ انها ليست جهادا اسلاميّا. هذه الحرب هي حرب وطنية، إنها ليست حربًا دينية، خاصة أنها ليست حربًا إسلامية ضد المسيحيين. إنّها حرب الشعوب، أي حرب تقوم على أساس الطبقات الشعبية، وليست على الطبقة الإقطاعية والبرجوازية المستغِلة والمضطهدة للطبقات. بمعنى آخر، هذه الحرب هي حرب تهدف إلى ثورة ديمقراطية جديدة وثورة اشتراكية. في الوقت الحاضر نحن نستعد لمثل هذه الحرب، وأملنا هو استكمال مرحلة الإعداد بنجاح وبأسرع وقت ممكن، وبدعم من الحركة الشيوعية العالميّة، وتحديداً بدعم من الحركة الأممية الثورية، سيتقدم الماويون الأفغان برايتهم المستقلة. -----------------------------------------------------------------------------------------
كفاحنا في أفغانستان هو جزء من الكفاح العالمي للكادحين هذه ترجمة لمداخلة لأحد الرفاق الأفغان خلال تجمّع أقامه الحزب الشيوعي الثوري-كندا بمناسبة زيارة قام بها هذا الرفيق إلى كندا سنة 2012. في أكتوبر 2001، عندما شنّ التحالف الإمبريالي بقيادة الولايات المتحدة حربه العدوانية لغزو أفغانستان واحتلالها، أعلن الإمبرياليون أنّ الهدف من حربهم كان تقديم أصحاب الهجمات المشتبه بهم على مركز التجارة العالمي والبنتاغون إلى العدالة. لكنّ الأهمّ من ذلك، أعلنوا أيضًا أن حربهم ستحرر الشعب الأفغاني، وخاصة النساء الأفغانيات، وأن الاحتلال الإمبريالي سيعزز الديمقراطية ومشروع بناء الدولة الذي سيوفّر حقوق الإنسان وحقوق المرأة وغيرها من قيم الديمقراطية الليبرالية. لا شكّ أنّ هذه الوعود تعني عمليا ومن الناحية النظرية مناشدة العديد من القوى البرجوازية والبرجوازية الصغيرة والمثقفين في بلادنا، بما في ذلك العناصر التي تدعي أنها من اليسار. في هذا الحديث، سأحاول تحديد المواقف التي اتخذتها المعسكرات المختلفة التي تشير إلى قيم اليسار وتطالب بها. يمكننا تقسيم اليسار في أفغانستان إلى ثلاثة معسكرات: المعسكر الأول هو علامة الاستسلام الوطني - المستسلمون الذين يدّعون أنّهم من اليسار أو اليسار الليبرالي؛ المعسكر الثاني، نسميه شبه استسلامي أو استسلامي جزئيّا، والمعسكر الثالث هو معسكر اليسار الاممي والمناهض للإمبريالية. (من المهم ملاحظة أن هذه المعسكرات الثلاثة تدعي أنها من الحركة الماوية للجيل السابق.) يتألّف معسكر الاستسلام من أعضاء سابقين وإطارات في حركة الديمقراطية الجديدة التي كانت تحت القيادة الماوية للأجيال السابقة. بشكل خاص وأحيانًا بشكل عام، ما زالوا يدعون أنهم الورثة الشّرفاء للحركة الماوية المجيدة في أفغانستان. إنهم يلعبون دورًا مهمًا جدًا لصالح النظام العميل والاحتلال الإمبريالي، ويعملون كإطارات ثقافية وسياسيّة للنظام العميل والاحتلال الإمبريالي. إنهم أعضاء في البرلمان ووزراء في الحكومة ومستشارون مقربون وهامّون للرئيس، وهم مسؤولون عن العديد من المنظمات غير الحكومية وما يسمى بمنظمات المجتمع المدني، وهم موجودون على نطاق واسع في وسائل الإعلام... باختصار، يفترضون دور "إضفاء الشرعية" على النظام العميل. يمكننا تلخيص حجّة هذا المعسكر وفهمه للتاريخ السياسي لأفغانستان على النحو التالي تقريبا: كان تاريخ البلاد تاريخ التناقض بين قوى الحداثة وقوى التقليد، ودائماً ما يكون نفس هذا التناقض في العمل ونموذج السياسة الحالية لأفغانستان. ووفقًا لهذا التفسير، هناك من ناحية قوى تقليدية في شكل إسلاموية طالبان (تجسد أسوأ نوع من القيم الإقطاعية والذكورية والشوفينية القومية، رفض كل شيء على الإطلاق من القيم الديمقراطية والحديثة)، ومن النّاحية الأخرى "المجتمع الدولي" الذي يحاول تعزيز إقامة الديمقراطية وبناء دولة مؤاتية للقيم الحديثة / الليبرالية / الديمقراطية، في ظروف صعبة للغاية. لذلك، يعتقد أولئك الذين في معسكر الاستسلام أنه من واجبهم كـ"تقدميين" أن يقفوا إلى جانب قوى الحداثة، أي الاحتلال الإمبريالي والنظام العميل. يمثّل هؤلاء ليبراليو اليسار في أفغانستان الحديثة، وهم المشاة الفكريون للاحتلال الإمبريالي. لقد أثبتوا أنهم أكثر الشركاء ثباتًا وثقة في الاحتلال الإمبريالي، وأكثر حتّى من الجناح الإسلامي للنظام العميل بقيادة حميد كرزاي. المعسكر الثاني، أولئك الذين دعوتهم شبه المستسلمين، هو معسكر كبير آخر يتكون من عدة مجموعات من المنظمات الإصلاحيّة اليساريّة. إن مطالباتهم بالانتماء إلى اليسار تكون أحيانًا أكثر وضوحًا من مطالبات المعسكر الأوّل. في الأصل، كان من الصعب للغاية رسم خط تمايز بين هذين المعسكرين. في الواقع، في بداية الاحتلال، كانت الأهداف الرئيسية للهجمات السياسية لهذا المعسكر شبه الاستسلامي هي الميول المحددة للوجود الإسلامي في النظام العميل وكذلك القوة الخارجية (على سبيل المثال: "أمراء الحرب" و"إرهابيو طالبان"). كانت مشكلتهم الحقيقية الوحيدة مع الاحتلال الإمبريالي أنه نصّب "الأشرار" في السلطة - أمراء الحرب والأصوليون الإسلاميون والمجاهدون وقدامى طالبان، إلخ - وبالتالي، لم يكن لدى المحتلين سياسات متماسكة مناهضة للأصولية. ونتيجة لهذا المنطق، لو أن "الاخيار": يعني هم وليبراليو اليسار قد نصّبهم الامبرياليون في السلطة، لما كان الاحتلال يمثل مشكلة. وبطريقة أخرى، ستكون الإمبريالية شيئًا جيدًا لو أنّها اختارت حكومتها العميلة بشكل أفضل. من الأمثلة النموذجية على المعسكر شبه الاستسلامي الجمعية الثورية لنساء أفغانستان [RAWA]. وهي منظمة تحدد أنشطتها وفقًا للمنطق المذكور أعلاه. الآن، وبعد عشر سنوات من الاحتلال الإمبريالي الذي دمّر أفغانستان، قاموا بتغيير خطابهم قليلاً. بعد سنوات من رفض استخدام كلمة "احتلال"، أصبحوا يستخدمونها هنا وهناك، وأصبحوا يتبنون موقفًا سياسيًا حصيفًا مناهضًا للاحتلال على مستويات ودرجات مختلفة. ومع ذلك، فإنّهم لا يزالون شبه مستسلمين لأنهم يواصلون وضع طالبان والمحتلين الإمبرياليين على نفس مستوى العدو الرئيسي. إنهم يظهرون احتقارهم لدعوة المقاومة المسلّحة ضد الاحتلال. بالنسبة للجزء الأكبر، فإنهم عالقون في خطاب المسالمة البرجوازية الإصلاحية والبرلمانية. هذا الموقف، في سياق الاحتلال الإمبريالي، يرقى في الواقع إلى تقديم دعم ضمني لمشروع المحتلين الإمبرياليين. وتجدر الإشارة إلى أنّ خطاب هذا المعسكر متواصل ويضخمه اليسار الاشتراكي الديمقراطي والإصلاحي في الحركة المناهضة للحرب في الدول الإمبريالية. لسوء الحظ، وفي عدة مناسبات، روّج الشيوعيون الثوريون أيضًا للمشروع شبه الاستسلامي. المعسكر الثالث، والقوة الرئيسية المناهضة للإمبريالية في أفغانستان، هو اليسار الأممي المناهض للإمبريالية. يتألف هذا المعسكر من عدة مجموعات ومنظمات ماركسية لينينية ماوية، لكن الحزب الشيوعي (الماوي) الأفغاني هو القوة الرئيسية والأكثر أهمية مع العديد من المنظمات الجماهيريّة السّائرة تحت قيادته. هذه القوّة هي التي شكّلت المقاومة الثّورية المناهضة للإمبريالية في البلاد منذ بداية حرب العدوان واحتلال أفغانستان. لقد بلور هذا المعسكر والحزب الشيوعي الماوي تحليلا مناهضا للإمبريالية في الحرب ضد شعبنا واحتلال بلادنا: فهو يحدد التناقض الرئيسي في أفغانستان على أنه التناقض بين شعوب أفغانستان وقوات الاحتلال الامبريالي. يدعو الحزب الشيوعي (الماوي) الأفغاني بالتالي إلى المقاومة الشعبية ضد الاحتلال الإمبريالي في شكل حرب ثورية. وتجدر الإشارة إلى أننا، من منظور التحليل الطبقي، لا نعتبر حركة طالبان عدوّنا الاستراتيجي فحسب، ولكن، في الظروف الحالية للاحتلال الإمبريالي، لا نعتبرها كعدوّ أساسيّ، نحن لا نصنّفها في نفس المستوى مع النظام العميل ومع قوات الاحتلال. إنّنا ننظر إلى الاحتلال الإمبريالي والنظام العميل باعتباره العدو الرئيسي لشعب أفغانستان، لذلك، يجب أن يكون المحتل ونظامه العميل هو الهدف الرئيسي لحرب الشعب الثورية للمقاومة الوطنية. تأسس الحزب الشيوعي (الماوي) الأفغاني في عام 2004، وتم تشكيله بعد توحيد المنظمات الماركسية اللينينية الماوية الهامة والأقدم: المنظمة الثورية لإنقاذ أفغانستان، التحالف الثوري لعمال أفغانستان والحزب الشيوعي الأفغاني. في عام 2001، عندما قام التحالف الإمبريالي بقيادة الولايات المتحدة بغزو أفغانستان واحتلالها، شرعت القوى والمنظمات الماركسية اللينينية الماوية في أفغانستان في مسار توحيد الشيوعيين الثوريين في حزب واحد بهدف تشكيل قوة مقاومة ثورية ضد الحرب الإمبريالية والاحتلال. وقد لعبت الحركة الأممية الثورية (MRI) دورًا مهمًا في ذلك الوقت في تسهيل عملية الوحدة هذه بين المنظمات الماركسية الللينينية الماوية في أفغانستان. (لسوء الحظ، انهارت الحركة الأممية الثورية، نتيجة لخط الانحراف في لجنتها التوجيهية، وهي الآن في حالة شلل كامل). منذ وقت تشكيله، أصبح الحزب الشيوعي (الماوي) القوة الثورية العلمانية الرئيسية لمقاومة الاحتلال. وتحت قيادته، هناك العديد من المنظمات الجماهيرية الكبيرة للعمال والنساء والشباب والطلاب الذين يقفون وراء الحركة الجماهيرية المعادية للإمبريالية في البلاد. على الرغم من أن هذه المقاومة الثورية المعادية للإمبريالية لم تصل بعد إلى مرحلة الحرب الشعبية، فإنّ الطلاب والشباب والنساء والحركات الجماهيرية للعمال بقيادة الحزب الشيوعي (الماوي) الأفغاني في أجزاء مختلفة من البلاد هي ركيزة مهمة للمقاومة الشاملة - المقاومة الرئيسية للديمقراطية الجديدة، الثورية، الشيوعية - للاحتلال الإمبريالي. الآن ذكر الحزب الشيوعي (الماوي) الأفغاني في تصريحاته الأخيرة أنه كثف التحضير لبدء حرب الشعب الثورية للمقاومة الوطنية للاحتلال الإمبريالي. من المهمّ جداً ملاحظة البعد الدولي للصراع في أفغانستان الذي لا يجب أن يُنسى. فقد اختارت القوى الإمبريالية بقيادة الولايات المتحدة أفغانستان كساحة للمعركة الرئيسية لخطتها للسيطرة العسكرية على الكوكب. ونتيجة لذلك، فلديها خطط طويلة المدى لإقامة قواعد عسكرية في البلاد - وحتّى الآن يبدو أن هناك إجماع بين القوى الإمبريالية على مسألة أفغانستان. وهكذا، فإن تحالفا من 44 دولة موجودة مع قواتها المسلحة في أفغانستان يقوم بدعم المشروع الإمبريالي الأمريكي وتقوية النظام العميل. وتلعب القوى الإقليمية الرجعية التي ليس لها وجود مسلّح في أفغانستان أدوارا أخرى بالغة الأهمية في توفير المساعدة السياسية والدبلوماسية والمالية للاحتلال والنظام العميل. أمّا مظلة الأمم المتحدة فهي تعبير عن الوحدة الإمبريالية والرجعية للقوى الإقليمية الدولية في ما يتعلق بأفغانستان. وبالمثل، يتمتع التمرد الإسلامي لطالبان بالدعم السياسي والعسكري والمالي القوي من القوى الإسلامية في جميع أنحاء العالم. تقدم طالبان الباكستانية، إلى جانب قوى إسلامية أخرى في آسيا الوسطى والصين والشرق الأوسط، الموارد العسكرية والدعم السياسي والمالي لحركة طالبان في أفغانستان. ليس هناك شك في أنه بدون هذه المساعدة الإسلامية الدولية، سيكون من الصعب للغاية على حركة طالبان الحفاظ على نفسها. يجب أن يفسر هذا الوضع الدولي لماذا يهتم الحزب الشيوعي (الماوي) الأفغاني بالتطوّر الحاصل في الحركة الأممية الثوريّة وتشكيل منظمة شيوعية دولية جديدة. فنحن نؤمن إيمانا راسخا بأن الصراع في أفغانستان والثورة في أفغانستان جزء من النضال العالمي والثورة العالمية ضد الرأسمالية والإمبريالية. ونظرًا لأن الحركة الشيوعية الماوية قد ساهمت في عملية توحيد المنظمات الماركسية اللينينية الماوية في أفغانستان (وكذلك في دول أخرى)، فإن وجود منظمة شيوعية دولية جديدة ونشاطها، ينبغي ان يلعب دورًا مهمًا للغاية في الدعم السياسي والأيديولوجي للصراعات الثورية في أفغانستان وأماكن أخرى. مع ظهور الخط الأفاكياني (Avakianist) بعد الماركسية اللينينية الماوية وخط براشندا-باتاري (Prachanda-Bhattarai) التعديلي، انهارت الحركة الأممية الثورية، ومع شلل هذه الحركة، نعتقد أن النضال الثوري في أفغانستان قد فقد بعدًا عالميّا هامًا. في هذه المرحلة، يمثّل العمل على تشكيل منظمة شيوعية عالمية جديدة أو على إعادة تنشيط منظمتنا العالمية النائمة المهمّة الرئيسية للحركة الشيوعية في جميع أنحاء العالم، وسيكون التعبير الملموس للشعار الشيوعي "يا عمال العالم اتّحدوا". في الوقت الذي يواجه فيه النظام الرأسمالي الإمبريالي صعوبة كبيرة، يهزّه تكرار الأزمات الاقتصادية والمالية، وعندما تنهض الجماهير المضطهدة للقتال ضد هذا النظام، نحن في حاجة أكثر من أي وقت مضى إلى مثل هكذا منظمة عالمية للكفاح من أجل التأثير على هذه الحركات والعمل على تزويدها ببعد شيوعي ثوري. إنّ نضالنا في أفغانستان هو جزء من النضال العالمي للمضطهدين. لذلك، نحن لا نعمل فقط من أجل الثورة في أفغانستان، ولكننا نقوم أيضًا بدورنا الأممي في العمل على تشكيل منظمة شيوعية أممية. -------------------------------------------------------------------------------------------
لنشارك بنشاط في حملة ومؤتمر دعم حرب الشعب في الهند ! الحزب الشيوعي (الماوي) في أفغانستان، نوفمبر 2012 في 24 نوفمبر 2012، سيعقد مؤتمر عالمي في هامبورغ في ألمانيا كجزء من حملة دولية لمدة أسبوع لدعم حرب الشعب في الهند. تمثّل حرب الشعب في الهند، بقيادة الحزب الشيوعي الهندي (الماوي)، في الوقت الحاضر، الحركة الثورية الأكثر تقدمًا في العالم. وهناك المزيد والمزيد من بصيص الأمل لجميع القوى الثورية حول العالم. عادة ما يتم الاحتفال بالدولة الهندية من قبل أنصارها البرجوازيين الرجعيين باعتبارها "أعظم ديمقراطية" في العالم. ويتمّ تقديمها كنموذج للدول الأخرى التي تهيمن عليها الإمبريالية. لكن هذه الديمقراطية البرجوازية الأكبر هي جحيم حقيقي على وجه الأرض لمئات الملايين من الجماهير الهندية. وهذه الديمقراطية الأكبر والأكثر شهرة من بين الديمقراطيات البرجوازية، وهذا النموذج النّاجح من التطور الرأسمالي، هي أيضًا البلد الأكثر تجويعا في العالم، حيث يموت فيه أكثر من مليوني طفل من الجوع وسوء التغذية كلّ عام وينتحر فيه الآلاف من الفلاحين الفقراء واليائسين. تعاني الجماهير الشعبيّة في هذا البلد من تشابك الاضطهاد الطبقي والأبوي والوطني والطبقي، وحتى العلاقات العبودية مازالت موجودة في هذا البلد. وتعاني النساء في الهند من نظام وحشي من الاضطهاد الاجتماعي الأبوي. إنّ قتل الأطفال، والعبودية الجنسية، ومحنة 40 مليون أرملة هندية ليست سوى أمثلة قليلة على ذلك. ليس هناك شك في أن هذا الجحيم على الأرض لمئات الملايين من الجماهير، "معذّبو الأرض"، هو جنة لأقلية ضئيلة من الأغنياء. وتجدر الإشارة إلى أن الدولة الرجعية الهندية، بالإضافة إلى ترؤسها لـ "الاقتصاد المتدهور" الذي يضطهد ويمتص دماء الجماهير الهندية، هي أيضًا ممثل لدور إقليميّ وعالميّ في الحفاظ على النظام الرأسمالي الإمبريالي والدفاع عنه. ويقوم الإمبرياليون الأمريكيون بالاستعانة بها في تنفيذ سياساتهم الخارجيّة. ويتمثّل دورها الأساسي والمتقدّم في أن تكون العدو الإقليمي والعالمي لثورات البلدان المجاورة مثل النيبال. وفي أفغانستان، تلعب دور اّلداعم للاحتلال الغربي بقيادة الامريكيّين، والآن، وبفضل اتفاقها الاستراتيجي مع نظام العميل كرزاي، تلعب الدولة الهندية الرجعية دور الدّاعم الإقليمي الرئيسي للنّظام للعميل. وبالتالي، ونظرًا لهذا الدور الإقليمي والعالمي الخاص بها، فإنّ الدولة الهندية تمثّل أيضًا عدوّا لشعوب المنطقة. تتقدم حرب الشعب التي يقودها الماويون نحو هدم أسوار المجتمع القديم وتتقدم في اتّجاه المسك بقيادة ثورة الديمقراطية الجديدة والثورة الاشتراكية وفي اتّجاه بناء بديل أفضل وأكثر إنسانية. على حد تعبير مانموهان سينغ، قائد الدولة الرجعية الهندية، أصبحت حرب الشعب بقيادة الماويين "العدو الداخلي الرئيسي" للدولة الهندية، لأنها تعطي ضربات هائلة لآلة الاستغلال والعنف والاضطهاد. يجب التأكيد على أن كفاح الجماهير المضطهَدة في الهند هو جزء من الكفاح العالمي للعمال والجماهير المضطهَدة في العالم ضد شبه الإقطاعية والرأسمالية والإمبريالية. إنها جزء من النضال من أجل الديمقراطية الجديدة والاشتراكية والشيوعية، وهي الآن أكثر جوانبها تقدماً. وبالتالي، يجب على الثوريين في جميع أنحاء العالم الوقوف إلى جانب الجماهير الهنديّة ويجب أن يمدّوا تضامنهم الأممي إلى نضالهم. فلنستغل هذه اللحظة أيضاً لتأكيد تصميمنا على النضال من أجل إنشاء منظمة ماركسية لينينية ماوية عالمية أو إعادة تنظيمها. خلال وجود منظمتنا الأممية، قمنا بشن حملات عالميّة بشكل مستمر وفعّال. نتذكر جميعًا حملة الدّفاع عن الرئيس غونزالو كمثال حي على الحملات الثورية العالميّة. خلال هذه اللحظات يمكننا أن نلاحظ العواقب الضارة للخطوط التحريفية التي ظهرت داخل الحركة الثورية الأممية مما أدّى إلى شللها. يدعم الحزب الشيوعي الأفغاني (الماوي) بقوة حملة ومؤتمر دعم حرب الشعب في الهند. ويدعو الوحدات المهاجرة من أنصاره وغيرهم من الماويين الأفغان، وخاصة في أوروبا، إلى المشاركة بنشاط والمساهمة في هذه الحملة وهذا المؤتمر. عاشت حرب الشعب في الهند ! عاشت الأممية البروليتارية ! ---------------------------------------------------------------------
بيان الحزب الشيوعي (الماوي) بمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيس الحركة الشيوعية لأفغانستان مع تشكيل منظمة الشباب التقدمي (ايبو) [PYO] في 4 أكتوبر 1965، على أساس خط الماركسية اللينينية الماوية (في ذلك الوقت فكر ماو تسي تونغ) ومناهضة الإمبريالية، المعادية للرجعية والتوجه المناهض للتحريفية، تحت قيادة الرفيق أكرم ياري، نشأت الحركة الشيوعية والديمقراطية الجديدة في أفغانستان. وبفضل الخط السياسي المبدئي لـمنظمة الشباب التقدمي والظرف الوطني والدولي، تحولت الحركة الديمقراطية الجديدة تحت قيادة المنظمة إلى الحركة السياسية الأكثر شمولًا في البلاد، وحشدت عشرات الآلاف من الرجال والنساء الثوريين والطلاب والمعلمين والكتاب والعمال وغيرهم من الجماهير الكادحة من جميع الجنسيات في النضال ضد الرجعيين والإمبرياليين والإمبرياليين الاشتراكيين. كانت شعلة جاويد هي اسم المجلة التي نشرت أفكار الديمقراطية الجديدة. واصدرتها منظمة الشباب التقدمي ومجموعتان تقدميتان أخريان، وتم ذلك بعد عامين من تشكيل المنظّمة، أي في عام 1967. وبسبب الدور الحاسم الذي لعبته هذه المجلة في توسيع وانتشار الحركة، أصبحت الحركة نفسها تعرف باسم شعلة جاويد على الرغم من أن 11 عددا فقط من المجلة تم نشره، وبعد ذلك خضعت للرقابة من قبل ملكية ظاهر شاه الرجعية، ورغم ذلك لعب ذلك النشر المحدود دورًا تاريخيًا مهمًا في التكوين الواسع النطاق للحركة الديمقراطية الجديدة. من المؤكد أن منظمة الشباب التقدمي وحركة شعلة جاويد، كونهما حديثتي النشأة وعديمتي الخبرة، لم تكونا خاليتين من العيوب والضعف؛ فقد كانتا بحاجة إلى التحسين والتطوير ولسوء الحظ، أدت نقاط الضعف الداخلية في المنظمة، إلى جانب الوضع غير المواتي وطنيا ودوليا، إلى عدم إمكانيّة الحركة الاستمرار في التطور. فبعد فترة قصيرة من ازدهارها الأولي، سارت نحو الانهيار والتشتت. إن حظر مجلة شعلة جاويد وقمع المظاهرات في عام 1968 من قبل قوى الدولة الرجعية تحت حكم ظاهر شاه - وكذلك اعتقال وسجن عدد كبير من قادة المنظمة والحركة - لم ينتج عنه فقط الانقسام الأول في حركة شعلة جاويد الذي ولد آثارًا سلبية أكبر فظهرت خطوط سياسية وأيديولوجية غير خط مؤسسها (أكرم ياري) داخل المنظمة، وبالتالي نشأت صراعات خطية داخل المنظمة. لم تعزز هذه الصراعات الخطية المنظمة وتوسع نطاقها وإنّما أسفرت عن انهيارها، مما أثر سلبًا على الحركة بأكملها. بعد انسحاب الرفيق أكرم ياري من النضال السياسي النشط بسبب مرض خطير، سيطرت الخطوط السياسية المنحرفة على التنظيم. لم توفر هذه الخطوط السياسية المنحرفة أساس الانقسامات داخل منظمة الشباب التقدمي فحسب، بل سهلت بشكل كبير الانقسامات داخل الحركة الأوسع. وهكذا، أدى الخط التحريفي الرئيسي، الذي تطور لاحقًا بشكل سلبي إلى تحريفية واستسلام كامل (وهناك من ما زالوا يتبعون هذا المسار)، في انفصال كبير عن التنظيم والحركة الأوليين، مما أدى بالحركة الشيوعية والحركة الديمقراطية الجديدة إلى التشتت، فكان ذلك منعطفا نحو خط تحريفي استسلامي على صعيد النضال الوطني والطبقي. استمرت هيمنة خطوط الاستسلام التحريفية والمراجعة على الجسم المتناثر للحركة الشيوعية والحركة الديمقراطية الجديدة في أفغانستان لمدة عقد ونصف على الأقل (معظم السبعينيات والنصف الأول من الثمانينيات تقريبًا). لذلك، لم تستطع الحركة منع الانقلابين المدعومين من الاتحاد السوفيتي - الأول في عام 1972 من قبل سردار داود، والثاني في عام 1978 من قبل عصابة المراجعين التحريفيين للإمبرياليين الاشتراكيين السوفييت (حزب الشعب الديمقراطي الأفغاني [PDPA]) وفي النضال ضد نظام الانقلاب والاحتلال الإمبريالي الاشتراكي وتم تبنى تكتيكات واستراتيجيات سياسية وعسكرية غير مبدئية وغير صحيحة. نتيجة لذلك - وعلى الرغم من حقيقة أن الحركة الشيوعية والديمقراطية الجديدة ضحت بعشرات الآلاف من قادتها وكوادرها ومنظميها وجماهيرها تحت قيادتها في مواجهتها مع القوى الرجعية التي تعتمد على الإمبرياليين الغربيين والقوى الإقليمية الرجعية - هذه الحركة لم يكن بوسعها استخدام نضالات المقاومة هذه للتوسع والتطور والتقدم على طريق الثورة الديمقراطية الجديدة. بل عانت من هزائم مريرة والآثار السلبية لتلك الهزائم المريرة لا تزال محسوسة بقوة. خلال هذا العقد والنصف، لم يكن للخط الشيوعي والديمقراطي الجديد المبدئي تعبير وحضور واضحين، لم يكن يعتبر تحديا للخطوط السياسية التحريفية والاصلاحية. كانت نقاط الضعف الإيديولوجية والسياسية والتنظيمية الشديدة، إلى جانب المستوى المنخفض من الفهم النظري، لبقايا ومؤيدي الحركة الشيوعية المبدئية والحركة الديمقراطية الجديدة في منتصف الثمانينيات واضحًا، ممّا سهّل هيمنة الخطوط الإصلاحية والمراجعة على المشتتين. بناءً على هزيمة الخطوط الإصلاحية التحريفية والتطور النسبي للحركة الشيوعية في الظروف الدولية المواتية حديثًا، بجهود الأحزاب والمنظمات في صفوف الحركة الأممية الثورية [RIM] - ظهرت التجمعات الأولى للحركة الشيوعية المبدئية في أفغانستان. إن ظهور المجموعات والحركات الأولية التي كانت تعبيرًا واضحًا عن خط شيوعي مبدئي لم يؤد فقط إلى إعادة تأسيس الحركة الشيوعية والديمقراطية الجديدة في أفغانستان، بل أعاد تنشيط وتحسين الخط السياسي المؤسس في الوضع الوطني والدولي الجديد ضد الإمبريالية، وأيضا ضد هيمنة الخطوط الخاطئة المذكورة أعلاه داخل أقسام مختلفة من الحركة. لقد اعتقد التحريفيون والمراجعون الاستسلاميون أنّ هيمنتهم دائمة وستظل دون رد مفترضين أن الخط المبدئي لمؤسس الحركة قد دفن - اعتبروا الشعارات الجديدة والموقف الجديد للحركة الشيوعية مثل إلقاء التبن القديم في الهواء. ومع ذلك، نمت هذه المبادرة الجديدة وتوسعت، وأصبحت تعبيرًا عن الموقف المبدئي والشعارات ضد المحتلين الإمبرياليين الاشتراكيين وعملائهم، وضد قوة الجهاديين الرجعيين وحربهم الأهلية الوحشية، وإمبراطورية طالبان القمعية والظلامية الرجعية. علاوة على ذلك، وقفت هذه الحركة ضد غزو واحتلال الإمبرياليين الأمريكيين منذ البداية، ومعارضة حلفائهم في جميع أنحاء أفغانستان وتشكل نظامهم العميل. على الرغم من أن المراجعين القدامى - تحت ضغط من الظروف الذاتية والموضوعية للبلاد، والرأي العالمي، وتوسع النضالات الجماهيرية والمقاومة ضد المحتلين والنظام العميل - قد ابتعدوا تدريجيًا عن الاستسلام المفتوح الذي أظهروه سابقًا - وكانوا في بعض الأحيان، إلى حد ما، يتخذون موقفاً ضد المحتلين الإمبرياليين وحكومتهم العميلة – بينما استأنفت الحركة الماوية نشاطها في البلاد وكانت المدافع القوي عن النضال والمقاومة المبدئية ضد الاحتلال ونظامه العميل. المبادرة الجديدة للخط الشيوعي والديمقراطي الجديد منذ بدايتها وحتى الآن كانت راية نظرية وعملية للوحدة المبدئية داخل حركتنا الأوسع. وباتباع طريق الوحدة هذا، كافحت ضد التشتت والحلقية، لذلك، استمرت الحركة في النمو ليس من حيث النوعية فحسب، بل أيضًا من الناحية الكمية. في الوقت الحالي، يمثل الحزب الشيوعي (الماوي) الأفغاني وغيره من المنظمات والأفراد الماويين خارج الحزب هذه المبادرة الجديدة. إن الاحتفال بالذكرى الخمسين للحركة الماوية في أفغانستان هو مناسبة تدعونا جميعًا إلى التحرك نحو الوحدة القائمة على مبدأ ديمقراطي بروليتاري وجديد، من أجل النضال الجماعي، بطريقة قوية ومنظمة، ضد المحتلين وعملائهم باعتبارهم العدو الرئيسي للبلاد وشعبها، وأن نقدم للشعوب الثورية طريق حرب المقاومة الوطنية. من المؤكد أن صراع المقاومة الوطنية ضد الأعداء الرئيسيين لبلدنا لا يعني تعليق النضالات الديمقراطية الجديدة ضدهم، أو ضد القوى الإقطاعية والبرجوازية العميلة. ولا يمكن لهذا النضال الوطني أن يتجاهل النضالات ضد القوى الإمبريالية والتوسعية الرجعية الأخرى. أثبتت تجربة النضال دوليًا وأيضًا في أفغانستان باستمرار أن التركيز من جانب واحد على المقاومة الوطنية ضد العدو الرئيسي الحالي، ونسيان الصراعات الديمقراطية الجديدة ضد الأعداء الحاليين غير الرئيسيين، سيؤدي، في التحليل الأخير، إلى ضرب الكفاح الوطني للمقاومة ككل. هذا النوع من صراع المقاومة الوطنية أحادي البعد، لأنه يتجاهل المطالب الديمقراطية للجماهير، سيحدّ ويقلّل من مشاركة الجماهير في المقاومة الوطنية ضد المحتلين والنظام العميل؛ بل إنها قد تقضي على إمكانية مشاركتها، وبالتالي ستوسع بقوة وتمهد الأرضية لمناورات المعارضة المسلحة الرجعية. ومن ثمة فانه علينا الحديث عن مصلحة الجماهير الأفغانية بالاستناد إلى برنامج شيوعي وديمقراطي جديد، لا يجب الاكتفاء بالحديث عن كفاح وطني وحرب مقاومة وطنية ضد المحتلين والنظام العميل وإنما عن الحرب الشعبية للمقاومة الثورية والوطنية وعلينا ان نقدم كفاحا مثل هذا لكي نعد وننطلق ونواصل حربا شعبية للمقاومة الثورية الوطنية. إنّ كفاحنا هو كفاح مقاومة لأننا ضحايا العدوان والاحتلال للإمبرياليين - لقوة رجعية أجنبية - وتحت سيطرة نظام عميل. إن نضالنا ضد هؤلاء الأعداء الرئيسيين للشعب يتسم بالمقاومة: الدفاع عن النفس والدفاع عن استقلال البلد والدفاع عن حرية البلد وشعبه. هذا النضال هو النضال العادل لضحايا الاحتلال وضد الغزاة والمحتلين وعملائهم. وهو كفاح وطني لأن الكفاح المقاوم للدفاع عن استقلال البلاد واستقلال شعبها يقوم أساسًا على النضال والمقاومة، من أجل مصالحنا الوطنية، وضد مصالح الغزاة المحتلين الإمبرياليين وعملائهم المحليين – ولا ينبغي النظر الى الصراع على انه بين دينيين ولا دينيين وكل محاولة لفرض مثل هذا التقييد ستحدّ من نطاق النضال ضد المحتلين ونظامهم الدمية، وسيصب في نهاية المطاف لصالح الاحتلال الإمبريالي. وبالتالي، فإن الطابع العلماني لهذا النضال والمقاومة ضرورة لا مفر منها. وطني لأن نضال المقاومة هذا يجب أن يأخذ في الاعتبار الدفاع عن البلاد واستقلالها ككل؛ لا يجب أن تطرد الذئاب من الباب بينما تدخل الضباع من النوافذ. في الحقبة الحالية، تسيطر التناقضات والتوترات الخطيرة بين الإمبرياليين وتتصارع القوى الرجعية من أجل الهيمنة على العالم، وهذه القوى حريصة على توظيف أي حركة ومبادرة سياسية كأداة تخدم مصالحها. يجب على الحركة الشيوعية والحركة الديمقراطية الجديدة في البلاد، في الوقت الذي تدرك فيه ضرورات النضال ضد الإمبريالية الأمريكية والنظام العميل، أن تولي اهتمامًا لما يقتضيه حل المسألة الوطنية. من الواضح أن النضال والمقاومة لهما أساس مادي وأيضاً بنية أيديولوجية وسياسية فوقية. ولكن في الوقت نفسه، من الصحيح أيضًا أنه في مجتمع طبقي متعدد الجنسيات حيث توجد مصالح طبقية ووطنية متنوعة، وأفكار متعددة ووجهات نظر سياسية عالمية، ستكون المقاومة واسعة النطاق ضد المحتلين والخونة المحليين وسيكون لها طابعها الديمقراطي. بطبيعة الحال، ستتنافس القوى المختلفة المشاركة في هذا الصراع مع بعضها البعض على قيادة هذه المقاومة، ولا يمكن أن يكون الأمر خلاف ذلك. إذا لم تهتم القوى الشيوعية والديمقراطية الجديدة بهذا الواقع، فقد يؤدي ذلك إلى تصفية سياسية-إيديولوجية وفي نهاية المطاف تنظيمية، وينتج عن ذلك الاستسلام وإضعاف الكفاح. ومع ذلك، يجب أن يتم هذا الكفاح تحت راية المصلحة العامة للمقاومة ضد قوات الاحتلال والنظام العميل، وألا يتعارض معها. إنّ تجاهل هذه القضية، من طرف أي قوة بما في ذلك نحن، سيؤدي في نهاية المطاف إلى استبدال التناقض الرئيسي بالتناقضات غير الرئيسية، ممّا يفيد فقط النظام العميل وقوات الاحتلال. يجب أن نؤكد أن المقاومة التي تعتمد على الذكور فقط لا يمكن أن تكون مقاومة وطنية حقيقية. فالنساء تشكّلن نصف المجتمع ولا يمكن أن تحدث المقاومة الوطنية بالمعنى الحقيقي للكلمة دون انخراط المرأة فيها. إنّ أيّ محاولة للحد من دور النساء، بناء على أي نوع من العذر الديني والثقافي الذي يحرمهن من حقوقهن الشخصية والاجتماعية الأساسية، بما في ذلك الحق في المشاركة في المقاومة ضد المحتلين وعملائهم، هي محاولة لإبعاد نصف السكان من المقاومة الوطنية النشطة، وفي نفس الوقت يجبرهن بوعي أو بغير وعي على الوقوع في الفكر الإيديولوجي والسياسي للمحتلين والخنازير المحلية الذين غالباً ما يستخدمون شعارات خادعة حول حقوق المرأة أو حريتها. ومن الواضح أن هذه المحاولات معادية بشدة للديمقراطية. إنّه كفاح شعبيّ لأنّ كفاح المقاومة الوطنية لا يمكن أن يكون كفاحا لا يلين إلا إذا امتلك طابعا شعبيا مبنيا على المصالح المتفوّقة للجماهير - أي الجماهير الثورية التي تكافح ضد المحتلين والنظام العميل - وليس على مصالح الطبقات البرجوازية المستغِلّة والإقطاعيّة المضطهِدة. فتلك الطبقات تتوافق مصالحها مع الإمبريالية، وهي مستعدة دائمًا للتواطؤ مع المحتلين والنظام العميل. إن إعطاء طابع جماهيري للمقاومة الوطنية ضد المحتلين وعملائهم لا يعني مجرد إشراك الجماهير في المقاومة: مثل هذه المشاركة يجب أن تعني المشاركة الواعية في المقاومة الوطنية على أساس المصلحة الثورية العليا بدلاً من مصالح الطبقات المستغِلّة. من هذا المنظور، فإن إعطاء الطابع الجماهيري للمقاومة الوطنية ضد المحتلين والخونة المحليين يتطلب انتشار الوعي الثوري بين جماهير الناس، ولا سيما الطبقات الدنيا من الجماهير الكادحة والعمال والفلاحين والبرجوازية الصغيرة الفقيرة. إن تنوير الجماهير بالوعي الثوري يتطلب جهودًا طويلة ومتواصلة، لكن يجب أن نعترف أنه بدون مستوى معين من التقدم في هذا الصدد، لا يمكن للمقاومة الوطنية ضد المحتلين والنظام العميل أن تتطور وتتوسع بما يضمن تعميق الطابع الشعبي / الجماهيري. المصالح الثورية وليس مصالح الطبقات المستغِلّة. إنّه كفاح ثوري لأن المقاومة الوطنية الشعبية ضد المحتلين والنظام العميل يجب أن تكون مسلحة برؤية علمية ثورية للعالم حتى تتمكن من توجيه المقاومة ضد النظام الرأسمالي الإمبريالي والنظام الرجعي في البلاد. خلاف ذلك فإن المقاومة تخاطر بأن تظل معزولة إما وسط المقاومة الوطنية نفسها أو بعد تحقيق هدفها المتمثل في الاستقلال الجزئي - يمكن للبلاد أن تظل خاضعة لأغلال النظام العالمي القمعي المستغل للجماهير، على الرغم من التضحيات البطولية المتفانية، وهكذا تقبع في ظل النظام العالمي الرأسمالي الإمبريالي حيث سيطرة الطبقات شبه الإقطاعية / شبه الاستعمارية. والأهم من ذلك فإن التوجه الاستراتيجي الثوري للمقاومة ضد المحتلين والنظام العميل يضمن النمو المتواصل للخصائص الوطنية والشعبية للمقاومة. نظرًا الى أن المقاومة ضد المحتلين السوفييت الاشتراكيين الإمبرياليين ونظامهم الدمية قد تم تنفيذها تحت قيادة القوى الرجعية التي تعتمد على الإمبرياليين الغربيين، وبالتالي كانت تفتقر تمامًا إلى التوجه الاستراتيجي الثوري، فإن هذه المقاومة مهّدت الطريق لغزو الإمبريالية الأمريكية وحلفائها وما تلاها من احتلال وتشكيل النظام العميل الحالي. ومع ذلك، بما أن المقاومة المعاصرة ضد المحتلين الحاليين وحكامهم لم تؤد بعد إلى الانسحاب الكامل لقوات الاحتلال وانهيار نظامهم العميل، فقد أدّت هيمنة المقاومة الرجعية المسلّحة إلى غزو أجنبي آخر. هذا الاحتلال الذي ينظر إلى البلاد كمقاطعة من مقاطعات "الخليفة" العربي الرجعي. إن القوات التي رفعت الأعلام السوداء للدولة الإسلامية (داعش) في أفغانستان هي جيوش هذا الخليفة العربي الرجعي، وبالتالي فهي في الواقع قوات الاحتلال لدولة أجنبية رجعية، حتى لو كانت بعض قواتها في الأصل من داخل البلد. لقد ولدت هذه القوى ككل وترعرعت في صفوف المقاومة الرجعية الحالية في أفغانستان. والأهم من ذلك، أنّ مؤسسي وقادة هذه الخلافة الرجعية (داعش) وقادتها الأصليين نشأوا في حضن المقاومة الرجعية السابقة ضد الإمبرياليين الاشتراكيين السوفييت ونظامهم العميل. على الرغم من أن "الخليفة العربي" يعلن صراحة أن زعيم إمارة طالبان الإسلامية خادم أمي لتنظيم القاعدة، ويصف الإمارة نفسها بـ "دواء منتهي الصلاحية" فإن قادة طالبان الرجعيين يبعثون رسائلهم إلى داعش عن "الأخوة الإسلامية"، ويطلبون منهم بذلٍّ وخضوعٍ ألاّ يصبحوا سببًا للاحتكاك ضمن "المقاومة الإسلامية لأفغانستان". ألم يفهموا أن داعش لا تقبل أفغانستان كبلد وترى أنها مقاطعة من مقاطعات الخليفة العربي ؟ إذا افترضنا أن المقاومة ضد الغزاة والمحتلين الإمبرياليين الاشتراكين وعملائهم تؤدي إلى غزو واحتلال الإمبرياليين الأمريكيين وحلفائهم، ثم المقاومة ضد المحتلين الحاليين وعملائهم في منتصف الرحلة تمهد الطريق للغزو واحتلال الخلافة العربية الرجعية، وأن هذا هو مصير أفغانستان، فعندئذ يجب أن نكون قلقين للغاية. مع انتشار تأثير داعش في أفغانستان من جهة، والموت الغامض لزعيم طالبان السابق (الملا محمد عمر أخوند) من جهة أخرى، أصبح وضع البلاد أكثر تعقيدًا. مع توسّع نفوذ داعش في أفغانستان، أصبح جميع الجهاديين الأجانب في المنطقة الآن جنودا محتملين لداعش ويجب اعتبارهم قوات غزو تنشط لفائدة تلك القوة الأجنبية، لذلك فإنهم هدف الشعوب الثورية والمقاومة الوطنية. الملا محمد عمر أخوند، الذي كان العامل الموحد لحركة طالبان الممزقة (التي انقسمت على أسس عرقية وقبلية وإقليمية وسياسية) مات، وفي غيابه، من الصعب للغاية الحفاظ على وحدة مثل هذا الجيش، إن لم يكن مستحيلا. علاوة على ذلك، فإن وفاته الغامضة في باكستان (بقيت سرية لمدة عامين ضمن دائرة عدد قليل من الأفراد)، وطريقة تعيين خليفته، عوامل قوية في خلق انشقاقات داخل طالبان. بالتأكيد، بذلت جهود هائلة لتعزيز قيادة الملا اختر منصور من قبل أنصاره داخل حركة طالبان وكذلك من قبل "الأصدقاء" الأجانب، ولا شكّ في أن الجزء الأكبر من حركة طالبان سيبقى تحت القيادة الجديدة. ومع ذلك، لم تقبل بعض أقسام طالبان القيادة الجديدة، وبالكاد تستطيع هذه القوى الوقوف على أقدامها. من المحتمل جدًا أنه تحت ضغط القيادة الجديدة لطالبان، سيضطرون في نهاية المطاف إلى الاقتراب من النظام العميل أو الانضمام إلى داعش. لذلك، يجب اعتبار هذه القوات إما مستسلمة للنظام أو جزءً من الجيش الغزوي الداعشي. علاوة على ذلك، فإن وفاة الملا محمد عمر أخوند واندلاع الانشقاقات داخل طالبان بشأن تعيين خلف له أدّى إلى تعاون وثيق بين قيادتها الجديدة و"أصدقائهم" الباكستانيين. في الواقع، ولتعزيز موقفه، عقد أختار منصور اجتماعات عامة في جميع أنحاء باكستان. وقد أدى هذا الوضع تمامًا إلى التعرف على رتبهم وملفهم والإعلان عنها، وبالتالي سيزيد بشكل كبير من سيطرة "أصدقائهم" الباكستانيين عليهم، بحيث لا يمكنهم الادعاء "أنهم لا يحصلون إلا جزئيًا على دعم الأصدقاء الباكستانيين". يمكن القول بالتأكيد أن قبول باكستان راعي السلام في أفغانستان من قبل الإمبرياليين الأمريكيين والنظام العميل قد زاد بشكل كبير من سيطرة باكستان على طالبان. توضّح كل هذه القضايا حقيقة أن نطاق عدوان قوى الاحتلال الأجنبية على أفغانستان قد ازداد: في وقت لم ينته فيه عدوان واحتلال الإمبرياليين الأمريكيين وحلفائهم، ظهرت قوات احتلال عدوانية رجعية أخرى، داعش، في جيوب معينة من البلاد وتسيطر على حياة الناس. في الوقت نفسه، ازدادت تدخلات الدولة الباكستانية، التي تتم باستمرار بتوغلات عسكرية عبر الحدود، وكذلك تدخلات إيران. لذلك، تضاعفت مسؤوليتنا الثورية من حيث النضال ضد العدو الرئيسي، لكنها زادت أيضًا فيما يتعلق بالأعداء غير الرئيسيين أيضًا، وعلينا زيادة جهودنا تجاههم جميعًا. على الرغم من التزام أوباما اللفظي بسحب جميع القوات القتالية الأمريكية (باستثناء الـ 1000 التي ستبقى لحماية السفارة الأمريكية في كابول) بحلول نهاية عام 2016، إلاّ أنّ تنفيذها العملي لم يتحقق بعد. توضح الحروب الأخيرة في أجزاء عديدة من البلاد أن النظام العميل لا يمكنه الحفاظ على هيمنته دون وجود قوى احتلال أجنبية. حتى لو تحققت ادعاءات أوباما وفقًا للاتفاقية الأمنية بين الدولة الأمريكية والنظام العميل، فإن المسار القانوني لعودة الأول إلى أفغانستان متاح، وبسبب الاتفاقية الأمنية بين الناتو والنظام العميل، فإن المسار القانوني لـعودة قوات الاحتلال التابعة للناتو متاحة أيضا. في الواقع، إن استمرار وجود النظام الدمية المنكوب بالأزمات والفاسد يقوم على أمل الدعم المستقبلي من أسياده الإمبرياليين المحتلين بدلاً من دستوره الخاص. ومع ذلك، فإن نتائج أطول حرب للإمبريالية الأمريكية (الحرب في أفغانستان) تشير بوضوح إلى أن المحتلين الأمريكيين وحلفائهم وعملائهم غير قادرين على فرض خضوع أفغانستان الكامل من خلال الحرب. لذلك، على الرغم من إطالة أمد وجودهم - دعمهم للنظام العميل على الرغم من الوسائل العسكرية وغير العسكرية - من أجل تعزيز سلطتهم، يحاول الإمبرياليون باستمرار جلب المتمردين الإسلاميين الرجعيين إلى طاولة المفاوضات عن طريق وعدهم بحصة في النظام. ومن ثمّ، فإنّ الدولة الإمبريالية الأمريكية، بالتوازي مع الدولة الهندية التوسعية، تمارس ضغوطًا على باكستان لتقليص المجال الذي يمكن لطالبان المناورة فيه، مما يضطرهم في نهاية المطاف إلى التفاوض مع النظام العميل. إنّ منع المساعدات الاقتصادية لباكستان من أجل تأكيد الضغط السياسي - الذي قد يزداد حدة في المستقبل القريب - تقوم به الولايات المتحدة للغرض المذكور أعلاه فضلا عن أن التوترات بين الهند وباكستان فيما يتعلق بالسيطرة على كشمير، هي حرب جزئية يتم دفعها إلى الأمام من أجل مفاوضات السلام في أفغانستان بين قوتين ذريتين رجعيتين توسعيتين. يشارك الحكام التحريفيون والتوسعيون في الصين بطريقتهم الخاصة في هذه اللعبة. إن خطة الصين لاستثمار 50 مليار دولار في باكستان ليست علامة على نزعاتها السياسية والاقتصادية التوسعية فحسب، بل هي أيضًا أسلوب استرضائي لإقناع باكستان بعدم السماح باستخدام أراضيها كقاعدة لتدريب وتنظيم المقاتلين الإسلاميين اليوغور. الهدف هنا هو منع وجود ملاذ آمن للمتمردين الإسلاميين المعارضين للنظام العميل وقوى الاحتلال في أفغانستان. إذا استمرت سياسة العصا والجزرة الثلاثية الأمريكية والهندية والصينية تجاه باكستان، بل واشتدت حتى أصبحت لا تطاق بالنسبة إليها، فمن المحتمل جدًا إن عاجلاً أو آجلاً أن طالبان تحت قيادة الملا أختر منصور، ستكون مضطرة إلى استئناف المفاوضات مع النظام العميل تحت إشراف باكستان والولايات المتحدة والصين و في هذه الحالة، فإن المواجهة العسكرية المكثفة والواسعة النطاق في الموسم الحالي من الحرب - والتي يمكننا بالتأكيد القول أنها غير مواتية لجميع المعنيين - سيتم استخدامها كورقة تفاوضية لتسجيل التنازلات السياسية. في الواقع، المقاومة الرجعية لطالبان ليست، في جوهرها، مقاومة شاملة لا هوادة فيها ضد الإمبريالية. حتى في حالة الانتصار العسكري - الذي أثبتت الآن أنه لا يمكنها تحقيقه - لا تستطيع طالبان تحرير البلاد من مدار النظام الإمبريالي العالمي الرجعي. علاوة على ذلك، حتى إذا استؤنفت المفاوضات وتم المضي فيها قدمًا، سيجري تحديد حصة الجميع في النهاية بناءً على وزنهم السياسي والاقتصادي، وبالتالي ستستمر معاناة شعبنا في ظل نظام الاستغلال والاضطهاد القديم وستفتقر البلاد الى الاستقلال. إن عملية دفع هذه المفاوضات إلى الأمام لن تكون سلسة وسهلة. وسيجبر شعبنا على تقديم تضحيات هائلة ومواجهة صعوبات خطيرة. لقد طالبنا بالاحتفال بالذكرى الخمسين للشيوعية (الماركسية اللينينية الماوية) والحركة الديمقراطية الجديدة في أفغانستان للإعلان بصوت عالٍ عن الوجود الخمسين الطويل لهذه الحركة في ساحة النضال السياسي الثوري في أفغانستان من أجل إعلان حقيقة أن: الذكرى الخمسين لتأسيس الحركة الماوية هي مناسبة تدعونا جميعًا إلى النظر في خمسة عقود من صعود وهبوط النضال الثوري وإعادة تأكيد التزامنا بالمضي قدمًا بقوة بمسؤولياتنا الوطنية والديمقراطية والثورية. أعلن الحزب الشيوعي (الماوي) الأفغاني مرارًا وتكرارًا أن أكبر عيب وضعف في الحركة الشيوعية والديمقراطية الحالية في أفغانستان هو وجودها السياسي فقط وافتقارها الى التمثيل في ساحة الكفاح المسلّح ضد المحتلين والنظام العميل. والواقع أن هذا القيد هو الذي يقلل من تأثير نضالنا السياسي والأيديولوجي ضد أعدائنا الرئيسيين وغير الرئيسيين. في الظروف التي يكون فيها الجانب الرئيسي من النضالات في البلاد هو الكفاح المسلّح، فإن الأصوات السياسية وغير العسكرية فقط في بيئة مليئة برعد القنابل والمدافع والبنادق نادرا ما تسمع. وبالتالي من أجل إجراء هذه الجهود بشكل صحيح ومبدئي وفعال وفي الوقت المناسب، يتعين على الحزب الشيوعي (الماوي) الأفغاني أن يحشد ويوسع باستمرار جميع أعضائه ومؤيديه والجماهير تحت قيادته. علاوة على ذلك، يحتاج الحزب الشيوعي (الماوي) الأفغاني والقوى الماوية الأخرى والأفراد في الوضع الحالي إلى تأسيس وحدة أقوى في ما بينهم، من ناحية، والمضي قدما بالنقاشات لحل الخلافات النظرية، من ناحية أخرى، حتى يتوسع تعاونهم العملي في ما بينهم، والانتقال أيديولوجياً وعملياً نحو التعاون والتنسيق والوحدة. إلى الأمام على الطريق نحو الشروع والمضي قدماً في حرب المقاومة الوطنية للشعب الثوري ضد المحتلين الإمبرياليين، ونظام الدمى، واحتلال داعش الرجعي ! إلى الأمام على طريق النضال ضد الرجعيين الآخرين المتحالفين مع القوى الإمبريالية والرجعية ! الحزب الشيوعي (الماوي) في أفغانستان، 4 أكتوبر 2015 ---------------------------------------------------------------------------
عملية "السلام": استسلام طالبان للإمبرياليين الأمريكيين المحتلّين والنظام العميل تُسمّى المفاوضات بين الأمريكيين وطالبان "مفاوضات السلام" من قبل الأمريكيين، بينما تطلق عليها حركة طالبان "مفاوضات لانسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان"، لكن محتوى المفاوضات لا يتحدد من خلال ملصقها وإنّما من خلال طابعها الجوهري، الذي يحدد الشكل أيضًا. وفي هذا الصّدد سيتم النظر في الموضوعات التالية: 1. الطّابع الجوهري للمفاوضات. 2. المحتوى الجوهري للمفاوضات. 3. المفاوضات كظاهرة. 4. شكل المفاوضات. يتم تحديد الطّابع الجوهري للمفاوضات من خلال الطّابع الجوهري للطرفين المتفاوضين والتناقض بين الطرفين هو التناقض الأساسي للمفاوضات. لذلك، يجب تحديد الطّابع الجوهري لقوات الاحتلال والنظام العميل وطالبان على أساس أي تناقض يجب تحليله. إن الطّابع الجوهري للقوى الإمبريالية المحتلة هو كونها إمبريالية بكل صفاتها، والطّابع الجوهري للنظام العميل هو جوهر كونه استعماري / شبه إقطاعي، والجوهر الداخلي لحركة طالبان هو جوهرها شبه الإقطاعي وشبه الاستعماري. لذا فإن التناقض الذي ينبع من الطّابع الجوهري لحركة طالبان تجاه المحتلين الإمبرياليين والنظام العميل هو التناقض بين الوضع الاستعماري الحالي والمطالبة بالاستقلال، والذي تكون حصيلته معيبة وتستند فقط إلى حلّ جزئي للتناقض الرئيسي الحالي وهو غير قادر على توجيه المجتمع نحو الحل النهائي للتناقض الأساسي. وبعبارة أخرى، فإن التناقض الأساسي بين طالبان والمحتلين الإمبرياليين لا يتوافق مع التناقض الأساسي للمجتمع، وبالتالي، فإن التناقض الأساسي بينهما ليس تناقضًا أساسيًا في المجتمع ولكنه تناقض غير أساسي. وبنفس الطريقة، فإن المقاومة المسلحة لطالبان ليست حلاً لهذا التناقض: طرد القوات المحتلة من خلال المقاومة المسلحة لطالبان هو مقاومة مسلحة معيبة، جزئية، وغير متناسقة ويجب أخيراً التوصل إلى نتيجة من خلال حل وسط بين الطرفين. لذلك، فإن محتوى التسوية والتواطؤ بين المحتلين الإمبرياليين وطالبان في المفاوضات الجارية ينبع بشكل أساسي من طابعهما الجوهري وجوهر التناقض بينهما، وليس من المفاوضات بينهما باعتبارها ظاهرة وشكلا. لن تُحدث المفاوضات مهما كانت صفتها ومهما كان الشّكل الذي تتّخذه، أي فرق جوهري في الطّابع التواطئي لهذه المفاوضات التي تقوم على التواطؤ والتّآمر. علاوة على ذلك، فإن التناقض بين النواة الرجعية الاستعمارية / شبه الإقطاعية للنظام العميل والنواة الرجعية شبه الاستعمارية / شبه الإقطاعية لحركة طالبان هو التناقض بين الوضع الاستعماري الحالي وسعي طالبان إلى الاستقلال شبه الاستعماري، بما أنّ التناقض بين الوضعين ليس تناقضًا جوهريًا وأساسيّا. إنّ الوضع الاستعماري والوضع شبه الاستعماري هما حالتان مختلفتان للسيطرة الإمبريالية التي لها اختلاف جوهري مع التناقض بين الاستقلال الحقيقي عن الإمبريالية والوضع الاستعماري، وهو تناقض أساسي. ونتيجة لذلك، وبنفس الطريقة فإنّ الحرب بين النظام العميل وطالبان لا تستند إلى التناقض الأساسي للمجتمع، لذلك، فإن بدء المفاوضات بين المحتلين الإمبرياليين الأمريكيين وطالبان هو بداية عملية التواطؤ والتّآمر بينهما، وبالتالي، سيعقب ذلك عاجلاً أم آجلاً التواطؤ والتّآمر بين طالبان والنظام العميل. في الواقع، هنا أيضًا، لا يوجد تناقض أساسي بين النظام العميل وطالبان. لذلك، يمكن حل التناقض غير الأساسي على كلا المستويين على أساس التواطؤ والتوافق بين الجانبين، ويمكن ان تنتهي الحرب القائمة بينهما ويقام سلام رجعي وإمبريالي بينهما. ومع ذلك، فإن هذا السلام لن يقوم على مصالح شعوب البلاد، بل سيكون في الأساس عاملاً لاستمرار الحروب الإمبريالية والرجعية المستقبلية. وبناءً على الفهم المادي والجدلي، يمكن القول أن عملية التواطؤ والتّآمر بين الأمريكيين وطالبان ستؤدي أخيراً إلى استمرار وجود استعماري مخفف ووجود استخباراتي قوي في البلاد – ولهذا الغرض استمرار وجود قواعد عسكرية واستخباراتية إمبريالية - بالإضافة إلى التبعية العسكرية والسياسية والاقتصادية القوية للبلاد. من ناحية أخرى، فإن عملية التواطؤ بين النظام العميل (جمهورية أفغانستان الإسلامية) وحركة طالبان (الإمارة الإسلامية في أفغانستان) هي أيضًا عملية اندماج "الجمهورية" مع "الإمارة"، إلى شيء مشابه للجمهورية الثيوقراطية في إيران، مع دور أكثر وضوحا سياسيا للملالي. اعتمادًا على كيفية تنفيذ هذه العملية، يمكن بالفعل تقييم التناقض الرئيسي والتناقضات الثانوية الأخرى في نهاية هذه العملية. ولكن هناك أيضًا احتمال ضعيف بأن العملية برمتها قد لا تتمّ، وتنتهي المفاوضات - في هذه الحالة، فإنّ الوضع قد يطول أكثر. وتجدر الإشارة أيضًا إلى وجود وجهات نظر متباينة فيما يتعلق بالحرب في أفغانستان بين المستويات العسكرية والدبلوماسية العليا للإمبرياليين الأمريكيين. فلدى السياسيين اعتبارات انتخابية، وهناك أيضًا هاجس التخفيض في التكاليف المالية للحرب، والجيش ينظر إليها من زاوية الحساب العسكري للخسارة والنصر - خاصة أنهم لا يريدون تكرار الخطأ المفترض للانسحاب المبكر من العراق. ومع ذلك، يجب أن يوضع في الاعتبار أن الأمريكيين ليسوا على استعداد، بشكل مباشر أو غير مباشر، لتسليم كل السلطة إلى طالبان. لذلك، ستضطر طالبان عاجلاً أم آجلاً إلى الاستسلام بالكامل للمحتلين الأمريكيين والقبول بحصّتهم الثانوية في النظام العميل، لأن المسار الذي اختاره طالبان لا رجوع عنه، ولا يمكنهم العودة إلى وضعهم السابق. وهكذا، فإن العلاقات بين المحتلين الإمبرياليين الأمريكيين وحركة طالبان تنتقل من المواجهة العسكرية إلى التواطؤ السياسي ومن الممكن أن ينتهي شرط الانتقال هذا بتوقيع اتفاقية بينهما. يمكن أن يؤدي هذا الوضع إلى حالة انتقال من المواجهة العسكرية بين طالبان والنظام العميل إلى حالة المواجهة -التواطؤ. ومع ذلك، لا يمكن التنبؤ في الوقت الحالي إلى متى سيستمر هذا الوضع الانتقالي وما هي طبيعة الصعوبات التي قد تواجهها. ومن ثم، في تحليلنا لتعقيدات الوضع المتغير، يجب علينا أن نعتبر طالبان قوة مقاومة مسلحة رجعيّة سقطت على طريق الاستسلام للمحتلين الإمبرياليين والنظام العميل، الذي حصل بالفعل على تنازلات وسيتلقاها، ولا تعتبر قوة مقاومة رجعية ملتزمة. إن حرب طالبان الحالية تهدف فقط إلى زيادة مكاسبها على طريق الاستسلام مع المحتلين واعوانهم، وليست حرب مقاومة رجعية ملتزمة ضدهم. شعلة جاويد، الافتتاحية، عدد 21، سبتمبر 2019 ------------------------------------------------------------------------
الحزب الشيوعي الإيراني (الماركسي اللينيني الماوي) سقط في الطريق الضالّة لـ "ما بعد الماركسية اللينينية الماوية" مقدّمـــة وثيقة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الإيراني (الماركسي اللينيني الماوي) {نشير إليه لاحقا بـ الحشإ (ملم)} التي تم نشرها تحت عنوان "دعوة لجميع الشيوعيين الإيرانيين: طريقان إلى الشيوعية"، هي نسخة إيرانية من ما بعد الماركسية اللينينية الماوية للبيان الجديد ودستور الحزب الشيوعي الثوري الأمريكي {نختصره لاحقا بـ(ح ش ث – الو الم الأ) } ويحمل كلّ ميزة أساسية من هذا الخط نفسه. ومع ذلك، وفي نقاط معينة، تتحدث هذه الوثيقة بشكل أكثر صراحة ووضوحًا من الدستور الجديد للح الش الث-الو الم الأ، وأحيانًا تتحدث بطريقة أكثر اختلاطا من ذلك الدستور. الوثيقة الإيرانية هي بالأساس موضوع عالمي، وبالتالي يجب تقديمها للمناقشة على مستوى الحركة الشيوعية العالميّة بدلاً من توجيه الدعوة إلى جميع الشيوعيين الإيرانيين. لسنوات عديدة كان حشإ (ملم) أحد الأعضاء المهمين في الحركة الأممية الثورية وقد لعب ممثلوه دورًا رئيسيّا إلى جانب ممثلين عن بعض الأحزاب الأخرى في اللجنة القيادية لهذه الحركة. وبالتالي كان من الضروري أن يقوم حشإ (ملم) بجلب مناقشته في وثيقته الجديدة أولاً مع الأطراف المتّصلة بالحركة الأممية الثوريّة، بما في ذلك حزبنا (الحزب الشيوعي الأفغاني - الماوي) كوثيقة داخلية بدلاً من توجيه الدعوة إلى كلّ الشيوعيين الإيرانيين -إنّه عمل غير مسبوق. يعرض نص الوثيقة من يعني بهم حشإ (ملم) كل "الشيوعيين الإيرانيين". إنهم بقايا مختلفة من مجموعات حرب العصابات الفدائية، والمجموعات العمالية الشيوعية، وأنواع مختلفة من الجماعات الموالية لروسيا والصين، والجماعات الخوجيّة مثل كوماله ورانجباران وتوفان وغيرهم ممّن أعلنوا عن أنفسهم الشيوعيين الإيرانيين. أوّلا: بالنظر إلى أن اللجنة المركزية للحشإ (ملم) تدعو جميع الشيوعيين في إيران فيما يتعلق بموضوع عالمي، فإن المجموعة تدعو جميع الشيوعيين في العالم إلى نشر بيان الحزب الشيوعي الثوري-ومأ على صعيد عالميّ. لا يمكن لمثل هذا النهج أن يكون له أي معنى باستثناء تفصيل هذا البيان دون قيد أو شرط دون أي تعديل أو ملاحظات تضاف إليه. ثانياً: إن هذا التفكيك الإيديولوجي والسياسي والتنظيمي الإيراني الموجه نحو الحركة الأممية الثورية وكل أعضائها، بما في ذلك حزبنا، هو خطوة تنازليّة لتدمير الجسم الإيديولوجي والسياسي والتنظيمي لهذه الحركة بالكامل. ولهذا السبب فإنّ الوثيقة تعتبر الحشإ (ملم) المنتمي إلى الحركة الأممية الثورية وإلى الحركة الماركسة اللينينية الماوية عامة باعتبارها عاملا تاريخيا، قائلة: "تاريخيًا ... كان هذا الحزب ينتمي إلى الحركة الماركسية اللينينية الماوية، في الواقع، إلى الحركة الأممية الثوريّة..." ثالثاً: على الرغم من كل الادعاءات الأممية للوثيقة، فإن تركيزها ليس على تعزيز الحركة الشيوعية العالميّة أو الحركة الشيوعية الإقليميّة. بل إنها تتطلع إلى أن تصبح حامل راية الشيوعية الإيرانية في ما يسمّى "الموجة الثانية من الثورة البروليتارية". هذا هو سبب دعوتها تلك الجماعات قائلة: "هذه فرصة تاريخية للشيوعيين في إيران ليصبحوا حاملي راية الموجة الثانية من الثورة البروليتارية من خلال الاعتماد على الظروف الموضوعية المناسبة". تبدو النزعة القومية الإيرانية الضيقة واضحة في هذه الوثيقة. وهذا هو أحد الأسباب الذي جعلها تتجاهل تمامًا، مثل بعض الأعضاء الآخرين في الحركة الأممية الثورية، الحزب الشيوعي الأفغاني (الماوي)، بل تجعل قوس قزح من الشيوعيين الإيرانيين المزيّفين من الصين وروسيا و أنور خوجا حتى "العمال الشيوعيين" لتتحدّث إليهم. هذا الاختزال الإيراني له جانب آخر أيضًا. لسوء الحظ، كانت القوى الرئيسية للحركة الشيوعية الإيرانية في الماضي ولا تزال هي الفدائيون التودهيون (المؤيدون للسوفييت)، (في الأصل كانوا غيفاريين، ولكن لاحقا أصبحوا إصلاحيين مؤيدين للسوفييت) وخطوط أخرى بدلاً من الماويين. على عكس ما يمكن رؤيته في أفغانستان أو في تركيا أو في الهند، فإن الخط الماوي في إيران ليس الخط الرئيسي في الطيف الملوّن للشيوعية في إيران. ونظرًا لحدوده الخاصّة التاريخية والاجتماعية وضعفه، يتم تجاهله باستمرار من قبل مجموعات الفدائيين المختلفة ومؤخرًا من قبل العمّال الشيوعيين. والوثيقة الأخيرة للجنة المركزية للحشإ (ملم) هي شكل من أشكال التنازل تجاه هذا الطيف الضيّق. وقد بدأ هذا التنازل منذ الجلسة الثالثة للجنة المركزية لهذا الحزب في عام 2006 والذي تم تقديمه في وثيقة بعنوان "إعادة بناء الحركة الشيوعية" وأصبح الآن أكثر تأصيلا نظريّا. وكنّا قد قلنا لهم خلال مناقشة داخلية في إطار الحركة أنّ الإطار المعروض في تلك الوثيقة سيؤدي بالنضال الأيديولوجي ضد الشيوعيين المزيّفين في إيران إلى طريق مسدودة. إن تنازل الحشإ (ملم) في هذه الوثيقة تجاه الشيوعيين الإيرانيين المزيّفين سوف يضلّل كلّ ما يسمى بالحركة الشيوعية في إيران أكثر من ذي قبل وسيتسبب بوضوح في تدمير قصير أو متوسط المدى، أو أكثر من ذلك مزيد من الفقر والضعف لدى الماويين الإيرانيين. يمكن مناقشة المسائل الواردة في "دعوة لجميع الشيوعيين الإيرانيين: طريقان للشيوعية" من زوايا مختلفة. ولكن في المقالة الحالية، سنقصر مناقشتنا على مسألتين تحتويان في رأينا على الخطّ ما بعد الماركسي اللينيني الماوي الموجود في هذه الوثيقة. إحداهما هي النفي العام لنظرية وإطار الماركسية واللينينية والماوية، والأخرى هي الاعتراف المطلق بالدّور الذي تلعبه النظرية. بالإضافة إلى ذلك، وفي قسم بعنوان ما يجب القيام به، نقدّم الإطار العام لمسودّة مشروع ردّ الحزب الشيوعي الأفغاني (الماوي) على المسائل النظرية والعملية للحركة الشيوعية العالمية والحركة الأمميّة الثوريّة على وجه الخصوص. النفي التّام للنظرية الماركسية اللينينية الماوية وإطــارها أنتجت الجلسة الكاملة الرابعة للحزب الشيوعي الأفغاني (الماوي) وثيقة نُشرت تحت عنوان "موقفنا فيما يتعلق بالبيان الجديد والدستور الجديد للحزب الشيوعي الثوري بالولايات المتحدة الأمريكية". لقد أشرنا إلى أنه بسبب إطاره الاستراتيجي، فإنه خط ما بعد الماركسي اللينيني الماوي. وفي سياق ترك إطار الماركسية واللينينية والماوية، فإنه يقدم إطارًا جديدًا للتفكير الإيديولوجي والسياسي من خلال "الخلاصة الجديدة" لبوب أفاكيان. تعبّر اللجنة المركزية للحشإ (ملم) عن هذا الخروج الاستراتيجي من إطار الماركسية اللينينية الماوية بشكل أكثر صراحة من ح ش ث – الو الم الأ. لنستعرض نصّ هذا المستند: "وصلت الموجة الأولى من الثورة البروليتارية إلى نهايتها الموضوعية. الموجة التي انطلقت بنشر البيان الشيوعي من قبل ماركس وإنجلز وتطورت من خلال نقاط قطيعة مهمة مثل كومونة باريس وثورة أكتوبر والثورة الصينية وخاصة الثورة الثقافية في الصين، وأخيرًا انتهت بخسارة الصين الاشتراكية". "ومن هنا جاءت الأزمة الحالية نتيجة الهزيمة الكبرى التي منيت بها الحركة الشيوعية بفقدان سلطة الدولة البروليتارية في الاتحاد السوفياتي أوّلا ثم لاحقا في الصين بعد وفاة ماو عام 1976. وتفاقمت أزمة الحركة الشيوعية بعد سقوط الكتلة الشرقية ومواصلة البرجوازيّة لاحقا لهجومها المناهض للشيوعية على المستوى العالمي. هذه الأزمة في حد ذاتها هي علامة أكيدة على نهاية حقبة وبداية عهد آخر ". "...ترجع الدّورة الأولى من الحركة إلى الإطار النظري الذي قدّمه ماركس والذي طوّره لينين وماو. ويحتاج العهد الجديد إلى إطار جديد قائم على تلخيص نقدي للفترة المنقضية. وهذا العصر الجديد الذي نواجهه ليس تكرارًا للجولة السابقة، وبالتالي لا يمكن أن يستند إلى أسس الماضي". لماذا نعتبر الإطار الاستراتيجي للبيان الجديد ودستور ح ش ث – الو الم الأ هو ما بعد الماركسية اللينينية الماوية ؟ هذا لأننا نعتقد أن هذا الخط يفترض خلاصة بوب أفاكيان باعتبارها منطلقا نظريًا جديدًا لإطار وأصل وأساس الماركسية اللينينية الماوية وتحاول تصميم إطار جديد وأصل وأساس لنظرية غير النظرية الماركسية اللينينية الماوية. وبعبارة أخرى، لا تسعى هذه الاستراتيجيا الجديدة إلى الاعتماد على الإطار النظري الذي قدمه ماركس وتم تطويره من قبل لينين وماو. إنّها لا تبحث عن مزيد من التطوير بل يقوم أفاكيان بنفي هذا الإطار بأكمله ويريد بناء إطار جديد. هذه الاستراتيجيا صريحة وواضحة في بيان اللجنة المركزية للحشإ (ملم). دعونا نلقي نظرة عليه مرة أخرى لنراه بوضوح: "يرجع تطور الجولة الأولى للحركة إلى الإطار الذي قدّمه ماركس ثم الذي قام لينين وماو بتطويره. ويحتاج العهد الجديد إلى إطار جديد قائم على نقد الفترة الماضية. فالمواجهة في العهد الجديد الذي نحن فيه ليست تكرارًا للجولة السابقة وبالتالي لا يمكن أن تستند إلى الأسس السابقة ". جدول الأعمال هنا هو القضاء التام على الإطار النظري للماركسية اللينينية الماوية واستبداله بإطار تم بناؤه حديثًا. بعبارات أخرى، لا يهدف فقط إلى القضاء على الماوية والثورة الصينية والثورة الثقافية الصينية بالإضافة إلى القضاء على اللينينية والثورة السوفيتية، ولكن أيضًا مهاجمة الماركسية، وهو أمر لم يتجرّأ حتى منصور حكمت والعمال الشيوعيين تجرأوا على تنفيذه. دعونا ننتقل إلى هذا مرة أخرى: أوّلاً، وقبل كل شيء، إن فكرة احتساب الفترات الزمنية لماركس ولينين وماو كموجة ثورية واحدة (الموجة البروليتارية الأولى) هي تصور غير صحيح وغير مبدئي. كانت الرأسمالية والصراع الطبقي في هذا النظام هما السبب الموضوعي لتكوين الماركسيّة. في زمن ماركس، كانت الرأسمالية تتمثل في المنافسة التجارية الحرة. ثمّ تطوّرت الرأسمالية إلى مستوى الإمبريالية والصراع الطبقي الناتج عنها، وهو ما جعل الأسس الماركسيّة تتحوّل إلى الماركسية اللينينيّة. ثمّ إنّ توسع الثورة البروليتارية إلى البلدان المضطهَدة من قبل الإمبريالية، وأكثر من ذلك، هزائم الثورة السوفياتية والمعركة ضد عودة الرأسمالية في الصين الثورية، قد هيّأت الأرضيّة لمزيد من التطور للماركسية اللينينية إلى الماركسية اللينينية الماوية. حتى الآن كانت هناك ثلاث مراحل من التطور في الشيوعية العلمية: 1- الماركسية، 2- الماركسية اللينينية، 3- الماركسية اللينينية الماوية. وتمثّلت النقاط الرئيسية الأربعة للثورة البروليتارية في عهد ماركس ولينين وماو في: كومونة باريس (1871)، ثورة أكتوبر (1917)، الثورة الصينية (1949) والثورة الثقافية الصينية (منتصف الستينيات). لقد مرت 46 عامًا بين الكومونة وثورة أكتوبر، و32 عاما بين ثورة أكتوبر والثورة الصينيّة، وما يقرب من عقد ونصف بين الثورة الصينية والثورة الثقافية في الصين، لذلك لا يوجد أساس موضوعي للاعتقاد بأن عهد ماركس وعهد لينين وعهد ماو مثّلت موجة ثورية واحدة (الموجة الأولى للثورة البروليتاريّة). وثانياً، لم تبدأ موجة الثورات البروليتارية في نفس وقت ماركس عندما تم نشر البيان الشيوعي، ولم تنتهِ لا بشكل موضوعي ولا على مستوى نظري أو على المستوى الذاتي. على الرغم من التغييرات الكبرى التي حدثت، لا يزال النظام الاجتماعي –الاقتصادي الذي مثّل الإطار النظري الذي أسسه ماركس وطوّره لينين وماو، أي النظام الرأسمالي -لا يزال أساسه سليما. وبغضّ النظر عن التغييرات التي مرت بها، كطبقة بالأساس، تحتاج الطبقة العاملة لتصبح طبقة لذاتها. لا تزال الرأسمالية الإمبريالية موجودة، وما زلنا نواجه النظام ما بعد الرأسمالي، أو ما يمكن أن يطلق عليه ما بعد الإمبريالية، وهو مرحلة داخل النظام الرأسمالي. وعلى الرغم من أن موجات الثورة البروليتارية منذ عهد ماركس إلى هزيمة الثورة في الصين قد تضاءلت، إلا أنها لم تنته تمامًا. ففي السبعينيات، استمرت الحركة الشعبية المسلحة لناكسالباري في الهند، والصراعات المسلحة للشيوعيين في الفلبين وتركيا، وفي أوائل الثمانينيات حرب الشعب في بيرو وفي التسعينيات حرب الشعب في نيبال. على الرغم من عيوبها، تمكّنت كل واحدة من خلق سلطة سياسية ثورية بروليتارية في مناطق واسعة من بلدها على مستويات مختلفة من التنمية. كل من هذه النضالات تحت قيادة الماركسية اللينينية الماوية أثرت بشكل ملحوظ على حياة وأفكار الجماهير الشعبيّة، وكذلك على ثوار العالم وأعدائهم، وإن كانت التصورات المستغربة (نسبة إلى الغرب) تقلّل من أهميتها مقارنة مع كومونة باريس. تتوسع حرب الشعب في الهند على الرغم من التقلبات في نظريتها وممارستها. وفي الفلبين أيضا، لا يزال الكفاح المسلح للشيوعيين مستمرّا. ليكن! في الوقت الذي لا يكون فيه من المحتمل التوسع والتقدّم السريع والواسع النطاق للنضال الثوري في جميع أنحاء العالم، فإنّ وجود هذه النضالات وبقاءها هما ضروريّان للغاية. بدلاً من دعم هذه النضالات والدّعاية لها، فإن هذه الوثيقة تقوضها. هذا التقويض هو في الأساس محاولة غير مباشرة للقضاء على هذه النضالات المقاومة، وبدلاً من ذلك تريد من الجميع أن يجلسوا ويشاهدوا التلفيق المذهل لهذا الإطار النظري الجديد. هذا في حد ذاته محور مدمّر للغاية وشل سلمي للشيوعيين في جميع البلدان، وخاصة الشيوعيين في إيران والبلدان المجاورة لها، بما في ذلك الشيوعيين الأفغان، ويجب محاربته بقوة حتى النهاية. إذا ركّزنا على الأوقات بين النقاط الثورية الحيوية في التاريخ، يمكننا الحصول على هذه الصّورة: بين كومونة باريس وثورة أكتوبر، مرّت 46 سنة، ولكن بين هزيمة الثورة الصينية في عام 1976 وبداية حرب الشعب في بيرو مرّت أربع سنوات فقط، على الرغم من عدم وجود فجوة بين بداية حرب الشعب في بيرو والفلبين والقفزة الهائلة في ناكسالباري في الهند التي لا تزال تتقدم. في عام 1996 عندما بدأت حرب الشعب في نيبال، كانت حرب الشعب في بيرو لا تزال مستمرة على مستوى طويل على الرغم من تراجعها الخطير. مرّت أربع سنوات فقط على الهزيمة النهائية - أو المرحلة النهائية التقريبية للنصر في نيبال؛ وخلال نفس الفترة الزمنية توسعت حرب الشعب في الهند. الآن، أين ترون النهاية الكاملة لموجة الثورة البروليتارية ؟ الحزب الشيوعي الثوري الأمريكي، والآن من بعده الحزب الشيوعي الإيراني (الماركسي اللينيني الماوي)، يؤدّيان واجبا غير صريح للحركة الشيوعية الحقيقية (الماركسية اللينينية الماوية) من أجل -في أذهانهم- فرض ما يسمى بمسودات جديدة تحت تسميات مثل الخلاصة الجديدة أو الإطار النظري الجديد. لكن أولئك الذين يريدون سد بئر مياه الشرب بالحجارة والطين هم الذين سيموتون أولاً من العطش. سيتبين هذا قريبا. ولا يمكن لأفاكيان وضع علامات موحلة على قبور ماركس ولينين وماو من أجل تحصيل سمعة لنفسه تحت عنوان ماركس الموجة الجديدة للشيوعية الثورية. بطبيعة الحال، فإن الإطار النظري للماركسية اللينينية الماوية بحاجة إلى استكشاف وتطوير أكثر فأكثر. لكن علينا تحديد ما نريده من هذا الإطار النظري. هذا الإطار النظري ليس تجميعا لعدد من الأعمال والملخّصات النظرية لممارسة ماركس ولينين وماوتسي تونغ، ولا يمكن أن يكون شيئا من هذا القبيل. بالإضافة إلى ذلك، علينا أن نكون مدركين أن الماركسية واللينينية والماوية هي كلّ عضوي وأنّ كلّ مستوى من تطوره لا يمكن أن يعبّر فقط إلاّ عن معناه العام ومحتواه الحقيقي. بعبارة أخرى، إن ماركسية زمن ماركس ليست نفس الشيء مثل ماركسية عصر لينين، وهناك فرق نوعي بين الاثنين. في خطوتها الأولى وبشكل عام، تمثّل اللينينية استمرارا للماركسية، ولكن ليس بشكل أساسي. على سبيل المثال، كان ظهور نظرية الإمبريالية من قبل لينين وسيلة لمكاسب علمية إضافيّة ولثورة أيديولوجية بروليتارية فيما يتعلق بمزيد تطور الرأسمالية في مرحلة الإمبريالية. وأيضًا، وبسبب حدوث نمو غير متكافئ للإمبريالية الرّأسماليّة وبسبب ظهور نقاط ضعيفة في العالم الإمبريالي، فإن نظرية وجود ثورات متزامنة في العديد من الدول الرأسمالية المتقدمة لا تتناسب مع الإطار النظري الماركسي اللينيني. وبنفس الطريقة يمكننا أن نرى اختلافًا نوعيًا بين الماركسية اللينينية في العصر بدون الماوية مع الماركسية اللينينية الماوية. في الماركسية اللينينية، كانت قوانين نفي النفي وتطوّر الكمي إلى النوعي قوانين جدلية المادية الديالكتيكية. وقد حكم ماوتسي تونغ أن قانون نفي النفي غير مقبول، وكشف أيضًا أن قانون التغيير الكمي إلى النوعي هو سمة من سمات قوانين الديالكتيك وليس قانونا منفصلا. وهكذا استنتج أن التناقض هو القانون الأساسي للمادية الديالكتيكية. هذا هو السبب في أن المادية الجدلية للماركسية واللينينية والماوية ليس لديها ثلاثة قوانين أساسية وليس هناك اتجاه ثلاثي الأقطاب فيها. في الواقع، للمادية الجدليّة قانون أساسي واحد فقط. فيما يتعلق بتطور هذا الإطار، المرتبط بماوتسي تونغ، وبناءً على ملخّص الحزب الشيوعي الصيني خلال الثورة الثقافية في المؤتمر التاسع للحزب سنة 1969، فقد تمّ اتّخاذ اسم الماركسية اللينينية فكر ماوتسي تونغ. فيما يتعلق بمساهمات ماو في علم وأيديولوجيا الثورة البروليتارية، احتوى المؤتمر التاسع أيضًا على جزء من اللينبياويّة (عصر تدهور الإمبريالية) الذي تم التخلّي عنه لاحقًا خلال المؤتمر العاشر للحزب. بدأ جمع مساهمات ماو تسي تونغ في علم وأيديولوجيا الثورة البروليتارية تحت عنوان الماوية في عمل الحزب الشيوعي في البيرو عام 1980، والذي تم تبنيه في السنوات الموالية من قبل أحزاب ومنظمات أخرى. وقد استغرق هذا المسار ما يقرب من أربعة عشر عامًا حتى صادقت عليه الحركة الأممية الثورية في نهاية سنة 1993. وقد أثبتت المقارنة العامّة بين فكر ماوتسي تونغ والماوية، المرتكزة على القرارات التي تم جمعها في المؤتمر التاسع للحزب الشيوعي الصيني والتجمع الكبير للحركة الأممية الثورية سنة 1993 بعنوان "تحيا الماركسية اللينينية الماوية"، عن اختلافات نوعية بينهما والتقدم الكبير للأخيرة (الماويّة) على حساب الأولى (فكر ماوتسي تونغ). لقد عبّرنا (أعضاء الحركة الأممية الثورية) عن هدفنا بشكل عام في القرار الذي أطلق عليه عنوان "تحيا الماركسية اللينينية الماوية." أمّا نقد اللجنة المركزية للحشإ (ملم) فيما يتعلق بالإطار النظري للماركسية اللينينية الماوية هو خروج عن الإطار النظري لهذا القرار. عندما نأخذ في الاعتبار بشكل ملموس "الماوية"، فإنها لا تحتوي على عصر زوال الإمبريالية، لمّا تولّت اللينبياوية المسؤولية قبل وفاة الزعيم، أو المواجهة شبه الشوفينية التي قام بها هانز بشأن مسألة تقرير مصير القوميات الصينية في التي اتخذها الحزب الشيوعي الصيني والدولة في زمن ماو تسي تونغ. بما أنّ الأطراف المقصودة من وثيقة اللجنة المركزية للحشإ (ملم) هم الشيوعيون والذين يطلق عليهم الشيوعيون الإيرانيون متعددو الألوان وليس الأعضاء والأحزاب المرتبطة بالحركة الأممية الثورية وشركائها داخل النظرية في إطار قرار تحيا الماركسية اللينينية الماوية، فإنّه يتنزّل في إطار ما يسمّى "الماوية الحقيقية". هذا النوع من النهج، سواء كان عن قصد أو كانت له أجندة خفية، يحاول تشويه الماوية ويعطي أيضًا درعًا للمعادين لها. تقول وثيقة الحشإ (ملم) في جزء آخر منها: "إن النقائص والأخطاء الحقيقية في نظريات ومنهجيات القادة الشيوعيين من ماركس إلى ماو لم تكن سبب فشل المحاولات الأولى للثورات الشيوعية في مواجهة القوة البرجوازية واسعة الانتشار على المستوى العالمي، لكن هذه الأخطاء تصرّفت كعوامل مساعدة". يبدو أنّ الحشإ (ملم) في هذه القطعة قد سقط في هوّة. لمَ لا تتم صياغة النص أعلاه كما يلي؟ "إنّ النّقائص والأخطاء الحقيقية في نظريات ومنهجيات القادة الشيوعيين من ماركس إلى ماو لم تكن السبب [الأساسي] لفشل المحاولات الأولى للثورات الشيوعية في مواجهة القوة البرجوازية واسعة الانتشار على المستوى العالمي، لكنها تصرفت كعامل مساعد [وبالتالي يتم اعتبارهم أحد العناصر غير الأساسية لهذه الهزائم] ". لقد بدأت الموجات المستمرّة للشيوعية الثورية من زمن ماركس واستمرت خلال زمن لينين وماو، وبعد ذلك تواصلت على المستوى النظري، مما يعني أن الإطار النظري للماركسية-اللينينية-الماوية منتج بشكل أساسي ويجب أن يبقى في متناول اليد بقوة. ولكنّه يبقى في نفس الوقت في حاجة إلى مزيد من التطوير. ثالثاً، الأزمة، كأي ظاهرة أخرى، نسبية ومشروطة. بالتّأكيد، ودون أدنى شكّ، وقعت الحركة الشيوعية العالميّة الآن في أزمة عميقة واسعة النطاق على عكس المرحلة التي كانت تسود فيها الاشتراكية في الاتحاد السوفياتي وجمهورية الصين الشعبية. وكان تشكيل الحركة الأممية الثورية وصراعها صعودا وهبوطا خلال السنوات الخمس والعشرين الماضية محاولة من قبل القوى الماركسية اللينينية الماوية في العالم للردّ على الأزمة التي مرّت بها الحركة الشيوعية العالمية بعد هزيمة الثورة الصينية. ثمّ دخلت هذه الحركة في حالة سيئة بعد ركود النضال في البيرو، لكن ذروة النضال في نيبال أعطتها موجة عالية أخرى. لسوء الحظ، وعلى العكس من ذلك، فإن ظهور ما بعد الماركسية اللينينية الماوية الأمريكية، ثمّ لعب الأدوار الإيرانية الآن قد وضعا نضال الحركة الأممية الثورية في حالة انهيار أعمق وأوسع من أي وقت مضى. إنّ النجاح في مكافحة الأزمة الحالية أمر مستحيل من دون خوض صراع مبدئي وصريح وتقدّمي ضدّ هذا الانحراف الذي يسيطر على الحركة الأممية الثورية حاليًا. ومع ذلك، فإنّ وجود الأزمة داخل الحركة الشيوعية العالمية يمثّل مشكلة واضحة ومحددة على عكس حقبة الصين الثورية. لكن هذه الأزمة لا يمكن - ولا يجب أن تُعدّ - على أنها نهاية محددة لموجة الثورات البروليتارية التي انطلقت في زمن ماركس ثم لينين وماو وتواصلت بعد ذلك. إنّ موجات الثورة موجودة، واعتبارها منتهية يجلب القول المأثور عن أولئك الذين يحزنون على موت المرء قبل وفاته. أساسا، إنّ الأزمة في أيّ ظاهرة لا تعني نهايتها. بدلا من ذلك، فهي تحمل إمكانية تدميرها. على سبيل المثال، لا يجب تحليل الأزمة المنتشرة داخل الإمبريالية الرّأسمالية العالمية من خلال منطق غير مؤكد. إذا أخذنا الوضع الحالي للحركة الأممية الثورية، يمكننا أن نرى أنها في أزمة عميقة على عكس حقبة الحرب الشعبية في البيرو والنيبال. ولكن لا يجب تفسير هذه الأزمة على أنها نهاية بلا رجعة لعمل هذه الحركة. ومع ذلك، هناك العديد من الجولات والوسائل لإعادة بناء هذه الحركة وتفعيلها مرّة أخرى، وبالطبع يجب أن تكون من خلال الاعتماد على جملة من المبادئ لمواجهة أوجه القصور والضعف والانحرافات. ويشعر حزبنا، إلى جانب الجماعات الأخرى الوفية لخط الحركة الأممية الثورية، بأنه ملزم بالنضال من أجل هذه القضية. إنّ راية ما بعد الماركسية اللينينية الماوية التي رفعها الحزب الشيوعي الثوري (للولايات المتحدة) الأمريكية واللجنة المركزية للحزب الشيوعي الإيراني (الماركسي اللينيني الماوي) هي الشكل الأعمق والأكثر انتشارًا للنشاط المنحرف الذي لم تظهره الحركة الأممية الثورية سابقا في أبعادها النظرية. وهذا السلوك الانحرافي هو أكثر خطورة بكثير من السلوك الذي حدث في النيبال أو في البيرو سابقا. هذا هو السبب الذي يجعلنا نعتقد أنّ النضال الحالي والأكثر حيوية، في إطار النضال ضد الانحرافات التي تحدث في صفوف المجموعات المرتبطة بـالحركة الأممية الثوريّة، هو الصّراع ضد هذا الذي يسمّى ما بعد الماركسية اللينينية الماوية. رابعاً، النقطة الرئيسية في حجتنا ضد خط الدستور الجديد وخط بيان الحزب الشيوعي الثوري الأمريكي، والآن الخط الذي تم طرحه في اللجنة المركزية للحشإ (ملم) هو وضعهم لإطار نظري جديد وهو خارج عن الإطار النظري للماركسية اللينينية الماوية والإنكار التام لأساسها النظري الذي يشار إليه الآن تحت عنوان "الأساس السّابق غير العملي". دعنا نأخذ مرة أخرى اقتباسًا من هذا المستند: "...ترجع الجولة الأولى من الحركة إلى الإطار الذي قدمه ماركس وقام بتطويره لينين وماو. واليوم، يحتاج العصر الجديد إلى إطار جديد قائم على تلخيص نقدي للماضي الذي تمّ إنجازه. هذا العصر الجديد الذي نواجهه ليس تكرارًا للجولة السابقة، ولا يمكن بالتالي المضي فيه قدمًا بناءً على الأسس السابقة". هنا من الواضح أن "الإطار النظري الجديد" الذي تتحدث عنه هذه الوثيقة ليس تطورًا داخل الإطار النظري للماركسية اللينينية، وللماوية مستوى تطوّر آخر على نفس نمط التطور الذي تقدّمت فيه هذه الإيديولوجيا، بل إنّه تحدٍّ مطلق وإنكار لذلك تحت عناوين مثل "القاعدة السابقة" و"الإطار النظري الجديد". وبناءً على هذا الادّعاء، انتهى وقت الماركسية واللينينية والماوية ولا يمكن استعمالها كقاعدة وكأساس في "العصر الجديد". وقد تم عرض هذه المسألة بطرق مختلفة في أجزاء مختلفة من هذه الوثيقة. دعونا نلقي نظرة على تصريح مقتطف من جزء آخر من الوثيقة: "استنادًا إلى تلخيص نقدي للجولة الأولى من الثورة الشيوعية، كل ما كان غير صحيح وغير علمي ولا يتطابق مع الواقع الموضوعي يجب التخلص منه؛ أمّا الإنجازات الصحيحة والمفاهيم الأساسية فيجب الحفاظ عليها، وكل هذا يجب أن يأخذ شكله في نفس الوقت ضمن الإطار الجديد منذ البداية". إن إنجازات وأسس الفهم الماركسي اللينيني الماوي ليست مجموعة من الطوب والطين تمّ جمعها من المباني القديمة المدمرة، والتي بعد الضغط عليها وصبها في كتلة جديدة تنتج لبنة جديدة تمامًا. إن الفهم الأساسي الصحيح للماركسية اللينينية الماوية هو الأساس الموثوق به والقاعدي للثورة الشيوعية، وبدون الاعتماد القوي على هذا الأساس والقاعدة، فإن تقدم مبدأ علم الثورة البروليتارية لن يكون ممكنًا. فلننظر الآن إلى جملة أخرى من هذا النص: "نحتاج إلى سلاح جديد للتفكير يشرح الحقائق الموضوعية للعالم المادي وطريقة تغييره بشكل أكثر شمولاً وعمقًا وصوابًا. لقد أعدت الممارسة العظيمة والثورية لبناء الاشتراكية في القرن العشرين مصدرا مرجعيًا غنيًا للقيام بذلك، وقد أصبح تلخيصها نقديّا ضرورة تاريخية". لقد تمّ هنا طرح الحاجة إلى سلاح جديد لإطار يختلف عن الماركسية اللينينية الماوية بشكل واضح وصريح، على عكس الحاجة إلى تطوير أسلحة التفكير الحالية. كما أن الممارسة الكبرى والثورية لبناء الاشتراكية في القرن العشرين تعتبر فقط "مصدرا مرجعيّا غنيّا" في مقابل جزء غير قابل للفصل من الأسلحة الشيوعية الحالية التي نحن في حاجة إليها الآن. هذه هي الطريقة بالضبط في "المصادر الثلاثة والأقسام الثلاثة للماركسية" حيث الفلسفة الألمانية والاقتصاد السياسي في إنجلترا والاشتراكية الفرنسية، وهي الأسلحة العقلية الحديثة الثلاثة، أي الأجزاء الثلاثة التي تشكّل الماركسية وهي الفلسفة والاقتصاد السياسي والاشتراكية العلمية. تقول الوثيقة في مكان آخر: "بدون الاعتماد على الخلاصة الجديدة - أي دون أن نضع أيدينا على الإطار النظري الجديد للنظرية الشيوعية - لا يمكن إيجاد حلول للمشاكل المتعلقة بالثورة في عالم اليوم وفي إيران". وهنا لا تجادل الوثيقة بأن الإطار النظري الحالي لحل مشاكل الثورة في العالم اليوم وبشكل ملموس في إيران ليس كاملا بما فيه الكفاية ويحتاج إلى مزيد من التطوير، ولكن بدلاً من ذلك تقول إنه عديم الفائدة تمامًا. حتى الآن، واجهنا التركيز الذّهني الاستراتيجي للوثيقة. وقد أدى هذا التّركيز الاستراتيجي للغاية في البيان والدستور الجديد للحزب الشيوعي الثوري الأمريكي إلى القضاء على الماركسية واللينينية والماوية من هذه الوثائق وغيرها من الأعمال الخاصة بذلك الحزب. وكانت الخطوة الأولى للحزب الشيوعي الإيراني (الماركسي اللينيني الماوي) فيما يتعلق بهذا التركيز هي القضاء على الصور الثلاثة (ماركس ولينين وماو) من الصفحة الأولى من جريدته الحقيقة (Haghighat). ثم استبعد الماركسية اللينينية الماوية من وثائقه الجديدة ونشر الترجمة الفارسية لـ "بيان الحزب الشيوعي الثوري الأمريكي" ومنشوراته على موقعه على الإنترنت والآن نشر الوثيقة التي تناقشها لجنته المركزية حاليا. وما زالت عبارة الماركسية اللينينية الماوية تُجرّ على طول العنوان كعنوان احتياطي، وهو عنوان فقد قيمته ومعناه. وعاجلاً أم آجلاً، سيتم التخلص من هذه العبارة الفارغة أيضًا، إذا ما لم يقف هذا الحزب مرة أخرى على خط الماركسية اللينينية الماوية. ولكن، وبنفس الطريقة التي خلطت بها الوثائق الرئيسية للحزب الشيوعي الثوري الأمريكي تركيزها الاستراتيجي الخاص على ما بعد الماركسية اللينينية الماوية مع أخذ درس يستند إلى المزيد من تطورات الماركسية اللينينية الماوية، فعلت وثيقة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الإيراني (الماركسي اللينيني الماوي). في ما يتعلّق بوثائق الح الش الث (الو الم الأ)، فقد قلنا بالفعل أنه يتم تقديم مثل هذا الدّرس من أجل تهدئة الإفراط الشديد للتركيز الاستراتيجي على ما بعد الماركسية اللينينية الماوية ضمن هذه الوثائق. وينطبق الأمر نفسه على بيان اللجنة المركزية للحشأ (ملم). دعونا ننتبه إلى الجمل التالية من هذه الوثيقة: "إذا لم يقم الشيوعيون بإعادة بناء فهمهم علميا على أساس تلخيص نقدي للتجارب الإيجابية والسلبية للبروليتاريين الثوريين السابقين وزيادة تطوير الإطار النظري للماركسية ووضعه موضع التطبيق، فلن يتمكنوا من قيادة الناس على نطاق واسع نحو فهم مشاكل العالم وتقديم حلول ثوريّة لها". "إنّ أوجه القصور والأخطاء الحقيقية في نظريات ومنهجيات القادة الشيوعيين من ماركس إلى ماو لم تكن سبب الفشل في المحاولات الأولى للثورات الشيوعية في مواجهة القوة البرجوازية الواسعة الانتشار على المستوى العالمي، لكنها قامت بدور العوامل المساعدة". "إن الإطار النظري الذي أسسه ماركس وقام لينين وماو بتطويره ليس كافيا لمعالجة أزمة الحركة الشيوعية الحالية وقيادة موجة أخرى من الثورة الاشتراكية لتغيير العالم." يمكن مقارنة معنى هذه الجملة بعبارات مثل "أسلحة تفكير جديدة" و"مؤسسات سابقة لا تعمل" وما إلى ذلك. "يغطي هذا الإطار النظري الجديد النظريات العلمية الماركسية المستمرة من زمن ماركس حتى ماو وينتهي معه". المشكلة ليست في استمرار الماضي والقطيعة معه، ولكن السؤال هو حول معرفة أيهما هو أمر حتمي. إذا أصبح الاستمرار هو العامل الرئيسي، فإن الإطار النظري الضروري يبقى الإطار النظري الذي أسسه ماركس وطوره لينين وماو وليس إطارًا نظريًا جديدًا. في أجزاء أخرى تقول الوثيقة: "لقد أعطتنا العناصر التجريبية لهذا التطور النظري من خلال تجربتي الثورتين الاشتراكيتين السوفياتية والصينية. بدون تشريح علمي لهذه التجربة ومن خلال تقدم النظريات الشيوعية في مختلف المستويات والجوانب مثل الفلسفة والصراع الطبقي والاقتصاد السياسي، لا يمكن التقدّم. التشريح العلمي يعني أولاً اكتشافنا لمَ كانت تلك التجارب متميزة عن ادعاءات البرجوازية العالمية. ثانياً، نحتاج إلى معرفة سبب هزيمتها. إلى أي درجة كانت الهزيمة مرتبطة بالحدود التاريخية لأول مرحلة للبروليتاريا في تغيير العالم، إلى أيّ مدى كانت مرتبطة بالبرجوازية ؟ قوة ومدى ارتباطها بأخطاء الشيوعيين وفهمهم الخاطئ فيما يتعلق بالمجتمع الاشتراكي والثورة العالمية". "إنّ عدم استخدام هذه العناصر يشبه الرغبة في إعادة اكتشاف العجلة. إنها في الواقع عجلة تم اختراعها بالفعل. لا يجب إخراجها من منعطف بدائي لا يمكن أن يستجيب للمشاكل المعاصرة المعقدة للتمكن من تنظيم حركات كبرى ضدّه". إنّ التّركيز الاستراتيجي لخط البيان الجديد للحزب الشيوعي الثوري للولايات المتحدة ودستوره ولخط اللجنة المركزية للحشإ (ملم) الآن واضح بشكل جليّ في "الخلاصة الجديدة" لهذا الخط. وهذه التوليفات الجديدة مثل فكر غونزالو، أو الطريق الجديد مثل طريق براشندا أو إضافة « ism » مثل الأفاكيانية لا تمثل مواصلة وتطويرا للماركسية اللينينية الماوية نحو الأفضل، بل هي تمثّل قبل كلّ شيء شيئا جديدا هو ما بعد الماركسية اللينينية الماوية. هذا هو بالضبط السبب الذي يجعلنا نعتبره خطًا يتجاوز الانحراف بكثير في تباين مع ما كشفه الخط الخاطئ للحزب الشيوعي في بيرو المسمى فكر غونزالو وأعمق بكثير مع ما سمّاه الحزب الشيوعي التحريفي في النيبال (الماوي) مسار براشاندا. تمرّ مختلف الظواهر الطبيعية والاجتماعية والعقلية، من حدوثها حتى تحوّلها إلى ظواهر أخرى، بمراحل مختلفة من التطور. ويمكن تقسيم هذه المراحل المختلفة من التحوّل والتطوّر بشكل عام إلى نوعين من المستويات الكمية والنوعية للتحوّل والتطور. إن عملية التحوّل الكمي إلى النوعي هي مثال على القانون الأساسي للتطور لكل ظاهرة، أي قانون التناقض. وتحتوي هذه العملية على الكم والنوع وأيضا الوحدة الكمية والنوعية للتناقضات. في المستوى الكمي للتحوّل، على الرغم من أن التحوّلات الكمية هي الجوانب الرئيسية للتحوّل في الظواهر، فإنّ هناك أيضًا تحوّل نوعي للأنواع أيضًا. وكذلك، في المستوى النوعي للتحوّل، بالرّغم من أنّ التحوّلات النوعية هي الجانب الرئيسي للظاهرة المتحوّلة إلى ظاهرة أخرى، فإنّ هناك أيضًا تحوّل كمّي للأنواع أيضًا. هذه هي الطريقة التي، بفضل مسار التحوّل الكمّي، تتراكم بها التحوّلات النوعية كما تتراكم أيضًا التحوّلات الكميّة في النهاية. وخلال المستوى النوعي للتحوّل، تحدث قفزة نوعية تغير التناقض الأساسي للظاهرة وتحوّلها إلى ظاهرة جديدة. إنّ الإطار النظري الذي أسسه ماركس ليس استثناءً فيما يتعلق بهذا القانون. ومنذ عهد ماركس وإنجلز، مرّ هذا السلاح العقلي بمستويين من التطور التدريجي هما اللينينية والماوية. ليس القصد من هذا التقليل من أهمية الصفات الجديدة لللينينية والماوية. لكن اهتمامنا هو توضيح أنه في الماركسية اللينينية، يمثّل استمرار الماركسية وعمومية الماركسية اللينينية جوهر التحوّل. إن القطيعة مع الماركسية الأصلية ليس هو العامل الرئيسي، لكن في الماركسية واللينينية والماوية، يمثّل استمرار الماركسية واللينينية في الماوية وعمومية الماركسية واللينينية والماوية جوهر التحوّل. واللينينية المنفصلة عن الماركسية ليست العامل الرئيسي. هذا هو السبب في وجود المستويات المختلفة للماركسيّة. لا يمكننا الحديث عن سلاح أيديولوجي جديد بدلاً عن الماركسية وعن اللينينية وعن الماوية إلاّ عندما يصل هذا السلاح الأيديولوجي إلى مستوى آخر من التحوّل النوعي والتطور بعد مروره بمراحله الخاصة من التحوّلات الكمية. لقد انتهت حياتها بعد بلوغ خلاصتها النهائية لتؤدي إلى سلاح أيديولوجي آخر. بهذه الطريقة فقط تجد "الخلاصة الجديدة" معناها ومضمونها الأساسييْن. إن اختيار عناوين مثل "الخلاصة الجديدة" و"السلاح الإيديولوجي الجديد" و"الإطار النظري الجديد" التي قدّمها الحزب الشيوعي الثوري (الو م أ) والحشإ (ملم) تعبر تمامًا عن هذا الموضوع الذي بلغت من خلاله الماركسية واللينينية والماوية مرحلتها العليا من التحوّل الكمي والنوعي ومن التطوّر، ومع خلاصتها النهائية، فإنها تنفتح في إطار جديد وسلاح أيديولوجي جديد. إن "الخلاصة الجديدة" لأفاكيان الذي يتم تقديمها على أنها نقطة البداية لهذا التطور المتغير والأساسي للفكر "لا يصل حتى إلى مستوى وجودة لجعله معروفًا باسم «ism» جديد في سيرورة تطور الماركسية اللينينية الماوية ليتم تقديمها على أنها الماركسية-اللينينية-الماوية-الأفاكيانية. لذا، يجب أن ننسى أنها تمثّل نقطة البداية للخلاصة العامّة النهائيّة للماركسية اللينينية الماوية وبداية أيديولوجيا جديدة وسلاح عقليّ جديد. من الناحية العملية، فإن هذه الخلاصة ليست تحديًا ولا تعكس الصراع لا على المستوى العالمي ولا في المجتمع الأمريكي بحد ذاته؛ هذا الخط الجماهيري السلبي غير المثير لا يمكن مقارنته على الإطلاق بإثارة فكر غونزالو ومسار براشاندا باث. لا ننوي هنا بالمرّة تشويه خلاصة هؤلاء كما لو أنها لا تحتوي على أي نوع من العناصر الإيجابية والديناميكية. فخلاصة أفاكيان تحتوي على عناصر إيجابية وديناميكية وعلى المستوى الخاص بها، توضح هذه العناصر نفسها مسار تطور إطار التفكير الشيوعي (الماركسي اللينيني الماوي) بكل أوجه قصوره وعيوبه. يجب فهم هذا المستوى من التطور بشكل صحيح، ومن خلال رسم حدود وقيود محدّدة له يمكن الحصول على تقييم علمي صحيح له. حول الدّور المطلق للنظرية لدينا صيغ شهيرة حول العلاقات بين النظرية والتطبيق: يقول المرء أن النظرية توجه الممارسة؛ ويقول الآخر أن الممارسة هي مصدر النظرية والدّليل على صحّتها. فقط مع وجود كل من هاتين الصيغتين يمكننا أن نصبح قادرين على تحديد أدوار النظرية والممارسة بشكل صحيح. هناك وجهة نظر مطلقة حول النظرية يمكن رؤيتها في وثيقة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الإيراني (الماركسي اللينيني الماوي). فلننتبه إلى الجمل التالية من وثيقتهم: "على عكس الفهم العام بأن النظرية يجب أن تتبع الخطوات التي اتخذتها الممارسة، يجب أن تتخذ النظرية خطوات قبل الممارسة وتصبح دليلها. هذه هي الوظيفة التي يريدها جميع الشيوعيين في العالم." "إن التقدم في الجولة الأولى كان بسبب الإطار النظري الذي وضعه ماركس أمامه، والذي تقدم أكثر على يدي لينين وماو. وتتطلّب الجولة الجديدة أيضًا إطارًا نظريًا جديدًا يستند إلى تلخيص نقدي لنتائج ونواقص نظريات وممارسات الجولة السابقة ". يتمثّل الفهم الصحيح في أن الممارسة هي المصدر قبل إنتاج النظرية، وفي أنه بعد إنشاء النظرية، تكون الممارسة مرة أخرى هي المعيار على صوابها أو خطئها. فقط بناءً على هذا الفهم، أ يوجد فهم صحيح لتلك النظرية للنظرية، أو للممارسة [لممارسة]، ينتهي إلى المثالية أو التجريبية. ضمن هذه الممارسة - النظرية - الممارسة، تتبع النظرية الممارسة والممارسة تتبع أيضًا النظرية. لا يوجد موضع أول أو أخير مطلق أو سطر واحد بينهما. ولكن عندما ننظر إلى دورة ممارسة - نظرية - ممارسة انطلاقا من القرار العام والنهائي لتلك الدورة الرئيسية، فإن المادية الجدلية الصحيحة تعتمد على أولوية الممارسة مقابل النظرية، لكن النظرية مهمة أيضًا بطريقتها الخاصة وهي تؤدي مهمة توجيه الممارسة. إذا كنا نعتقد أن النظرية يجب أن تتخذ دوما خطوات قبل الممارسة، فكيف يمكننا إذن تحديد مصدر النظرية بشكل ملموس وما الذي يمكن أن يصبح مقياسًا لخطئها أو صحتها؟ فعلا، الأمر هو أن تشكيل الإطار النظري الشيوعي - سواء كان ذلك على المستوى الماركسي أو الماركسي اللينيني أو المستوى الماركسي اللينيني الماوي حتى الآن وكذلك في المستقبل - هو مسار متواصل، إنّه يقفز من الممارسة إلى النظرية ومن النظرية إلى الممارسة وبعد اجتياز كل مسار حلزوني عملي يصبح أكثر تطوراً. من الواضح أن أعلى نقطة في تقدم الثورة الشيوعية زمن ماركس، كومونة باريس، لم تكن مدينة للإطار النظري الذي وضعه ماركس مسبقا. ففي الواقع، لم يكن للماركسيين دور واضح في تأسيس وقيادة كومونة باريس. بدلاً من ذلك، كان التقدم النظري لماركس، وعلى وجه الخصوص، نظرية ديكتاتورية البروليتاريا، مدينًا جدًا للممارسة الثورية خلال كومونة باريس، وقام ماركس، من خلال تلخيص هذه الممارسة، بتطوير ديكتاتورية البروليتاريا وببنائها وبهيكلتها داخل الماركسية. بنيت ثورة أكتوبر على النظرية اللينينية، لكن هذه الثورة نفسها لعبت دورًا حاسمًا في صعود الماركسية إلى الماركسية اللينينية. كذلك، كانت ثورة عام 1949 في الصين والثورة الثقافية الصينية في جانب منها مدينة للبنية النظرية الماوية، ومن ناحية أخرى لعبت دورها الحاسم في رفع الماركسية اللينينية إلى الماركسية اللينينية الماوية، وفي ضمان هذا التطور. إنّ الخمول النظري للعديد من القوى الشيوعية في العالم هي حقيقة لا يمكن إنكارها. ولكن أبعد من ذلك، هناك خمول في الممارسة، ونحن أنفسنا نعترف بوجود كل من هذين المرضين داخل حزبنا. إن إعطاء أولوية للخمول النظري ومعرفة أن هذا هو العامل الرئيسي الذي يسبب السلبية في الممارسة يمكن أن يكون صحيحًا في حالات لا تعد ولا تحصى، ولكن من الخطأ أيضًا الوقوع في هذا الحكم المطلق أيضًا، ففي كثير من الحالات ينمو الخمول في الممارسة العملية قبل الخمول. في حالات مثل الحزب الشيوعي الإيراني (الم الل الم)، نحن نواجه عملا نظريّا متفاخرا. هذه المفاخرة النظرية هي واحدة من المشاكل الرئيسية لهذا الحزب، مثل كونه منظمة صغيرة جدًا، ولديها نسيج فكري مكثف، ومقطوعة عن قاعدتها الطبقية الاجتماعية ولديها علاقات بعيدة مع نار الحركة في إيران التي تخفي شلل نضالها المزمن وتغذي نفوس قادتها الذي لا أساس له مما يزيد من عيوبها. لذلك يجب أن يقال أنه في حالة الحشإ (ملم)، يمثّل الخمول العملي المشكلة الرئيسية وليس الخمول النظري. وما المفاخرة في هذا الحزب إلاّ شكلا من أشكال الخمول النظري كأداة للتستر على هذا الخمول. ما الذي يجب عمله ؟ نحن نمتلك الإطار النظري العام للماركسية اللينينية الماوية والنضال من أجل ترسيخها على المستوى العالمي على عكس فكر ماوتسي تونغ، الذي بدأه الحزب الشيوعي في بيرو في عام 1980 وخلال العقد الأول من الأممية الثورية. حركة (من ندوة بداية 1984 لتاسيس الحركة الأممية الثورية إلى التجمع الكبير للحركة في أواخر 1993) استمرت إلى الأمام. كانت المصادقة على وثيقة القرار التي تسمى "تحيا الماركسية اللينينية الماوية" تقدمًا نظريًا واضحًا للحركة الأممية الثورية بأكملها والحركات الماوية في جميع أنحاء العالم. ويتجاهل الح الش الث (و م أ) ووثيقة اللجنة المركزية للحشإ (ملم) كليّا هذا التقدم. خلال هذه الأوقات وقبل وبعد ذلك أيضًا، حدثت أيضًا تطورات نظرية وعملية من أنواع أخرى في كل من الأطر العملية والنظرية للماركسية اللينينية الماوية من قبل القوى الرئيسية داخل الحركة التي تم تكييفها أيضًا من قبل القوى المرتبطة بالحركة على مقياس أو آخر وبواسطة الحركة في مجملها بشكل عام. إن بيان الح الش الث (و م أ) ووثيقة اللجنة المركزية للحشإ (ملم) يعلنان من جانب إنجازاتهما النظرية على أنها إنجازات مطلقة، ومن ناحية أخرى يحسبان الإنجازات العملية والنظرية للقوى الأخرى المرتبطة بالحركة الأممية الثورية في مستوى الصفر. من ناحية أخرى، ظهرت انحرافات نظرية وعملية كان لها آثار خطيرة على الحركة الأممية الثورية ككل، بل وأبعد من ذلك كله على الحركة الشيوعية العالمية والحركة الماوية العالمية. نحن نعتقد أن تلخيص هذه الخسائر والإنجازات يجب أن يعتبر عنصرًا رئيسيًا في الممارسة وكذلك في التقدّم النظري وتقدم حركتنا. أكثر من أي شيء آخر، من المتوقع أن تقوم حركتنا بهذا التلخيص، وإذا لم تقم الحركة بمثل هذا التلخيص، فلن تتمكن من إنتاج أي تجميع صحيح. هذا الملخص هو العنصر النظري الرئيسي في عملية إعادة البناء التدريجي للحركة الأممية الثورية بأكملها. لا يقدّر بيان الح الش الث (و م أ) ووثيقة اللجنة المركزية للحشإ (ملم) الدور الحيوي لهذا التلخيص وسيمرّان عليه بشكل عرضي وبجهل. بناءً على هذا التلخيص، يمكننا - ويجب علينا - مراجعة الثورة الصينية وماو تسي تونغ، وهذه المرة ليس من منظور إنشاء الماوية العالمية مع الاهتمام فقط بجوانبها الإيجابية - وهو المستوى الذي مررنا به بالفعل - ولكن من منظور نقدي للنظر في أخطائها وأوجه قصورها وربما أخطاء الثورة الصينية وماو تسي تونغ نفسه، وهذا عمل لم يتم القيام به من قبل على مستوى عالميّ. يمكن ويجب أن تحتوي هذه المراجعة الجديدة على مراجعة لمرحلة لينين وستالين بناءً على الطّريقة التي تمّت دراستها بها في زمن ماوتسي تونغ من قبله. يجب أن يشمل هذا أيضًا العودة إلى مراجعة وقت ماركس وإنجلز مرة أخرى بالطريقة التي فعلها لينين وماو تسي تونغ. يمكننا ويجب علينا العمل على هذه الملخّصات الضرورية في ظل الظروف القائمة في البلدان وعلى المستوى العالمي، مع الانتباه إلى المهام الرئيسية للنضال والاعتماد على الإطار النظري الحالي دون الادعاء بأنه كامل. يجب الجمع بين هذه الملخصات والمساعي العملية من قبل كل فرد مسؤول في الحركة وكذلك الحركة ككل. يتم تحديد مسؤوليات ومهام نضالاتنا الرئيسية في كل مجتمع ودولة وأيضًا على المستوى العالمي بأكمله من خلال الظروف الوطنية والعالمية الموضوعية، ولا تستند إلى ظروفنا الخاصة. إنّ الغياب عن هذا المجال من النضال تحت أي اسم أو مبرر لا يمكن أن يكون له أي مضمون ومعنى آخر غير التصرف بشكل مراوغ فيما يتعلق بحضورنا الإلزامي في ميدان الحرب. إن العلم والإيديولوجيا البروليتارية التي أسسها ماركس وطورها لينين وماو يمكن - ويجب - أن تستمرّ حتّى تحقيق تطوّرات جديدة. لكن هذا الطريق إلى التطوّر هو وسيلة للانتقال من النظرية إلى الممارسة ومن الممارسة إلى النظرية (باستمرار) ولا يمكن - ولا يجب - أن تمر بأسلوب الملاّ صدر، وهذا يعني الجلوس، لسنوات عديدة، داخل الكهف وبفضل هذا الإجراء تصل فجأة إلى الأهداف النظرية النهائية المزعومة. لا يمكننا - ولا يجب - ترتيب جدول زمني لتطور الماركسية اللينينية الماوية إلى مستوى أعلى قائم على النبوءة، أو اعتبار ذلك شرطًا لا مفر منه لأي شكل من أشكال التقدم داخل الحركة الشيوعية العالمية. ولكن يمكننا - ويجب علينا - أن نكافح ونعمل من أجل هذا التطور بالاعتماد على الخلاصات المذكورة أعلاه، وهضم التقدم العالمي والعلمي في العالم بالتوافق مع التغيرات والتطورات الموضوعية في العالم والبلدان المختلفة، لا نضيع وقتنا في الاتّكاء على الإطار والعقلية النظرية الواهمة لـ ما بعد الماركسة اللينينية الماوية. 2011 ----------------------------------------------------- الرّفيق أكرم يــاري ولد اكرم ياري سنة 1940 في جاغوري في ولاية غزني في أفغانستان. تلقى تعليمه المبكر في مسقط رأسه ثمّ انتقل إلى كابول حيث واصل تعليمه العالي. اشتغل مدرسًا بالتعليم الثانوي. في 6 أكتوبر 1965، أسّس مع مجموعة من المناضلين منظمة الشباب التقدّمي وأصدر مجلّة "شعلة جاويد" متسلّحا بالماركسيّة اللّينينيّة فكر ماوتسي تونغ، وقام بنشاط فعّال في صفوف الشّباب والطّلبة وجماهير الشّعب الكادحة ممّا جعله المطلوب الاوّل من قبل جميع الرّجعيّات في أفغانستان. ألّف عددا من النّصوص حول النّظرية والممارسة، لكنّ هذه النّصوص اختفت باستشهاده لأنّه طمرها تحت الأرض. في عام 1978، جاء حزب الشعب الديمقراطي الموالي للتحريفية السوفياتية إلى السلطة بواسطة انقلاب عسكري. شرعت الحكومة التحريفية في تنفيذ حملة قمع ضد كوادر ومناضلي منظمة الشباب التقدّمي، وتم خلالها اعتقال أكرم ياري في منزله في جاغوري، ثمّ نقله إلى كابول وقتله في ما بعد على يد حكومة حزب الشعب الديمقراطي التحريفية، وتبقى الظروف الدقيقة المحيطة بوفاته غير معروفة. ---------------------------------------------- للاطّلاع على الكرّاس في ملفّ PDF اُنقر على هذا الرّابط:https://drive.google.com/file/d/1_MUPQImAyso8BemQRbuq_WILSHDbOm4x/view?usp=sharing
#حزب_الكادحين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل الصين دولة اشتراكية أم دولة رأسمالية ؟
-
ما العمــل ؟ افتتاحيّة العدد 62 من جريدة طريق الثّـورة
-
عملية -السلام-: استسلام طالبان للإمبرياليين الأمريكيين المحت
...
-
بيان الحزب الشيوعي الماركسي اللينيني في تركيا (TKP / ML) ح
...
-
طريق الثّورة: أنباء المقاومة الشعبيّة في العالم
-
لباس الدّولة، مجرّد أوهام برجوازيّة، على الثّوريين أن ينبذوه
...
-
طريق الثورة: احتجاجات الكادحات في اليوم العالمي للمرأة 8
...
-
كرّاس نصف السّماء : نصوص حول المرأة الكادحة
-
في ذكرى انتصار الثورة الصينية: إنجازات الحزب الشّيوعي الص
...
-
افتتاحيّة العدد 61 من جريدة طريق الثّورة
-
جريدة طريق الثورة - العدد 60
-
تونس : ليس للرجعية ما تقدمه غير القمع وللشعب حق المقاومة .
-
تونس : كفاح مشروع وقمع مرفوض .
-
تونس: تحوير وزاري و غضب شعبيّ
-
بيان مشترك بمناسبة 14 جانفي
-
ما العمل ؟ افتتاحيّة العدد 60 من جريدة طريق الثّورة
-
طريق الثّورة: نصوص حول الانتفاضة التونسية
-
تونس/ العين السخونة: هذا التحارب سببه التكتيكات التّخريبيّ
...
-
بيان - أزمة الرجعبة في تونس
-
بيان أممي في الذّكرى المئويّة الثانية لميلاد فريدريك إنجلز:
...
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند
/ زهير الخويلدي
-
مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م
...
/ دلير زنكنة
-
عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب
...
/ اسحق قومي
-
الديمقراطية الغربية من الداخل
/ دلير زنكنة
-
يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال
...
/ رشيد غويلب
-
من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها
...
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار *
/ رشيد غويلب
المزيد.....
|