امريكا هي السبب في انهيارها

طاهر مسلم البكاء

الحوار المتمدن-العدد: 6873 - 2021 / 4 / 19 - 02:22
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

تبوء الأمريكان صدارة العالم ،منذ انزال العلم الأحمر من فوق مبنى الكرملين عام 1990 م ،وحملوا كل ماموجود من احقاد في هذا الكون للنيل من الآخرين والفتك بهم ، أولئك الذين يعتبرونهم في عداد الأعداء لهم وللصهاينة في فلسطين ،وبطشوا بدول صغيرة وبسيطة القدرة التسليحية ولم يواجهوا دولا ً من عدادهم ،غير ان شعوب هذه الدول بماتمتلكه من خزين حضاري وتاريخ ثقافي تمكنت من رد الصاع للأمريكان بمقاومة بطولية واجهوا فيها العنت الأمريكي والقسوة المرتدية أحدث اسلحة الفتك المبتكرة في هذا القرن ،وبمقاومة كان جل سلاحها الأيمان بحقوقهم المشروعة وبصدور عارية ،وتمكنوا من تكبيد الأمريكان خسائر ثقيلة في العدة والعدد .
ترقب سبق الأنقضاض :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وعلى الجانب الآخر كان كل من الروس والصين يراقبون الموقف بتوثب واستعداد ، وكان ثبات شعوب الدول التي واجهت الأمريكان قد اعطاهم الدافع والشجاعة لمواجهة الأمريكان ،فظهرت للعلن دعوات نبذ الدولار وضرورة التجارة بطرق أخرى يستبعد فيها الدولار ،كأستخدام عملات عالمية اخرى ، او المقايضة بالبضائع المتبادلة بين الدول ،كما كان خروج الروس من التقوقع الذي عاشوه بعد سقوط الأتحاد السوفيتي ،وحضورهم القوي في الساحة الدولية من خلال الأزمة السورية دور كبير ومؤثر في هياج الأمريكان واستشعارهم الخطر الجديد .
السبب في بدء الأنهيار الامريكي :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قد يكون لخطوات الروس والصين على الساحة الدولية أثرا ً واضحا ً في تهديد الأنفراد الأمريكي وهز زعامة الدولار للأقتصاد العالمي غير أن للتصرفات الأمريكية الدور الأهم والأخطر في تعجيل الأنهيار الأمريكي وتدهور الأقتصاد الأمريكي،فالحروب الغير متكافئة والغير عادلة التي شنتها الأدارات الأمريكية ، والحصارات التي فرضتها ومستمرة بفرضها على الشعوب المستضعفة ، وتحطيم الأرادات حتى للحلفاء وابتزازهم ماليا ً وسياسيا ً كانت كلها العوامل الأهم والأبرز التي زادت من نفور دول العالم لليانكي الأمريكي ، وعززت من تدهور سمعة الأمريكان في العالم ،وسارعت بأنهيار أمريكا .
تصرفات اضعفت الهيبة الأمريكية :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المقاومة التي ابدتها شعوب العالم التي استهدف دولها الأمريكان ،رغم ان هذه الدول ليس في عداد امريكا عسكريا ً ،مثل العراق وافغانستان وسوريا وليبيا واليمن وايران ،هذه المقاومة كان لها الدور البارز في تخلخل السيطرة الأمريكية على العالم ،واسقاط هيبة أمريكا ،والمفارقة انها كلها دول اسلامية !
مما اظهر الأمبراطورية الأمريكية ومن ورائها حلفها الأطلسي ،وهي تحاول ان تعيد امجاد الحروب والغزوات الصليبية في القرن العشرين !
1650 قرارًا بفرض العُقوبات على ايران لوحدها !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كيف يمكن ان تكون هناك هيبة دولية لأمريكا وهي تفرض قرارات الحصار و كسر الأرادات على دولة ايران الأسلامية بقسوة وبصورة جعلت من أمريكا هي المنفعلة وليس ايران ، فهل يعقل ان يصل عدد هذه الحصارات الى 1650 قرار حصار الهدف منها النيل من الشعب الأيراني وخنق ارادته وفرض الأذعان والأستسلام عليه ،غير ان الصمود الأسطوري لهذا الشعب الذي عرف كيف يعتمد على نفسه ، والذي خدمته الظروف بوجود قوى دولية كبرى تنشد الخلاص من الهيمنة الأمريكية ، هذا الصمود جعل كل هذه الحصارات ترتد بالسلب على الأمريكان فنرى رئيس اميركا الجديد جوبايدن اشبه بالمستجدي ارضاء ايران والحصول على اتفاق جديد معها !
الهروب الى مواجهة روسيا والصين تخبط فاضح :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأنسحاب المعلن من افغانستان ، والهروب من مواجهة ايران والصورة الغائمة لمستقبلهم في العراق ، تجعلهم يحيكون فبركة مواجهة مع الروس بأثارة المشكلة الأوكرانية ،غير انهم يرتكبون اخطاء كبرى تسرع بانهيار امبراطوريتهم واقتصادهم المنهار اصلا ً ،اذ ان الوقت الحالي هو الوقت المثالي الذي استعد له كلا ً من الروس والصين للمواجهة ان حدثت ،حيث ان امريكا عبارة عن جسد منهك وامبراطورية عليلة تنتظر الأجهاز عليها ، فهم في عز قوتهم وقت سقوط الأتحاد السوفيتي وتفكك دوله لم يجرئوا على مواجهة روسيا ،التي تمكن بوتين من مداوات جراحها واعادت هيبتها ،فكيف بهم الحال وهم يحملون على اكتافهم وزر هزائم منكرة ومدوية في كل المنازلات التي خاضوها في العراق وافغانستان وسوريا واليمن واخيرا ً مع ايران .

#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات