الى روح الملا عبود الكرخي ولسبايا قصيدة المجرشة ...
صمت الدّهر
حينَ أخذنا الصمت بالحزن ،
فسحة مدينتنا الخضراء هجرتها أسراب القطا!
فلا شكل السماء تغير ولا خارطة العراق
فطقوس ليلة الحنّاء في المشحوف
طوتها خواء المجرشة ،
وأنّات أُم المجرشة وهي تكظم راعيها
( ساعة وأكسر المجرشة والعن أبو راعييها )
والنائحات بالصّدور العاريات
وراية الحُسين خفاقة بشموع النذّر
بين القصب المقطوع وجفاف الهُور
تخفي دموع البكر
وأنات لوعة الثيّبات ...
أسئلة العدم
منذ عقود خلت
تفزع أمي من الحلم
ومن استلام البرقيات
ومن دقات الجرس
ورنين هاتف منتصف الليل
تفزع من الظلام
ومن سؤال المخبر
ومن قدوم سرايا الانضباط
وهي تسأل بالصمت
ومنذ الأزل عن جفاف جذور الأشجار
وعن نضوب نهر الخير والفرات
في الغرفة الباردة
تندب أكبادها المفجوعة
عينٌ على الماضي الجميل
وحسرةٌ على زمن المسّرات ...
زمن العدم
زمن الفاجعة
لا يتسع للمرح كما كان
الجانب الخاسر في رهان الحروب الطويلة
كان الحَطَب هو الإنسان
الجانب الميت في لحظة النزوح هو الإنسان
الجانب المقطوع
والجانب المفضي للنحر
من أجل بقاء النُصُبِ هو الإنسان
في ضباب نظرية كل شيء من اجل النُصًب
يأتي الفرد
وتتلاشى سراب الحرية
يسحق برمشِ العين بلا قلب هو الإنسان
يُباع ويُرهن في سوق التدجين
وينتحر في المنافي هو الإنسان ..
هو حلم الأمير في قلعته الحصينة من القًش
وليلة سطو رغيف العوام
وفي نفاق الإعلام
المتهم الأول
والبريء والمنسيّ
بآخر الركب هو الإنسان
وما أقبح الصمت على المذابح
في زمن أزمة الضمير وتلميع قباحة السلطان ...