أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي قاسم مهدي - نص/ تداعيات عازف














المزيد.....

نص/ تداعيات عازف


علي قاسم مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 6871 - 2021 / 4 / 17 - 17:36
المحور: الادب والفن
    


العازف
(1)
من يميت الحياة ؟
القدر، أم عبث الوجود المعاش؟
معادلة صعبة وحلولها الأصعب. فعندما تسيطر عليك قوى النفس المخادعة ويموت ضمير الآخرين ويلعب دور المتحكم بتضييق الخناق . الخاسر أنت وهذا باعتقادي هو الموت . وهو بلا شك موتا للحياة .
من أنت؟
عندما تكون هواجسك مُشْرَبة بالعاطفة ، ومتغذية بالخيال الجامح نحو حياة أفضل متحدية صخب الواقع ووحشيته، تجعلك تعيش بألم مستمر تدفع ثمنه من رصيد عمرك المتهالك ، تظلم الدنيا في عينيك ،متألما من الواقع وما يحتويه من خداع وتفاهة ، يتملكك احساس الغربة ،لأنك على نقاء وخلق ، ومهمتك أن تبقى أنت ،من اجل من ؟ من اجل أنت أولا ،لان ضميرك يدلك على معنى الخير . لهذا الصراع مستمر بين الضمير والواقع .
(2)
من أنا؟
أنا ذاك الذي جاء من رحم المعاناة، وشدد الواقع قبضته عليّه بأحكام. عرفت معنى لوجودي، متأتيا من إصراري على المواصلة. هكذا عشت وأبحرت بي الظروف بموجها المتلاطم، تغرقني تارة، وأنط مستنشقا هواء الرغبة بالوصول إلى شاطئها منتصرا، وتارة تعيدني لدورة أخرى ترسمها بدقة متناهية ،أبداها من جديد.. غلبتني الظروف في الكثير من ألمواقف وتنازلت لها، وليس لي غير صراخي المستمر - سحقا للضمير- الذي أوطأني لأضيع في تفاهة الواقع .

(3)
هروبي منه- أي الواقع - لأجد نفسي الواهمة بحياة أفضل حيث الأحلام. نعم الأحلام لا تأخذكم الدهشة، أحلامي بسيطة ببساطة أن ارتدي قميصا جديدا وتضحك بوجهي امرأة رسمتها في خيالي. امرأة تفهم همي وتعشق تعاستي وتنفق من وقتها ببراءة وجد ،بان تجد بي ما تحب . وأجد اُناس تفهم مشاعري وحبي للحياة النقية البعيدة عن صراعات المال والتحكم . لكنها أحلام وخيالات .من اين ينبثق هروبي وأين تكمن النهاية .تلعب هذه الاسئلة في وجداني بشكل دائم لتملاه بحالة عميقة من الاحساسات الوجودية والتأملات الهادفة نحو ادراك المعنى الشامل لحياتي، انا في مأزق لتحسسي تلك العلات المهيمنة على تفكيري . رباه هبني الانسجام مع نفسي لتتحمل الواقع . دع حراكها يشعرني بأنني كما الاخرين .انا الذي طالما ايقنت قول المجنون نيتشه ( الانسان حبل مشدود فوق هاوية )
(4)
من اي ارث بشري جئت ؟
وأي جينات صنعت هذه الجسد.
هل كان جدي الاول عازف لنغم الرب الوجودي هل كان صديق الالهة.
لتصنعني من شيء تدرك كنهه، ولماذا لم يخبر ابائي عنه ،هذا هو سري المجهول جعلني مفعما بالحب المرتبط بالتضحية دون انتظار مقابل
ان صدمة الانسان الاولى يراها صديقي فرويد، تتمثل في كونه وُلد .فبعد الامان الذي شمله داخل رحم امه ،ها هو يخرج الى العالم المحفوف بالمخاطر والصراعات وهو ما يخلق عنده حالة من الرغبة في العودة الى الوراء . لا يا صديق اريد العودة الى الوراء ليس للانزواء بل لأصنع ذاتي من جديد. وأمرغ بالتراب ترددي وخوفي واسحق بقدمي ذكريات الالم وأبدلها بهجة ..
(5)
يتراءى لي بأنني وصلت الى حل يريح اعصابي ويُسكن اضطرابي المستمر. ما اكتب يمكن تصديقه من الوهلة الأولى بدءًا من اول حرف وصولا الى الاخير . لهذا انا افرق ما بين قصص النصف الايسر من مخي (الواقعي ) والنصف الايمن الذي يحاول ابراز غاية ما من قصص اخو الايسر بمعنى هم يتحدان ضدي بجعلي اصدق اوهامي. لهذا لجئت الى حل في فك النزاع والتخلص من الوجع الذي يحدثه راسي وفصيه الغبيان ، بأخذ ترياق موت الضمير المتوفر في كل مكان من هذا العالم...



انتهت
بغداد الجمعة 16/4/2012
الثالث من رمضان المبارك



#علي_قاسم_مهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة / منعم
- قصة قصيرة / شجرة التوت
- قصة قصيرة / شجرة الايادي
- قصة قصيرة/ منزل واريكة
- قصة قصيرة / التون كوبري
- الرحيل قصة قصيرة
- اوراق قصة قصيرة
- قفاز
- نجدت كوتاني
- قرض الفئران وقرض الانسان
- قصة قصيرة
- قصيدة نبي الصمت
- ابدا ما راهنت عليك
- التعامل مع التراث ومتغيرات الواقع
- السينما والتعامل مع الحقيقة
- تيوس التطهير والخلاص
- هشيم مرايا
- سهر الليالي هل اعادة للسينما العربية عافيتها
- الواقع السياسي وحال العراق
- قصيدة خارج حدود المرايا


المزيد.....




- أصيلة تناقش دور الخبرة في التمييز بين الأصلي والمزيف في سوق ...
- محاولة اغتيال ترامب، مسرحية ام واقع؟ مواقع التواصل تحكم..
- الجليلة وأنّتها الشعرية!
- نزل اغنية البندورة الحمرا.. تردد قناة طيور الجنه الجديد 2024 ...
- الشاب المصفوع من -محمد رمضان- يعلق على اعتذار الفنان له (فيد ...
- رأي.. سامية عايش تكتب لـCNN: فيلم -نورة- مقاربة بين البداوة ...
- ماذا نريد.. الحضارة أم منتجاتها؟
- 77 دار نشر ونحو 600 ضيف في معرض مكتبة الإسكندرية للكتاب
- رحيل الممثلة الأمريكية شانين دوهيرتي بعد معركة مع مرض السرطا ...
- مبروك مقدما.. خطوات الاستعلام عن نتائج الثانوية العامة اليمن ...


المزيد.....

- الرفيق أبو خمرة والشيخ ابو نهدة / محمد الهلالي
- أسواق الحقيقة / محمد الهلالي
- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي قاسم مهدي - نص/ تداعيات عازف