عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)
الحوار المتمدن-العدد: 6871 - 2021 / 4 / 17 - 14:22
المحور:
الادب والفن
الثعلب الشجاع هو من أكل الدجاج
في غفلة من هذا الكلب الكسول الذي أصبح يشبه الخنزير من فرط سمنته.
هذا كل ما قالته السيدة العجوز عنما رأت بقايا ثروتها المأكولة
كان على الديك أن يقاتل...
بدل أن يجلس فوق الخشبة العالية ويصرخ كأنه فزاعة الحقل.
قال الديك كان على الكلب ألا ينام
وما كان للثعلب أن يمنحني فرصة أن أتغلب عليه، كان جائعا وغاضبا ومسلح بأنيابه الحادة ومخالب قدميه التي تقطع حتى الحجر
أما الكلب الكسول فقد كان يتابع الحوار عن كثب وهو يتثاءب بشكل ممل.... فيما ذيله المعقوف يهتز بشدة وهي علامة الخوف والقلق.
قالت العجوز اليوم لم يعد بإمكاني أن أجهز سلة البيض للزبون القادم وأنا بحاجة للنقود.
قال الكلب لنبيع الديك فلم يعد لديه عمل بعد أن أكل الثعلب دجاجاته.
نظرت العجوز لوجه الكلب وهي تود لو أنها تغير تضاريسه..
أصمت أيها الفاشل... لو كنت على قدر واجبك ما تجرأ الثعلب ليدخل قن الدجاج ويجتاحه..
هز الكلب ذيله وهو يشعر بالخزي أو لربما يخاف أن ينال عقوبة السيدة العجوز في وقت لاحق.
قال الديك... لو نبيع الكلب ونشتري بدله زوجين من الدجاج ونبدأ من جديد....
قالت العجوز ومن يشتري كلبا عاجز وبدين لا يستطيع الجري ولا يشبع من النوم...
قال الكلب.... ليت لي أن أفارق هذا القن وأتخلص من هراء الديك وصاحبته...
رمت العجوز سلة البيض الفارغة تبحث عن عصا لتؤدب الكلب الوقح...
نادى الديك على الكلب أغرب أيها الفاشل سوف تكسر لك عظما ربما لن تعود بعدها قادرا على الهرب...
هرب الكلب من المكان فيما أخفى الديك فرحته بغضب السيدة العجوز....
بينما الكل تفرق حضر الزبون يسأل عن طلبيته المعتادة.. وهو يغني.....
عادت السيدة العجوز له لتخبره أنها تعرض عليه شراء الكلب والديك بدلا من البيض فكلاهما يجنيان ربحا أوفر....
نظر الزبون بوجهها ويتساءل عن هذا العرض....
ولكني لا أملك سوى ثمن البيض سيدتي....
قالت لا بأس.... من الممكن أن تسدد المتبقي فيما بعد...
دخل الزبون القن وأمسك بالديك ووضعه في السلة... فيما كان الكلب يؤدي حركات تشبه الرقص فرحا... وضع الزبون الحبل في رقبته وهو يجري أمامه...
الديك لم يعد سعيدا بالنهاية الحزينة... والسيدة العجوز أصرت النقود في خرقة ودستها في جيب الثوب الواسع الذي ترتديه منذ مدة طويلة...
أنتهت حكاية القن والثعلب والكلب ببعض الدراهم... وأقفلت العجوز باب دارها تفكر في مشروع جديد... ربما تفكر بشراء عنزة أو ربما تفكر أيضا بالهجرة من هذا المكان..
#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)
Abbas_Ali_Al_Ali#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟