قلبي يشتكي الفراغ

عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)

الحوار المتمدن-العدد: 6867 - 2021 / 4 / 12 - 16:31
المحور: الادب والفن
    

قلبي المستكين
مل مني
لم يعد ذلك الجبار
المدجج بكل أحلام الطفولة
صار أشبه بالخربة
كعصفور مذعور
أنهكته الريح العنيدة
يبحث عن حبة قمح أخيرة
في حقل كان مزدانا بالنعيم
يعود مساء كل يوم
يسلي رفيقته العليلة
لصباح قادم
قد يكون جميلا أو جديد
أو ربما هو وداع أخير
حين يكتب القدر ألواحه
في غياب عين الرب
التي تنام مبكرة
فالعصافير تموت حتما
لو كسرت منها الجناح
أو تبلبل صوتها عن الفصيح
عن التغريد
فصارة قلبي
حجارة وحمل ثقيل....
قلبي الآن يبحث عن قلب له
يداوي به جراحات كثيرة
وجراحات أخرى
تنتظر دورها المرسوم
كرتل طويل ممتد لأخر الخط
يتزاحم على الوصول
ليمضي مستعجلا بوضع بصمة الخيبة
على جدران أكلها اليأس
منقوش عليها صورة
عمر ضاع
بألوان باهتة فقيره
ضاع قلبي المسكين هنا
يتوكأ على عصا منخورة
تعينه على البقاء
مثل شجرة غريبة زرعها مسافر غريب
لتكون شاهدا
أنه كان هنا في زمن مجهول مضى
لكنها بقيت تنتظر الغريب
لتحزن معه
أو ربما تؤنب ضميره
قلبي يشتكيني
أتعبته
أرهقته
حكمت عليه طويلا
أن يقر في سجن حريتي
في أسر جنوني بالحياة
قلبي يناديني مع كل دفقة دم تخرج منه
أو تأتي إليه
لم تركتني أعاني وحيدا في هذا الزحام المر
وأنت منشغل بغيري
وأنا منشغل بك طول الوقت
ولا تبالي
يقول قلبي مهددا
أنه سيطلب أمرا مزعجا
ولو كان ذاك أخر العهد
سيعمد أكيدا
ليطلب الهدوء المطلق
ويعلن العصيان
في معتزل الفناء
ليبكي رحلته الطويلة....

#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات