|
من سيكون الرئيس في إيران هذا العام؟
عبدالرحمن مهابادي
الحوار المتمدن-العدد: 6866 - 2021 / 4 / 11 - 13:33
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يتفق الجميع على أن مسرحية انتخابات هذا العام في إيران في ظل سلطة ولاية الفقيه ستجرى في ظروف مختلفة تمامًا عمَّا كانت عليه في الماضي. وترشدنا التطورات التي حدثت في السنوات الـ 4 الأخيرة، وخاصة انتفاضة نوفمبر 2019، فضلاً عن سلسلة التطورات المناهضة لنظام الملالي على الصعيدين الإقليمي والدولي إلى أن علي خامنئي لم يعد لديه القدرة على تحمل فصيله التوأم أيضًا، ولا يقبل مرشحًا من هذا الفصيل. والجدير بالذكر أن خوف علي خامنئي وقلقه من خطر اندلاع الانتفاضة الشعبية أجبره على تحذير الزمر والعناصر المنافسة داخل نظام الملالي من أن يكونوا رمزًا للتفكك والتفرقة والثنائية القطبية. وطالبهم بتجنب الانشقاقات الخاطئة واليمين واليسار وما شابه ذلك من ضروب التفكك. (قناة "شبكه خبر" المتلفزة، 21 مارس 2021). وكان خامنئي قد قال قبل 10 أشهر من هذا التاريخ، وتحديدًا في 18 مايو 2020، مشيرًا إلى هلاك الحرسي المجرم قاسم سليماني: " لا شك في أنني أؤمن بالحكومة الإسلامية الفتية، ... إلخ. فهذه الحكومة حكومةٌ قادرة على المضي قدمًا وحيوية ولديها استعداد على مواصلة العمل بجدية لسنوات عديدة دون كلل أو ملل، وهذا هو المطلوب. وظل البعض شبابًا في العطاء حتى عمر متقدم، من أمثال قاسم سليماني". ومن هذا المنطلق تختلف مسرحية انتخابات نظام الملالي العام الحالي عن الفترات السابقة من جميع النواحي، أي أن الشخص الذي سيفوز بمقعد رئاسة الجمهورية سيكون شخصًا من نوعية الحرسي المجرم الهالك قاسم سليماني. ويتضح الآن أن أول صفة لرئيس الجمهورية القادم بموجب خارطة الطريق التي رسمها على خامنئي للمسرحية الانتخابية هذا العام، هي أن يكون من الحكومة الإسلامية الفتية ومن نوع الحرسي الهالك قاسم سليماني. وبناءً عليه، يمكننا أن نستنتج أن الولي الفقيه الحاكم قرر أن تكون مسرحية انتخابات العام الحالي نقطة النهاية للتيار الإصلاحي داخل نظام الملالي. ومن هذا المنطلق يكون خامنئي قد اعترف حتى الآن بنصف الشعار الشعبي "يا إصلاحي ويا أصولي اللعبة انتهت". ولذلك، حريٌ بنا أن نهنئ الثوار الإيرانيين على تراجع خامنئي هذا. الاستنتاج الأول: إن تبني خامنئي لسياسة انكماش السلطة وتوحيد نظام الملالي يدل قبل كل شيء على أن النظام الحاكم أكثر ضعفًا وهشاشة. لذا، فإن الخطوة التالية التي سيتبناها الشعب الإيراني هي رفع شعار "اللعبة انتهت يا أصولي". وبناءً عليه، من الممكن رسم خارطة طريق الشعب في العام الجديد إلى حدود أبعد بكثير . والحقيقة هي أن عام الإطاحة بخامنئي مرهون بسواعد أبناء الوطن الفتية. والجدير بالذكر أن مسرحية انتخابات نظام الملالي تجرى هذا العام في ظل ظروف يمر فيها الإيرانيون بالمرحلة الأولى من انتفاضاتهم المنتصرة في المرحلة الثانية من رئاسة المعمم المحتال للجمهورية، حسن روحاني، ووضعوا فيها نهاية نظام الملالي نصب أعين زعماء هذا النظام الفاشي، من ناحية، واغتيال الرجل الثاني في هذا النظام القروسطي، أي الحرسي المجرم الهالك قاسم سليماني جزاء أعماله الشيطانية، والفائز الأول من هذا الاغتيال هو الشعب الإيراني، من ناحية أخرى. لذا، فإن سعادة الإيرانيين من هذه الخطوة تدل على ترحيبهم بمثل هذه الإجراءات انتقامًا من نظام الملالي. وبالتالي حريٌ بنا حقًا أن نهنئ الشعب الإيراني مرة أخرى. الاستنتاج الثاني: تعني انتفاضة الشعب الإيراني في العام الجديد للإطاحة بهذا النظام الفاشي أنه دخل في مرحلة جديدة ومصيرية وأرعب نظام الملالي من كل النواحي ووضع خامنئي في حالة دفاع بكل ما تحمل الكلمة من معنى لدرجة أنه اضطر إلى تبني سياسة الانكماش في الداخل. وعلى الرغم من أن الانتفاضات الشعبية التي اندلعت في الأشهر الأولى من الولاية الثانية للمعمم روحاني عام 2017، بدأت برفع شعارات تتعلق بالوضع المعيشي المتردي للمواطنين والمطالب الاقتصادية، بيد أنه نظرًا لأن السبب في هذه الانتفاضات هو معاناة الشعب مما ارتكبه الملالي من جرائم والقتل والنهب على مدى 4 عقود من جهة، والمقاومة الدموية ضد نظام الملالي الفاشي على مدى 42 عامًا، من جهة أخرى، سرعان ما أضفت على نفسها صبغة سياسية، وأسفرت في أقل من عامين عن الانتفاضة البطولية في نوفمبر 2019 ووضعت نظام الملالي في مواجهة كابوس موته. الاستنتاج الثالث: أصبحت الانتفاضات الشعبية ضد السلطة الديكتاتورية لولاية الفقيه أكثر نجاحًا ورسوخًا يومًا بعد يوم نتيجة لتمتعها بهيئة قيادية للانتفاضة، وأصبحت في علاقتها بالمقاومة الإيرانية أكثر عمقًا وتبشيرًا بالنصر، لدرجة أن قادة نظام الملالي عبَّروا مرارًا وتكرارًا خلال عام مضى عن رعبهم من هذه العلاقة التاريخية بين الانتفاضة والمقاومة، حيث أنهم يعلمون جيدًا أن هذه الانتفاضات واستمرارها، تربك كل الخطط والسيناريوهات الحمقاء التي وضعها نظام الملالي وعملائه الأجانب لفصل الانتفاضة عن المقاومة. وحوَّلت الانتفاضات الشعبية هذا العام إلى عام تحديد المصير النهائي. لذلك، يزداد وضع نظام الملالي هشاشةً كلما اقترب موعد مسرحية انتخابات هذا النظام الفاشي في 18 يونيو 2021، وليس أمام خامنئي أي خيار سوى الانكماش في السلطة. وهذا هو المسار الذي قاد علي خامنئي للاستيلاء على السلطتين القضائية والتشريعية، ويسعى الآن إلى الاستيلاء على السلطة التنفيذية أيضًا. وفي هذا الصدد، نرى أن المحاولة الأخيرة المتسرعة لقادة قوات حرس نظام الملالي لشغل مقعد رئاسة الجمهورية هو أحد الخيارات المطروحة على طاولة خامنئي في مسرحية انتخابات هذا النظام البربري. الكلمة الأخيرة على الرغم من أنه لم يُعلن رسميًا بعد عن قائمة المرشحين لهذه الدورة من مسرحية الانتخابات، بيد أن الأخبار المنشورة في هذا الصدد ليست سوى ترويج مضلل لجذب قوات نظام الملالي (وليس المواطنين المصممون على مقاطعة الانتخابات) إلى صناديق الاقتراع. ويدرك علي خامنئي وغيره من قادة نظام الملالي جيدًا أن المجتمع قد أصبح برميلاً من البارود من الممكن أن ينفجر في أي لحظة. غير أنهم غير مدركين أنهم لا يمكنهم المحافظة على نظامهم بالقمع، نظرًا لأن القمع في مواجة غضب الشعب لا نهاية له سوى انتصار الشعب، حيث أنه يقوي من عزيمة المواطنين على النهوض والإطاحة بالنظام الحاكم. @m_abdorrahman
#عبدالرحمن_مهابادي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لماذا يرفض الشعب الإيراني نظام الملالي؟
-
نظام الملالي يهدد بزعزعة استقرار المنطقة والعالم وأمنهما 2-2
-
نظام الملالي يهدد بزعزعة استقرار المنطقة والعالم وأمنهما
-
إيران .. بلد الإعدامات والسجون المروعة!
-
العتالون الأكراد الكادحون ليسوا وحيدين في مناهضة نظام الملال
...
-
المقاومة الإيرانية .. بداية مرحلة الهجوم والتقدم
-
مشروعية المقاومة الإيرانية وشرعيتها السياسية ومشهد الإطاحة ب
...
-
المقاومة الإيرانية مستعدة للإطاحة بالدكتاتورية الدينية
-
نظام الملالي يعقد اتفاقيات بيع الوطن لأطراف أجنبية! 2-2
-
نظام الملالي يعقد اتفاقيات بيع الوطن لأطراف أجنبية! 1-2
-
نظرة على مکانة انتفاضة الشعب الإیراني والمقاومة الإيرا
...
-
المقاومة الإيرانية في حرب تاريخية ضد الفاشية الدينية!
-
سمات المقاومة الإيرانية ومکانتها من وجهة نظر الآخرين
-
المرحلة الأخیرة من عمر نظام الملالي 3-1
-
ما هو مطلب الشعب العراقي؟ 3-3
-
ما هو مطلب الشعب العراقي؟ 3-2
-
نظرة عامة على الوضع في العراق في المعادلات السياسية الإقليمي
...
-
كشف المقاومة الإيرانية النقاب عن فضائح نظام الملالي يثير غضب
...
-
الإطاحة بنظام الملالي هي المطلب الرئيسي للشعب الإيراني سواء
...
-
الملالي في إيران: البقاء في السلطة مهما كان الثمن
المزيد.....
-
صور وتفاصيل مقتل حارق نسخة القرآن سلوان موميكا بالرصاص في ال
...
-
مجددا.. ترامب يتوعد دول البريكس إذا ابتعدت عن الدولار
-
تحقيق CNN.. معلومات صادمة بحادث طائرة الركاب والمروحية العسك
...
-
بعد -صدمة- نتنياهو.. إليكم مشاهد من خان يونس لعملية إطلاق سر
...
-
نشطاء: بطل نفق الحرية زكريا الزبيدي يعانق الحرية بقرار من كت
...
-
وزير خارجية أمريكا يفسر رغبة ترامب في شراء غرينلاند: -ليست م
...
-
مصر.. هل ستحل الاكتشافات الجديدة وعودة الحفر بحقل ظهر أزمة ا
...
-
استمرار العملية العسكرية الإسرائيلية في جنين، واقتحامات لمدن
...
-
تونس: احتجاز 11 روسيا بشبهة -أنشطة إرهابية- بعد العثور بحوزت
...
-
سوريا: الشرع يتعهد بإصدار إعلان دستوري للمرحلة الانتقالية وع
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|