أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امال قرامي - ليت «للمشيشي» عينا فترى ما يلاقي التونسيون/ات من بلاء














المزيد.....

ليت «للمشيشي» عينا فترى ما يلاقي التونسيون/ات من بلاء


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 6865 - 2021 / 4 / 10 - 21:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تقوم المصلحة العامّة على إحداث التوازن بين مختلف المصالح التي تكون في الغالب متعارضة؛ وذلك بهدف توفير مناخ ملائم يضمن الاستقرار السياسيّ والمجتمعي

ويرسّخ العدالة الاجتماعيّة. ويتجلّى التقيّد بمراعاة المصلحة العامّة أوّلا: في مستوى روابط الأفراد المتنوّعة ضمن المجتمع؛ وذلك على أساس الاعتراف المتبادل بوجود الآخرين فيه،وترسيخ مبدإ العيش معا، والاعتراف بين الفاعلين السياسيين والفاعلين الجمعاويين (في المجتمع المدني) بالوجود المتبادل القائم على مبدإ التشاركية. أمّا المستوى الثاني فيظهر في تحقيق التطوّر الاجتماعي والتنمية إذ أنّ المصلحة العامّة تتجسّد في قدرة الدولة على تنمية العنصر البشري في المجتمع وتحقيق المنفعة العامّة وتوفير الرعاية الإجتماعية والرفاهية للجميع وضمان التقدّم ماديا وثقافيّا والتنمية الشاملة والمستدامة.

ولكن أين نحن من كلّ هذا؟ وهل لازالت المصلحة العامّة تمثّل هاجس السياسيّ؟
من الواضح أنّ المصلحة العامّة لم تعد تعتبر موضوع اهتمام المسيّرين للحكومة ولا محور الفعل السياسيّ. فما هو ماثل في أذهان التونسيين هو ارتهان الفعل السياسي واختزاله في تحقيق المصلحة الشخصية وهيمنة منطق حفظ مصالح الحزب الحاكم وتوابعه وأكسساوارته ( من حزام وأساور وأقراط ...) باعتباره يمثّل المحور،ويحتلّ موقع الصدارة. فهل نجحنا بعد كلّ هذه السنوات، في القضاء على سيطرة الحزب الواحد وإحلال واقع التعدديّة الحزبيّة وترسيخ تقاليد العمل المشترك بين من هم في دوائر السلطة ومن هم في موقع المعارضة؟

ومادام الحزب الحاكم حريصا على تحقيق مصالحه وتوفير الامتيازات لقياداته وتيسير الخدمات لأتباعه فإنّ كلّ محاولة للحدّ من استفحال الفساد تبوء بالفشل فلا معنى إذن لقضاء نزيه ما دام عدد من القضاة لا يحكّمون ضمائرهم ولا يراعون المصلحة العامّة، (الزيادات الأخيرة في أجورهم مثالا) ولا أثر لهيئة مكافحة الفساد على أرض الواقع السياسيّ والاجتماعيّ، ولا دلالة لشعار «ناقفو لتونس» ولا لحملات فضح المفسدين ولا ضمانات فعليّة للمبلغيّن عن الفساد إذ تتضارب مصالح المتمسّكين بأولوية مراعاة الصالح العامّ مع مصالح المدافعين عن المصالح الشخصيّة لتفصح عن الفجوات والمفارقات فنحن في الواقع إزاء: رؤيتين للحياة والعالم وتصوّرين مختلفين لممارسة السياسة وهذا يعني أنّ التطابق بين الدال والمدلول قد انعدم وأنّ المصلحة العامة صارت تفهم على أنّها أداة للسلطة والنفوذ ولا وسيلة لنيل الشرعية الفعليّة.

تُصاغ السياسات وتتخذّ القرارات باسم مراعاة المصلحة العامّة ظاهرا، وباسم ضمان المصالح الخاصّة ببعض الفئات على أساس سياسيّ/طبقيّ/ أيديولوجي/جهويّ/ ... باطنا. فتكون النتيجة عدم ثقة الناس في الحكومة باعتبار أنّهم صاروا يتحمّلون هم وحدهم تبعات هذه السياسات التي تُدبّر ليلا بطريقة ارتجاليّة تنّم عن فهم محدود للأزمات وتفضح امتلاك أصحابها عدّة تحليلية قديمة لا تسمح بقراءة الواقع. فما هي جغرافية التهميش اليوم في ظلّ أزمة كورونا؟ وما هي ملامح الفئات المهمّشة الجديدة حسب الحكومة؟ وما هو فهم صائغي هذه السياسات للهشاشة؟

ليت «للمشيشي» وفريقه المهتمّ بطلب ودّ الآخرين عيونا قادرة على الإبصار وآذانا قادرة على الإصغاء...ولكن هيهات لا نخال الفريق الحكومي قادرا على التضحية بالأرائك الوثيرة والمكاتب المريحة في سبيل التجوّل في ربوع البلاد ليعاين أعضاؤه ما يجري في الواقع ويحدّقوا بملء العيون في معاناة التونسيين في وسائل النقل العمومية، والمستشفيات والإدارات العموميّة، ومراكز الشرطة والمؤسسات التربوية والتعليمية وغيرها من الأفضية التي باتت لا توفّر الخدمات بقدر ما تتسبّب في معاناة المتردّدين عليها ومن هنا أفرغت «المصلحة العامّة» من كلّ الدلالات واستبدلت بـ«نفسي نفسي لا يرحم من مات».

ولأنّ الفريق الحكومي لا يعرف الواقع فإنّه يعمل على بناء صورة له أقلّ ما يقال عنها أنّها مشوّهة يكفي أن نشير في هذا الصدد إلى السياسات التي صيغت لمواجهة أزمة كورونا إذ غابت التدابير التي تخصّ الفئات المتعرّضة للعنف الاقتصادي والاجتماعي والمادي والرمزي واختزلت المصلحة في مراعاة مصالح رجال الأعمال ومشاعر فئة المصلّين ...
ولن نبالغ إذا اعتبرنا أنّ فهم الماسكين بزمام الأمر للمصلحة العامّة مشوّش وقد تجاوزه الزمن إذ لا حضور لدلالات المصلحة العامّة الاجتماعيّة، ولا المصلحة العامّة الاقتصادية، ولا المصلحة العامّة البيئية وغيرها من المصطلحات والمفاهيم المعبّرة عن الحراك المعرفيّ والوعي الصادق بضرورة ضمان حقوق المواطنين/ات، ولعلّ أهمّها خلال هذه المرحلة: الحقّ في الحياة والحقّ في حفظ الصحّة، وخاصّة النفسيّة.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسة والقمامة
- لولا الخوف «لزغردت النهضاويات»
- تدمير الفعل السياسيّ
- التدافع
- تمثّل الثامن من آذار ومحدداته
- ألا هبوّا وانزلوا إلى الشوارع
- البون الشاسع بين اهتمامات السياسيين ومشاغل الناس
- من يحمي الأمنيين من أنفسهم؟
- أزمة الرجولة
- المشيشي يعتصم بالحزام والقوى الاحتجاجيّة تطالبه بالبرهنة على ...
- مجلس الهياط والمهايطة
- الإعلام والتطبيع مع العنف
- انتهت الفرص وعيل الصبر
- قراءة في الانتخابات الأمريكية من منظور سياسات الهويات
- جمهور تقوده الأهواء
- المجلس بعيون نوّابه: «وشهد شاهد من أهلها »
- مجتمع يتحوّل.. وقوم لا يبصرون
- مسؤوليّة الإعلام في الحدّ من ظاهرة العنف
- الأحزاب والهجرة اللانظامية
- الغنوشي ومحنة الخروج من موقع القيادة


المزيد.....




- إغلاق المخابز يفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، ومقتل وإصابة أل ...
- هل يهدد التعاون العسكري التركي مع سوريا أمن إسرائيل؟
- مسؤول إسرائيلي: مصر توسع أرصفة الموانئ ومدارج المطارات بسينا ...
- وزارة الطاقة السورية: انقطاع الكهرباء عن كافة أنحاء سوريا
- زاخاروفا تذكر كيشيناو بواجبات الدبلوماسيين الروس في كيشيناو ...
- إعلام: الولايات المتحدة تدرس فرض عقوبات صارمة على السفن التي ...
- الولايات المتحدة.. والدة زعيم عصابة خطيرة تنفجر غضبا على الص ...
- وفاة مدير سابق في شركة -بلومبرغ- وأفراد من أسرته الثرية في ج ...
- لافروف يبحث آفاق التسوية الأوكرانية مع وانغ يي
- البيت الأبيض: ترامب يشارك شخصيا في عملية حل النزاع الأوكراني ...


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امال قرامي - ليت «للمشيشي» عينا فترى ما يلاقي التونسيون/ات من بلاء