عبداللطيف الحسيني
:(شاعر سوري مقيم في برلين).
الحوار المتمدن-العدد: 6864 - 2021 / 4 / 9 - 11:44
المحور:
الادب والفن
دونَ عهد أوتخمينٍ باتَ الكائنُ الجديدُ يبني ذاتَه الخلّاقة على أُسسٍ تَجِبُّ ما انكسرَ فيه أو ضاعَ بينَ سنواتِه التي أمضاها على نمطٍ , أقلُّ ما فيه الخسّةُ والدناءِةُ التي باتتْ لا وجودَ لها في الحياة الجديدة التي تتطلّب ترقيقاً في التعامل والحديث ,تلك صفاتٌ نلمسُهُا و نتقرّاها على الوجوه , وتصرّحُ بها الأفواهُ التي غادرتْها رعونةُ وغدرُ وصفاقةُ سنواتٍ طِوالٍ ,لأنها وُلدتُ وعاشتْ في كنفِ تربيةٍ غير صالحةٍ ذات بعدٍ أُحاديٍّ صقيعيّ لا يقبلُ الآخر ولو كانَ أمامَه وإمَامَه الصوابُ نفسُه, ومن هنا لن تكونَ المفاجأةُ في هذا الاكتشاف الجديد.
فكّكت الأشهرُ الكثيرةُ – القليلةُ مجتمعاً كانت المحاباةُ أعلى صوتٍ فيه وبُنيت الصداقاتُ النفعيّة – الصفقاتُ على ذاك الأساس الهشّ والسقيم , ولأنّها بُنيتْ سقيمةًً وقابلةً للمَوَات في أيّة لحظةٍ يكونُ فيها كتابُ الآخر في يمينه أو في يساره , فمن الطبيعيّ أنْ تتفكّك و تتميّع لتحلّ محلَّها (عداوةُ الصداقة) .
"أنت منذ الآن غيرك" : يطبّقُهُ المرءُ على نفسه وعلى غيرِه حتى على امرىءٍ عرفَه على عجلٍ التقى به في شارعٍ موّارٍ يغلي بتغيير بنيته التي أقصت الآخرَ , ذاك الآخرُ ستكونُ له رؤيتُه الخاصّة التي (يجبُ) على الآخرين تقديرُها و مناقشتُها, و هذا ما ستبديه الأيّامُ عاجلاً , فالوقتُ وقتُ امتحان عسير , ولن تقبلَ الحياةُ إلا ما كانَ واضحاً و مفهوماً و قابلاً لشتى القراءات .
أُرَدّدُ مع محمود درويش .
أنتَ منذ الآن غيرُك .
فلا تحاول الاختباء , فذاك زمنٌ ولّى عهدُه بل انقرض .
#عبداللطيف_الحسيني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟