أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام تيمور - انقلاب في الاردن !















المزيد.....

انقلاب في الاردن !


حسام تيمور

الحوار المتمدن-العدد: 6862 - 2021 / 4 / 7 - 05:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


استمعت الى التسجيل المتداول للانقلابي المزعوم، و هو يحادث رئيس هيئة الاركان الاردني، بخصوص انشطته و طلبه له الحد منها، في تلميح لنشاط يهدد امن "المبغى" الاردني الهاشمي، و كذلك ما تلاه من تصريحات و تصريحات مضادة، لكن هذا ليس مقنعا في شيء، او غير ذا قيمة بمعنى التحليل السياسي، في شقه الامني المؤامراتي ؟!

نقول و نجزم، بأن أول مدخل نحو فهم ما جرى و ما يجري، هو منع زيارة ولي العهد الاردني، لاورشاليم، من قبل السلطات الاسرائيلية، في سياق كورونا و الانتخابات و حمى الخنازير اليهودية، و كان ذلك قبل اسابيع معدودة فقط، دون اثر يذكر في اوساط الاعلام و السياسة، باستثناء قصاصات الانباء ..
و هو الحادث الذي تسبب بشكل مباشر، في الغاء اول زيارة لنتن ياهو، الى الامارات، حسب الاعلام اليهودي نفسه، و المقرب من نتنياهو، و خصوم نتنياهو السياسيين كذلك !
و ربما هناك تصريح ل"نتنياهو"، في هذا السياق، يحمل تلميحا لهذه العلاقة بين الحادثين !
ما يجب علينا توضيحه هنا بشكل قاطع، و بعيدا عن الاستقطابات و السياقات اللحظية، هو ان الموقف المطبع، اي موقف الامارات و البحرين، و السعودية من تحت الدف، و الكويت بتحفظ، هو مع موقف "الليكود" و "نتنياهو"..
كما ان هذا الموقف ليس بالضرورة تبعا لسيرورة نشوء الاستقطابات بين مختلف عناصر هذه المنظومة، و تمفصلات قوى الشد و الجذب المنتجة عبر عقود من الفعل و الممارسة و التعاون، سريا كان ام عمليا، و مكامن التوافق الاستراتيجي، فعليا او ضمنيا، سواء حسب ما تمليه تجاذبات الحكم داخل هذه النظم المركبة نفسها، او خارجها في اطار العلاقات الحذرة بين نفس الانظمة، كامتداد منطقي، ذاتي و موضوعي، للخصوصيات و الحساسيات داخل عمق كل نظام على حدة .. او عشيرة قبلية بهذا المعنى ! و ذلك قبل الحديث عن اي عامل خارجي آخر مساهم في تشكيل هذه الاستقطابات، و فرض هذه الانماط من التبعية، اي الاستقطابات السنية الشيعية كمذهبيات، و الاشتراكية اليمينية، اواخر السبعينات، و تأويلاتها السياسية و الجيوسياسية، اي الكيانات السياسية و الاجتماعية و العسكرية الناتجة عنها، من مصر الناصرية الى العراق و سوريا البعث، و ايران الملالي و المرشد، وصولا الى خارطة الشرق الاوسط بشكلها الحالي، الفوضوي الممسوخ !

ان الموقف المهادن لتل ابيب هنا، كما تتبناه دول الخليج العربي على مدى عقود، ليس فقط، نتاج قراءة عمودية للواقع و مفرزاته، او لا يجب ان يظل مقتصرا على هذه القراءة الضيقة، الغائية، المؤدلجة، التي تذهب نحو انتاج اودلوجة الشرق الاوسط، كما اريد لها ان تكون !
اذ أن القراءة الافقية للمشهد، تقول كذلك بان المحور الموصوف بكونه ممانعا، او خارج نطاق المهادنة و التعاون، هو نفسه المحور اليميني المتشدد داخل تل ابيب نفسها، حيث ان هذا اليمين الأصولي، يتفق بشكل افقي مع سرديات المقاومة و الممانعة، بل إنه حريص عليها و على ازدهارها ربما، اكثر من خصيان اركان البعث، و دمى منظمات و حركات التحرير، و هو نفسه، الذي اغتال "رابين"، ضدا على اطروحة السلام التي مضى اليها الليكود، و العرب/ المطبعون، و القسم الاكبر من سلطة عرفات و كوادره المقاومة و المناضلة، و برعاية البيت الأبيض كذلك، و مباركة محور الغرب، و حتى الشرق !

ان فهم اركان هذا الاستقطاب وحده كفيل بتوضيح المشهد، مشهد المقاومة البئيس، و فدائيي الصهيونية بأثر رجعي، و كذلك تلك الانظمة السرطانية، التي ادمنت تسمين الكلاب و البوليس و الجندرما، باسم مقاومة الاصهيونية، و تحت رعايتها !
اذ ان المستفيد الوحيد كما يظهر للعيان طوال تلك العقود من غسيل الادمغة الممنهج، و رعاية الشعراء و الادباء في كاباريهات الغرب و الشرق، هو دولة اليهود قطعا، او جزء منها بالضرورة، فالنتيجة تؤول دائما، لأحد الخصمين المتناحرين، و هما وجهان لعملة واحدة طبعا، اما اليمين الليكودي المتذبذب، او اليمين المتشدد، الذي يذوب كذلك خلال نفس مراحل صناعة الاستقطاب، فور وصوله الى القرار او سلطة القرار، ليصير يمينا متذبذبا تنشق عنه اصوليات اخرى، يسارية او يمينية او حتى "علمانية" .. كما يحدث الآن، مع اليمين العلماني و اليسار اليميني، و اليمين اليساري !

عودة لنقطة البداية، فالموقف الاردني مؤخرا، من "كذبة القرن"، و كما تم التعبير عنه مرات و مرات، بشكل مضحك و بليد و رديء، يعكس رغبة في الظهور و الاستشهار او حتى ممارسة "البغاء السياسي"، هو نفسه موقف "اليمين الأصولي" .. سواء من حيث الشكل او تفاصيل الموضوع، كما عبر عن ذلك اكثر من مرة زعيما الحزبين الابرز لهذا التيار، و الذي يشمل، رفض المساس باي بؤرة استيطانية كثمن للتسوية، و عدم مقايضة الارض بالارض، و رفض قيام دولة فلسطينية من اساسه، تحت اي اطار او عنوان ؟! اي بقاء الوضع على ما هو عليه ؟!

ان الحكام الاوساخ هنا، سواء في قطر او الاردن، او حتى الكويت، هم بالضبط، بيادق هذا اليمين الاصولي، في حربهم السياسية ضد نتنياهو، و الحرب الاخرى الوجودية، و هي حرب الصهيونية الكبرى، او القضية اليهودية، من منظور وجودي و شمولي !!
و عليه فإن هذه البهلوانيات، هي امتداد لنفس هذه الاصداء، في سياق الطارئ من السياسة في تيل افيف، و الولايات المتحدة، حيث ان محور التطبيع هنا، يمثل التطبيع مع حكومة "نتنياهو"، كاتفاقات او بروتوكولات حكومية، جيوسياسية استراتيجية مصلحية، يدافع عنها المستفيد و يهاجمها بشراسة، المتضرر الذي ليس بالضرورة، رافضا للفكرة او للاتفاق، بل فقط ربما، احد اطرافه !

هل ما يحدث في الاردن يرقى فعلا لانقلاب، او قلاقل، كنتاج لصراع حول الحكم ؟
أو أن ما يحدث مجرد "بورنو" يهودي يميني .. يستلهم ذكرى الملك حسين، اوسخ القوادين و آخرهم ربما، قبل الانتقال فعليا الى مرحلة الملوك " البغايا"، او "البغايا الملوك" ؟
و حيث تعاني "الاردن" الان بالذات، من ازمات اقتصادية خانقة، فإن الفرجة مضمونة، سواء على مستوى النخب السياسية و الفكرية، او العائلة المالكة نفسها، كاصول نخاسة يملكها من يملكها، و حتى السلطات من اجهزة الكلاب الهجينة و القطط السمان، و هو ما ينتظر انظمة "البغاء" العربي باسم المقاومة و الممانعة من المحيط الى الخليج دون نسيان ال البيت الشيعة في طهران، و شيعة عباس و حماس في الضفة و القطاع و المثل يقول ..

"سمن كلبك يأكلك"



#حسام_تيمور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خواطر صباحية.. -مصر و تركيا و الثورة-
- حدث الآن و الأمس، و يحدث دائما
- تفكيكات بنيوية، على هامش التطبيع و الوطنية
- بين التيه و التيه المركب
- من ذاكرة الربيع
- بعد عشر سنوات .. اين حركة 20 فبراير ؟
- ظاهرة التصحر، من منظور التاريخ و الايديولوجيا
- التطبيع و -تامغرابيت-
- امريكا و الديمقراطية الوسخة..
- تأملات سوسيوثقافية بأثر رجعي
- التطبيع مقابل الصحراء، أم -الصحراء مقابل التطبيع- ؟!
- في موقف النهج الديمقراطي من تطورات الصحراء، و الموقف منه
- بخصوص اللقاح الصيني ..
- الولايات المتحدة الامريكية .. ماذا بعد ؟
- لقاح كورونا، بين المؤامرة و المقامرة
- على هامش تصريحات الازمي.. او صراخ الازمة- ..
- بمناسبة اليوم العالمي للمدرس، نظرتان متقابلتان من موقع الفن
- عيد الغفران اليهودي، قرن و تفاح ، قرد بقرة برتقال ..
- مهزلة دولة .. او محاكمة -عمر الراضي- ..
- مهزلة اسمها -تطبيع-


المزيد.....




- يتقدمهم كريستيانو رونالدو.. مبلغ مالي قد يصدمك مقابل كل دعاي ...
- استحداث منصب نائب رئيس منظمة التحرير الفلسطينية
- العالقون في حميميم: عائلات سورية علوية تخشى أن يتم التخلي عن ...
- من هو الكاردينال إردو أبرز الأسماء المتداولة لخلافة البابا ف ...
- -رويترز-: أوروبا تعارض في المحادثات مع الأمريكيين الاعتراف ب ...
- بعدما استدعته الخارجية.. السفير الإيراني في لبنان يعتذر عن ا ...
- لأول مرة.. تداول مشاهد جديدة لاغتيال السادات بالصوت والصورة ...
- أسير أوكراني يدمر طائرة مسيرة كانت تستهدفه مع جندي روسي
- تحليل إسرائيلي حول سر توجه الجيش المصري نحو روسيا والصين
- محمد صلاح يتدخل لإنقاذ قريته من أزمة


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام تيمور - انقلاب في الاردن !